تروي أربع نساء من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قصصهنّ عن معاناة لا توصف مع النزوح، وفقدان أفراد من أسرهنّ، ونقص الرعاية الطبية.
في عام 2024، ومع تصاعد الحروب في غزّة ولبنان والسودان وسوريا ومناطق أخرى، وجد الملايين أنفسهم مجبرين على هجرة منازلهم، تاركين خلفهم الدمار واليأس. وكما هو الحال في أغلب الأحيان، تتحمّل النساء الوزر الأكبر من معاناة النزوح، حيث يواجهنّ العنف والفقدان وانعدام الأفق، بينما يواصلن تقديم الرعاية لأسرهنّ والدعم لمجتمعاتهنّ.
بمناسبة آذار/ مارس، شهر المرأة، جسّدت أربع فنانات قصص أربع نساء نازحات قابلهنّ فريق منظمة "أطباء بلا حدود"، في المناطق المتأثرة بالحروب. ومن خلال فنّهن، حوّلن هذه التجارب إلى روايات بصرية تحمل في طياتها عزيمةً كبيرةً. وننشرها اليوم في رصيف22 بمناسبة عيد الأم، وتكريماً للأمهات النازحات.
ازدهار ومايا… خوف يتنقّل عبر الأجيال في لبنان
إزدهار الدقّار، البالغة من العمر 39 عاماً، هربت مع طفلَيها من الضواحي الجنوبية لبيروت بعد تحذير إسرائيلي من ضربة جوية وشيكة خلال حرب لبنان في أيلول/ سبتمبر 2024.
عندما اندلعت الحرب في الخرطوم، كانت أميرة، على بُعد أيام قليلة من وضع مولودها. وبعد ثلاثة أيام، أنجبت طفلها، ليفارق الحياة ويفارقها بعد ساعات قليلة من ذلك. وفيما أعيى التّعب جسدها بسبب العملية القيصرية المؤلمة، اضطرت إلى تنظيف جرحها بمعقّم اليدين الذي بات الخيار الوحيد المتاح لبقائها على قيد الحياة
قضت ليلتها الأولى في الشوارع، قبل أن تنتقل إلى مأوى العازرية في وسط بيروت. وبرغم مرور أسابيع على انتهاء الحرب، لا تزال تعيش في خوف دائم، إذ كانت الانفجارات تتوالى على بعد كيلومترين فقط منها. أما مايا، ابنتها البالغة من العمر 14 عاماً، فقد اضطرت إلى النضوج بسرعة شديدة، متأثرةً بالحرب وانعدام اليقين الذي يحيط بها.
تتأمل الرسامة اللبنانية مايا فيداوي، قصة إزدهار، من منظور طفولتها، إذ نشأت في خضم الحرب الأهلية اللبنانية، وتنقل في عملها الفنّي حلقة الخوف التي تنتقل من الأمّ إلى أطفالها. إليكم طريقتها الفريدة في تصوير هذه القصة.
أمهات نازحات
أميرة وآية… أمّ جريحة في السودان
عندما اندلعت الحرب في الخرطوم، كانت أميرة، على بُعد أيام قليلة من وضع مولودها. وبعد ثلاثة أيام من بداية النزاع، أنجبت طفلها في مستشفى بحري في شمال الخرطوم، ليفارق الحياة ويفارقها بعد ساعات قليلة من ذلك.
وفيما أعيى التّعب جسدها بسبب العملية القيصرية المؤلمة، وبعدما تقطّعت بها السبل للحصول على رعاية طبية، اضطرت إلى تنظيف جرحها بمعقّم اليدين الذي بات الخيار الوحيد المتاح لبقائها على قيد الحياة.
تُجسّد الفنانة الأردنية آية المبيضين، العذاب الصامت الذي خاضته أميرة، مسلّطةً الضوء على أزمة منسية في السودان، حيث تواجه الأمّهات الحرب والفقد وانهيار أبسط مقوّمات الرعاية الصحية الأساسية.
أمهات نازحات
أمينة وأماني… رحلة نزوح بلا نهاية
في عمق الليل، هربت الجدّة السورية أمينة، من حمص، على دراجة نارية مع ابنها، وتوجّهت مع أفرادٍ عائلتها الثمانية إلى نهر استغرق عبوره ست ساعات، وذلك بعد الإعلان عن سقوط الحكومة السورية السابقة، في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
قضت ازدهار ليلتها الأولى في الشوارع، قبل أن تنتقل إلى مأوى العازرية في وسط بيروت. وبرغم مرور أسابيع على انتهاء الحرب، لا تزال تعيش في خوف دائم، إذ كانت الانفجارات تتوالى على بعد كيلومترين فقط منها.
وكان الخوف من العنف وانعدام اليقين قد دفعا بعدد كبير من السوريين واللبنانيين المقيمين في سوريا للانتقال إلى لبنان. فأُجبرت أمينة، على مغادرة منزلها على عجل، واضطرت إلى التخلي عن ملابسها وبطانياتها على طول الطريق. وبعد عبورهم النهر، وصلوا إلى لبنان خالي الوفاض، وكان زادهم الوحيد الخوف والإرهاق.
تعيد الرسامة السورية أماني العلي، إحياء قصة أمينة، منطلقةً من 13 عاماً من الحرب والتهجير اجتثت ملايين السوريات من بلدهنّ. وتعبّر رسوماتها عن الصدمات الجماعية التي تصيب أشخاصاً لا يزالون يبحثون عن الأمان.
أمهات نازحات
خديجة وصفاء… خمس دقائق غيّرت حياتهما في غزّة
اعتقدت خديجة*، وهي أمّ من غزّة، أنها وجدت مكاناً آمناً تستقر فيه عائلتها قبل أن تتفاجأ بوصول الدبابات الإسرائيلية إلى محيط المكان الذي يأويهم. وفي لحظة مأساوية، انفجرت قذيفة بالقرب منهم، ما أدى إلى إصابة ابنها بجروح خطيرة. وفي المستشفى، حاولت كبح دموعها عندما سألها ابنها: "ماما، لماذا يغطّون عيون بابا؟"، وكان زوجها قد فارق الحياة. دخل ابنها في حالة صدمة شديدة، ولم ينطق بكلمة واحدة لمدة عشرة أيام.
في عمق الليل، هربت الجدّة السورية أمينة، من حمص، على دراجة نارية مع ابنها، وتوجّهت مع أفرادٍ عائلتها الثمانية إلى نهر استغرق عبوره ست ساعات، أما خديجة، وهي أمّ من غزّة، فبمجرد أن وجدت مكاناً آمناً تستقر فيه مع عائلتها، حتى تفاجأت بوصول الدبابات الإسرائيلية إلى محيط المكان الذي يأويهم
تعبّر الفنانة الفلسطينية صفاء عودة، التي نجت هي الأخرى من الحرب في غزّة، عن الحزن والرعب اللذين عاشتهما الأمّهات في غزّة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وعبر عملها الفني، تجسّد دوامة الفقد التي لا تزال عالقةً فيها عائلات فلسطينية كثيرة.
أمهات نازحات
أطباء بلا حدود
أطباء بلا حدود
أمهات في الحرب
أمهات في الحرب
نزوح غزة
أطفال غزة
أطفال غزة
أطفال غزة
أطفال غزة
أمهات نازحات
*تمّ تغيير الأسماء حمايةً للهويّة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جعفر أحمد الكردي -
منذ 12 ساعةجهلك سافر يا هذا ، لو سألت أباك الذي تدعي أنه من أهل الدين والتدين لقال لك بأن شيخك المزعوم كان...
مستخدم مجهول -
منذ 14 ساعةعلى رغم الحزن الي كلنا عمنعيشوا و الي انت كتبت عنه هون بس كثير حلو الي حكيته و اي نحن السوريين...
Souma AZZAM -
منذ 3 أيامالدروز ليسوا نموذجًا واحدًا في الاعتقاد والسلوك. اما في مستوى العقيدة، فهم لا يؤمنون بالسحر، وإن...
محمد دراجي -
منذ 5 أيامأخي الفاضل قبل نشر مقالة عليك بالتحقق خاصة في علم الأنساب والعروش والقبائل فتسمية بني هجرس ولدت...
م.هيثم عادل رشدي -
منذ أسبوعمقال رائع وضع النقاط على الحروف فالحقيقة أن النزاعات جعلت أبناء شعوبنا متشردين ولاجئين ومهاجرين...
Sohila Amr -
منذ أسبوعتعود من جديد شعلة ثورة في نفوس، وكأنها لعنة كلما كذبنا وقلنا انها صدفة او خدعة اصبنا بها ولكن لقد...