يحتاج مجتمع الميم-عين إلى القيام بمحاولات كبيرة لتحقيق أثر مجتمعي يثبت من خلاله أنه قادر على تحمّل الأعباء، وأنه جزء ومكوّن أساسي في أي مجتمع، لذا يجد كثيرون أن الفن وسيلة مهمة جداً للتعبير عن الذات وطرح قضايا مجتمع الميم-عين بأسلوب جذاب يستقطب شرائح أكبر داخل هذا المجتمع وخارجه، ويعرّف الناس عليه أكثر.
استطاع الشاب الفلسطيني/ الأردني خالد عبد الهادي، وهو رئيس تحرير مجلة "ماي كالي" والمخرج الإبداعي فيها، أن يحقق هذه المعادلة من خلال مناصرة مجتمع الميم-عين، عبر المنصة التي يديرها، وعبر معارض تصوير وحتى تنظيم فعاليات موسيقية تجمع هؤلاء الأفراد وتمنحهم/ نّ مساحةً آمنةً للتعبير عن أنفسهم/ نّ.
* كيف يعرّف خالد عبد الهادي بنفسه؟ وكيف تحمّل نفسك اليوم مسؤولية الاهتمام بمجتمع الميم-عين؟ ما هي الطاقة التي تضعها في خدمة هذا الموضوع؟
أعرّف بنفسي كناشط في مجال حقوق الإنسان، أعمل على رفع الوعي بالقضايا التي تواجه مجتمع الميم-عين في مجتمعاتنا، من خلال مشاريع مختلفة مثل منصة "ماي كالي"، وكتابات ومقابلات مختلفة، وتنسيق معارض... أرى نفسي جسراً للتواصل، أحاول بناء فهم مشترك بين مختلف الفئات والتأكيد على أهمية الشمولية وقبول الآخر.
أحمّل نفسي مسؤولية الاهتمام بمجتمع الميم-عين، من خلال توجيه الجهود نحو التعليم والتوعية وبناء مساحات آمنة لهذا المجتمع. أدرك أن هذه المسؤولية تتطلب العمل المستمر والاستماع إلى احتياجات الأفراد المختلفين في المجتمع، وأسعى إلى تحقيق تغيير إيجابي من خلال المبادرات التي تدعم سلامتنا وأصواتنا وتسعى إلى تغيير النظرة المجتمعية.
"أعرّف بنفسي كناشط في مجال حقوق الإنسان، أعمل على رفع الوعي بالقضايا التي تواجه مجتمع الميم-عين في مجتمعاتنا، من خلال مشاريع مختلفة مثل منصة "ماي كالي"، وكتابات ومقابلات مختلفة، وتنسيق معارض... أحاول بناء فهم مشترك بين مختلف الفئات والتأكيد على أهمية الشمولية وقبول الآخر"
أعتقد أن التغيير يأتي من الإصرار والعمل الدؤوب، لذا أعمل بلا كلل على التوعية والإرشاد من خلال منصة "ماي كالي"، ودعم المبادرات التي تساعد في بناء بيئة أكثر شموليةً وقبولاً، كما أنني أستثمر الوقت والموارد في بناء شبكات دعم ومشاركة قصص وتجارب الأفراد من مجتمع الميم-عين.
الغلاف الإلكتروني لعدد 'الذبذبات' - المؤدية الصوتية والباحثة الفلسطينية بنت مبارح، بعدسة ملك قباني
* كيف كانت بدايات اكتشافك لنفسك؟ وكيف واجهتَ أهلك ومجتمعك بذلك؟
كانت بداياتي في اكتشاف ميولي الجنسية مليئةً بالتساؤلات والشكوك. لم يكن من السهل عليّ في البداية أن أتقبّل نفسي أو أن أفهم ما أمرّ به، خصوصاً في ظل وجود الكثير من التوقعات المجتمعية المسبقة والمعايير التقليدية. عشتُ فترةً من الخوف، وشعرتُ بالضياع وعدم الانتماء في فترة مراهقتي، وكنت أخشى ردود فعل المجتمع والأهل إذا اكتشفوا حقيقة ميولي وأفكاري.
مع مرور الوقت، بدأتُ أتصالح مع نفسي وأتقبّلها، ووجدتُ أن التصالح مع الذات يتطلب شجاعةً ووعياً ذاتياً، وأن الأمر يبدأ من الداخل. أدركت أنني لست بحاجة إلى إرضاء الآخرين على حساب حقيقتي، وأن قبول النفس هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر سعادةً.
عندما قررت مواجهة أهلي ومجتمعي، شكّل الأمر بالتأكيد تحدّياً كبيراً، كانت ردود الفعل مختلطةً، ما بين الصدمة والرفض في البداية، وبين التفهم والقبول تدريجياً من بعض الأفراد والأصدقاء. كان الأهم بالنسبة لي أن أكون صادقاً مع نفسي ومع من حولي وألا أتخلّى عن إيماني.
* بين معارض ومجلات فنية تصدّر صورةً مثلى عن مجتمع الميم-عين، هل برأيك أنه من المهم اليوم تصدير الصورة الإيجابية فحسب عن هذا المجتمع أو أن الموضوعية مطلوبة في الطرح أيضاً؟
أعتقد أنه من المهم تحقيق توازن بين تصدير الصورة الإيجابية لمجتمع الميم-عين، وبين الحفاظ على الموضوعية في الطرح. لكن هناك حاجةً ملحةً لتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية، خاصةً في المجتمعات التي تعاني من التمييز وعدم الفهم تجاه هذا المجتمع، فالصور الإيجابية تساعد في تغيير التصورات السلبية والمغلوطة، وتساهم في بناء جسور التواصل والقبول، لكن ذلك يعتمد أيضاً على نوع المنصة وجمهورها واللغة المستخدمة.
ومع ذلك، فإن الموضوعية تبقى ضروريةً، خصوصاً في إعلامنا العربي، فمن المهم أن نكون واقعيين وأن نعترف بأن هناك تحديات وصعوبات يواجهها أفراد مجتمع الميم-عين، بما في ذلك التمييز والرفض والعنف في بعض الأحيان.
"وجدتُ أن التصالح مع الذات يتطلب شجاعةً ووعياً ذاتياً، وأن الأمر يبدأ من الداخل. أدركت أنني لست بحاجة إلى إرضاء الآخرين على حساب حقيقتي، وأن قبول النفس هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر سعادةً"
في النهاية، الهدف ليس تلميع الصورة أو إخفاء الحقائق، بل تقديم سرديات متعددة تعكس التنوع في حياة أفراد مجتمع الميم-عين، والهويات المختلفة في مجتمعاتنا ككل، ومن خلال هذا الطرح المتوازن، يمكننا تعزيز التفاهم وبناء مجتمع أكثر شموليةً وقبولاً للجميع.
* هل تُعدّ مناصرة قضايا الميم-عين عن طريق الفن أسمى وأجدى في تأثيرها من مناصرتها عن طريق احتجاجات أو مسيرات منظمة في الشوارع؟
بالنسبة لي، لا يمكن تفضيل طريقة على أخرى بشكل مطلق، من المهم دمج كلا النهجين، بحيث يدعم الفن الرسائل والقيم التي تعبّر عنها الاحتجاجات والمسيرات، والعكس صحيح، حيث يمكن أن يسهم الفن والاحتجاج معاً في تحقيق تغيير أكثر شموليةً وتأثيراً لمجتمع الميم-عين، إذ كل طريقة لها تأثيرها الخاص وجمهورها المستهدف، وتعتمد فعاليتها على السياق والمكان والزمان.
الفن له قدرة فريدة على الوصول إلى القلوب والعقول بطرق عاطفية وجمالية، ما يمكّنه من تجاوز الحواجز الثقافية والاجتماعية، وهو إحدى الطرائق التي أعتمدها في عملي، فالفن يمكن أن يكون وسيلةً قويةً للتعبير عن التجارب الشخصية لمجتمع الميم-عين وسردياته، وإبراز الجمال والتنوع في هذا المجتمع.
في المقابل، الاحتجاجات والمسيرات المنظمة هي أدوات قوية للتغيير المباشر والتعبير عن المطالب بشكل علني وصريح، هذه الأنشطة قادرة على جذب الانتباه الفوري للمجتمع والإعلام، وتحفيز التغيير القانوني والسياسي من خلال الضغط على صنّاع القرار والمؤسسات، كما أنها تخلق شعوراً بالتضامن والقوة الجماعية.
* كنتَ منسّقاً لمعرض "حبيبي.تي-ثورات الحب"، وهو معرض كويري يتحدث عن السياقات الكويرية، أرشيفات مجتمع الميم-عين، ثقافة البوب وتوثيق الحميمية، وكان بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس ثم انتقل إلى العاصمة السويدية ستوكهولم. ماذا قدّم هذا المعرض من صور عن مجتمع الميم-عين؟
قدّم معرض "حبيبي.تي-ثورات الحب" مجموعةً متنوعةً من الصور والقصص التي تعكس التجارب والهوية الكويرية بطرائق جديدة ومبتكرة من خلال دمج السياقات الكويرية وأرشيفات مجتمع الميم-عين. عَكَس المعرض تنوّع التجارب التي يعيشها الأفراد في هذا المجتمع، وساهم في تقديم تصوير شامل وواقعي نوعاً ما لمجتمع الميم-عين، مع التركيز على الجوانب الجمالية والفنية التي تعكس تنوع وتجارب هذا المجتمع من خلال وسائط مختلفة بما في ذلك التصوير الفوتوغرافي والفيديو والفن التجريدي وغيرها.
خالد عبد الهادي، بعدسة زيد اللوزي
* شاركت في كتاب This Arab is Queer بالتعاون مع دار "الساقي" للنشر، وهذا الكتاب من تنسيق الصحافي الفلسطيني اللبناني الياس جهشان، ويجمع بداخله تجارب وقصص أشخاص بارزين في المجتمع الكويري العربي، حدّثنا عن هذه المشاركة، وعن أهمية هذا الكتاب عموماً.
كانت مشاركتي في كتاب "This Arab is Queer" تجربةً ملهمةً وثريةً، إذ سمحت لي بالمساهمة في تسليط الضوء على قصص وتجارب أفراد المجتمع الكويري العربي.
الكتاب يُعدّ مشروعاً مهماً لأنه يقدّم صوتاً لأفراد مفكرين في هذا المجتمع، ويبرز تنوع تجاربهم وهوياتهم في المنطقة العربية وغيرها، ويسهم في تفكيك الصور النمطية والتمثيلات السطحية التي غالباً ما تُستخدم في الإعلام، ويتيح للقارئ فرصةً لفهم التعقيدات والاختلافات داخل المجتمع الكويري العربي.
في الكتاب، قمتُ بمشاركة قصتي وتجربتي الشخصية، خصوصاً تجربتي في إنشاء مجلة "ماي كالي"، وتأثيرها المباشر على حياتي الشخصية.
بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ "This Arab is Queer" مرجعاً مهماً للبحث والدراسة حول قضايا الهوية والجندر والميول الجنسية في السياق العربي، وهو وثيقة توثيقية مهمة تسلّط الضوء على نضالات وانتصارات أفراد المجتمع الكويري في مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية.
* اليوم أنت مسؤول التحرير في منصة "ماي كالي" التي تتحدث عن تجارب وقصص من مجتمع الميم-عين، ألم تتأثر حياتك الشخصية بهذه المهنة في الأردن لا سيما أنها منصة علنية وتعمل فيها علناً؟ ولماذا سمّيتم المنصة بهذا الاسم؟
العمل في مجال علني ومكشوف قد يحمل تحديات خاصةً، لا سيما في بيئات قد تكون فيها قضايا مجتمع الميم-عين حساسةً أو غير مقبولة اجتماعياً.
من حيث التأثير، كان عليّ أن أوازن بين التزامي بمهامي المهنية وحماية خصوصيتي الشخصية، ويتطلب الأمر مجهوداً إضافياً من قِبلي والاستعداد لمواجهة التحديات المحتملة.
بالرغم من تلك التحديات، فإن العمل في "ماي كالي" هو مصدر فخر بالنسبة لي، فنحن نعمل على تقديم منصة حرة ومفتوحة للأفراد في مجتمع الميم-عين للتعبير عن أنفسهم/ نّ، ما يساعد في بناء فهم أكبر وتعزيز القبول والتقدير لهذه التجارب، التي أنا جزء منها.
أما بالنسبة إلى اسم المنصة "ماي كالي"، فهو يحمل معنى خاصاً، فالاسم هو ترجمة تقريبية للعبارة الإنجليزية "My Kali"، كالي أو Kali هو اختصار اخترته لاسمي Khalid. لم يأتِ الاسم كنتاج نرجسي أبداً، بل جاء من عوامل عدة، فعندما بدأت بالمشروع كنت في المدرسة، وأخذ شكل المدوّنة الشخصية التي كنتُ أدوّن فيها تجاربي ومشاعري الشخصية، وكان للعنوان بُعدان: أولاً كانت لدي مشكلة في تقبّل اسمي، حيث كنت كلما أسمع اسمي أو أحداً ينادي به أعرف أن هناك مشكلةً قادمةً، لذلك كان اختيار العنوان نوعاً من التصالح مع الاسم.
ثانياً اسم خالد يعني أيضاً، مَن خُلق ليدوم ويخلَّد، وكنت أودّ أن أعطي هذا البعد أو الطابع للمنصة بأن قصصنا وتجاربنا ستبقى موثقةً، لن ينساها التاريخ وستبقى موجودةً.
* قمتَ بتنسيق سلسلة حفلات إلكترونية للمنصة تحت اسم "كابريه ماي كالي: يا ليل يا عين"، بالتعاون مع نوادي كويرية إلكترونية، ونقلت بعدها هذه الحفلات إلى أرض الواقع، ما الهدف من هذه الحفلات؟
إن سلسلة حفلات "كابريه ماي كالي: يا ليل يا عين"، هي مبادرة فنية ثقافية تهدف إلى خلق مساحة آمنة ومشتركة لأفراد مجتمع الميم-عين للاحتفال بالتنوع والتعبير عن الذات بحرية. تم إطلاق هذه الحفلات في البداية كفعاليات إلكترونية خلال فترة كورونا، وذلك بالتعاون مع نوادي كويرية إلكترونية مثل "يلّا پارتي" و Club QuarantineوClub CoWeed، بهدف تقديم تجربة تفاعلية تجمع بين الموسيقى والأداء الفني والثقافة الكويرية والتعاون مع فنانين/ ات من شبكة المجلة.
هذه الحفلات لم تكن للتسلية فحسب، بل كانت بمثابة تجمّع فني وثقافي يسعى إلى تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع وإبراز المواهب المتنوعة وتهدف إلى الاحتفاء بالهوية الكويرية وتوسيع نطاق عمل المنصة بشكل مختلف وبعد آخر وتعزيز الشعور بالانتماء والتضامن داخل المجتمع الكويري، خاصةً في أوقات العزلة التي فرضتها الجائحة، ومع انتقالها إلى أرض الواقع، استمرت هذه الأهداف، مع إضافة عنصر جديد من التفاعل الحي والتواصل المباشر بين الحضور.
خالد عبد الهادي، بعدسة زيد اللوزي
* كيف تأثّر عملكم بعد أحداث غزّة؟ وما هي التحديات التي واجهتموها والمواقف التي اتخذتموها؟
تأثّر عملنا بشكل كبير كمنصة كويرية، فنحن ندرك أن الصراعات تؤثر على الجميع، بما في ذلك أفراد مجتمع الميم-عين الذين يواجهون تحديات إضافيةً في أوقات الأزمات.
المواقف التي اتخذناها كمنصة كويرية كانت ترتكز على مبادئ الشمولية والتضامن والتعاطف، كنا قد أعلننا عن تضامننا غير المشروط مع الشعب الفلسطيني ولبنان وحركات المقاومة المناهضة للاستعمار عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا، مع مشاركة بيانات كويرية أخرى وإعمال منصات داعمة للقضية الفلسطينية مثل المطلب التحرري من كويرز فلسطين.
ردة فعلنا كمنصة كانت تتجه نحو نشر آراء الناشطين على الأرض تجاه الأحداث خلال تغطيتهم، وإعادة نشر مواضيع ومعلومات ليس فقط لمجمتعنا الكويري المتحدث باللغة العربية، بل كنا نستهدف المتابعين/ ات المتحدّثين/ ات باللغة الإنكليزية، مع التركيز على تجارب الأفراد من مجتمع الميم-عين في غزة ولبنان وبقية المناطق المتأثرة.
من بين التحديات التي واجهناها، وقف جميع فعاليات ومشاريع المنصة، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بصحتنا النفسية، فقد كانت متابعة وتغطية مثل هذه الأحداث المؤلمة مرهقةً.
لاحظنا أيضاً أن شركة "ميتا" قامت بحظر عدد من مقالاتنا ومنشوراتنا، ولاحظنا انحدار أعداد المتابعين/ ات وقابلية وصولهم/ نّ إلى منصاتنا وعمل shadow banning على محتوانا.
* تعمل إسرائيل جاهدةً على تلميع صورتها أمام المجتمع الدولي من خلال ما يُسمّى بالغسيل الوردي، أي تصدير صورة مزيّفة عن حمايتها لحقوق مجتمع الميم-عين في الأراضي المحتلة في الوقت الذي تعمل فيه على إبادة أهل غزّة. هل من الممكن أن يتأثر مجتمع الميم-عين برأيك بتوجه إسرائيل لا سيما أن هذا المجتمع، على المقلب الآخر، يعاني من النبذ والاضطهاد في الدول العربية حتى اليوم؟
مصطلح "الغسيل الوردي" يشير إلى استخدام إسرائيل حقوق مجتمع الميم-عين كوسيلة لتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي ولإخفاء انتهاكاتها حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين/ ات. من المهم أن نكون واعين لهذا النوع من الإستراتيجيات، حيث تحاول بعض الحكومات استخدام قضايا العدالة الاجتماعية لتلميع صورتها أو لتشتيت الانتباه عن سياسات قمعية أخرى.
قد يتأثر بعض أفراد مجتمع الميم-عين العربي بهذه الدعاية إذا لم يكونوا على دراية كاملة بالسياقات السياسية والاجتماعية المعقدة في المنطقة، لذا يمكن أن يجدوا في بعض السياسات الإسرائيلية تجاه مجتمع الميم-عين بعض الإيجابيات التي يفتقرون إليها في مجتمعاتهم، ومع ذلك، فإن العديد من أفراد مجتمع الميم-عين العربي يدركون جيداً أن دعم حقوقهم يجب ألا يأتي على حساب حقوق الآخرين، خاصةً حقوق الشعب الفلسطيني.
يجب أن نتذكر أن الكفاح من أجل حقوق مجتمع الميم-عين، عليه أن يتماشى مع النضال من أجل العدالة والحرية لجميع الأفراد، وأن حقوق الإنسان لا تتجزأ من خلال التوعية المستمرة والنقاشات المفتوحة.
الغلاف الإلكتروني لعدد 'عقدة الواوا'- النجم الإباحي الإيراني، شاروك - بعدسة روي فريحة
* على الصعيدين الشخصي والنفسي، ماذا قدّمت لك مناصرة قضايا مجتمع الميم-عين؟ وماذا يحلم خالد في أن يقدّم لهؤلاء الأشخاص حول العالم في السنوات القادمة على الصعيد المهني؟
دخول عالم مناصرة قضايا مجتمع الميم-عين كان له تأثير عميق على حياتي، فقد منحتني هذه التجربة فرصةً كبيرةً للتطور الشخصي والنمو العاطفي، حيث أصبحت أكثر وعياً وارتباطاً بالهوية والقضايا التي تؤثر على حياتي وحياة الآخرين من حولي. العمل في هذا المجال عزز من قدرتي على التعاطف والتفاهم والصبر، فتعلمت كيف أستمع إلى الآخرين وأفهم تجاربهم الفريدة ومعاناتهم، كما ساهمت هذه التجربة في تقوية علاقتي مع ذاتي، ما جعلني أكثر ثقةً بنفسي وبما أؤمن به.
"مصطلح "الغسيل الوردي" يشير إلى استخدام إسرائيل حقوق مجتمع الميم-عين كوسيلة لتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي ولإخفاء انتهاكاتها حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين/ ات. من المهم أن نكون واعين لهذا النوع من الإستراتيجيات، حيث تحاول بعض الحكومات استخدام قضايا العدالة الاجتماعية لتلميع صورتها أو لتشتيت الانتباه عن سياسات قمعية أخرى"
على الصعيد النفسي، قدّمت لي مناصرة قضايا مجتمع الميم-عين إحساساً عميقاً بالانتماء والهدف، فأنا أشعر اليوم بأنني جزء من حركة تسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة للجميع، وهذا يعطيني دافعاً قوياً للاستمرار في العمل في ظل كل هذه التحديات والصعوبات. معرفة أنني أساهم في إحداث تغيير إيجابي ولو صغير في حياة الأفراد من مجتمع الميم-عين، يجعلني أشعر بالامتنان والفخر.
أما بالنسبة إلى أحلامي المستقبلية، فأنا أتطلع إلى توسيع نطاق مجلة "ماي كالي"، ليشمل دعم وتوجيه أفراد مجتمع الميم-عين حول العالم بمشاريع أكثر ابتكاراً وفعاليةً. أرغب أيضاً في التطوير والسير قدماً في مجال تنسيق المعارض الفنية ومجال الكتابة، كما أتمنى أن أساهم في تطوير برامج توعية وتدريب تدعم الصحة النفسية والجسدية لأفراد مجتمع الميم-عين، وتعزز من فرصهم/ نّ في العمل والتعليم والمشاركة المجتمعية وأيضاً في صنع التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم/ نّ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...