شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أين زرقاء اليمامة اليوم و

أين زرقاء اليمامة اليوم و"الأشجار تمشي في الإسكندرية"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتنوّع

السبت 21 سبتمبر 202402:28 م

يعيدنا الروائي المصري علاء الأسواني، في روايته الأخيرة "الأشجار تمشي في الإسكندرية"، الصادرة في شباط/فبراير 2024، عن دار نوفل هاشيت أنطوان، إلى ستينيات القرن الماضي بكل ما حملته تلك الفترة من أحداث سياسية مهمة، وما حفلت به من تحولات في المنطقة العربية عامةً، وعلى الصعيد الداخلي لبلدانها التي كانت تتلمس طريقها لتحديد توجهها الاقتصادي والاجتماعي، وتحاول البحث عن تمكين كيانها السياسيو بينما تتجاذبها أطراف الصراع العالمي ممثلاً بالقطبين.

ويأتي هذا في ظل الأحداث المتلاحقة من النكبة إلى فشل مشروع الوحدة بين سوريا ومصر والعدوان الثلاثي على مصر إثر تأميم قناة السويس، وتأثير ذلك على الصعيد الداخلي حيث فرضت شروطها طبيعة السلطة العسكرية التي جددت لباسها مرةً أخرى لتصحيح الثورة حسب زعمها في عملية الانتقال من الملكية إلى الجمهورية.

غلاف رواية "الأشجار تمشي في الإسكندرية" تأليف علاء الأسواني

لكنها استمرت في سدة الحكم بشكلها العسكري، دون أن ترعى ذلك الانتقال بشكل مدني. وبرغم أنها نالت التفاف الجماهير التي رأت في الزعيم منقذاً، بدأت تتضح أزمتها على الصعيد الداخلي. لا شك في أن العودة إلى تلك الفترة مهمة جداً لتقييم المرحلة، فما زالت النتائج تخيّم على حياة الناس. هكذا يعود بنا الأسواني إليها عبر روايته الجديدة الاجتماعية السياسية الجريئة، وهو الذي مُنعت روايته "جمهورية كأن" من النشر داخل مصر، كما أقيمت عليه دعوى قضائية أمام المحكمة العسكرية عام 2019، بدعوى إهانة العسكر، ليقوم برصد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مدينة الإسكندرية التي كانت حتى تلك الفترة مركزاً للتعددية الثقافية والإنسانية، وذلك عبر سرد حياة شخصيات روايته الذين ينحدرون من مشارب مختلفة ثقافية وفكرية وقومية، وما آلت إليه أحوالهم في ظل سلطة العسكر القائمة وقراراتها.

لا يكتفي علاء الأسواني صاحب "عمارة يعقوبيان"، برصد التغيّرات في مدينة الإسكندرية، بل يتابع، فَيَدقُّ ناقوس الخطر على لسان أحد أبطاله "أنس الصيرفي"، الفنان التشكيلي، مستشرفاً حال الحياة المدنية التي كانت تحاصَر بالقرارات والممارسات التي توضع وفق رؤية سلطة العسكر. في إحالة إلى قصة زرقاء اليمامة وقولها الشهير: "إني أرى الأشجار تسير"، فأنكرها قومها، ثم تبين أن الأعداء تستروا بالأشجار، يقول أنس الصيرفي لليدا صديقته: "إني أرى الأشجار في الإسكندرية تمشي"، وهي نبوءة الخطر القادم التي حملت عنوان الرواية.

الإسكندرية حاضرة إنسانية وثقافية

لم تكن مدينة الإسكندرية على مرّ التاريخ منارةً للبحارة في المتوسط فحسب، بل كانت منارةً حضاريةً فكرياً وثقافياً وإنسانياً واجتماعياً، وموطناً للمسافرين والغرباء والعابرين منفتحةً لقبول ما يجلبه البحر؛ تتفاعل مع حركة العبور المتنوع وتأخذ منها وتمنحها، وكان لسكانها تلك القدرة على التفاعل الحضاري والإنساني. وحين ازدهرت حركة القرصنة في البحر المتوسط في العصر العثماني، كانت الإسكندرية مركزاً لتحرير الأسرى، ولم يشارك أهلها في أعمال القرصنة لرغبتهم في التعايش مع الآخر، كما وصف ذلك ليون الإفريقي.

تبدأ الرواية في فترة الستينيات، في 10 أيلول/سبتمبر 1964. إنها الفترة الرجراجة تحت أقدام الجماهير في أحداث متلاحقة انتهت إلى هزيمة 67، وكيفية تمتّع الضباط بعد العدوان الثلاثي بمكانة سياسية واجتماعية

وكانت مكاناً للتلاقح الفكري، إذ مرّ بها وعاش وتعلّم فيها الفلاسفة، كأفلاطون الذي أتى إليها في عمر العشرين، وهيباتيا الفيلسوفة المعروفة التي كانت أول عالمة رياضيات أنثى في التاريخ، إذ وُلدت وعاشت فيها إلى أن ماتت بتلك الطريقة الهمجية إثر تحريض المؤسسة الدينية. كما زارها أرسطو، وكانت مكتبتها أحد أهم مراكز الفكر الإنساني لقرون عدة إذ حوت أكثر من نصف مليون لفافة، وجمعت العلماء والمفكرين الذي كانوا يكتبون ويترجمون. هناك تاريخ لا يمكن حصره، إنما أردنا التدليل على عراقة مدينة التقى على أرضها مواطنون من قوميات وبلاد مختلفة، وشكّل هذا وجه المدينة الحضاري، إذ نقلوا إليها خبرتهم وطرائق عيشهم وأنماط حياتهم فاشتغلوا واستثمروا فيها.

يقول الفنان أنس الصيرفي في الرواية: "الإسكندرية لم تكن فقط مدينةً ساحليةً منفتحةً، بل كان فيها التنوع الثقافي الذي لم يعرفه التاريخ إلا في الأندلس".

تبدأ الرواية في فترة الستينيات، في 10 أيلول/سبتمبر 1964. إنها الفترة الرجراجة تحت أقدام الجماهير في أحداث متلاحقة انتهت إلى هزيمة 67، وكيفية تمتّع الضباط بعد العدوان الثلاثي بمكانة سياسية واجتماعية إذ عاشوا كطبقة أرستقراطية جديدة حصلت مجاناً أو بأسعار رمزية على بيوت وشقق فاخرة، واشتركت عائلاتهم في النوادي، ودرس أبناؤهم في مدارس تلك الطبقات التي كانوا يحاربونها. لقد أخذوا مكانها ببساطة، كمكافأة على ما قدّموه للشعب.

المكان هو الإسكندرية، حيث مطعم أرتينوس العريق، الذي أسسه اليوناني جورج أرتينوس وفق قواعد دقيقة تحترم الزائر وتحافظ على مهنية العمل وتقاليدها. وقد أورث المطعم لابنته ليدا التي تدربت على الإدارة منذ الصغر بجانب دراستها، فاستمرت على نهج الأب، ولهذا بقي المطعم علامةً مميزةً في المدينة.

جماعة الكوكاس

جرى تقليد يومي في المطعم، حيث تجتمع يومياً مجموعة من الأصدقاء بينهم ليدا صاحبة المطعم، في بار منعزل في الطابق العلوي، ويقدّم لهم الخدمات كارلو، المدير المسائي للمطعم. أطلق عليهم القنصل الأمريكي قبل أن تنتهي خدمته اسم جماعة الكوكاس، في إشارة إلى انسجام المجموعة، ومعناه اجتماع مغلق لمجموعة أشخاص ينتمون إلى نفس الحزب أو الفصيل السياسي لتقرير شأن سياسي أو لاختيار مرشحهم، أي ما يشبه المجلس الانتخابي.

وهناك كانت تدور النقاشات المطولة حول الأوضاع العامة والقضايا الثقافية والمهمة، وحول أمورهم الشخصية. وتعيدنا الفكرة إلى سقيفة بني ساعدة، التي كان يجتمع فيها العرب للنقاش وتقرير أمورهم في دلالة مبطنة على أهمية ما يدور في اجتماعهم من نقاشات حول الأحداث التي ستفرد ظلّها على المستقبل.

هؤلاء الأصدقاء إسكندرانيون أصيلون لكنهم من أصول مختلفة؛ فكارلو من أصل إيطالي، وشانتال فرنسية صاحبة مكتبة عريقة في المدينة، وتوني كازان صاحب معمل الشوكولا الأول في مصر وهو يوناني، وأنس الصيرفي فنان تشكيلي، وعباس القوصي محامٍ ذو سمعة معروفة وزوجته نهى الشرنوبي.

يبدأ الراوي العليم بسرد فصل عن حياة كل منهم، وعمله، وكيف أتى إلى الإسكندرية. يتناوب على ذلك مع أنس الصيرفي السارد بصيغة المتكلم، ويأتي كلامه بخط عريض كأن ما يرويه أنس هو المتن الروائي، وما يرويه السارد العليم عن حياة أبطاله والأحداث، هو الهامش.

تعكس النقاشات الدائرة بينهم التطورات الحاصلة في المدينة، من طلب إخفاء العيون في سخرية مرّة بعد إلقاء القبض على شبان يتسابقون على لقب أجمل عيون، إلى السياسة العربية والداخلية. وكأن هؤلاء الأصدقاء هم ركاب سفينة نوح من طوفان الهستيريا الجماعية حسب قول أنس الصيرفي.

تحلل شانتال عبر قراءتها للتاريخ صمت الناس وردود أفعال المصريين، فتراهم يميلون إلى الإذعان للسلطة دوماً، وتعيد ذلك إلى التدين والإيمان الذي يفرض طاعة أولي الأمر، وتقول إنهم حين يتحررون من سلطة الدين سيحصلون على العدالة والحرية، وهي ترى الواقع عبر التجربة الأوروبية التي حيّدت الدين عن الحياة المدنية والاجتماعية. لكن شانتال تطلق حكمها بفوقية الأوروبي، بينما يناقش الرفاق ذلك ويردّون الإذعان إلى الرغبة في الاستقرار وتجنّب القلاقل. أما هي فتعلن أنها تسمّي الأشياء بأسمائها، وعبر نظرة عميقة، بينما الآخرون يتحفظون ويجاملون.

رواية جريئة ومهمة في تناول فترة حساسة من حياة مصر، ما زال المصريون تحت وطأة تأثيرها العاطفي حتى وقتنا الراهن.

يخص الراوي كل شخصية بسرد خاص عنها، ثم تتقاطع حياة الشخصيات ومصائرهم لتعكس ما آلت إليه الحياة المدنية في البلاد. فوالد نهى الشرنوبي، أحد الأشخاص الذين عانوا من حركة الضباط الأحرار. فهو دكتور في القانون، وحين كان وزيراً رفض تقاضي أي أجر وساعد الناس وقدّم كل ما يملك، لكن في النهاية تم عزله كما حدث مع الآخرين الفاسدين، وتمت مصادرة بيته وأملاكه على أنها أملاك للشعب، ولم يتلقَّ أي اهتمام في مرضه حتى مات وحيداً ودون أدنى اعتبار لكل ما قدّمه ولكل صفاته الإنسانية.

يشكل هذا دليلاً على آلية العمل العمياء التي تم العمل بها، فحرمت البلاد من إمكانات بشرية كان من الممكن استثمارها لصالح الاقتصاد بينما تسلّق آخرون على ظهر هذه القرارات الحكومية وأشاعوا الفساد.

أما حركة التأميم التي أريد بها القضاء على الاستغلال والاستعباد، فلم تميز بين مشروع ينهض بالاقتصاد الوطني ويمنح العمال حقوقهم (أي لم تتنبه إلى دور البرجوازية الوطنية)، وبين مشروع يقوم على استغلال الناس وحرمانهم من حقوقهم.

فقرار تأميم مصنع الشوكولا لتوني كازان مثلاً، لم يكن مدروساً، وهو الذي قضى حياته في إجراء التجارب للحفاظ على إنتاج نوعية فاخرة تنافس البضاعة الأوروبية، وإنتاج أنواع جديدة من الشوكولا، كان بإمكان مصر أن تصدرّها وتنافس دول الغرب فيها. كما كان قد بنى على صناعته مجمعاً اجتماعياً للترفيه عن العمال وأبنائهم ومنح الأطفال ما كانت الدولة عاجزةً عن تقديمه.

وهنا ندرك أن القرارات الاقتصادية أو الاجتماعية لا يمكن أن تُنفَّذ بنفس آلية الحسم العسكرية. وهذا ما قاد إلى خسارات اقتصادية تالية، إذ تسلَّمَ هذه المصانع أشخاص ليسوا بنفس المستوى بل إن بعضهم صعد عبر التقارير الأمنية وتاجر بالإخلاص للثورة لتحقيق مكاسب شخصية عبر رفع تقارير غير مسؤولة وظالمة أحياناً كان يتم الأخذ بها لأنها تحت بند دعم الثورة والضرب بأصحاب المهن والمصانع الأجانب على أنهم متآمرون، كاستلام بدوي خضير المسؤول السرّي في جماعة أمنية إدارة معمل الشوكولا، بينما كان محاسباً فيه، أي لا يستطيع البت في شؤون المعمل التقنية.

يكشف صاحب "جمهورية كأن" عن تغوّل النظام الأمني الذي نما وتضخم وصار يفقد الثقة بعناصره ذاتها، فأنشأ نظاماً أمنياً سرّياً ضمن النظام الأمني، وبرّر لنفسه ولعناصره كل غدر أو اتهام لأحد أو تأويل كلام بسيط لبناء تهمة كبيرة تصل إلى حدود التخوين والاتهام بالعمالة. سيبدو دوماً ذلك مبرراً لأن الانقلاب على الشركاء يفقد الثقة بالآخر.

يقول مثلاً إن أشخاصاً تم حبسهم لأنهم رددوا نكتةً، أو قالوا تعليقاً في مقهى ويكفي تذكّر حادثة سجن العجوز ذي السبعين عاماً إثر تقرير رفعه للسلطات الأمنية أحد المتطوعين في الأمن، وطبعاً بعد أن تم إقناعه بأن هذا لمصلحة الثورة. كل هذا حرم المصري، خوفاً من السجن، من إبداء رأيه في قضايا حساسة كالمشاركة في حرب اليمن مثلاً.

يكشف الأسواني أيضاً، وهو الذي كتب "نيران صديقة" عن الخوف من الغرب بعد العدوان الثلاثي على مصر، كيف تمّت مقاطعته على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الشعبي، ما جعل المجتمع يعيش عزلةً حضاريةً وانسانيةً، وحرمه ذلك من نموه الحضاري العام، فالأفلام العالمية مثلاً كنت تستغرق وقتاً طويلاً لتصل إلى مصر بسبب الرقابة، ومُنعت شانتال صاحبة المكتبة من استضافة أي كاتب دون معرفة موقفه من الثورة ومن الزعيم عبد الناصر، وحين سُمح لها باستقبال الكاتب الجزائري جمال بلعيد، وصف الحالة قائلاً: "المشكلة أن الاستعمار والثقافة يأتيان من نفس المكان"، وقد أثّر على الثقة بمواطنيه ذوي الأصول الغربية دون التفريق بين من كان مع العدوان وبين من كان ضدّه، وبقي مع قضية البلد الذي وُلد فيه، فتمّ ظلم أصدقاء حقيقيين للشعب بهذا الانسياق العاطفي للقرارات الحكومية.

كان فقدان الثقة الحصان الذي ركب عليه الانتهازيون من رجال السلطة، فاستفادوا من الظرف ليأخذوا مكان هؤلاء ويستأثروا بأعمالهم وأملاكهم بل قاموا باتهامهم بالجاسوسية ليتخلصوا منهم بشكل نهائي ويستعدوا عليهم الجميع.

باسم الثورة مورس كل ذلك؛ كل التجاوزات وكل الأخطاء. خسر توني كازان ثمرة تعبه وعلمه وعمله فسافر إلى غير رجعة. أما ليدا فبعد اتهامها بمساعدة الجاسوس الألماني لأنه تغدّى في مطعمها، وما هي إلا حجة للاستيلاء على المطعم، وبرغم الحكم عليها بالبراءة، تم الهجوم عليها وعلى المطعم لتكسيره وتضطر إلى بيعه، بينما تم سجن كارلو لعدم تعاونه في تجنيد زوجة مسؤول عربي للتجسس عليه، وبدا الطريق مغلقاً أمام شانتال وسيتم طردها بسبب علاقتها مع ليدا. أما أنس الفنان، فاختاره الكاتب من بين الأصدقاء ليكون الرائي إلى المستقبل، فهو القادر على كشف ما وراء الصورة، وما وراء الحدث، وكما يستطيع الفنان قراءة الوجه وصولاً إلى السحنة أي العالم الداخلي لصاحب الوجه، فإنه يقرأ ما وراء الأحداث في نبوءة توازي رؤية زرقاء اليمامة في تحذيرها لقومها، فيقول أنس إن ما يخيفه أن روح المدينة تتغير.

يعيدنا الروائي المصري علاء الأسواني، في روايته إلى ستينيات القرن الماضي بكل ما حملته تلك الفترة من أحداث سياسية مهمة

رواية الأسواني الجديدة هي رواية جريئة ومهمة في تناول فترة حساسة من حياة مصر، ما زال المصريون تحت وطأة تأثيرها العاطفي حتى وقتنا الراهن، اعتمد فيها الكاتبُ لغةً سلسة وسهلة عموماً تناسب الشخصيات وأسلوب مشوّق في الحوارات الثرية وتصاعد الحدث، لكنه وقع في المباشرة التي فرضها نوع الرواية، برغم أنها تحدد العمل الأدبي وتستعدي المختلف. ولعل اختياره للحقبة الزمنية يفتح باب البحث أمام القراء عن المعلومات التاريخية، وتحليلها لاستقراء المرحلة كاملةً بأخطائها وإنجازاتها ونقاط التشابه مع تجارب الأقطار العربية. فبرغم أن الرواية ليست وثيقةً، لكنها تضيء على مرحلة مهمة وتقوم بتفكيك وتحليل الواقع لتوثيق دراسة تلك المرحلة ولإسقاط القداسة عن شخصياتها في الذهنية العربية الجمعية.

وهو ما طرحه صنع الله إبراهيم، في روايته "1970"، التي تتناول شخصية عبد الناصر بشكل مباشر، وتحاكمه أولاً عن عسكرة الحكم (الجمهوري) وما جرّ ذلك على البلاد من تردٍّ سياسي واقتصادي وقانوني.

طرح الكاتب نموذجاً آخر من الشخصيات، وهي شخصية عدلي ونعمت من القاع المصري المظلوم والنقي والذي احتفظ بإنسانيته واحترامه لذاته وخياره برغم كل المعاناة. ورصد عالم الشخصيات الداخلي الغني والحي ووصل إليه بلغة رشيقة متمكنة سهلة ومعبّرة خاصةً في الحوارات الغنية جداً. لم ينكر الإنجازات المهمة في عهد عبد الناصر، لكنه يقول: الإنجازات الكبيرة لا تساوي شيئاً أمام اعتقال إنسان وتعذيبه أو إهانة كرامته. الفرد يصنع الدولة وليس العكس.

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard