تتغير خطوط الموضة والأزياء النسائية اتساقاً مع منجزات الحركات النسائية في العالم. وتعدّ ملابس النساء مقياساً لمدى نجاح المرأة في الحصول على أجزاء من حريتها المفقودة، والأدق القول إن الأزياء هي المعيار، فكلما اتجهت إلى الراحة كأولوية للتسويق لا الشكل تكون النساء قد حققت خطوة جديدة.
لدى التحدث عن توجه دور الأزياء إلى إعطاء أولوية للراحة في اللباس يمكننا سماع صوت الأمهات وهن يتنفسن الصعداء، فما يطلبه المجتمع من النساء ويكرسه النمط الاستهلاكي، بدءاً من المظهر الأنيق إلى مواكبة الموضة إلى "الجسد المثالي" بالمعايير الهوليوودية، لا ينقص مع الأمومة، بل تتراكم المتطلبات الجديدة فوق القديمة.
هل يمكن تخيل أم ترضع طفلها بأناقة، أو تهرع خلف أطفالها وهم يركضون من الرصيف إلى الشارع بالكعب العالي؟ الأمومة تعلّم النساء أن الراحة في الملابس أولوية قبل الأناقة المتشددة، وشركات الأزياء انتبهت مؤخراً لهذا الأمر فوفرت الأمرين معاً، فصارت البدلات الرياضية موضة دارجة، وصارت الأحذية الرياضية تلبس مع البدلات الرسمية.
منذ التسعينيات، لم يعد النقاش حتى مفتوحاً إذا كان للمرأة أن ترتدي البدلة الرسمية أم لا، هذا الملف تم إقفاله.
صراع النساء القديم مع خطوط الأزياء
عام 1870 كانت الممثلة المسرحية سارة برنهارد أول من ارتدى البدلة في أحد العروض، لكنها لم تكن نسائية بل رجالية، فقد كان ارتداء المرأة للبدلة حينها معيباً ولا بد من ارتداء الفستان أو التنانير.
بعد ذلك بسنوات، وتحديداً عام 1910 مع ظهور حركات العصيان المدني، أصبح الأمر أقل تعقيداً إذ صارت المرأة تحتاج لملابس أكثر عملية، ومر الوقت وأصبحت "كوكو شانيل" أشهر مصممات البدلات النسائية الكلاسيكية.
لدى التحدث عن توجه دور الأزياء إلى "الراحة" في اللباس يمكننا سماع صوت الأمهات وهن يتنفسن الصعداء، هل يمكن تخيل أم ترضع طفلها بأناقة، أو تهرع خلف أطفالها وهم يركضون إلى الشارع بالكعب العالي؟
لكن، منذ التسعينيات، لم يعد النقاش حتى مفتوحاً إذا كان للمرأة أن ترتدي البدلة الرسمية أم لا، هذا الملف تم إقفاله.
وبرغم أن البدلة صارت من يوميات النساء في العالم تشير الدراسات إلى وجود خلل ما، فقد لفت دراسة أجراها موقع "Golf support" إلى أن 76% من النساء يعتقدن بوجود تحيز كبير من الشركات المنتجة للملابس الرياضية تجاههن، وقالت الدراسة أيضاً إن 80% من السيدات أصبحن يرتدين الملابس الرياضية وإن كن لا يمارسن الرياضة لأنها عملية ومريحة.
البدلات الرسمية
البدلات الكلاسيكية لم تعد جامدة كالسابق ويقتصر لبسها على اجتماعات العمل أو المناسبات الرسمية فقط، فقد تطورت طريقة ارتدائها بشكل كبير، وصار خيار تحويلها لبدلة غير رسمية بتعديلات بسيطة وارداً، خاصة أن قطاعاً عريضاً من النساء اللواتي يعملن في البنوك وشركات الطيران يعتمدها كزي رسمي.لم تبقٓ الأطقم الرسمية مقتصرة على أقمشة مثل الصوف والكتان، ولم تعد ألوانها محددة في الأزرق أو البني أو الأسود أو الرمادي، فقد صرنا نراها في العروض بألوان زاهية كالأصفر والوردي والبنفسجي.
الطريقة الأسهلة لإكمال أناقة الطقم الرسمي أو البدلة النسائية هي أن يكون القميص بلون محايد، كالأبيض أو الأسود أو الرمادي، جربي أيضاً البلوزة المكشكة والسترات الصوفية الكشمير.
عند ارتدائك البدلة الكلاسيكية اعتمدي القلائد البسيطة والسلاسل الذهبية الصغيرة وابتعدي عن القطع التي تحمل الكثير من الزخارف، حتى تظهري بشكل أنيق ومنظم، فيما يفضل انتعال الأحذية ذات الكعب العالي، فهى أفضل صديق للبدلة النسائية الكلاسيكية.
يمكنكِ إضافة بعض التعديلات إلى البدلة الرسمية مثل انتعال الأحذية الرياضية، واللون الأبيض مناسباً جداً
يمكنكِ إضافة بعض التعديلات إلى البدلة الرسمية حتى تظهر بشكل غير رسمي مثل انتعال الأحذية الرياضية إذ يعتبر الحذاء الرياضي ذو اللون الأبيض مناسباً جداً. هناك حيلة آخرى لجعل البدلة تبدو وكأنها غير رسمية وهي استبدال القميص بالتيشيرت ذي الرسوم الكرتونية. كما يمكن الاستغناء عن سروال البدلة واستبداله بآخر من الجينز، فالموضة أصبحت مرنة أكثر عن ذي قبل.
البدلات الرياضية
ظهرت مؤخراً البدلات الرياضية العملية أو الـ"كاجوال"، وهي لحسن الحظ سهلة الارتداء ومُريحة وذات مظهر جذاب، ويمكن لكل امرأة بسهولة أن ترتدي منها ما يتناسب مع شكل جسمها.تختلف النساء، وتختلف أولوياتهن، هناك من تبحث عن الأناقة وهناك من تبحث عن الراحة وهناك فريق ثالث يريد الجمع بين الاثنين.
وتعد البدلات الرياضية كبيرة الحجم أو كما يُطلق عليها أفضل خيار للفريق الثالث بشرط تنسيقها جيداً واستبدال القميص الواسع بتي شيرت ضيق. لديكِ أيضاً الكثير من الخيارات فيما يتعلق بالألوان ما بين الأحمر والأصفر والفوشيا والأزرق بالإضافة لألوان الباستيل، هذه الألوان ستجعل مظهرك عصرياً.
اختاري البدلة المناسبة لشكل جسمك
تقول رودينا وائل (28 عاماً) إنها تبتعد عن كل الملابس التي تحدد شكل الجسم لأنها تعاني من متلازمة انتفاخ البطن المصاحبة للالتهاب المراري المزمن، لذا تفضل ارتداء الملابس الكبيرة الحجم والبدلات الرياضية الواسعة فوق البطن، على عكس ليلى أحمد التي لا يتعدى وزنها الـ50 كيلوغراماً، فهي لا تفضل هذه النوعية من البدلات الواسعة لأنها لا تعطيها المظهر المطلوب، رغم ذلك فالقاسم المشترك بين السيدتين هو الرغبة فى ملابس أنيقة سريعة تسعفهن عند الخروج بالأولاد للمدارس والتمارين والتسوق.إذا كنتِ من صاحبات الجسد الدائري ينصحك موقع "fashion as a lifestyle" بالابتعاد عن البدلات الفضفاضة أو كبيرة الحجم المنتشرة حالياً، لأنها ستجعل جسدك يبدو أكثر امتلاءً، فالبدلات الرياضية ذات القياس المضبوط غير الضيقة أو الواسعة مناسبة لكِ أكثر، وبالنسبة للألوان فإن البدلات صاحبة اللون الواحد الداكن ستجعلك تبدين أنحف.
ينصح الموقع أيضاَ صاحبات الجسد المستطيل اللواتي يمتلكن حجماً مثالياً للكتفين والوركين بالتركيز على منطقة الخصر والعمل على ألا تبدو ممتلئة، ويجب عليهن تجنب البدلات ذات القصّة المستقيمة التي تبرز منطقة البطن والخصر.
إن كنتِ من صاحبات جسد الكمثرى، أي أن مقاس الوركين والفخذين أكبر من حجم الكتفين، فعليكِ التركيز على قصات السراويل المستقيمة لا الضيقة جداً أو الواسعة جداً.
القاسم المشترك بين معظم الأمهات هو الرغبة في ارتداء ملابس أنيقة سريعة تسعفهن عند الخروج بالأولاد للمدارس أو للتمارين أو للتسوق
أما إن كنتِ من طويلات القامة وتحبين ارتداء البدلات بكافة أنواعها الكلاسيكية والرياضية، فيمكنكِ الاختيار ما بين مجموعة كبيرة ومتنوعة من التصميمات.
تقول أميرة أحمد (40 عاماً) وهي أم لطفلتين، إن طولها يتعدى 180 سنتيمتراً وتعتبر نفسها من ذوات الوزن الزائد قليلاً. جربت أميرة مؤخراً البدلات الرياضية، ووجدت أن خيارها الأفضل هو البدلات ذات السروال الواسع عند القدمين مع السترة التي تميل للضيق، وأحياناً العكس بحيث يكون السروال ضيقاً والسترة كبيرة الحجم.
أي مظهر تريدين؟
إن كنتِ تريدين الظهور بمظهر أنثوي وأنتِ ترتدين البدلات النسائية، فيمكنكِ اتباع بعض النصائح التي وضعها موقع "fashion as a lifestyle" مثل اختيار البدلات التي تجعل الخصر يبدو أصغر، وتجنب السترات المستقيمة، وانتعال الكعب العالي، أما فيما يتعلق بقصة الشعر فينصح الموقع باعتماد تسريحة ذيل الحصان والكعكة المرتفعة أو المنخفضة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...