شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"مدينة غزة ستكون يهودية"... ما الذي يُخطط له الإسرائيليّون في القطاع بعد الحرب؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

طالما شكل الاستيطان حجر الأساس للمشروع الصهيوني الرامي إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وهو مشروع قائم على الإحلال، أي طرد السكان الأصليين من خلال التهجير القسري، وجلب اليهود من شتى بقاع الأرض وتوطينهم في فلسطين التاريخية.

وقد يحيلنا مصطلح الاستيطان في الوقت الراهن، أي بعد الاستيطان في أرض فلسطين التاريخية وقيام دولة إسرائيل عام 1948، إلى الاستيطان المستمر في الضفة الغربية. إلا أن إسرائيل أقامت في قطاع غزة أول مستوطنة عام 1973، تكاثرت إلى 25 مستوطنة سكن فيها 8500 مستوطن حتى عام 2005.

وفي عام 2004، قدم رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أريئيل شارون خطة "فك الارتباط"، تتضمن إخلاء المستوطنات من قطاع غزة والانسحاب الكامل منه. وهذا ما تحقق في 12 أيلول/ سبتمبر 2005. وأعلنت حينها الحكومة الإسرائيلية إنهاء الحكم العسكري هناك.

بعد السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023، أصبحت دعوات إعادة الاستيطان في غزة تتخذ شكلاً منظماً بدعوة مجموعات من المستوطنين. ففي 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، اجتمعت 11 منظمة يمينية وشكلت ائتلافاً يطالب بعودة الاستيطان الى قطاع غزة.

ودعت الجمهور إلى الانضمام إليها وتشكيل مجموعات من المستوطنين الذين سوف يستوطنون في مستوطنات "غوش قطيف"؛ أي المنطقة التي انسحبت منها إسرائيل عام 2005.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قد ألغى في مايو/ أيار الماضي قانون فك الارتباط في مستوطنات شمال الضفة الغربية، فاعتبرته الوزيرة اليمينية أوريت ستروك خطوة نحو إعادة السيطرة على قطاع غزة وإعادة الاستيطان فيه وتصحيحاً للخطأ التاريخي المتمثل بخطة فك الارتباط.

تصريحات ستروك تجيء في مناخ عام يشجع احتلال غزة والاستيطان فيها، وتغذيه تصريحات ونوايا معلنة لوزراء ومسؤولين في حكومة نتنياهو، وخطوات عملية تتمثل في التقاط أقمار صناعية صوراً لبنى تحتية تمهّد لبؤر استيطانية في محور "نتساريم"، الممر الذي شقّه الجيش فاصلاً شمال قطاع غزة عن جنوبه، ومطالبات من جنود رفعوا منذ بداية الحرب على غزة لافتات تشجع الاستيطان، أشهرها: "نحتل، نطرد، نستوطن".

خريطة إسرائيلية تظهر فيها مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة قبل عام 2005

رؤية الأحزاب السياسية في إسرائيل للاستيطان

"معظم أعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل حالياً يؤيدون عودة الاستيطان إلى قطاع غزة. وقد أعلنوا عن هذا التأييد بشكل فعلي من خلال مؤتمر إعادة الاستيطان. إن عقيدة الاستيطان متجذرة داخل معسكر اليمين الذي يشكل المستوطنون جزءاً أساسياً من مركباته والأيدولوجية الاستيطانية"، يقول أرام كيوان، الباحث في الشأن الإسرائيلي، لرصيف22.

ويشير إلى أن هذه الجذور تعود إلى ما قبل العام 1967، إذ كان هناك تيار صهيوني يسمى "حيروت" (حريّة)، قبل أن يتحول فيما بعد إلى حزب "الليكود". كان لدى هذا التيار قناعة سبقت النكبة، أنه يجب احتلال فلسطين والأردن معًا. والصهيونية الدينية التي تؤمن بأرض إسرائيل الكبرى، تشكل مع حزب الليكود البنية التحتية لمعسكر اليمين الحاكم.

ويضيف أرام: "أما المعسكر الليبرالي اليساري، فإن الاستيطان بالنسبة إليه يخضع الاعتبارات أمنية وسياسية، علماً بأن أول خطة استيطانية عام 1967 كانت خطة "غال ألون" الوزير الأسبق عن حزب العمل الإسرائيلي. أي أن الفكر الصهيوني، سواءً لدى الأحزاب اليمينية أو اليسارية، لا ينفي الاستيطان ولا يرفضه".

إن عقيدة الاستيطان متجذرة داخل معسكر اليمين الذي يشكل المستوطنون جزءاً أساسياً من مركباته والأيدولوجية الاستيطانية

تتباين أسباب ومبررات التيارات السياسية في المجتمع الإسرائيلي تجاه الاستيطان. لكنها في الوقت نفسه تجمع على ضرورته. فمن هذه التيارات من يرى أن أهمية الاستيطان تكمن في ضرورة الوصول الى أكثرية يهودية في من خلال جلب المستوطنين من الخارج.

ويرى قسم آخر أن الاستيطان يستند إلى شرعية دولية في كامل أرض إسرائيل ويمثله اليمين الليبرالي. ويلقى هذا الفكر حضوراً قوياً لدى حزب الليكود الحاكم.

وينظر قسم آخر للاستيطان على أنه ضرورة أمنية لتحقيق الأمن والاستقرار. ما يلقي آذاناً صاغية عند عدد كبير من التيارات في إسرائيل منها العلمانية والدينية. وقسم آخر من التيارات يرى في الاستيطان واجباً دينياً وحقاً سماوياً، ويمثله التيار الديني والقومي مثل "الصهيونية الدينية" و"العظمة اليهودية".

موقف نتنياهو الشخصي

يحاول نتنياهو في الأونة الأخيرة تعتيم الأنظار عن القضايا التي يلح الشارع الإسرائيلي على المطالبة فيها، كإنهاء الحرب من أجل إبرام صفقة تسترجع الأسرى الإسرائيليين، لصالح قضايا إحكام السيطرة على القطاع، والتي تمثلت بالبقاء الإسرائيلي في محور فيلادلفيا.

فبيّن نتنياهو مواقفه من أهمية البقاء في المحور من أجل السيطرة على السلاح "الداخل من مصر إلى القطاع"، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوع. على الرغم من أن مسؤولين أمنيين صرّحوا بأن سلاح حماس في معظمه من صنع محلي.

وفي وقت سابق، كان الكابينت الإسرائيلي قد قرار بالأغلبية باستمرار سيطرة إسرائيل على محور فلادلفيا (صلاح الدين)، رغم معارضة المستوى الأمني والعسكري للقرار، كوزير الأمن يوآف غالانت، الذي صوت ضد القرار.

"إن الموقف الشخصي والأيديولوجي لبنيامين نتنياهو من موضوع الاستيطان هو التأييد الواسع والمطلق، حيث يتوافق مع الثنائي المتطرف في هذه الحكومة؛ بن غفير وسموتريت. إذ يشكل هذين الرجلين الجدار الأخير لبنيامين نتنياهو في الضغط لإعادة الاستيطان إلى قطاع غزة انطلاقاً من منطلقات دينية وعقائدية"، يقول أكرم عطالله الكاتب والمحلل السياسي من قطاع غزة، لرصيف22.

ويردف: "عارض نتنياهو خطة فك الارتباط عام 2005 وقدم استقالته آنذاك من حكومة شارون. لكن ليس نتنياهو وحده من كان معارضاً لتفكيك المستوطنات من قطاع غزة. بل إن حزب الليكود بأكمله عارض الخطة".

يدلل هذا، بحسب عطالله، على موقف حزب الليكود كحزب مركزي ومؤثر في الحلبة السياسية الإسرائيلية تاريخياً، والآن بالشراكة مع حزبي العظمة اليهودية والصهيونية الدينية. إذ يشكل ذلك كتلة برلمانية ووزارية ذات ثقل وتأثير، وتحمل توجهات سياسية حقيقية تسعى إلى تطبيقها؛ وهي عودة الاستيطان إلى قطاع غزة.

"لكن هل هذا الخيار قابل للتحقيق في ظل التطورات والظروف الحالية؟"، يتساءل عطالله. "ثمة جدل واسع في إسرائيل حول موضع إعادة احتلال قطاع غزة، سيطرة دائمة أم سيطرة مؤقتة، تواجد عسكري كامل أم تواجد جزئي في نقاط محددة، سيطرة جغرافية أم سيطرة عسكرية عن بعد"، يقول.

ويتابع: "حتى اللحظة، لم يحسم موضع الاستيطان في قطاع غزة. لكن عدم تصريح نتنياهو عن مستقبل القطاع وخطط اليوم التالي للحرب، وإعلانه عن استحداث منصب منسق المساعدات الإنسانية في قطاع غزة للضابط إلعاد غورين، يشير أولاً إلى نية لتواجد عسكري دائم".

"كما أن نتنياهو يراهن على عودة ترامب والعصر الذهبي بينهما، ما يدلل على نوايا مبيته لدى بنيامين نتنياهو وأقطاب حكومته لاحتلال دائم لقطاع غزة وإعادة الاستيطان فيه"، يوضح عطالله.

هل ثمة خطوات فعلية نحو الاستيطان؟

بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تم تشكيل لوبي في الكنيست الإسرائيلي من نواب من حزبي الصهيونية الدينية والليكود- بمبادرة أعضاء الليكود عميت هليفي وأرئيل كلنر وعضو الصهيونية الدينية تسفي سكووت ورئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، من أجل إقرار قانون إلغاء فك الارتباط وإعادة الاستيطان في قطاع غزة. إذ يعمل هؤلاء على صياغة مشروع قانون وعرضه في الدورة الشتوية القادمة للكنيست الإسرائيلي. وقد تجلى ذلك في تصريحات المبادرة، ومن بينها تصريح تسفي سوكوت: "النصر يعني الاستيطان بعد تدمير حماس. يجب أن نعلّم الأجيال القادمة أن من يذبحنا سيخسر الأرض أيضاً".

بينما قال هليفي: "القانون الأول الذي كان يجب تعديله بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر هو قانون فك الارتباط، لنوضّح للعالم أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من وطننا. ولن يكون هناك منطقة خالية من اليهود في أرضنا".

عارض نتنياهو خطة فك الارتباط عام 2005 وقدم استقالته آنذاك من حكومة شارون. لكن ليس نتنياهو وحده من كان معارضاً لتفكيك المستوطنات من قطاع غزة. بل إن حزب الليكود بأكمله عارض الخطة

نظمت مجموعات اليمين القومي في إسرائيل مؤتمراً في القدس عرف بـ "مؤتمر انتصار إسرائيل" ليشكل خطة من سلسلة خطوات يقوم بها المستوطنون والجمعيات الاستيطانية من أجل إعادة الاستيطان الى قطاع غزة، بدعم من وزراء في الحكومة وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي ، وشخصيات في الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركتها. إذ بادرت إلى هذا المخطط مجموعة استيطانية تعرف بحركة "نحالا"، التي تهدف إلى توسيع الاستيطان في "أرض إسرائيل الكبرى".

وكان المؤتمر قد عمل على إقناع عدد من العائلات اليهودية، لكي تكون مستعدة للاستيطان في قطاع غزة، وغالبيتها من مستوطنات غزة التي انسحب منها الإسرائيليون عام 2005. كما تم تزويد هذه العائلات بالمستلزمات والأدوات اللازمة من حقائب ومعدات تؤهلها للانتقال في وقت سريع للعيش في بؤر استيطانية في اللحظة المناسبة.

في السياق ذاته، أوردت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تصريحات لبعض الجهات التي نظمت المؤتمر، فقد صرحت زعيمة حركة "نحالا" الاستيطانية دانييلا فايس: "مدينة غزة ستكون يهودية. لقد قمنا بتشكيل مجموعات لذلك، وجمعنا التبرعات، وسوف نتبع الاستراتيجية نفسها التي اتبعناها في شمال السامرة (أي الضفة الغربية)".

وأضافت: "أولاً، سنقيم وجودنا في المعسكرات العسكرية، ثم نمضي خطوة خطوة. وستحمل كل مستوطنة اسم جندي قتل أثناء العمليات العسكرية في قطاع غزة، وفي مدينة خان يونس سنقوم ببناء مستوطنة كبرى وسنسميها حانوت يونا".

من جانبها، قالت النائبة في الكنيست عن حزب الليكود تالي غوتليب: "إن المستوطنات وحدها في شمال قطاع غزة سوف توفر الأمن والاستقرار لإسرائيل. لكن لسوء حظنا، ما زال نواب الليكود يخشون الحديث عن المستوطنات والسيطرة على شمال قطاع غزة".

وذكرت صحيفة هآرتس أن الجيش يعمل على بناء بؤرتين استيطانيتين في ممر "نتساريم" وتطويرهما. وكشفت صور الأقمار الصناعية أن هناك وجوداً لوحدات سكنية في تلك المنطقة، إضافة إلى نقاط تفتيش، ووجود بنية تحتية لهذه البؤر، وخلايا شمسية وبيوت متنقلة وحركة أشغال وبناء مكثفة.

ممر فيلادلفيا معبّد بالإسفلت

كيف يتعامل الغزيون من فكرة الاستيطان؟

يلقي الحديث عن عودة الاستيطان إلى قطاع غزة بظلاله على المستقبل الإنساني والاجتماعي للمواطن الغزيّ، لا سيما الذي طُرد من بيته في الشمال من دون أن يعرف للعودة مصير.

لا يتقبل المسن حسني شاهين (68 عاماً) فكرة الاستيطان الإسرائيلي مجدداً في أرضه الواقعة جنوب حي الزيتون في مدينة غزة، والقريبة من محور "نتساريم" الذي يسيطر عليه الجيش منذ نحو 11 شهراً.

"سرقت العصابات الصهيونية أرض والدي وجدي في بلدة نعليا المهجرة وطردتهم منها عام 1948. أقاموا بعدها في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينين وذاقوا ويلات التهجير والفقر بينما يتمتع غيرهم بأرضهم"، يقول لرصيف22.

ويشير شاهين إلى أنه اشترى قبل نحو 20 عاماً أرضاً في حي الزيتون، وكان ينوي بناء بيت كبير فيها ليورثه لأبنائه الستة بعد مماته. لكن الأرض أضحت خلال الحرب الإسرائيلية ضمن المنطقة العازلة التي يحاول الجيش الإسرائيلي أن يمهّد للبقاء فيها. "فكرة الاستيطان مجدداً في غزة قاهرة للنفس وتبعث على اليأس"، يقول شاهين.

مضيفاً: "أتمنى الموت على أن أعيش مرحلة جديدة من مراحل سرقة الأرض والاستيلاء عليها لصالح مستوطنين متشددين هدفهم قتل الفلسطينيين والقضاء عليهم بشكل كامل".

"يُمنع الغزي من العودة، في الوقت الذي يعلم فيه أن ثمة قادمين جدداً من وراء الحدود سيأتون ليستوطنوا في أرضه التي كانت يوماً تعج بالحياة وأهلها"، يقول سهيل (اسم مستعار، 28 عاماً، من مدينة غزة).

ويتابع: "لا أدري ما حل ببيتي الذي تركته أول الحرب، والواقع في ما يعرف اليوم بمحور "نتساريم". نسمع أن عمليات تجريف تجري في المنطقة، تمهيداً لبناء مستوطنات جديدة. شعور فظيع أن تدرك أن عدوك قد يسكن في بيتك، وأنت تعيش حالة اللجوء والنزوح المستمرة".

معارضة أمريكية "للوجود الطويل"

لم يتجاوز موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الاستيطان في قطاع غزة موقفها التقليدي المعلن وهو رفض الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي دأبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تبنيه باعتباره عقبة في طريق السلام.

وبعد تنظيم مؤتمر عودة الاستيطان إلى غزة في القدس، جاء رد الولايات المتحدة المباشر الرافض لما جاء في المؤتمر، حين وصف تصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست المشاركين فيه بأنها تصريحات "متهورة وغير مسؤولة".

وصرح آنذاك المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "لقد أوضحنا أنه لا يمكن أن يكون هناك تقليص لأراضي غزة".

يُمنع الغزي من العودة، في الوقت الذي يعلم فيه أن ثمة قادمين جدداً من وراء الحدود سيأتون ليستوطنوا في أرضه التي كانت يوماً تعج بالحياة وأهلها

وتعمل حركة "نحالا" الاستيطانية على حشد الدعم لعودة الاستيطان إلى غزة، خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال جمع التبرعات من اليهود هناك.

فقد نظمت مؤتمراً وقامت بتسجيل عدد من العائلات لتوطنيها في غزة، وبلغ عددها 500 عائلة. وقال أحد أعضاء الحركة إنهم "سيرسلون ممثلاً إلى ولاية فلوريدا الأمريكية لجمع الأموال لهذه القضية".

وتتلقى حركة "نحالا" بالفعل دعماً من مجموعات في الولايات المتحدة، بما في ذلك منظمة "أميركيون من أجل إسرائيل آمنة"، على الرغم من الموقف المعلن للإدارة الأمريكية في معارضتها للاستيطان.

وعارض الموقف الأمريكي كذلك قرار السيطرة على محور فيلادلفيا، لكنه شدد على استمرار واشنطن بدعم إسرائيل وحقها في حماية نفسها، كما صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر. ففي حين يؤكد المقترح الأمريكي على ضرورة انسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة بالسكان ومن محور فيلادلفيا، وعلى معارضة الوجود الطويل المدى للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، إلا أن دعم إسرائيل في حقها، سيضمن لها أن تحميه كما تراه هي. 

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ألم يحن الوقت لتأديب الخدائع الكبرى؟

لا مكان للكلل أو الملل في رصيف22، إذ لا نتوانى البتّة في إسقاط القناع عن الأقاويل التّي يروّج لها أهل السّلطة وأنصارهم. معاً، يمكننا دحض الأكاذيب من دون خشية وخلق مجتمعٍ يتطلّع إلى الشفافيّة والوضوح كركيزةٍ لمبادئه وأفكاره. 

Website by WhiteBeard