عبد الحليم وسعاد حسني… زواج معطل وعرض مستمر لأمثولة حب مأساوية

عبد الحليم وسعاد حسني… زواج معطل وعرض مستمر لأمثولة حب مأساوية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والنساء

الأربعاء 21 مايو 202511:27 ص

كل حين، يتجدد الجدل في مصر حول العلاقة التي ربطت عبد الحليم حافظ وسعاد حسني. تسعى أسرتا كلّ من الفنانَين لإثبات العلاقة أو نفيها، إلا أن بعض هذه المساعي تنال من الصورة الذهنية الأقرب إلى"الأيقونية" التي رسمها جمهور حليم وسعاد لهما.

حليم بصوته المميز وأغانيه العاطفية التي تخاطب عمق المشاعر والأحاسيس، وتكريس حضوره فنياً كنموذج للمطرب العاطفي، حتى أن خبر وفاته ومشهد جنازته عام 1977 رافقته أخبار عن حالات إغماءات لفتيات وربما حالات انتحار.

وسعاد بوجهها المنحوت وملامحها البريئة وأدوارها الشقية وروحها الحلوة تمثل نموذجاً أيقونياً للجمال الفاتن والسحر الأنثوي، وتظل مثالاً طمحت الكثير من الفنانات الاقتراب منه ومحاولة استنساخه.

الطابع الأسطوري والأيقوني لحليم وسعاد تجلّى في تحويل قصة حياتيهما إلى فيلم سينمائي للأول، كان آخر أدوار الفنان الراحل أحمد زكي (عبد الحليم)، ومسلسل درامي عن سعاد قامت ببطولته منى زكي، يحمل اللقب الذي اشتهرت به سعاد، "السندريلا"، فهي بحق كانت "سندريلا السينما المصرية"، وإن كانت أسرة سعاد اعترضت على المسلسل واتهمته بتشويه سيرتها.

الطابع الأسطوري والأيقوني لحليم وسعاد تجلّى في تحويل قصة حياتيهما إلى فيلم سينمائي للأول، كان آخر أدوار الفنان الراحل أحمد زكي (عبد الحليم)، ومسلسل درامي عن سعاد قامت ببطولته منى زكي، يحمل اللقب الذي اشتهرت به سعاد، "السندريلا"

هذا الطابع الأسطوري الذي أحاط الثنائي عبد الحليم وسعاد حسني، امتد ليشمل علاقتهما العاطفية التي شهدها الوسط الفني المصري في ستينيات القرن الماضي، لنحو خمس سنوات، لم يشك أو يشكك أحد المقربين منهما في هذه العلاقة والحب الجارف الذي جمعهما، حتى أسرتيهما اعترفتا بهذا الحب، لكن ظل الخلاف قائماً هل إنهما تزوجا أم لا؟

أساس الخلاف هو حرص عائلة سعاد حسني على تأكيد هذا الزواج، وهو ما ذكرته سعاد في حوارات أعلنها مفيد فوزي وصدرت في كتب عدة تتناول سيرة السندريلا، من بينها كتاب أصدرته أختها غير الشقيقة جانجاه عبد المنعم، تحدثت فيه عن الزواج بين سعاد وحليم، بل ولوّحت بعقد زواج. وكذلك كتاب منير مطاوع "سندريلا تتكلم"، الذي كان نتاج حوار طويل سجله معها وتحدثت فيه عن زواجها غير المعلن من عبد الحليم، ثم انفصالهما.

تحدثت سعاد في ما يشبه المذكرات التي كتبها منير مطاوع عن بداية العلاقة مع عبد الحليم، وأنها بدأت كعلاقة عطف واحتواء من نجم كبير وفنان متحقق على فتاة في مقتبل عمرها وفي بداية خطواتها في الوسط الفني، ثم انقلب هذا العطف والاهتمام إلى عاطفة، وقالت إنه كان يجد فيها الأم التي حرم منها، وأنها كانت تجد فيه الأب الذي احتواها وخاف عليها، وأنهما تزوجا لنحو خمس سنوات في السرّ، ولم يرد عبد الحليم إعلان الزواج، فانفصلت عنه وهربت من كل مكان يتواجد فيه.

كما أرجعت، بحسب الحوار، عدم حديثها عن الأمر، إلى أنها كانت لا تريد أن يتهمها أحد باستغلال اسم حليم، وحتى لا تعتقد أسرته أنها تريد شيئاً من ميراثه.

في المقابل تسعى أسرة أو "ورثة عبد الحليم" لنفي هذا الزواج، وفي إطار ذلك جاءت الوثيقة التي نشرها ابن شقيقه، محمد شبانة، خلال الأيام الماضية، لتجدد الجدل حول علاقة السندريلا والعندليب، تضمنت ما يمكن اعتباره مناشدة من سعاد ليعود إليها حليم ويهتم بها، وتتضمن كلاماً عن العذاب الذي تعانيه وعدم قدرتها على النوم بسبب تفكيرها في هذا الأمر، واعتبر شبانة هذه الرسالة دليلاً على عدم زواج حليم وسعاد، وقال إنهما ربطتهما علاقة حب صادقة، انتهت سريعاً وظل يربطهما الاحترام المتبادل كزملاء في الوسط الفني.

هذه الوثيقة نفت صحتها أخت سعاد حسني، جنجاه عبد المنعم، وقالت إنها بلا قيمة، بل وقد تنال من سيرة عبد الحليم، (العبارات الواردة فيها -إن صحت نسبتها لسعاد حسني- توحي بتجاهل عبد الحليم لعذابات سعاد في حبها له).

وتردد صدى هذه الوثيقة الجديدة المنسوبة لسعاد في استعادة العلاقة التي قال عنها مفيد فوزي في إحدى حواراته إنه حضر عقد الزواج بين حليم وسعاد عام 1960، وهو ما رد عليه ابن شقيق العندليب بأن سعاد في هذا العام كانت قاصراً، عمرها 17 سنة فكيف ستتزوج حليم بعقد رسمي؟ كما أكد الإذاعي وجدي الحكيم الذي كان مقرباً من عبد الحليم، في أحد حواراته أنهما تزوجا، وكانا على وشك إعلان الزواج لكن الظروف حالت دون ذلك.

من جانبه يصف الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، الوثيقة المنشورة مؤخراً قائلاً: "أسوأ شيء هو أن يتم نشر وثيقة كانت سراً بين اثنين"، مضيفا لرصيف22: "في الحقيقة لا أعرف كيف يجرؤ الورثة على فضح أسرار مورثهم عبد الحليم حافظ؟". مواصلاً التساؤل: "عاش عبد الحليم 15 سنة بعد انتهاء علاقته بسعاد، ولو كان يريد نشر هذه الرسالة لفعل ذلك، لكنه كرجل مصري أصيل يرفض أن يهين إنساناً، فكما يحدث من سعادة وفرحة بين أي اثنين في علاقة حب، يمكن أيضاً أن يحدث بينهما غضب أو ابتعاد".

وتابع أن “هذه الوثيقة ليست قرينة على عدم الزواج، لأن هذه المشاعر المتضاربة تحدث ويحدث أكثر منها بين المحبين".

وتصاعد الجدل حول هذا الأمر الذي وصل في فترة سابقة لإقامة دعوى قضائية من أسرة حليم لإثبات عدم زواجه من سعاد حسني، وهو ما تعجبت منه أخت سعاد مؤكدة في حوارات سابقة أن أسرة حليم خسرت القضية، وأنها لا تعرف سر إلحاح أسرة عبد الحليم على إنكار الزواج الذي اعترف به وشهده الكثير من المقربين منهما، فلم يطالب أحد أسرة عبد الحليم بشيء.

ووصف الشناوي نشر الوثيقة بأنه "خطأ فادح"، وأضاف: "لا أعرف لماذا يعتبر ورثة عبد الحليم ارتباطه بسعاد حسني أنه يقلل من عبد الحليم؟! هذا أمر غريب، فالاثنان نجمان كبيران. سعاد لا تحتاج إلى الاستفادة من نجاح عبد الحليم حافظ، فهي كانت ملء السمع والبصر في حياتها وبعد رحيلها، ومنجزها السينمائي يضاهي، في رأيي، إنجاز عبد الحليم الغنائي، ولا مشكلة أن يكونوا تزوجا، برغم يقيني الشخصي لكثير من الملابسات بأنه لم يتم الزواج، وأتذكر أن الملحن الكبير كمال الطويل حين سألته مباشرة عن هذا الأمر، وكان قريباً جداً من عبد الحليم، قال لي إنه كان يرى سعاداً كثيراً عند عبد الحليم، خصوصاً في فترات مرضه، وكانت بينهما قصة حب ولكن لم تتوّج بالزواج".

هذا السجال تناوله البعض في الوسط الفني باعتباره يمكن أن ينال من سمعة الفنانَين اللذين يُعدان أسطورتين فنيتين لن تتكررا، فعبد الحليم على الرغم من شهرته الجارفة وأغانيه العاطفية التي ارتبطت بها أجيال عدة حتى اليوم، كان مريضاً فقد نهشت البلهارسيا كبده، وظل فترة طويلة يعالج منذ 1973 حتى رحيله 1977، وتوفي عن عمر 48 عاماً، وقبل ذلك كان المرض، الذي لم يكن له علاج وقتها، يطارد عبد الحليم على فترات، وهو ما ذكره الإعلامي مفيد فوزي في إحدى حواراته التلفزيونية كسبب لعدم إعلان أو استمرار زواج حليم وسعاد، مشيراً إلى أن حليم قال لها "أنا مريض وأنت لست ممرضة".

ربما كانت الغيرة الشديدة هي سبب امتناع حليم عن الاعتراف بهذه العلاقة أو الاستمرار فيها، وكانت سعاد متحفظة في الحديث عن حليم، وإن اعترفت بحبها له، وعلاقتهما الفنية قبل العاطفية كانت في تطور مهم، فبعد مشاركتها معه في فيلم "البنات والصيف" عام 1960، حيث أدت دور أخته، كانت ستقوم بدور حبيبته في فيلم "الخطايا"، وتعاقدت على الفيلم بالفعل، بحسب حوار أجرته مع مفيد فوزي، ولكن المخرج حسن الإمام أخبرها أنهم اختاروا نادية لطفي للدور، وهو ما علقت عليه سعاد بأن نادية لطفي كانت الأفضل طبعاً لهذا الدور.

الكتب التي صدرت والحوارات الصحافية والمتلفزة التي أجريت مع سعاد حسني قبل رحيلها المأساوي الغامض في لندن عام 2001 عن عمر 58 عاماً، اهتمت بعلاقة سعاد وحليم كأسطورتين فنيتين، ولم تهتم كثيراً بمسألة إثبات الزواج من عدمه، خصوصاً مع عدم الاستدلال على وثيقة رسمية تؤكد الأمر أو تنفيه.

وفي كتابها السيرة الروائية "حليم بين الماء وبين النار"، الصادر عن دار كتوبيا، تناولت الكاتبة المصرية رضوى الأسود حياة حليم من جوانب شتى، وقالت إنها لم تقع في فخ طرح هذا السؤال المثير للجدل: هل تزوج من سعاد أم لا؟ مضيفة: "خصصت فصلاً عن حليم وسعاد وقررت منذ البداية ألا أناقش هذه الفكرة من الأساس، هل تزوجا أم لا؟ لأنه موضوع جدلي لم يحسم حتى الآن، لكن رصدت قصة الحب الملتهبة التي جمعتهما، وهي قصة كانت بها غيرة شديدة من ناحيته، ثم أنه اختار في النهاية أن يهب حياته لفنه، أو كما يقولون 'أن يتزوج فنه'، ومن هنا تحولت قصة الحب هذه إلى نوع من الجفاء".

وقالت لرصيف22 إن "هناك وثائق كثيرة تظهر بين حين وآخر، ولكن لا شيء يثبت صحتها".

واستندت رضوى في كتابها إلى مذكرات عبد الحليم التي نشرها منير عامر، وسبق أن نشرت في حلقات بمجلة "صباح الخير" عام 1973، ولم يستكملها بسبب مرض حليم لفترة طويلة ثم وفاته. وقالت: "للأسف معظم المذكرات أو كتب السيرة التي تصدر في الدول العربية تكون مليئة بالكذب،لأن المجتمعات العربية بها العديد من المحاذير الدينية والاجتماعية وغيرها، في حين أنهم في الغرب لا يخجلون من تعرية أنفسهم في المذكرات، وفي مذكرات حليم هو ينكر تماما وجود علاقة حب بينه وبين سعاد، ويشير إلى أنها كانت تزوره في منزله الذي يسكن فيه مع أخته ويسدي لها نصائح في بداية مشوارها، وهذا طبعاً كلام ليس صحيحاً، لأن هناك شهادات كثيرة من الوسط الفني على ارتباطهما عاطفياً، وجميع الشهادات تؤكد أنها كانت علاقة حب مشحونة بالتوتر".

وأشارت رضوى إلى أن الطفولة المأساوية لكلا النجمين دفعتهما للتفكير في طريقة تضمن لهما حياة آمنة، فكان صوت حليم طوق النجاة له، ولذلك كرس حياته لفنه، وسعاد أيضاً بعد أن تجاهلها عبد الحليم، وهبت حياتها للتمثيل وأصبحت النجمة الأولى في مصر، ويقال إنهما تقابلا في العرض الخاص لفيلم "خلي بالك من زوزو" وعاملتْه بتجاهل، وكان هناك مسلسل إذاعي لحليم أي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، طلب منها مشاركته بطولته، فأبدت موافقة مبدئية، ثم في النهاية اعتذرت، فاستعان بنجلاء فتحي.

من الكتب التي تناولت حياة سعاد حسني وعرجت على علاقتها بعبد الحليم هو كتاب "سعاد... أسرار الجريمة الخفية" بقلم أختها جنجاه، و"سندريلا تتكلم" بقلم منير مطاوع، و"العندليب والسندريلا... الحقيقة الغائبة" للناقد والمؤرخ الفني أشرف غريب، و"سعاد حسني... بعيداً عن الوطن، ذكريات وحكايات"، بقلم الدكتور عصام عبد الصمد، الذي اقترب من سعاد في آخر أربع سنوات من حياتها، حيث كان يشرف على علاجها في لندن.

تحدثت سعاد في ما يشبه المذكرات التي كتبها منير مطاوع عن بداية العلاقة مع عبد الحليم، وأنها بدأت كعلاقة عطف واحتواء من نجم كبير وفنان متحقق على فتاة في مقتبل عمرها وفي بداية خطواتها في الوسط الفني، ثم انقلب هذا العطف 

ويؤكد الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين في حديثه لرصيف22 أن "مسألة زواج حليم وسعاد مثيرة للجدل منذ نحو 30 عاماً"، موضحاً أن "بعض الإعلاميين أكدوا هذا الزواج في حواراتهم الصحافية والمتلفزة مثل مفيد فوزي ووجدي الحكيم، والبعض الآخر استبعد الزواج، لكن المؤكد أنه كانت بينهما قصة حب"، مضيفاً: "لا أعرف ما المفيد اليوم في إثبات هذا الزواج أو نفيه، فالخطاب الذي ظهر قبل أيام بدعوى أنه ينفي الزواج، يسيء للصورة الذهنية التي تكونت لدى الجمهور عن عبد الحليم بوصفه ملك الرومانسية".

ويتابع: "الصورة الذهنية التي بناها عبد الحليم عن نفسه كطفل يتيم توفيت والدته بعد ولادته، وتوفي والده بعدها بعامين، وتربى في ملجأ، وبدا بصورة الولد الطيب مرهف الحس العصامي الموهوب، كل هذه الصورة التي أنفق حليم نحو 25 عاماً في بنائها منذ 1952 وحتى وفاته 1977 امتدت حتى بعد وفاته بنحو 48 سنة، والرسالة التي نشرت مؤخراً، على فرض صحتها، تهدد تلك الصورة الذهنية".

ويضيف: "هذا يخصم من رصيد الفنان لدى الناس إنسانياً، خاصة أن الجيل الموجود اليوم 80% منهم لا يعرفون عبد الحليم الإنسان؛ فقط يسمعون أغانيه، لكن الأجيال السابقة ارتبطت به إنسانياً، كنموذج للمطرب الرومانسي العصامي، فما يظهر من هذه الوثائق يمكن أن يشوه الصورة الذهنية عن حليم".

ويؤكد سعد الدين أن ردود الفعل حول الوثيقة التي نشرت مؤخراً، بصرف النظر عن مدى صحتها، أظهرت تعاطف الجمهور مع سعاد حسني أكثر من التعاطف مع عبد الحليم، لأسباب كثيرة من بينها أنها سيدة، وثانياً نجمة محبوبة، وثالثاً، نظراً للطريقة المأساوية التي رحلت بها سعاد، يراها الكثيرون لغزاً يخلّدها في خانة المظلومية.





رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image