شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
غداً كابوس… فمتى نلجم الزمن عن تكرار تاريخٍ لا يكسر دائرة الألم؟

غداً كابوس… فمتى نلجم الزمن عن تكرار تاريخٍ لا يكسر دائرة الألم؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة نحن والفئات المهمشة

الأربعاء 27 نوفمبر 202404:52 م

انتهت الحرب؟ يقولون إن اتفاق الهدنة صار ساري المفعول. يقولون الكثير وسيقولون. لكن الأسئلة، وما أكثرها، يجب أن تُسأل، وأن نسأل يعني أننا نبحث عما نعتقده خلاصنا، وللخلاص طريق واحد، وللأسئلة أن تفتح أمامنا الأبواب التي أوصدوها، كُلّ على طريقته. 

فمَن يحفر لذكرى الأحبّة الخلود، ويعيد جباههم من ذاكرة الصور المتفحّمة؟ كيف تعود للسماء ضحكات أطفالنا، وللأرض الأمان؟

مَن ذا يواسي الأرواح الممزقة والأجنحة المتكسّرة؟ مَن يضمّد أوجاع الجرحى وينزع شظايا القلوب؟ ومَن يدفّئ، بعد غدٍ، اليتامى في الليالي القارسة؟

مَن يلتفت إلى المعوقين المترنحين بين الرجاء والانكسار؟ مَن يطفئ أصوات القذائف في آذان الأطفال، ويمحو الخوف ويعيد للطفولة الأحلام؟ كيف تنجلي دماء الأبرياء الصامدة عن الجدران؟

والأهم أن نعود. أن تشرق بيروت برونقها متألقة، ويزهر سهل البقاع. أن نعود جنوباً، أن نعود إلى جنوبنا، إلى جنوب لبنان، إلى قرانا المنكوبة بعد حفلة الجنون والموت

مَن يرسل للنازحين عبق بيوتهم المهدمة؟ مَن يغسل الأفق من غيوم القذائف، ويسقي شجرة الزيتون؟

والأهم أن نعود. أن تشرق بيروت برونقها متألقة، ويزهر سهل البقاع. أن نعود جنوباً، أن نعود إلى جنوبنا، إلى جنوب لبنان، إلى قرانا المنكوبة بعد حفلة الجنون والموت.

لم يرقص الأعداء على جثث الشهداء، ولكن… هل طيف الموت يكفينا؟ غداً الصمت بعد عصف القصف، فهل مَن يسمع أنين الناس؟ هل مَن ينتشل الناجيات من تحت الركام، ويستكين ليسمع في السكون أصوات النساء؟

متى العمل، للعلى للعلم… متى الوطن؟ ومتى نركب ركبَ العبور من الظلمةِ إلى النور؟ متى ننهض كلنا بالوطن؟

البارحة المفاوضات ورسم الاتفاقات والصفقات، لا التهليل ولا التهويل لا التباهي ولا التباكي، اليوم مَن يطعم الجياع؟ وغداً؟ ماذا بعد الجدل العقيم؟ نتنفس الصعداء الآن… ومتى نعود؟ ومتى تعودُ للحياة الحياة؟ ومتى نقوم للبناء؟ ومتى نذهب سوياً نبني دولةً ترعانا؟ متى ننتزع حقوقاً من نصف قرن لم نعهد ذكرها؟ متى نوقف عن الأجيال توارث الصدمات، ونلجم الزمن عن تكرار تاريخٍ لا يكسر دائرة الألم؟

متى العمل، للعلى للعلم… متى الوطن؟ ومتى نركب ركبَ العبور من الظلمةِ إلى النور؟ متى ننهض كلنا بالوطن؟

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image