"انضمام السعودية إلى اتفاقات أبراهام، بعد شهر من تنصيب ترامب، وتسوية مع الإيرانيين خلال الأسبوع الأول من ولايته الرئاسية، ووضع حدّ للتوسُّع الاستيطاني على حساب الأراضي الفلسطينية، ومنح الفلسطينيين شيئاً كبيراً يريدونه في القدس، وفطام دول الخليج وكذلك إسرائيل عن الحماية العسكرية الأمريكية، واعتماد الصفقات سبيلاً لحلحلة الأزمة النووية الإيرانية، وإخلاء المنطقة من التواجد الأمريكي المسلح".
هذه الإجراءات رسمت ملامح أجندة دونالد ترامب الخارجية، التي لم يتمكَّن من تنفيذها بفعل نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2020، وحرمانه بموجبها من ولاية رئاسية ثانية؛ إلا أنه بعد عودة عقارب الساعة إلى الوراء، وإتاحة الفرصة لعودة الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض، فرضت علامات الاستفهام نفسها حول جدّية أجندته، ومدى قدرته على التناغم مع تحوّلات أركان المعادلة الإقليمية، وارتفاع مؤشر التصاقها بقوى دولية منافسة للولايات المتحدة.
بعد تشكيكه في نتائج انتخابات 2020، وواقعة اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي، في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، ارتدى ترامب قناع "الأسد الجريح"، واعتكف دون حراك في منتجعه "مار إيه لاغو"، متخلياً عن سرّية وتوازنات، وربما "نقاء ألفاظ"، عند اجترار ما عدّه في حينه "تخلّياً" يرقى إلى "الخيانة"، قاصداً بذلك أصوات يهود الولايات المتحدة التي ذهبت إلى منافسه بايدن، وهرولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حينها لتهنئة الرئيس الديمقراطي.
انتهز الكاتب الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد، بؤس الرئيس المنتهية ولايته، وأجرى معه حينها حواراً مطولاً، أدرجه ضمن أسرار وكواليس أخرى، تخص علاقات إسرائيل السرّية في المنطقة، لا سيما دول الخليج، في كتاب تحت عنوان "سلام ترامب: اتفاقات أفراهام والتحوُّل في الشرق الأوسط".
ترامب الذي اعتبر القدس عاصمةً أبديةً لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، ولم يعترض على توسيع نطاق "المصنع الاستيطاني"، أكد في حواره مع الصحافي الإسرائيلي، أنه كان بصدد إبرام صفقة مع الفلسطينيين: "كنا نعتزم منحهم (الفلسطينيين) شيئاً في جزء آخر من القدس. هل تعلم ذلك؟ لقد قلت في حينه إن إسرائيل كسبت نقطةً، وإن النقطة الثانية ستكون لصالح الفلسطينيين"
الكتاب الصادر باللغة العبرية في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2021، ويضمّ بين دفَّتيه 367 صفحةً، ربما يستشرف الخطوط العريضة للأجندة الشرق أوسطية التي كان ترامب يعتزم تطبيقها حال فوزه بولاية رئاسية ثانية، والتي قد يكون للمنطقة نصيب وافر منها بعد فوز صاحبها مجدداً بمنصب الرئاسة.
استلطاف يقود إلى شيء كبير في القدس
قد لا يختلف ترامب اليوم عن البارحة، فقراراته ما زالت مرتبطةً بمن "يهمس في أذنه"؛ وإذا كان صهره وكبير مستشاريه غاريد كوشنر هو المتحكم حينها في أذن قاطن البيت الأبيض، فرجل الأعمال اللبناني الأصل مسعد بولس، الذي عيَّنه ترامب مستشاراً للشؤون الشرق أوسطية قبل أيام، هو قبَّان ميزان سياسة الرئيس الجمهوري خلال المرحلة المقبلة. كوشنر كان زوج إيفانكا ابنة الرئيس، أما مسعد بولس فهو والد مايكل زوج تيفاني ترامب؛ ويعزو مراقبون إلى بولس الأب دوراً كبيراً في العديد من القرارات ذات الصلة بالمنطقة، لا سيما الملف اللبناني.
في المقابل، يرى مؤلف الكتاب الإسرائيلي، اعتماد ترامب على حدسه السياسي أكثر من محفزات أخرى، فمن خلال الحدس يستشرف نوايا الأصدقاء قبل الأعداء؛ وعلى عكس ما أشيع حول علاقته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعترف ترامب خلال حوار لمؤلف الكتاب باراك رافيد: "أحببت ‘أبو مازن’ جداً". ويعود بذاكرته إلى لقائه الأول مع الرئيس الفلسطيني في البيت الأبيض بداية أيار/ مايو 2017: "تلاقينا بشكل جيّد جداً، لكنه عاد حينئذ إلى بيته، وشرع في إطلاق عبارات مثل ‘الموت لإسرائيل’. كان ذلك مغايراً تماماً لما قاله لي في البيت الأبيض. أعلم أنه استلطفني على المستوى الشخصي، لكن يبدو أنه استملح على المستوى السياسي إطلاق مثل هذه العبارات وهو في بيته". وأضاف ترامب: "أعتقد أنه (أبو مازن) شخص رائع، ولديه رغبة في إحراز سلام أكثر من نتنياهو. كنّا على علاقة شخصية رائعة، وأحببته كثيراً، وما زلت حتى الآن أستلطفه على خلفية لقاءاتنا، برغم كل ما سمعته عن مواقفه في وسائل الإعلام".
لم يرغب ولو لمرة واحدة في إبرام صفقة
أما عن نتنياهو، فرأى ترامب أنه أول من ترك لديه انطباعاً سيئاً، وأوضح: "كل حياتي تجري في إطار من الصفقات، أنا نفسي صفقة كبيرة، فإما أن أشتري كل الأشياء على اختلاف أنواعها، أو أخوض مفاوضات عبر خطة ‘محترفة’. هذا هو كل ما أفعله. حين التقيت نتنياهو (في المرة الأولى)، دققت النظر في ملامحه، وبعد ثلاث دقائق لا أكثر من بداية اللقاء، قلت له: إنك لا تريد إبرام صفقة، أليس كذلك؟ فتلعثم نتنياهو ولم يستطع الردّ على كلامي. أعتقد أن ‘بيبي’ (نتنياهو) لم يرغب ولو مرة واحدة في إبرام صفقة (مع الفلسطينيين)". وأضاف: "طوال حياتي وأنا على قناعة بأن إسرائيل هي من يريد السلام، والفلسطينيون يتموضعون في خانة الرفض، ولكن حين دخلت المكتب البيضاوي والتقيت ‘أبو مازن’ ونتنياهو، اكتشفت أن الواقع أكثر تعقيداً، وربما مغايراً لما كنت أتصوّر".
ترامب الذي اعتبر القدس عاصمةً أبديةً لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، ولم يعترض على توسيع نطاق "المصنع الاستيطاني"، أكد في حواره مع الصحافي الإسرائيلي، أنه كان بصدد إبرام صفقة مع الفلسطينيين: "كنا نعتزم منحهم (الفلسطينيين) شيئاً في جزء آخر من القدس. هل تعلم ذلك؟ لقد قلت في حينه إن إسرائيل كسبت نقطةً، وإن النقطة الثانية ستكون لصالح الفلسطينيين، وإنهم سيحصلون على شيء ما كبير جداً يريدونه؛ وكنت على يقين بأنهم يعلمون ذلك".
الفلسطينيون أكثر صموداً من هندوراس
أما في ما يتعلق بتقليص المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، فأقرّ ترامب بأن ضغوط المال الأمريكية على هندوراس، وسيلفادور، وغواتيمالا قد آتت أكلها، وحالت دون تدفق مهاجري الدول الثلاث إلى الولايات المتحدة، وأجبرتها على عودة أعضاء مافيا MS 13 (أخطر مافيا في العالم)، إلى أراضيها، إلا أن السياسة الأمريكية ذاتها لم تنجح مع الفلسطينيين. وأضاف: "صحيح أن تقليص المساعدات أضعف الفلسطينيين، لكنهم يتميزون بالصمود، فضلاً عن أنهم مفعمون بكراهية شديدة حيال اليهود وإسرائيل".
وبرغم تقارب ترامب مع اليهود الأرثوذكس، لا سيما في قضية الاستيطان، إلا أنه اعترف بتوجيه اللوم إلى نتنياهو غير مرة في هذا الخصوص، وقال: "سألت نتنياهو: لماذا تفعل ذلك؟ إنك بما تفعل تزجّ بهم (الفلسطينيين) وبدافع الاعتزاز بالنفس إلى موقف لا يستطيعون فيه إبرام صفقة. لن يستطيعوا أبداً القبول بصفقة في ظل هذا الواقع. أثار ذلك غضبي إلى حدّ كبير، وأنا أرى بعيني ما يفعل. لقد أربكهم. يتحتم منح الناس فرصةً لاحترام أنفسهم؛ لكنه (نتنياهو) سلب منهم هذا الاحترام".
التطبيع على طريقة بيع "الفطيرة الطازجة"
أجندة ترامب السابقة تلقي ضوءاً أكبر على نواياه إزاء ملف تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة، إذ يشير كتاب "سلام ترامب: اتفاقات أفراهام والتحوُّل في الشرق الأوسط"، إلى أن الرئيس الجمهوري كان على قناعة بانضمام عدد كبير من الدول العربية والإسلامية إليها، لا سيما المملكة العربية السعودية، إذا فاز بفترة رئاسية ثانية، وعن ذلك يقول: "أبرمنا صفقات مع أربع دول، وكان باستطاعتنا أيضاً الوصول إلى خمس، وست، وسبع، وثماني دول. كنا سنضم الجميع إلى اتفاقات أفراهام، ولولا الانتخابات المزوّرة (وفق اعتقاده حينها)، لكانت السعودية قد انضمت هي الأخرى بالتأكيد. مئة في المئة كانوا (السعوديون) سينضمون بسرعة كبيرة إذا فزت في الانتخابات، وبالفعل أنا الفائز في الانتخابات، لكنها تعرّضت للتزوير".
لا يرى ترامب داعياً لخوض حرب مع إيران، مؤمناً بإمكانية حلحلة الأزمة النووية عبر صفقة بين واشنطن وطهران.
وحول خطواته في هذا الخصوص، أوضح ترامب: "كنت سأتصل بملك السعودية وأطلب منه تطبيع العلاقات مع إسرائيل. أثق بأنّ ذلك كان سيحدث، وبأنهم كانوا سيفعلون ذلك خلال الشهر الأول من فترة رئاستي الثانية. لديَّ علاقات رائعة مع الملك سلمان؛ ولديَّ علاقات رائعة أيضاً مع وليّ العهد. كانا سيفعلان ذلك؛ وليس ثمة شك في أن أي دولة أخرى كانت ستفعل ذلك. العملية في مجملها تضاهي لعبة 'الدومينو'، جميع الدول كانت ستنضم، وكان ذلك سيصبح شيئاً جميلاً".
بمنظور ترامب، تطبيع العلاقات بين إسرائيل من جهة، والسعودية ودول عربية وإسلامية أخرى من جهة أخرى، لا يغاير طريقة "الفطيرة الطازجة"، إذ "لا بدّ من بيعها وهي ساخنة"، وبحسب ما نقله عنه الكاتب الإسرائيلي باراك رافيد: "أرى أن الرأي العام الإقليمي والدولي سيحكم على اتفاقات أفراهام بعد مرور 50 أو 100 عام بصورة إيجابية. لم يتصور أحد إمكانية إطلاق هذه الخطوة. إحراز اتفاق مع الإمارات، وهي الدولة القوية والرائدة في المنطقة، وتصدُّرها المركز الأول في قائمة الدول المطبِّعة مع إسرائيل كان أمراً رائعاً. إذا كانت الانتخابات (2020) قد جرت بالشكل الذي ينبغي أن تنتهي إليه، لكنّا وفقاً لاعتقادي أكملنا العديد من الصفقات مع أكثر من دولة. يمكن لقاء العديد من زعماء الدول، وإقناعهم بالتوقيع مثل بيع ‘الفطيرة الطازجة’ بسرعة، لا سيما أن الحروب قد أصابت دول الشرق الأوسط بالمرض والفقر على مرّ السنين".
قتال إيران حتى آخر جندي أمريكي
ولا يعوِّل الكتاب الإسرائيلي ومؤلفه على تصريحات ترامب فقط في إمكانية انضمام السعودية إلى اتفاقات أفراهام، بل يعزو الخطوة في أكثر من فصل إلى وصف تفصيلي للقاءات سرّية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مدينة المستقبل السعودية "نيوم"؛ فضلاً عن خطوات عدَّة أكثر إيجابيةً، أبدت بها حكومة الرياض انفتاحاً على التطبيع مع إسرائيل.
إلا أنه خلال ولايته الرئاسية الأولى، وضع ترامب الملف الإيراني في مقدمة أولوياته، لكنه أوصى بعدها من مقرّ إقامته في "مار إيه لاغو"، بحتمية فطام دول الخليج عن الحماية الأمريكية إزاء تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة؛ كما ألزم إسرائيل هي الأخرى بالاعتماد على النفس، وأضاف: "تؤكد السوابق إصرار إسرائيل على قتال الإيرانيين حتى آخر جندي أمريكي"، واستشهد على ذلك بواقعة اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأكد -دون خوض في التفاصيل- أنه لم يكن راضياً عن تصرفات إسرائيل خلال العملية، مكتفياً بقوله: "إسرائيل أحجمت عن فعل ما ينبغي، وسيعلم الجميع ذلك في الوقت المناسب".
أجندة ترامب السابقة تلقي ضوءاً أكبر على نواياه إزاء ملف تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة، إذ يشير كتاب "سلام ترامب: اتفاقات أفراهام والتحوُّل في الشرق الأوسط"، إلى أن الرئيس الجمهوري كان على قناعة بانضمام عدد كبير من الدول العربية والإسلامية إليها، لا سيما السعودية، إذا فاز بفترة رئاسية ثانية
الخطيئة الأمريكية بدأت من غزو العراق
وأشار ترامب إلى أنه لم ينسحب من الاتفاق النووي من أجل نتنياهو، حتى بعد اطّلاعه على ما يُسمَّى بالأرشيف النووي الإيراني، الذي ادّعى الموساد أنه حصل عليه عبر عملية نوعية في العمق الإيراني، وعن ذلك يقول: "أطلعني الإسرائيليون على تلك الوثائق التي كانت قديمةً، فأمعنت فيها النظر وقلت: من قام برسم هذه الوثائق؟ ومن أين جئتم بها في هذا التوقيت؟ كنت سأنسحب من الاتفاق النووي حتى لو لم يكن هناك وجود لنتنياهو. لقد فعلت ذلك دون أن يقنعني به، لا سيما وأنه فشل قبل ذلك في إقناع أوباما. شعرت فقط بأنه يجب فعل ذلك حين أيقنت أنه لا ينبغي السماح لهؤلاء الأشخاص (الإيرانيين) بامتلاك سلاح نووي".
ولا يرى ترامب داعياً لخوض حرب مع إيران، مؤمناً بإمكانية حلحلة الأزمة النووية عبر صفقة بين واشنطن وطهران، وأضاف: "كنا سننجز صفقةً ممتازةً مع إيران في أعقاب الانتخابات (2020). لقد كانوا (الإيرانيين) على يقين بأننا في الطريق إلى الفوز، مثل الكثير من الدوائر الأخرى، وهم صادقون في ذلك. لو تمكَّننا من إحراز فوز رسمي في حينه، لكان بإمكاننا في رأيي إنجاز صفقة مع إيران في غضون أسبوع، كانت العقوبات المؤلمة سبيلنا لتحقيق الهدف. لم يكن هناك تفكير في حرب، لأننا لم نكن في حاجة إليها".
وفي ما يخص الضلوع العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، أبدى ترامب اعتقاداً بأن التدخل العسكري الأمريكي كان بمثابة خطيئة كبرى، وعزا السبب في ذلك منذ البداية إلى تحريض وزير الدفاع الأسبق ديك تشيني، الرئيس بوش، على غزو العراق، وأضاف: "أعتقد أن هذا القرار كان أسوأ خطوة أقدمت عليها الولايات المتحدة. لقد قُتل ملايين البشر وليس الآلاف فقط. خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، كان حريّاً بنا التواجد هناك، ولكن في هذه المرة (غزو العراق) كان القرار الأمريكي هو الأسوأ من نوعه".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 15 ساعةفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 15 ساعةعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...