شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
غزة بين واقع وصورة (2): كيف تخفّف المتفرّج من مسؤوليته حين جعلنا أبطالاً؟

غزة بين واقع وصورة (2): كيف تخفّف المتفرّج من مسؤوليته حين جعلنا أبطالاً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مقال من سلسلة مقالات للكتاب بعنوان: "غزّة بين واقعٍ وصورة"

بإمكان "تسطيح الحقيقة" أن يتحوّل إلى أداة سياسية. ذلك حين لا يكون مجرد ممارسة عرضية تُفرض على السرديات الهشة في أوقات الأزمات، كسرديّة غزة خلال حرب الإبادة، بل جزء من نظام أوسع يُعيد تشكيل الواقع بما يتماشى مع المصالح الكبرى للقوى المسيطرة.

عندما تتحول غزة من مكان حقيقي، يعجّ بالحياة والتفاصيل، إلى صورة مسطّحة مليئة بالأبطال الأسطوريين والضحايا المثاليين وروابط التبرع وتكيّات البازيلاء، فإن ما يحدث هنا هو أكثر من مجرد تزييف للسرديّة؛ إنه إعادة إنتاج لواقع يُرضي رغبات المتحكمين بالسردية العالمية ومصالح الأحزاب اليمينية واليسار الإسلامي.

ولا يُقصد بالتسطيح، إهمال الواقع، بقدر ما هو إعادة تشكيل الأخير ليصبح قابلاً للاستيعاب دون أن يثير أي اضطراب" تصير المأساة قابلة للتسويق، والتعاطف العابر، وتُنتج قضية خالية من تعقيداتها السياسية والإنسانية العميقة، ويُصرف النظر عن "الفيل في الغرفة".

في هذا السياق، وحين تُعطى شخصيات من رواد برامج "البودكاست" و"ريلز إنستغرام" والحلقات التلفزيونية التحليلية التي لا تقدّم سوى شعارات الصمود والمقاومة والقصص الأسطورية، المساحةَ للحديث عن غزّة، فإنها تصبح جزءاً من هذه اللعبة الكبرى، والأكثر دعماً وتلقياً للجوائز والتمجيد والتصفيق.

نظريّاً، لا يملك هؤلاء العمقَ الكافي لفهمِ الجذور الحقيقية للأزمة، ولا الجرأة الكافية للتعبير عنها، ولا حتى الإمكانية لخلق فكرة ملحة تلبي طموح الناس في غزة. إنهم يُعيدون تدوير السردية التي تتماشى مع التوقعات: غزة الصامدة، غزة البطلة، غزة التي تبكي والدماء المتناثرة وبعض المصطلحات المكررة كـ"الجينسايد".

حين تصبح غزة مجرد مكان مليء بالأبطال الذين يتحملون كل شيء بصمت، فإن ذلك يُخفف من الشعور بالمسؤولية لدى المتلقي.

لكن هذه السردية لا تطالب بأي شيء فعلي. ولا يمكنها صنع أي حالة ضغط، سواءً على حماس أو إسرائيل أو على "ثورجيي" الخارج في مقاهي العواصم العربية، أو حتى على الضفة الغربية.

في المقابل، يتم تهميش المثقفين والأدباء الذين يحاولون كسر هذه الرواية، وتخوينهم وتهديدهم بالقتل والتشويه المتعمد لمفاصل حياتهم، ذلك لأنهم ببساطة يطرحون أسئلة لا يريد أحد الإجابة عليها.

"التسطيح" ليس مجرد إسكات للحقيقة، بل هو توجيه للرأي العام بطريقة تجعل القضية تبدو أقل إلحاحاً وأقل تعقيداً. فحين تصبح غزة مجرد مكان مليء بالأبطال الذين يتحملون كل شيء بصمت، فإن ذلك يُخفف من الشعور بالمسؤولية لدى المتلقي.

"أبطال، الله ينصرهم". هذه الرسالة، التي تُعاد صياغتها في كل مرة تُعرض فيها صور مبتذلة عن المعاناة في غزة، تبرر التقاعس السياسي والأخلاقي عن معالجة الجذور الحقيقية للمأساة.

لا أحد يتحدث عن الاحتلال كمفهوم سياسي واقتصادي واستيطاني إحلالي، لا يعبأ بشخصية البطل، بل بتحقيق المكتسبات على الأرض، وهو المستفيد الأول من هذه الحالة. تُختصر القضية في صور إنسانية وشاعرية، لا ترقى ولو لدرجة بسيطة لما نعيشه اليوم في غزة، وتهدف إلى إثارة المشاعر، لا إلى إحداث تغيير.

تدرك القوى السياسية والإعلامية التي تُروج لهذه السردية أن الحفاظ على هذه "الصورة المختصرة" يخدم مصالحها. فغزة كرمز للمعاناة والصمود هي صورة سهلة التوجيه، يمكن استخدامها في جمع التبرعات، وفي تعزيز السرديات السياسية، وحتى في تسويق المبادرات التي تبدو إنسانية على السطح، لكنها لا تُغير شيئاً في الواقع.

أما المثقفون الذين يُحاولون تقديم روايات أكثر تعقيداً، تُظهر غزة ككيان إنساني مليء بالتناقضات والألم والحب والضعف والقوة، يُعتبرون خطراً لأنهم يُفسدون هذه الصورة القابلة للتسويق. إنهم يكشفون الزيف، ويُعيدون التركيز على ما هو مهم حقاً، وهو الإنسان الذي يعيش خلف هذه الصور.

الأمر الأكثر خطورة، هو أن هذا التسطيح يُعيد تشكيل نظرة سكان غزة لأنفسهم. عندما تُصبح الصورة المسطّحة هي الصورة الوحيدة التي تُعرض عنهم، يبدأ الناس في غزة بتبني هذه السردية، برؤية أنفسهم أبطالاً دائمين أو ضحايا دائمين، أو أن التسوّل هو ظاهرة طبيعية وغير معيبة، دون أن يُدركوا أنهم أكثر من ذلك بكثير.

كما أن هذه السردية تُقيد قدرتهم على التفكير في المستقبل، على تخيل أدوار أخرى لأنفسهم خارج هذا الإطار الضيق. والمثقف الذي يُحاول تحدي هذا الإطار لا يُواجه رفضاً من خارج غزة فحسب، بل أصبح يُواجه مقاومة داخلية الآن من مجتمع أصبح يرى في هذه السردية جزءاً من هويته الطبيعية، وأن الخيمة هي شيء عادي وطبيعي وأن المطالبة بما هو أكبر من خيمة يعتبر مطلباً فيه نوع من الترف.

في نهاية المطاف، يصبح التسطيح أداة لاستدامة الوضع القائم، لتبرير الظلم، ولإبقاء غزة في دائرة المأساة التي تُباع وتُستهلك دون أن تُحلّ.

الضحية المثالية: استلاب الكرامة الفردية

الضحية المثالية ليست مجرد نتاج لرغبة الخارج في تسطيح المأساة، إنما هي أيضاً انعكاس لعلاقة القوة بين المظلوم والمُتعاطف. في هذه العلاقة، هناك طرف يملك القدرة على التعاطف دون تكلفة، وطرف آخر يُطلب منه أن يُظهر مأساته وصموده بطريقة تلائم توقعات هذا التعاطف.

الضحية المثالية لا تُخلق فقط لإرضاء ضمير من هم خارج غزة، بل لتأكيد هيمنة هذا المتعاطف. التعاطف هنا يصبح أداة للسيطرة، لا للتغيير. إنه يُعيد إنتاج ديناميكيات السلطة، حيث يظل المظلوم في موقع العاجز الذي يعتمد على الآخر ليُصدق روايته، وليُعطيه شرعية وجوده كضحية، ومن ثم ليساعده مادياً.

في هذا السياق، تُصبح الضحية المثالية أشبه بأداة رمزية تُثبت "إنسانية" المتعاطف، بينما تُبقي على المظلوم في موقعه دون تغيير حقيقي. العالم العربي لا يريد أن يرى ضحية تُطالب بحقوقها بجرأة، أو تُناقش الأسباب الحقيقية لمعاناتها، لأن ذلك يجبره على مواجهة أسئلة صعبة.

تُصبح الضحية المثالية أشبه بأداة رمزية تُثبت "إنسانية" المتعاطف، بينما تُبقي على المظلوم في موقعه دون تغيير حقيقي. العالم العربي لا يريد أن يرى ضحية تُطالب بحقوقها بجرأة، أو تُناقش الأسباب الحقيقية لمعاناتها، لأن ذلك يجبره على مواجهة أسئلة صعبة

يريد ضحية تعاني "بأناقة"، تُقدم آلامها في إطار يناسب استهلاك المتفرج، ويُبقيه في موقع المسيطر على السردية. هذا النوع من التعاطف، كما وصفه الفيلسوف سلافوي جيجك، هو تعاطف يعزز النظام القائم بدلاً من تغييره. إنه تعاطف يكتفي بالبكاء على المأساة دون أن يُزعزع الأسس التي تنتجها.

لكن، ماذا يحدث عندما تحاول الضحية كسر هذا الإطار؟ عندما تقرر أن تتحدث بلسانها، لا وفق ما يريده الآخرون، بل بما يعكس حقيقتها؟ تصبح الضحية غير مرغوب فيها. تفقد مكانتها "المثالية"، وربما تشكل مثار تهديد. لأن الضحية التي ترفض أن تُعامل كرمز فقط، وتطالب بأن تُرى كإنسان كامل، تُعكر الصفو الأخلاقي للمتعاطف وتُجبره على مواجهة حقيقته كطرف في معادلة الظلم، لا كمراقب خارجي محايد. وتفضح كم أن هذا الشخص معيب، بداية بتضامنه ومن ثم بإملائه ما يرى على ما لا يعيش.

الضحية المثالية، إذاً، ليست مجرد بناء اجتماعي يُفرض من الخارج، بل هي علاقة معقدة تتشابك فيها القوى والمصالح والرغبات، وتؤكد على تبعية المظلوم وتُعيد إنتاجها. كما تستخدم أيضاً لتبرير عجز المجتمع الدولي عن إحداث تغيير حقيقي.

طالما أن الضحية تظل في هذا الإطار المثالي، يمكن للعالم أن يقول: "لقد رأينا، لقد تعاطفنا وكل العيون على... إلخ"، دون أن يفعل شيئاً على الأرض. وهكذا، تصبح الضحية المثالية وسيلة لإدامة الوضع القائم، بدلاً من أن تكون خطوة نحو تغييره.

يكمن التحدي الحقيقي ليس فقط في كسر الصورة النمطية للضحية المثالية، بل في مواجهة النظام الذي ينتجها ويعيد إنتاجها. لأن هذا النظام لا يُبقي فقط على الظلم، بل يُفرغه من معناه الأخلاقي والسياسي، ليصبح مجرد حالة درامية تثير المشاعر، خالية من المطالبة بأي تغيير.

صناعة الصورة المزيفة

صناعة الصورة المزيفة ليست مجرد فعل مقصود لأجل تشكيل انطباع معين عن غزة، بل هي جزء من نظام أعمق يرتكز على ديناميكيات الهيمنة والسيطرة العالمية. هذه العملية الممنهجة لا تهدف إلى تكييف الواقع بما يتماشى مع احتياجات الجمهور الدولي وحسب، إنما تعمل كذلك على إحداث تحول في طريقة فهم الناس لأنفسهم داخل غزة، وكيف يعيدون إنتاج هذه الصور التي تُصدر عنهم. إنها ليست مجرد اختزال لسكان غزة إلى أدوار الضحايا أو الأبطال، بل هي آلية تُعيد تعريف علاقتهم بذواتهم، بمكانهم، وبالعالم.

ما وراء الستار، هناك شبكة معقدة من المصالح التي تتحكم في هذه الصورة. الإعلام الدولي، الذي يبدو وكأنه يعمل على تسليط الضوء على المعاناة. لكنه في الحقيقة يتعامل مع المأساة كمنتج يمكن بيعه. هذه القصص "القابلة للتسويق" تُصنع بدقة لتلبي حاجات السوق الإعلامية: مشاهد درامية، عواطف مكثفة، وفيديوهات تفجير الدبابات والكمائن وحبكة تناسب الجمهور الذي لا يريد أن يتورط في تعقيدات الواقع السياسي أو الاجتماعي في غزة.

صراعنا اليوم على قيمة حياة الغزي، على الحق في أن تُروى قصته كما هي، لا كما يُراد لها أن تُروى. هذه المعركة ليست مجرد معركة إعلامية أو سياسية، بل هي معركة وجودية تُحدد كيف يرى سكان غزة أنفسهم، وكيف يُريدون أن يراهم الآخرون

هذا الصورة "المصنوعة" ليست بالتأكيد انعكاساً للحقيقة، بل هي بناء رمزي يخدم أجندات محددة من ضمنها رواية الاحتلال عن غزة. إنها تقدم غزة كحالة إنسانية تستحق التعاطف، ولديها جيش نظامي يحارب الاحتلال. لكنها لا تبحث عن جذور الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة أصلاً، وربما ذهبت إلى المساهمة في إطالة أمد الحرب.

من منظور أوسع، يمكن النظر إلى هذه الصورة المزيفة كجزء من الهيمنة الثقافية التي وصفها أنطونيو غرامشي. القوى المسيطرة لا تفرض سيطرتها فقط من خلال القوة المادية، بل كذلك من خلال السيطرة على الخطاب والصور والسرديات التي تشكل الوعي الجماعي.

وحين يتبنى الناس، داخل غزة، الصورة التي تُستهلك في الخارج، يصبح الصراع ليس فقط مع الاحتلال أو الحصار، إنما أيضاً مع الهوية المشوهة التي تُبنى من خلال هذه الصور لأناس منهكة من الحرب وجائعة، طعامها يُسرق ويباع في الأسواق بأسعار تناسب اللصوص وأصحاب روابط التبرع والمحتالين.

المنظمات الإنسانية، بدورها، تُساهم في هذه الديناميكية. ففي سعيها لجمع التبرعات، تُركز على الصور التي تثير التعاطف. لكنها لا تناقش السياقات السياسية التي تخلق المعاناة، بدعوى التزامها بالحيادية وعدم التدخل في السياسة. هذه الصور تجعل القضية تبدو كأزمة إنسانية بحتة، تبتعد عن جوهرها السياسي والاجتماعي. فيخدم هذا الاختزال نظاماً عالمياً يفضل الإبقاء على الوضع كما هو، لأنه يُزيل المسؤولية عن القوى التي تساهم في استمرار هذه الأزمة.

ما يزيد الأمر إشكالية هو أن بعض الأصوات المحلية تندفع للاندماج في هذا النظام السلطوي، المكون من صور تريد إسرائيل أن تُبقي عليها وأخرى تريد حماس أن تبقي عليها من صورة الانتصار في غزة، لأنها ترى في ذلك الطريقةَ الوحيدة للظهور وجمع التبرعات وتصدير صورة البطل دون دفع أي ثمن.

هذه الأصوات تساهم في إنتاج الصورة المزيفة، لأنها تدرك أن أي محاولة للخروج عن هذا الدور قد تؤدي إلى تهميشها أو تجاهلها، كونها لا تمتلك قاعدة جماهيرية فعلية، ولا تمتلك شيئاً تقدمه خارج هذا الدور. 

هكذا، تتحول صناعة الصورة المزيفة إلى آلية معقدة من التعاون غير المعلن بين الداخل والخارج، بين من ينتج الصورة ومن يعيد تدويرها.

من اللافت أن الصورة النهائية التي يتم رسمها لغزة، غالباً ما يتم اختزالها في إطار ضيق يهمش تعقيداتها ويطمس تعدديتها الثقافية والاجتماعية، فتصبح غزة في كثير من السرديات مجرد خلفية لروايات تكتب من منظور خارجي، دون إدراك أن في غزة مجتمع حي نابض بالتعددية والتنوع. ففي داخل هذا الفضاء الجغرافي، تتشابك قصص الأفراد والعائلات التي تحمل في طياتها تفاصيل يومية معقدة: أفراح صغيرة، آمال مستمرة، تقاليد متجذرة، أحلام فردية وجماعية.

فهم غزة بعمق يتطلب تجاوز النظرة السطحية المختزلة، لنصل إلى مرحلة الاعتراف أن غزة هي ترس من ديناميكية التجارب الإنسانية البحتة، والتي لا يمكن بأي حال من الاحوال اختزالها وتجريدها من غناها المعرفي والقيمة التي تصدرها

ما وراء الستار، إذاً، ثمة صراع أعمق على من يملك الحق في تعريف غزة، وعلى من يملك السردية. هذا الصراع ليس صراعاً بين الداخل والخارج فقط، إنما أيضاً بين الأصوات التي تحاول تقديم روايات حقيقية داخل غزة، وبين النظام المتحكم بالسردية ولديه القدرة على إدارة صور الانتصار والهزيمة بفيديوهات تدغدغ المشاعر، والذي يفضل بطبيعة الحال الصورة المزيفة والأقرب لتحقيق الأهداف المتمثلة بقولبة غزة. 

نقولها حقّاً، كغزيين، إن صراعنا اليوم على قيمة حياة الغزي، على الحق في أن تُروى قصته كما هي، لا كما يُراد لها أن تُروى. هذه المعركة ليست مجرد معركة إعلامية أو سياسية، بل هي معركة وجودية تُحدد كيف يرى سكان غزة أنفسهم، وكيف يُريدون أن يراهم الآخرون.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

ألم يحن الوقت لتأديب الخدائع الكبرى؟

لا مكان للكلل أو الملل في رصيف22، إذ لا نتوانى البتّة في إسقاط القناع عن الأقاويل التّي يروّج لها أهل السّلطة وأنصارهم. معاً، يمكننا دحض الأكاذيب من دون خشية وخلق مجتمعٍ يتطلّع إلى الشفافيّة والوضوح كركيزةٍ لمبادئه وأفكاره. 

Website by WhiteBeard
Popup Image