شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الاجتياح البري للجنوب... حجة تفكيك لبنية حزب الله أم وسيلة إسرائيلية لإعادة احتلال جنوب لبنان؟

الاجتياح البري للجنوب... حجة تفكيك لبنية حزب الله أم وسيلة إسرائيلية لإعادة احتلال جنوب لبنان؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقوق الأساسية

الثلاثاء 1 أكتوبر 202401:49 م

وجّه الجيش الإسرائيلي ظهر الثلاثاء الأول من تشرين الأول/ أكتوبر ما أسماه "بياناً عاجلاً" بإخلاء البيوت فوراً لأنها تقع بالقرب من منشآت لحزب الله وسيتم قصفها قريباً، وتوجه البيان لسكان القرى التالية في جنوب لبنان: يارون, عين ابل، مارون الراس, طيري, حداثا عيتا الجبل (الزط), جميجيمة, تولين، دير عامس، برج قلويه، البياضة، زبقين جبال البطم، صربين, الشعيتية, كنيسة, الحنية, معركة, غندورية، دير قنون - مالكية الساحل, برج الشمالي, ابل السقي, صريفا، دير قنون النهر، العباسية, الراشيديه، بنت جبيل, عيترون.

وكانت عملية الاجتياح البري الإسرائيلي للمنطقة الحدودية جنوب لبنان بدأت ليلة الأمس 30 أيلول/ سبتمبر، والتي تأتي ضمن الاعتداءات الإسرائيلية التي يشهدها لبنان في الأسبوعين الأخيرين.  

منطقة عازلة؟ 

"العملية البرية المحدودة" كما أعلنها الجيش الإسرائيلي بعد موافقة مجلس الحرب المصغّر عليها، تزامنت مع قصف جوي عنيف تسبب بدمار كبير في الضاحية الجنوبية في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، وفي عدة مناطق من لبنان منها بلدات وقرى الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك والهرمل. ووفقًا للجيش الإسرائيلي فقد "استهدفت العمليات البرية مواقع لحزب الله قرب الحدود".

وقد صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية بيان أعلن فيه أن "غارات العدو الإسرائيلي في الساعات الأربع والعشرين الماضية أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 95 شخصاً، وإصابة 172 بجروح". 

بحسب وزارة الصحة العامة اللبنانية  أدت الاعداءات الإسرائيلية على لبنان في يوم الاثنين 31 أيلول/ سبتمبر  إلى استشهاد 95 شخصاً، وإصابة 172 بجروح".

ووفقًا لتقرير في صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي أوري جوردين، كان قد دعا، الاثنين، إلى "احتلال جزء من جنوب لبنان لتحويله إلى منطقة عازلة تمنع حزب الله من شن هجمات على شمال إسرائيل، مما يسمح بعودة السكان النازحين إلى منازلهم في الشمال". ويعتقد جوردين بأن "المنطقة العازلة في حال تم تنفيذها وصارت أمراً واقعاً، يمكن أن تشكل ورقة تفاوضية لإسرائيل في أي تسوية دائمة، إذ سيُطلب من حزب الله الموافقة على انسحاب الجيش الإسرائيلي مقابل وقف العمليات".

مع ذلك، أبدت بعض الجهات داخل الجيش الإسرائيلي تحفظاتها على الخطة، محذرة من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى معركة واسعة النطاق، مما قد يجر إلى صراع إقليمي طويل الأمد، بحسب التقرير.

في المقابل، وبحسب ما ورد على موقع الميادين المحسوب على حزب الله والمقاومة الإسلامية، فإن "المقاومة تستهدف تحركات الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني بشكل مباشر"، وقد "استهدف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية، منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء قوة لجنود الاحتلال الإسرائيلي عند بوابة مستوطنة شتولا بالقذائف المدفعية، مؤكدين تحقيق إصابات مباشرة".

وأضاف الموقع: "قبل انتهاء يوم الاثنين بنصف ساعة، أعلنت المقاومة عن عملية نوعية استهدفت فيها تحركات لجنود الاحتلال الإسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفركلا بالأسلحة المناسبة، وحققت إصابات مؤكدة".

وقال حزب الله اللبناني إنه قصف برشقة صاروخية تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي قرب بلدة روش بينا شمال إسرائيل.

ردود الفعل على الاجتياح البرى

ردود الفعل العالمية على الاجتياح البري حملت تخوفاً جديداً من أن يكون بداية لإعادة احتلال الجنوب، أو على الأقل تحييد مناطق كاملة منه.

الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، معربًا عن قلقه من تصعيد الصراع. رغم ذلك، أكدت مصادر أمريكية أن الإدارة الأمريكية تتفهم هدف إسرائيل في تأمين الحدود الشمالية، لكنها حذرت من مخاطر توسع العملية إلى ما هو أبعد من ذلك. 

تروج قيادات في الجيش الإسرائيلي لإنشاء منطقة عازلة تقتطع من الجنوب اللبناني بحجة حماسة سكان شمال إسرائيل، ويقول بعضهم بأن "المنطقة العازلة في حال تم تنفيذها وصارت أمراً واقعاً، يمكن أن تشكل ورقة تفاوضية لإسرائيل في أي تسوية دائمة، إذ سيُطلب من حزب الله الموافقة على انسحاب الجيش الإسرائيلي مقابل وقف العمليات"

على الجانب الأوروبي، دعا جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى تجنب أي تدخل عسكري إضافي، محذرًا من تفاقم الوضع. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن معارضته لأي غزو بري، وأكد ضرورة عدم تفاقم التصعيد العسكري.

في السياق نفسه، حث وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، إسرائيل على الامتناع عن أي هجوم بري، وطالب حزب الله بالتوقف عن الهجمات على إسرائيل.

ولم يصدر أي تصريح رسمي لبناني حتى اللحظة على الاجتياح البري.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image