ربما يشي الواقع المأساوي في لبنان، بضربة قوية لمعنويات حزب الله، مع بدء الحديث عن نهاية أقوى رؤوس حربة "محور المقاومة"، لا سيما بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وقبله الصفوف الأولى في مراكز القيادة، فضلاً عن اختراق تكنولوجي وبيولوجي غير مسبوق لصفوف الحزب وبنيته التحتية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه وسط دراماتيكية المشهد المعقَّد: هل سقطت بين عشية وضحاها "درَّة تاج" محور المقاومة أمام إسرائيل؟ أم يتبنّى الحزب في هذه المرحلة نظرية "الصبر الإستراتيجي"، لإعادة رصّ الصف، وتمكين قيادة جديدة حتى ولو كانت مؤقتةً؟
التقديرات الحذرة تميل إلى الخيار الثاني، وتعزو ذلك إلى 32 عاماً خلت دشَّن خلالها نصر الله مؤسسةً قويةً، تتمتع بتسلسل قيادي فولاذي، يضمن الاستمرارية على مستوى القيادة، ولا يعوِّل على أحادية رأس التنظيم. ويمكن قراءة هذا الواقع عند العودة إلى اغتيال عباس الموسوي، سلف نصر الله، بأيادٍ إسرائيلية أيضاً عام 1992. حينها اجتمع مجلس شورى الحزب، وانتخب أميناً عاماً جديداً، ونهض سريعاً من كبوته، ليعيد رتق الثغرات التي انتهزتها إسرائيل. لذلك، بحسب نيكولاس بلانفورد، وهو زميل أول زائر في برامج الشرق الأوسط التابعة لمجلس الأبحاث الأطلسي، "لن تتردد إسرائيل في استغلال انشغال حزب الله بتصعيد خليفة نصر الله لتنفيذ عمليات نوعية قد تصل حد اجتياح الجنوب اللبناني برّاً".
وبينما ترى علياء الإبراهيمي، في التقرير نفسه، وهي زميلة زائرة في برامج الشرق الأوسط التابعة لمجلس الأبحاث الأطلسي، أن "نصر الله (برغم كل أخطائه)، كان لاعباً عقلانياً منخرطاً بعمق في لعبة الجغرافيا السياسية"، تؤكد في الوقت ذاته أن "خلوّ مقعده بعد 32 عاماً قد يسمح بإعادة تشكيل الحزب وإصلاحه بما يتّسق والتطورات التكنولوجية التي دخلت قاموس أمراء الحرب، وابتعدت عن آليات كلاسيكية كان لها بالغ الأثر في سقوط حسن نصر الله وصفوف حزبه الأولى في شراك الاختراق التكنولوجي والبيولوجي".
ترسانة السلاح الأكثر دقّةً في إصابة الهدف
إذا كانت تل أبيب قد نجحت هذه المرة في تصفية مراكز قوة حزب الله وقائده، وهو ما يغاير ملابسات اغتيال أمين عام الحزب السابق عباس الموسوي (1992)، عملياتياً ولوجستياً، فلا ينبغي في المقابل تجاهل الظهير العسكري الذي تركه نصر الله، والذي قد يحول دون انهيار التنظيم بهذه السهولة، خاصةً مع تحرر الحزب المفترض من القيود الإيرانية، التي حمل بعضها وزير الخارجية الإيراني السابق حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته بيروت في شباط/ فبراير 2024، محذّراً حزب الله وقيادته في حينه من تجاوز ما وصفه بـ"قواعد الاشتباك"، أو إعطاء إسرائيل ذريعةً لتوسيع عملياتها العسكرية.
ربما يشي الواقع المأساوي في لبنان، بضربة قوية لمعنويات حزب الله، لا سيما بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وقبله الصفوف الأولى في مراكز القيادة، فضلاً عن اختراق تكنولوجي وبيولوجي غير مسبوق، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل سقطت بين عشية وضحاها "درَّة تاج" محور المقاومة أمام إسرائيل؟
يضاف إلى ذلك شعور إسرائيل بفقدان حزب الله -ربما بأوامر إيرانية- شهية القتال، لا سيما وأن ردود فعل الحزب خلال العام الماضي على وجه التحديد، لم تتناغم وقوته العسكرية (التي يُقدّرها البعض بـ130 ألف جندي)، التي اكتسبت خبرات قتاليةً واسعةً في ساحة القتال السورية، بالإضافة إلى حجم ترسانته الصاروخية، التي تصفها إسرائيل دائماً بـ"الأكثر دقةً في إصابة الهدف"، فضلاً عن مئات الكيلومترات من الأنفاق المتشعبة داخل الحدود اللبنانية وخارجها.
هولي داغرس، باحثة متخصصة في الشؤون الإيرانية، ومحررة منشورات "إيران سورس"، و"مينا سورس" لبرامج الشرق الأوسط، ترى أن "ما تعتقد الأكثرية بأنه نهاية حزب الله قد يكون البداية، خاصةً إذا خلص الحزب سريعاً من لملمة اهتراءاته في أكثر من جبهة إقليمية، وأدرك أهمية الانكفاء على نفسه في الجبهة اللبنانية، للحيلولة دون انتهاز إسرائيل حالتَي الفراغ والارتباك اللتين ضربت بهما صفوف الحزب الأمامية".
إغلاق الصمامات التي تزوّد حزب الله بالأوكسجين
ولا تتعارض فرضية صبر حزب الله الإستراتيجي، أو حتى تريّثه في إعادة رصّ الصفوف، مع تقديرات إسرائيلية حذّرت من أن الحزب وبعد إقصاء أمينه العام، لن يبدو على الحالة نفسها التي كان عليها قبل الحدث الدراماتيكي، فتصفية نصر الله مع مسؤولين كبار تضع الحزب في منطقة غير مألوفة، تطرح سؤالاً مباشراً: اغتيال نصر الله أصاب حزب الله في مقتل، فهل ينجح التنظيم في الوقوف على قدميه مجدداً؟ قبل الردّ على السؤال، يرى الدكتور تشاك نريا، وهو باحث كبير في المركز المقدسي لشؤون الخارجية والأمن، أن "نصر الله تصوّر في ما يبدو أن إسرائيل ستواصل تبادل الرقص معه بهدوء، وذلك من خلال هجمات متبادلة في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في نهاية المطاف، لكن رياح إسرائيل أتت بما لا تشتهي سفن نصر الله وقيادات حزبه".
ما مدى قدرة الحزب على التعافي؟ فمن أجل إبطاء عمليات إعادة تسليحه، تحتاج إسرائيل إلى إغلاق الصمامات الإيرانية والسورية التي تزوّده بالأوكسجين
وفي لقاء مع صحيفة "غلوبس"، أضاف نريا، وهو مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، وخبير في الملف اللبناني: "كان نصر الله مقرّباً جداً من خامنئي. على مدار 32 عاماً، تولَّى الأمانة العامة لحزب الله، ويُعدّ غيابه ضربةً عنيفةً، تفرض حتمية الوقوف على هوية خليفته في المنصب، ومدى استيعابه لأهداف سلفه، بالإضافة إلى دراسة اقترابه بالدرجة نفسها من النخبة الإيرانية".
أما الدكتورة بنرسراينا شوكر، وهي عضو في منتدى "دبورا" البحثي، ومحاضرة في المركز الأكاديمي "شاليم"، وفي الكليات العسكرية الإسرائيلية، ومركز القدس للإستراتيجية والأمن (JISS)، فتؤكد من جانبها أن "تسلل الهجمات الإسرائيلية إلى حزب الله لا يُعدّ ضربةً قاضيةً، فإيران لن تتنازل عن إعادة بناء وكيلها الأهم في منطقة الشرق الأوسط".
وأضافت: "السؤال الأهم: هل تواصل إسرائيل الضغط العسكري على حزب الله؟ وفي ضوء ذلك، ما مدى قدرة الحزب على تسريع وتيرة التعافي من الضربات المتلاحقة التي تلقّاها؟ فمن أجل إبطاء عمليات إعادة تسليحه (على افتراض حاجة الحزب إلى إعادة التسليح)، تحتاج إسرائيل إلى إغلاق الصمامات الإيرانية والسورية التي تزوّده بالأوكسجين".
اغتيال نصر الله لا يعني تصفية حزب الله
الدكتور إيال بينكو، أستاذ في قسم العلوم السياسية ومركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان، يؤكد أن "تصفية حسن نصر الله وحدها لا تعني تصفية حزب الله". ويضيف: "تمتلك عناصر حزب الله تعليمات مكتوبةً مسبقاً في مظاريف رأيناها بالفعل في عام 2006. لقد تلقّى هؤلاء وصايا بفتح هذه المظاريف وقت الطوارئ، وتنفيذ كل ما جاء فيها".
ويقول: "لدى عناصر حزب الله تعليمات مكتوبة مسبقاً في مظاريف رأيناها بالفعل في عام 2006. إنهم يعرفون كيفية فتحها في حالة الطوارئ وتنفيذها. التعليمات المدرجة في المظاريف تسمح باتخاذ الإجراءات كافة". أما الدكتور عيدو زيلكوفيتش، وهو رئيس برنامج دراسات الشرق الأوسط في أكاديمية "عيمق يزرعيل"، فيتفق مع الدكتور بينكو، ويقول لصحيفة "غلوبس": "حزب الله لديه خطط عمل مرتبة، تسمح حال تصفية القادة بإطلاق مسار المجموعات المنفردة، ولعل ذلك هو ما تقوم به عناصر الحزب حالياً، إذ كوَّنت مجموعات عمل صغيرةً، ووضعت على رأسها قائد عمليات، وتتحرك ميدانياً في كل مكان عبر شبكات أنفاق بالغة التعقيد".
ولا يغيب الحذر عن تقديرات موقف الدوائر العسكرية الإسرائيلية إزاء حزب الله، والتي لا تقتنع بإمكانية سقوط الحزب بين يوم وليلة. "ترسانة أسلحة لا تنضب"، بالكلمات الثلاث هذه، وصف المحلل الإسرائيلي، دين شموئيل المس، حجم تسليح حزب الله، وكتب في مستهل تقرير في صحيفة "غلوبس": "من راجمات الهاون، مروراً بصواريخ كاتيوشا، وصولاً إلى صواريخ سكود ونظيرتها الكروز، الوسائل القتالية التي أظهرها حزب الله حتى الآن، لا تشكل نسبة صفر في المئة قياساً بالأسلحة التي يمتلكها ويعتزم استخدامها عند اندلاع حرب شاملة". وأضاف: "منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تبادل حزب الله وإسرائيل آلاف الغارات؛ وبرغم أن تلك العمليات جرت بشكل شبه يومي، لكنها لا تعدو كونها مجرد ‘ظل شاحب’ إذا ما قورنت بـ’سيناريو الرعب’ حال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. التنظيم الشيعي يمتلك قوةً بشريةً ووسائل قتاليةً هائلةً جداً كمّاً وكيفاً، لا يمكن مقارنتها نهائياً بأسلحة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزّة".
صواريخ حزب الله تضع القبة الحديدية أمام تحدٍّ كبير
ووفقاً لما نقلته الصحيفة العبرية عن الدكتور يوشع كليسكي، وهو باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، تزيد قدرات حزب الله عن نظيرتها لدى كامل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة. ويضيف: "إذا تحدثنا عن امتلاك حماس 20 ألف آلية جوية، فيمتلك حزب الله 150 ألف آلية جوية أكثر تطوراً. مدى معظم آليات الحزب الصاروخية قصير، ويتراوح ما بين 10 إلى 20 كيلومتراً، وهو ما يضع منظومة دفاعات ‘القبة الحديدية’ أمام تحدٍّ كبير، لا سيما وأن هذه الصواريخ تطير بارتفاع منخفض جداً. إلى ذلك يمتلك حزب الله صواريخ ‘فاتح 110’ ذات مدى أطول؛ بالإضافة إلى صواريخ أخرى بالغة الدقة في إصابة الهدف، بما في ذلك سكود D، وC، وهي ذات مدى يصل إلى 700 كيلومتر، أو بالأحرى يغطّي كامل إسرائيل، فضلاً عن مسيَّرات محلية الصنع تعتمد على خبرات إيرانية، يبلغ مداها 400 كيلومتر، وصواريخ كروز لا يعلم أحد عددها".
إذا كانت تل أبيب قد نجحت هذه المرة في تصفية مراكز قوة حزب الله وقائده، فلا ينبغي في المقابل تجاهل الظهير العسكري الذي تركه نصر الله، والذي قد يحول دون انهيار التنظيم بهذه السهولة، خاصةً مع تحرر الحزب المفترض من القيود الإيراني
ويرى الخبير العسكري أن إسرائيل تعرضت بالفعل لإحدى قدرات حزب الله خلال الأشهر الأخيرة، وهي صواريخ من طراز "بركان"، التي يصل مداها إلى 10 كيلومترات. ويضيف: "لا يكمن حصر خطر الصاروخ ‘بركان’ في مداه، وإنما في قدرته على حمل نصف طن من المواد المتفجرة؛ وهو صاروخ طوَّره حزب الله بنفسه بدعم إيراني، وقد استمد الحزب خبرته في استغلاله من الحرب الأهلية في سوريا إلى جانب جيش بشار الأسد".
وفي دراسة نشرها في مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أشار الدكتور كليسكي، إلى أنه لا يمكن تحييد قذائف حزب الله ذات المدى القصير عبر الاعتراض الحركي، التي تعمل به منظومة "القبة الحديدية"، على سبيل المثال. وأضاف أنه يمكن إسقاط صاروخ "بركان" من خلال الاعتراض بالليزر فقط، الذي يطلق شعاعاً ضوئياً صوب الهدف في أجزاء من الثانية، فيصهر أجزاءً مهمةً في الصاروخ؛ إلا أن منظومة "درع الضوء"، التي ما زالت قيد الإنتاج في هيئة الوسائل القتالية الإسرائيلية لن تدخل الخدمة قبل النصف الثاني من عام 2025.
أول اختبار للقيادة الوسطى على الأرض
وفي ما وصفه مراقبون بأول اختبار على الأرض، لقياس مدى استعداد القيادة الوسطى في حزب الله لاستكمال مسيرة القيادة المفقودة، داهمت فيالق الجيش الإسرائيلي الجنوب اللبناني في إطار عملية وصفها المتحدث العسكري الإسرائيلي بالمحدودة في القرى القريبة من جبهة إسرائيل الشمالية، لكن العملية البرّية هذه تزامنت مع تحذيرات إسرائيلية من مغبة السقوط في شراك حزب الله، الذي ربما تتربص عناصره في الأنفاق.
بحسب تقارير، قام حزب الله لأكثر من 30 عاماً بحفر مئات الكيلومترات من الأنفاق الحجرية، بعمق يتراوح ما بين 40 إلى 80 متراً، اعتماداً على تكنولوجيا تتبع كوريا الشمالية. ويبدو أن أنفاقه أكثر تطوراً وخطورةً من تلك الموجودة في غزّة، وأن تفجير بعضها قد يسبب انهيارات أرضيةً هائلةً
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، لأكثر من 30 عاماً قام حزب الله بحفر مئات الكيلومترات من الأنفاق الحجرية، بعمق يتراوح ما بين 40 إلى 80 متراً، اعتماداً على تكنولوجيا تتبع كوريا الشمالية. وتشير المعطيات التي نقلتها "يديعوت أحرونوت" عن صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إلى أن أنفاق حزب الله أكثر تطوراً وخطورةً من تلك الموجودة في غزّة، وأن تفجير بعضها قد يسبب انهيارات أرضيةً هائلةً.
وبحسب مراسلة الصحيفة الفرنسية، بدأت عمليات حفر الأنفاق في وقت مبكر من الثمانينيات، لكنها اكتسبت زخماً في أواخر التسعينيات لاحتواء بعض قواعد حزب الله العسكرية، واعتماد عناصر الحزب عليها حال تعرّض الجنوب اللبناني لغزو إسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري في تل أبيب أن "الجيش الإسرائيلي يستخدم أعلى التقنيات لرسم وتحديد مناطق شبكة الأنفاق".
كما نقلت لورانس ديفرينو، عن الجنرال أوليفييه باسو، الذي عمل ضابط اتصال للأمم المتحدة في جنوب لبنان، ويعمل حالياً باحثاً في المعهد الإستراتيجي للجيش الفرنسي: "بدأت الجماعات الفلسطينية بحفر الأنفاق الأولى في وقت مبكر من الستينيات، إلا أن حزب الله قام بتوسيع هذه الشبكة. تطورت متاهة الأنفاق تحت الأرض بشكل رئيسي بعد حرب عام 2006، عندما كان حزب الله يبحث عن وسيلة للدفاع عن نفسه ضد الغزو الإسرائيلي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 4 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ أسبوعلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي