في ظل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، يتوزع الهم الفلسطيني كالعادة في الجغرافيات المتعددة، بين آلام القطاع النازف، وبين الأسرى الفلسطينيين المحرّرين، وأؤلئك المبعدين، الذين سينتقلون من الأسر إلى المنفى، ما يثير التساؤل عن ظروف هؤلاء الأسرى، وحياتهم في المنفى، ومعاناتهم.
في بحثه "أهداف السياسة الإسرائيلية من الإبعاد والتطهير العرقي"، المنشور منذ أكثر من عقد، يشير الدكتور كمال إبراهيم محمد علاونة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية، إلى أنّ هناك من المصطلحات ما يعبّر عن تلك الحالة، ومنها "الإبعاد"، الذي يعني قيام الطرف القوي بحرمان أو إكراه شخص ما أو جماعة معيّنة على الانتقال من مكان ولادتها قهراً والعيش في مكان آخر، عقاباً لها، و"النفي" وهو الإخراج القسري من جهة قوية، لأخرى ضعيفة، من مكان إلى آخر رغماً عنها. ومنها "الطرد"، وهو إبعاد شخص ما أو جماعة معيّنة من منطقة إلى أخرى، بالاستناد إلى مبرّرات خاصة.
أنواع الإبعاد الفلسطيني
كما يوضح علاونة، في بحثه، أنّ للإبعاد الإسرائيلي للفلسطينيين أنواعاً عدة:
الأول، الإبعاد العسكري للقيادات الفلسطينية المؤثّرة، وقد حدث لـ600 قيادي، منهم 400 من حركة "فتح"، أما البقيّة فيتوزّعون بين 100 من الشخصيات العامة، و100 من اليسار الفلسطيني. والإبعاد الدائم، كما حدث لقيادات "فتح" قبل عام 1992، وقد تراجعت تلك السياسة بعد "أوسلو". وضمن هذا النوع أيضاً يندرج الإبعاد المؤقت زمنياً، كإبعاد 417 عنصراً من "حماس" و"الجهاد"، لمدة عام (1992–1993)، إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، أو الإبعاد المكاني كإبعاد خطباء المسجد الأقصى والمرابطين من الأقصى، أو نوّاب القدس من "حماس"، إلى مناطق السلطة الفلسطينية في رام الله، ومنعهم من زيارة القدس.
والنوع الثاني، الإبعاد العسكري الاختياري، ويحدث للأسرى الفلسطينيين بالتوافق بين الأسرى وإدارة السجون الإسرائيلية، خاصةً ذوي المؤبّدات، لمدة تتراوح من 10 إلى 15 عامًا، وطُبّق على 1،200 أسير. والنوع الثالث، خروج الفلسطيني للعمل أو الدراسة، ثم منعه من العودة بمبرّرات وأشكال مختلفة.
من فندق الماسة في العاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة، يُكمل الأسرى الفلسطينيون المحررون منفاهم، محرومين من العودة لعائلاتهم، وكأنهم خرجوا من سجنٍ صغير ليدخلوا في وطنٍ مؤجل.
ومن السياسات الجديدة للإبعاد، إبعاد الأسرى ضمن عمليات تبادل الأسرى، والتي بدأت عام 2011، بصفقة "وفاء الأحرار" وفيها تمّ استبدال الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بـ1،027 أسيراً، منهم 206 أسرى مُبعدون، توزّعوا على الشكل التالي: 16 إلى سوريا، و11 إلى تركيا، و15 إلى قطر، وواحدة إلى الأردن هي أحلام التميمي، و18 إلى قطاع غزّة لـ3 سنوات، و142 إلى غزّة بشكل دائم، بحسب مركز المعلومات الفلسطيني.
كما تضمّنت صفقة "طوفان الأحرار"، مبعدين؛ ففي الدفعة الثانية أُبعد 70 أسيراً إلى القاهرة، وفي الثالثة 20 إلى غزّة، وفي الرابعة 7 إلى القاهرة، وفي الخامسة 7 أسرى إلى القاهرة، وفي السادسة 24 إلى القاهرة، وفي السابعة 97 إلى القاهرة، انتقل منهم 15 إلى تركيا.
معايير اختيار المنفيين
يوضح حسن بكر قنيطة، مدير هيئة شؤون الأسرى في غزّة، أنّ الإبعاد من أكثر الأمور إيلاماً للأسرى المحرّرين، وينفّذه الاحتلال كانتقام من الأسرى، ولمنع الأجيال من النظر إليهم نظرة الإعجاب والوفاء، مبيّناً أنّ المفاوض الفلسطيني يقبل مكرهاً على شرط الإبعاد حفاظاً على حياة الأسرى من الاغتيال أو إعادة الاعتقال.
ويبيّن قنيطة، لرصيف22، أنّ معظم المبعدين ينحدرون من الضفّة والقدس وأراضي الـ48، أما أسرى غزّة فلم يُبعَد أحد منهم برغم أحكامهم المؤبّدة.
وحول تحديد أسماء الأسرى المبعدين، لم ينفِ قنيطة، تقديمها من قبل الطرف الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ وفد التفاوض يسعى إلى ألّا يفرض الاحتلال رؤيته بتحديد الأسماء، لكنها مفاوضات ويحدث فيها الكثير من التقارب.
لكن الأسير المبعد عيسى الدرابيع، يرفض هذا التفسير، موضّحاً أنّ الاحتلال يوافق على الأسماء بشكل مزاجي وغير منضبط بمعايير واضحة، وهناك من أُبعد دون أن تكون عليه تهم قتل، ويوجد أسرى لديهم عمليات قتل خطيرة وتصنيع عبوات ناسفة ولم يتم إبعادهم.
عقود من الزمن في سجون الاحتلال
أمضى الأسرى المبعدون عقوداً خلف قضبان سجون الاحتلال. يروي الأسير المبعد محمد الطوس، عميد الأسرى الفلسطينيين، وأحد 23 أسيراً تبقّوا من مرحلة ما قبل اتفاق "أوسلو"، تجربته الطويلة، مبيّناً أنّ الأسرى خاضوا أول إضراب عام 1970، واستشهد عبد القادر أبو الفحم، محقّقين بعض التحسينات الصحية، وإدخال المياه الساخنة، وتحسين الطعام. وعام 1980، خاضوا في سجن النقب إضراباً، واستشهد ثلاثة من الشباب، وتم تحقيق إنجاز آخر كبير، هو الحصول على "سرير"، وكانوا قبل ذلك ينامون على "كرتون" على الأرض.
مضت على أسر الأخير، 15 سنةً حتى خاضوا الإضراب الأشهر في عام 1992، حيث استطاع الأسرى الحصول على "غلّاية" كهربائية، و"سخّان" كهربائي، وكان الإنجاز الأكبر أن يقوم الأسير بقلي البيضة بيديه، وشرب الكولا والعصير، كما تمّ السماح بشرب النعناع والميرمية، وكانوا قبلها يرونهما في أيدي السجّانين فحسب.
بعد إطلاق سراحها في صفقة وفاء الأحرار، وجدت أحلام التميمي نفسها مطاردة مجددًا في المنفى. الولايات المتحدة طالبت الأردن بتسليمها لمحاكمتها، رغم أنها قضت 10 سنوات في السجون الإسرائيلية ونُفيت قسرًا. قاومت ذلك قانونيًا، حتى أصدرت محكمة التمييز الأردنية قرارًا نهائيًا يمنع تسليمها
وكان الإنجاز الأهم إدخال المروحة، ويصف الحياة قبل ذلك قائلاً إنّه قضى 15 صيفاً حارقاً، لا يكن أمام الأسير فيها سوى التهوية بـ"الكرتونة"، وشتاءً أكثر قسوةً لعدم وجود غطاء كافٍ للتدفئة. استمرّ النضال بعد عام 1992، ليحصل الأسرى على المعلّبات ويطهوا الطعام بأيديهم.
ويشير الطوس، إلى أنّ أحوال الأسر ارتبطت بتغيّرات السياسة الإسرائيلية، حيث تأتي حكومات اليمين بقوانين صارمة، وسحب أي إنجاز حقّقوه عبر الإضرابات، بسياسة العطاء بيدٍ من خلال الإضرابات، وسحب تلك الحقوق الآدمية بعد فترة قصيرة باليد الأخرى، حتى عام 2000 حيث أصبح هناك نوع من حفظ الكرامة، ولم يعد السجّانون يعتدون على الأسرى.
ويلفت الطوس، إلى أنّ أصعب فترات الأسر كانت بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تغيّرت كل القوانين وسُحبت كل الامتيازات، حتى الراديو، بدعوى أنهم في حالة حرب، ودخلت قوات الجيش الإسرائيلي إلى الزنازين بالسلاح والكلاب البوليسية، محذّرةً من أنّه في أي محاولة للتصدي سيتم إطلاق النار، وقرّر الأسرى عدم المواجهة لتفويت تبرير قتلهم، ما أدى إلى استشهاد 58 أسيراً منهم بالقتل المباشر، وآخرين نتيجة الإهمال. ويضيف: "خرجنا نحمل ندوباً في أجسامنا ولكن معنوياتنا مرتفعة".
فندق الأسرى!
تحوّل فندق الماسة في العاصمة الإدارية الجديدة، في مصر، إلى قبلة الأسرى المحررين، حيث يجتمع أكبر عدد منهم، وتحولت غرفه وردهاته إلى فلسطين مصغّرة، تضمّ أسرى من شتى الفصائل الفلسطينية. ربما كان الفندق هو مكان تجمّعهم الأول بعدما حالت بينهم جدران السجون الإسرائيلية لعقود من الزمن.
يرفض الطوس، النفي، مبيّناً أنّ فلسطين هي مسقط رأسه، والأرض التي قاتل من أجلها، برغم شعوره في أرض الكنانة بأنه بين شعب يحبّه، ولكن يبقى في النفس شوق إلى الوطن.
يوضح الطوس، أنّ المتواجدين في الفندق جمعتهم لقاءات عدة موضوعها الرئيس وحدة الصف الفلسطيني، وهو ما يتّفق عليه الجميع، لأنّ دماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين تستصرخهم أن تكون مصلحة الوطن فوق الحسابات الفصائلية الضيّقة، خاصةً أنّ معظمهم من القادة البارزين في فصائلهم.
يرافق الطوس ابنه، وعادةً ما تأتي عائلات من الداخل الفلسطيني إلى القاهرة لزيارة الأسرى.
النفي إلى قطاع غزّة
يروي الأسير عيسى الدرابيع، أحد الأسرى المنفيين إلى قطاع غزّة، أنه أُسر في سنّ الـ17، بعد انضمامه إلى المجموعات الفدائية، وحُكم عليه بالسجن سبع سنوات. وبعد إطلاق سراحه، انضم إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، حيث تدرّب على يد ضباط محترفين متخرّجين من الكلية العسكرية المصرية، وأصبح من وحدة الرئيس الخاصة.
ويبيّن الدرابيع، في حديثه إلى رصيف22، أنه بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، انضم سرّاً إلى "كتائب شهداء الأقصى"، ونجحت الخليّة في تصنيع عبوات متفجّرة وقتل أحد ضباط العدو وجرح آخرين، وتم اعتقاله عام 2001، وحُكم عليه بالمؤبّد مرّتين، وبعد قضاء 24 سنةً في سجون الاحتلال، تم تحريره في صفقة "طوفان الأحرار".
"ما دمتُ لم ألتقِ بعائلتي وزوجتي وأحتضنهم، فأنا في سجن"؛ بهذه الكلمات يصف الدرابيع، تجربة نفيه، مبيّناً أنّ الهدف الأساس من التحرير هو الالتقاء بعائلته، فأصغر طفل وقت اعتقاله كان عمره 9 أشهر، ويبلغ اليوم 24 عاماً.
أُبعد بعض الأسرى دون تهم قتل، بينما بقي أسرى نفذوا عمليات كبيرة داخل السجون، في قرار إسرائيلي يوصف بـ"المزاجي"، ما يثير تساؤلات حول معايير "الاختيار"
ويوضح الأسير المبعد، أنّ تجربة النفي قاسية، وإن كانت داخل فلسطين، مشيراً إلى أنّ يوم خروجه من الأسر شهد وفاة شقيقه وحماه، ولم يتمكّن من أن يلقي عليهما نظرة الوداع، ما أعاد تذكيره بمأساة أسره حيث فقد 3 من إخوته وابن أخيه ووالده خلال سنواتها.
ويرى الدرابيع، أنّ واجبه بعد نقله إلى القطاع، شكر شعب غزّة على تضحياته لتحرير المحتجزين منذ عشرات السنوات، مناشداً جميع مسؤولي الصفقة أن يعود إلى عائلته، ويلمس أبناءه ويقبّل أقدامهم، وذلك من حقّه كإنسان، فلسطينياً كان أو غير فلسطيني.
من جهتها، تلقي رسالة ماجستير للباحثة دعاء شعبان أبو عبيد، بعنوان "الرضا عن الحياة وعلاقته بقلق المستقبل لدى الأسرى المحررين المبعدين لقطاع غزّة"، في الجامعة الإسلامية بغزة، نظرةً من كثب على أسرى صفقة شاليط المبعدين إلى غزّة، وتوضح الدراسة أنّ 53% منهم شباب تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً، و10% منهم فقط دون الـ30 عاماً.
وتؤكد الرسالة، أنّ رضاهم عن الحياة بلغت نسبته 77.45%، وتصدّره الرضا الاجتماعي بنسبة 84.38%، والاقتصادي 75.69%، والصحي 67.49%، بينما بلغت درجة القلق من المستقبل 62.38%.
وحول دمجهم في المجتمع، بيّنت الدراسة أنّ 78 أسيراً تزوّجوا بعد الإبعاد (69% منهم)، و3 فقط بقوا عُزّاباً بعد سنتين من الإبعاد.
… ومطاردات برغم المنفى
لم يحمِ المنفى جميع الأسرى المحررين من الملاحقة، وإذا كان فقدان الأهل والوطن سمة حال معظم الأسرى المبعدين، فإنّ للأسيرة أحلام التميمي، روايةً أخرى.
تُعدّ أحلام التميمي، ابنة بلدة النبي صالح الفلسطينية، والتي استقرّت عائلتها في الأردن، وكانت أول امرأة تنضم إلى "كتائب القسّام"، وقد قادت منفّذ عملية مطعم "سبارو" في القدس المحتلة، والتي أدّت إلى مقتل 15 إسرائيلياً. اعتُقلت التميمي، في سرادق عزاء والدتها يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر 2001.
قضت التميمي، 10 سنوات في السجن، ولُقّبت بعميدة الأسيرات الفلسطينيات، حتى تحرّرت في صفقة "وفاء الأحرار"، عام 2011، ثم أُبعدت إلى الأردن.
ويروي مصطفى نصر الله، محامي التميمي، تفاصيل حول ملاحقتها مجدداً، لكنها دارت هذه المرة في المنفى، وذلك بعد أن تسلّمت الحكومة الأردنية طلب تسليم في عام 2015، تقدّمت به وزارة الخارجية الأمريكية من أجل تسليم أحلام التميمي، للقضاء الأمريكي، لأنّ العملية التي شاركت فيها أدّت إلى مقتل مجموعة من الإسرائيليين من مزدوجي الجنسية، بينهم أمريكيون. وبرغم سجنها ونفيها، تطالب واشنطن بمحاكمتها مرةً أخرى لديها.
بينما تصف إسرائيل سياسة الإبعاد بأنها "ضرورة أمنية"، يكشف الباحثون أنها وسيلة لعزل النشطاء الفلسطينيين، وتفريغ الأرض من القادة التنظيميين، بهدف دمجهم قسرًا في مجتمعات بديلة. لكن الوقائع تُثبت أن بعض هؤلاء أصبحوا قادة سياسيين وعسكريين أكثر تأثيرًا بعد نفيهم، ما جعل الخطة ترتدّ على من وضعها
ويوضح نصر الله، لرصيف22، أنّ الدستور والقانون الأردنيين يمنعان تسليم الأردنيين لأي جهة، ما جعل الأسيرة تخوض نضالاً قضائياً استمرّ في أروقة المحاكم الأردنية سنتين، نجحت خلالهما في إصدار حكم من المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف الأردنية بمنع تسليمها للسلطات الأمريكية، ثم صادقت محكمة التمييز على القرار.
ويشير محامي التميمي، إلى تجديد واشنطن الطلب منذ أشهر عدة، لكن الدفاع تمسّك بحكم محكمة التمييز بمنع التسليم، وعلى إثره لم تستجب الحكومة الأردنية لطلب الخارجية الأمريكية.
لماذا تُهجّر إسرائيل الفلسطينيين؟
يهدف الإبعاد بالأساس إلى إشاعة كابوس "عدم العودة" بين الفلسطينيين، وإلى تفريغ الأرض من القادة التنظيميين وتفكيك بنية الفصائل، وهو ما حدث قبل الصفقة الأخيرة مع 300 مقاوم فلسطيني تحصّنوا في كنيسة المهد، وقت عملية "السور الواقي" عام 2002، وعلى إثر ذلك قام الاحتلال بإبعاد 39 منهم إلى قطاع غزّة ودول عربية وأوروبية.
وبحسب بحث علاونة، يسعى الاحتلال إلى عزل الأسرى عن المجتمع الفلسطيني ودمجهم قسراً في مجتمعات جديدة، وقد نجحت قوات الاحتلال بصورة مؤقتة في إبعاد قيادات ذات نواة تنظيمية من الطراز الأول، ولكن هذا الهدف فشل بعد أن تسلّمت تلك القيادات مهامّ قياديةً عليا في تنظيماتهم.
وتُغلّف تل أبيب سياسة الإبعاد بإرهاب نفسي وإعلامي، عبر وسائل الإعلام العبرية، لترهيب القيادات الفلسطينية بأنّ سيف الإبعاد مسلّط عليهم، بالإضافة إلى الترويج النفسي لسياسة الإبعاد في الداخل، ووصف الفلسطينيين المبعدين بالإرهابيين الذين يشكّلون خطراً على الجمهور اليهودي، ويسعون إلى تدمير إسرائيل. واستخدمت ورقة الأسرى وإعادتهم إلى الضفة الغربية كأحد مبرّرات وزير الأمن القومي المتطرّف بن غفير، للاستقالة من الحكومة، احتجاجاً على صفقة التبادل الأخيرة، بحسب القناة الـ12 العبرية.
بينما يرى خالد سعيد، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أنّ سياسة الإبعاد سياسة قديمة، وقد أعادت إسرائيل استخدامها من جديد بحقّ الأسرى الفلسطينيين، ولا سيما أصحاب المؤبّدات الذين ترى أنهم يشكّلون خطراً عليها.
ويوضح سعيد، لرصيف22، أنّ فكرة الإبعاد توسّعت بعد عملية "طوفان الأقصى"، لأنّ دوائر السلطة في إسرائيل ترى أنّ رئيس حركة "حماس" الراحل، وصاحب فكرة "طوفان الأقصى"، يحيى السنوار، كان أسيراً من أصحاب المؤبّدات، وكان له فضل كبير في زرع أفكار أدّت إلى عملية "طوفان الأقصى"، وهم يريدون نفي الأسرى الذين يشبهون السنوار إلى الخارج.
ويضيف الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أنّ هناك حالياً توجّهاً نحو تدجين الأسرى، وذلك عبر تطبيق سياسة الوزير المتطرّف بن غفير، من إبعاد الأسرى عن بعضهم، وتشديد مراقبة من يجلسون معاً لفترات، وتجريدهم من امتيازاتهم السابقة، كي لا يحملوا أفكار المقاومة بعد تحرّرهم، وأن إسرائيل تحاول استنساخ شكل جديد لعملية الإبعاد، عبر طرح فكرة إبعاد قادة "حماس" داخل قطاع غزّة، إلى دول أخرى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Bosaina Sharba -
منذ 5 أيامحلو الAudio
شكرا لالكن
رومان حداد -
منذ أسبوعالتحليل عميق، رغم بساطته، شفاف كروح وممتلء كعقل، سأشاهد الفيلم ولكن ما أخشاه أن يكون التحليل أعمق...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعهذا ليس طبيعيا، وهو ينشئ في الحالات القصوى من اضطرابات ومشاكل نفسية. الإنسان العاقل عندما يواجه...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعAnyone that studies human psychology and biological functioning of the body and it's interactions...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوع'لا يسخر قوم من قوم', لا أذكر هذه العنصرية عندما كنت في المدرسة في الجنوب.
للأسف أن المعتقد...
Mohammed Liswi -
منذ أسبوععجبني الموضوع والفكرة