شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
كيف ستؤثر عودة ترامب على علاقة موسكو بطهران؟ وأيّ موقف ينتظر بوتين؟

كيف ستؤثر عودة ترامب على علاقة موسكو بطهران؟ وأيّ موقف ينتظر بوتين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

فيما تأتي عودة الرئيس الأمريكي السابق والقادم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، برداً وسلاماً على بعض الدول أو المسارح الدولية، تثير النُذر والشرر ويشوبها غموض نسبي في ساحات أخرى، ومنها علاقات موسكو المتطورة مع طهران، لا سيما في ظل رغبة ترامب في إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، ولو على حساب الأخيرة. فهذه الحرب قرّبت روسيا من الصين وإيران، الدولتين اللتين تحظيان بعداء ترامب المستفحل.

وبرغم تطوّر العلاقات الروسية الإيرانية منذ مطلع الألفية الحالية، وتسارع تطورها بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن علاقة الجانبين غالباً ما يشوبها استخدام كلٍّ منهما للآخر كورقة تفاوضية في تفاهماته وتوافقاته مع الجانب الغربي، وفق ما يرد بالتفصيل في ورقة الكاتب البحثية في مركز الدراسات العربية الأوراسية.

على ذلك نظرت موسكو بحذر إلى وعود انتخابية وتصريحات وتوجهات أطلقها الرئيس الإيراني "الإصلاحي" مسعود بزشكيان، لإعادة انفتاح طهران على العالم الغربي من بوابة إعادة إحياء/تجديد الاتفاق النووي مع إيران. وهو ما تنظر إليه موسكو بسلبية نسبية، نتيجة خصوصية تطال إيران، لا سيما المكانة المرموقة لطهران في سوق الطاقة العالمي، بجانب قضايا جيو-سياسية وجيو-إستراتيجية تتعلق بمسائل تخصّ الأمن والتجارة وممراتها.

بجوار خصوصية إيران، تدخل طهران ضمن عمومية رصّ موسكو صفوف دول الجنوب العالمي في مواجهة نظام الأحادية القطبية المهيمَن عليه غربياً، للوصول إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب، وهو هدف عام مشترك للدولتين.

وبالنظر إلى عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بات التوجس إيراني الطابع، عبر تخوف طهران من إمكانية بيعها من قبل روسيا في تفاهماتها المستقبلية المحتملة مع واشنطن، ما يطرح التساؤل حول إمكانية توقيع الجانبين اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما؟

"عودة ترامب ستؤثر لا محالة على شكل التحالفات والعلاقات في الشرق والغرب"، حسب باحث الدكتوراه في العلاقات الدولية رمضان الشافعي غيث، فالقلق من عودته يتشاركه حلفاء وخصوم واشنطن في الوقت نفسه.

مع ذلك، ستواصل روسيا وإيران سياسة الاتجاه شرقاً، نتيجة قلّة البدائل أمامهما. وترامب مهما فعل، حتى وإن حقق تعهداته بوقف حربَي الشرق الأوسط وأوكرانيا، فإنه لن يكون حليفاً لإيران أو روسيا، حسبما يضيف الشافعي غيث، لرصيف22.

شرق أوروبا والمتوسط

توطدت "الشراكة الإستراتيجية" بين الجانبين منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، وتقدمت بشكل كبير في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط مع تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزّة، حسب "جيمس تاون"، وهي مؤسسة معنية بإعلام صانعي السياسات والمجتمعات الأوسع بأحداث واتجاهات المجتمعات المهمة للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها. 

فيما تأتي عودة ترامب إلى البيت الأبيض، برداً وسلاماً على بعض الدول أو المسارح الدولية، تثير النُذر والشرر ويشوبها غموض نسبي في ساحات أخرى، ومنها علاقات موسكو المتطورة مع طهران، لا سيما في ظل رغبة ترامب في إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، ولو على حساب الأخيرة 

مع ذلك، تأتي هذه الشراكة بثمن باهظ على موسكو، التي تقوم إستراتيجيتها الشرق أوسطية على التموضع كمحاور قيّم مع كل الدول الإقليمية دون انحياز لأي طرف في صراعاتها التي لا تُعد ولا تحصى. وهو تكتيك لم يعد ممكناً اليوم، نظراً إلى حاجة موسكو إلى تدفق متواصل لمسيّرات وصواريخ إيران، بالإضافة إلى إعادة توجيه التجارة الروسية إلى الجنوب والشرق للالتفاف على العقوبات الغربية، وهي "الجهات الفاعلة الدافعة لهذا التحول".

فوفقاً للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، "ترى موسكو في كلتا الحربين مجموعةً من الديناميات المترابطة في المجالات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، حيث أدت حرب أوكرانيا إلى تكثيف مواجهة روسيا مع الغرب، ما دفعها لتعزيز علاقاتها مع الدول التي تشاركها العداء للغرب، خصوصاً إيران وكوريا الشمالية، وتالياً قرّبت موسكو من إيران وأبعدتها عن إسرائيل خاصةً مع التصعيد الجاري في الشرق الأوسط، حيث يتزايد تورط تل أبيب، حليفة واشنطن، في حرب استنزاف طويلة، وهو ما يتماشى مع مصلحة موسكو في تحويل الموارد الأمريكية والأوروبية بعيداً عن المسرح الأوكراني".

على ذلك، ما لم يتغير هذا الوضع بفعل "تطور متطرف"، يرجّح استمرار دعم موسكو لإيران ووكلائها مع الاستفادة منهم. مستوى ومدى هذا الدعم يعتمدان مباشرةً على درجة تورط واشنطن في هذه الحرب؛كلما ازداد تدخلها ازداد تدخّل روسيا.

حالياً، "هناك قواسم مشتركة بين الجانبين في ملفات إقليمية ودولية عدة. الروس لن يرغبوا في ترك إيران وحيدةً في هذه المواجهة الحاصلة في الشرق الأوسط، إلا أن الارتياب يخالطهم تجاه طموحها الإقليمي. وهم في هذا السياق يتفقون مع الولايات المتحدة بضرورة بقاء النظام الإيراني ضعيفاً"، حسب أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة كويا في أربيل، سربست نبي، الذي يضيف: "كذلك، ما يهم موسكو حالياً انكفاء النظام الإيراني إلى حدوده الداخلية دون أن يسبب إرباكاً أو إزعاجاً لهم في سوريا، ويتفقون مع واشنطن في ذلك. وهو ما سيتفقون على تحقيقه معاً".

يقول نبي لرصيف22:"هذا لا يعني توافقاً تاماً بين موسكو وواشنطن بخصوص طهران، فموسكو تدفع إيران لمواجهة الولايات المتحدة، لذا يحرص بوتين على تقوية علاقاته معها. كذلك، ونتيجة عيون بوتين الشاخصة إلى الخليج العربي، تخشى واشنطن من ضعف زائد يفضي إلى سقوط النظام الإيراني. وتالياً، يتيح المجال لوصول روسيا إلى الخليج العربي، ما يترتب عنه ضرر كبير على أمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية".

مؤخراً، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوماً رئاسياً يقضي بتوجيه وزارة الخارجية للترويج لتوقيع الاتفاقية على أعلى مستوى. وقد كان من المتوقع توقيعها خلال لقائه بزشكيان، خلال مشاركة الأخير في قمة "بريكس"المنعقدة في مدينة قازان الروسية، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

علماً بأن الشراكة المأمولة تأتي على خلفية اتفاق سابق وقّعه الجانبان عام 2001، ولمدة عشر سنوات قابلة للتمديد لمدة خمس سنوات تلقائياً، ما لم يُخطر أي الجانبين شريكه كتابياً، وقبل عام، برغبته في عدم التمديد، حسب تقرير سابق لرصيف22. 

يتزايد تورط تل أبيب، حليفة واشنطن، في حرب استنزاف طويلة، وهو ما يتماشى مع مصلحة موسكو في تحويل الموارد الأمريكية والأوروبية بعيداً عن المسرح الأوكراني". 

ومنذ ثلاثة أعوام تقريباً، يجري الجانبان مفاوضات لإعادة تجديد الاتفاق، أو لصياغة اتفاق شراكة أوسع على غرار الشراكة الإستراتيجية الصينية الإيرانية الموقعة عام 2021، مع تصريحات دائمة من مسؤولي الجانبين بقرب توقيع الوثيقة.

جارٍ إعداد الاتفاق للتوقيع "في المستقبل القريب"، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقت قريب سابق، إذ تأمل/تتوقع موسكو زيارةً من بيزيكشيان قبل نهاية العام الحالي. وفي إشارة إلى تضمينها تعاوناً دفاعياً أوثق ،أضاف لافروف: "معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة ستصبح "عاملا خطيراً" في تعزيز العلاقات الروسية الإيرانية".

كما أن الاتفاق لن يوفر إطاراً للتعاون الثنائي فحسب، بل سيكون"نموذجاً للتعاون الإقليمي والدولي"، و"سيفتح آفاقاً جديدةً للدول في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة والنقل والصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا و’التعاون الدفاعي’"، وفقاً لوكالة "تاس".

وبجانب إشارتها إلى موافقة بوتين على مسودة وثيقة الاتفاق مؤخراً، أشارت الوكالة الروسية إلى محادثات أجراها بوتين وبزشكيان، "في وقت لا يتخلى فيه حلف شمال الأطلسي عن محاولاته للتوسع في أوروبا الشرقية"، بالإضافة إلى ارتكاب إسرائيل "إبادةً جماعيةً في قطاع غزّة ورغبتها في توسيع نطاق الأزمة خارج الشرق الأوسط".

لكن التقارب الروسي مع إيران، جاء نتيجة ابتعاد الغرب عن روسيا، بعد "العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا"، عام 2022، يروي محلل الشؤون السياسية الروسية ديمتري بريجع، لرصيف22، ويضيف: "بعدها بدأت السياسة الروسية تتغير، وهو ما تم إقراره في وثيقة مفهوم السياسة الخارجية الروسية التي تم توقيع مرسومها في آذار/مارس 2023، وبموجبها تعمل موسكو على التقارب مع الدول الإسلامية، ومنها إيران، والتي لدى روسيا اهتمامات سابقة بها".

مع ذلك، "هناك تنافس ومصالح متضاربة بين الدولتين، كحالهما في جنوب القوقاز. كما تشوب علاقاتهما مشكلات أو خلافات بين فينة وأخرى. لذا فإن تفاهماتهما لا تعني أن علاقتهما قوية، ولا تعني تلاشي الخلافات عن هذه العلاقة، أو حتى إمكانية قطعها أو توترها بشكل كبير، كما حدث عندما وافقت موسكو على فرض العقوبات على إيران نتيجة برنامجها النووي، خلال ولاية الرئيس السابق، ديمتري مدفيديف، وفي عهد الرئيس بوتين أيضاً لم تكن علاقة الجانبين بأفضل أحوالها دائماً، وهذا قد يتكرر مجدداً"، يضيف بريجع، لرصيف22.

عودة ترامب عامل مؤثر؟

لا يظهر ترامب خصومة أمريكية لروسيا، فيما يظهرها بشكل رئيسي وواضح تجاه الصين وإيران، حسب مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA). هذه النظرة منطقية جزئياً في ظل انسحاب واشنطن من تشابكاتها والتزاماتها تجاه أوروبا لتركيز اهتمام أكبر على المحيطين الهندي والهادي والشرق الأوسط.

يشير التحليل إلى أنه "إن كانت لدى إدارة ترامب المقبلة رؤى لتحالف كبير مع موسكو ضد بكين وطهران، فإنهم ينغمسون في خيال خطير، حيث ساهمت المساعدات العسكرية والاقتصادية من قبل بكين وطهران باستمرارية المجهود الحربي الروسي، ضمن رغبة الدولتين في إضعاف واشنطن والإضرار بالتضامن الغربي بما يمنحهما حريةً أكبر في محيطهما الإقليمي. لكن برغم مصالحهما الذاتية بدعم روسيا، إلا أن دعمهما كان حاسماً لقدرة الأخيرة على مواصلة حربها وعدم تضعضع اقتصادها. وعليه، موسكو ممتنة لهما. وتالياً، سيظهر بوتين تضامناً معهما مع بدء ترامب بتوجيه لكماته لبكين وطهران".

خلاف ذلك، سيثير حتماً غضب الجانبين، لا سيما طهران التي قد تصعّب الحياة على موسكو، عبر وقف تدفق السلع والأموال التي سمحت لها بالتحايل على العقوبات وضوابط التصدير.

"لكن الثمن الذي ستضطر موسكو إلى دفعه لدعم طهران وبكين يفوق الثمن الذي كانت الأخيرتان على استعداد لدفعه لدعمها، وهي حقيقة يفهمها بوتين، دون إمكانية كبيرة لديه لتجنّبها. والقروض يتم سدادها بفائدة"، حسب"CEPA".

لذا، يرجح التحليل أن "يؤدي نهج ترامب إلى تغيير توازن أهم علاقات موسكو، تغييراً يحوّل بوتين من متلقٍّ إلى مانح للعون للصين وإيران، وتالياً إلى تدهور سريع في علاقته مع ترامب، فبدلاً من كونه محركاً لصراع مجزّأ مع الغرب لغاية اليوم، سيجد بوتين نفسه رهينة مواجهة أكبر بكثير بين القوى العظمى. حينها، لن يجد تعاطفاً في واشنطن ترامب، إذا وجد نفسه بحاجة إلى التعاطف".

"تظهر مقاربات ترامب تجاه التعاطي مع روسيا وبوتين من جهة، ومع إيران من جهة أخرى، من خلال اختياره أشخاصاً لإدارته المقبلة معروفين بتشددهم تجاه إيران. لذا عودة ترامب ستنعكس بالتأكيد على طبيعة العلاقة الروسية-الإيرانية"، حسب نبي. كانت لافتةً وغير متوقعة من قبل ترامب وإدارته، الإشارة إلى أولوية إطفاء لهيب الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا. وهنا بيت القصيد، إذ لا يمكن فصل الملفين عن بعضهما.

ويضيف: "موسكو من جانبها، تبدي اهتماماً بمبادرات ترامب، التي أشار فيها إلى رغبة في تحقيق مصالحة أو اتفاق سلام أو وقف الحرب بأي شكل من الأشكال بين روسيا وأوكرانيا. لكن هل سيكون ذلك على حساب علاقتها بطهران؟ وهل سيستجيب بوتين لاستحقاقات سياسية خاصة بترامب تجاه الملف الإيراني أم لا؟ هذا سيتوقف على قراءة موسكو للموقف". 

 تشدد موقف إدارة ترامب المتوقع تجاه برنامج إيران النووي ودعمها لوكلائها الإقليميين، قد يدفع طهران لاعتماد أكبر على روسيا (والصين أيضاً). وحينها من المؤكد استفادة موسكو من ذلك، لكنها لن تقف إلى جانب إيران في حالة وقوع هجوم إسرائيلي، حيث تشاطر موسكو الغرب مخاوفه حيال حصول إيران على قدرة عسكرية نووية 

يوافق بريجع، على هذا التحليل، فبرأيه، "عودة ترامب ستؤثر سلباً على العلاقات الروسية الإيرانية، إذا استطاع فتح قنوات دبلوماسية مع الجانب الروسي. فإضعاف علاقات موسكو مع طهران من جهة، وموسكو مع بكين من جهة أخرى، هدف أساسي لإدارة ترامب القادمة، لكي تستفيد واشنطن إستراتيجياً من عدم تقارب روسيا معهما في المصالح التجارية والاقتصادية والعسكرية. وهذا سيؤدي في النهاية إلى تدفئة العلاقة بين موسكو وواشنطن".

وفي هذا السياق الذي يمكن إسقاطه على العلاقة مع إيران، يقول مركز "إنتر ريجونال" للتحليلات الإستراتيجية، إنه "بات راسخاً لدى ترامب أن طول أمد الحرب الأوكرانية شجّع على حدوث تحولات جيو-سياسية كبيرة، منها تقارب موسكو مع بكين وتوقيعهما اتفاقية شراكة بلا حدود".

ويضيف: "هذه الحرب أوجدت ضالة الجانبين معاً؛ باتت الصين تحصل على نفط روسي رخيص الثمن، في مقابل حصول روسيا على تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام تتخطى حاجز العقوبات الغربية المفروضة عليها، فضلاً عن الدعم الدبلوماسي المتواصل بينهما. ولعل أكثر ما يُزعج ترامب في ذلك، ليس استفادة روسيا، بل استفادة الصين، التي يراها هاجس واشنطن الأكبر، ما يرجّح حذره الشديد من توقيع العقوبات على روسيا، كي يعرقل استفادة بكين من هذا الباب".

إلى جانب ذلك، سيوفر نهج إدارة ترامب الشرق أوسطي،تحديات وفرصاً لروسيا، حسب معهد لوي. فالتساهل واسع النطاق المتوقع من إدارة ترامب تجاه إسرائيل، قد يؤدي إلى تعقيد علاقات واشنطن مع شركائها العرب، ما يخلق مساحةً لموسكو لتعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع السعودية ودول الخليج.

في المقابل، تشدد موقف إدارة ترامب المتوقع تجاه برنامج إيران النووي ودعمها لوكلائها الإقليميين، قد يدفع طهران لاعتماد أكبر على روسيا (والصين أيضاً). وحينها من المؤكد استفادة موسكو من ذلك، لكنها لن تقف إلى جانب إيران في حالة وقوع هجوم إسرائيلي، حيث تشاطر موسكو الغرب مخاوفه حيال حصول إيران على قدرة عسكرية نووية.

لكن انقشاع الضباب عن سياسة ترامب الخارجية ضرورة مهمة للحديث عن تأثير عودة ترامب على علاقة روسيا وإيران، حسب الشافعي غيث، الذي يشير إلى "احتمال كبير لتأجيل اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بينهما لشهور حتى اتضاح هذه السياسة، خاصةً أن تعهدات حملته الانتخابية تجاه البلدين هي وعود بلا سياسات واضحة. بجانب ذلك، هناك إمكانية لاعتبار اتفاقية الشراكة المحتملة بين البلدين، ورقةً تفاوضيةً مع واشنطن سواء من جانب إيران أو روسيا".

ويختم الشافعي غيث، حديثه بالتنبيه إلى الجانب الأكثر نجاحاً في تعاون الدولتين، الجانب العسكري، مرجحاً توسيع تبادل الأسلحة والمعدات العسكرية بينهما، خاصةً المتعلقة بسلاح الجو والمنظومات الدفاعية، وربما يبقى أهمها في الإطار غير المعلن، حتى اتضاح أمر ترامب، وإمكانية حلحلة العلاقات مع روسيا وإيران.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image