برغم التجارب الفنية السورية التي ظهرت عام 2011، والتي أطلقها فنانون/ات للتعبير عن الموضوعات الجنسانية المغيبة في الإنتاج الفني السوري سابقاً، والتي تطرقت إلى الجنسانية المثلية، والجنسانية العابرة، والحقوق والحريات الجنسانية، لا يمكن اليوم القول بحضور فن سوري كويري واضح كتيار في الإنتاج الفني السوري المعاصر حتى الآن.
حضور الفن الكويري يُعدّ خجولاً في الأعمال الفنية السورية في المرحلة الراهنة. لم تظهر جماعات فنية تتبنى الفنون المتعلقة بموضوعات الكويرية وجماليتها، وكذلك لم تقم معارض جماعية تؤسس لحركة فنية كويرية، وأغلب الأعمال الفنية المنتجة في هذا الإطار، هي مشاريع متفرقة وغير حصرية حتى في إنتاجات الفنانين/ات الذين/اللواتي تطرقوا/ن إلى هذه الموضوعات. ونذكر أن العديد من الفنانين/ات يرفضون تأطير أعمالهم/ن ضمن إطار الفن الكويري، مما يجبرنا على التذكير دائماً بأن التأويل الكويري هو أحد مستويات قراءة الأعمال الفنية المذكورة في مادتنا، وليس الوحيد.
الفن الجنساني والجمالي والنضالي
أعمال الفنان السوري كرم قصيري (ينشر باسمه الفني "قضوضة")، تمثل نموذجاً مثالياً للترابط بين الموضوعة والجمالية والقضية النضالية. فالأعمال الفنية المتنوعة بين الغرافيك والتصوير ترسم بتضافرها فسيفساء عالم تشكيلي يقدّم للمتلقي رؤيةً مبتكرةً لأجساد "رجالية" في حالات عشقية أو جنسية، في عالم جمالي من الألوان المبهرة والشديدة الحساسية. وبالإضافة إلى ذلك، تحمل قضية النضال للحقوق والحريات الجنسية.
حضور الفن الكويري يُعدّ خجولاً في الأعمال الفنية السورية في المرحلة الراهنة. لم تظهر جماعات فنية تتبنى الفنون المتعلقة بموضوعات الكويرية وجماليتها، وكذلك لم تقم معارض جماعية تؤسس لحركة فنية كويرية
يعرّف الفنان بنفسه كما يلي: "رسّام، مصمّم ومحرّر صوريّات كويري سوري. مهتم بوضع الصور النمطيّة والمُسلّمات والتحيّزات في دائرة التساؤل، ويركز على تصوير العواطف البشرية وتناقضاتها والحميمية في التعاطي مع الجسد".
تتوزع أعمال الفنان "قضوضة" على أكثر من مشروع، منها ""Tell Me All Your Names (أخبرني بكل أسمائك 2022)، وهي مجموعة من رسومات الغرافيك باللونين الأزرق الفاتح والبنفسجي الفاقع، وتظهر أجساداً "رجاليةً" في وضعيات إيروتيكية، أو عاطفية، أو إباحية. في واحدة باللون البنفسجي الخالص، نرى ذراع رجل تحضن وجه رجل آخر.
في رسمة أخرى، نراهما في وضعية المجامعة، وفي لوحتين أخريين نتابع تفاصيل العملية الجنسية الأخرى بين اللعق والمص والمضاجعة من المؤخرة. تبلغ الشخصيات التي يرسمها أحياناً مزايا الأفراد العابرين للجنسانية المذكرة والمؤنثة، فيضيف مزايا الأنوثة على هيئات رجالية، أو يضيف عناصر من المبالغة الغرائبية أو الفانتازية تبدي وكأن شخصياته خارجة من حكايات الأمراء والملوك في القصص الشعبية.
في رسمة بعنوان "قناع على قناع"، يرتدي الوجهان اللذان يهمان بالتقبيل أقنعةً تخفي الهوية الجنسية للأجساد. وفي رسم بالحبر بعنوان "شمس" (2020)، تبدو الهيئتان البشريتان قادمتين من ملحمة جلجامش أو الآلهة السومرية، وهي بحالة من التقارب العاطفي، حيث ارتخاء رأس كل منهما على الآخر يشكل ما يوحي بحضور الشمس، وهو عنوان الرسمة.
تتدرج الرسومات في تجسيدها لفعل التواصل المثلي من الحب الحميمي، الجنسي، والإباحي. وكذلك تحتفي الرسومات بجمال الجسد الذكوري فتجسده في وضعيات إغوائية كما في لوحتي "بورتريه جورج محمد" و"بابا شاروك".
ويخصص الفنان رسومات أخرى للوضع الجنسي "ابقي عينك عليّ"، و"حينما أكون معك"، لنصل تالياً إلى مجموعة رسومات أكثر تقديماً للإباحية الجنسية، بتجسيد وضعيات الجنس المثلي في تنويعاته، منها "هيا لنشعل رأسك، أنا في مساحتي الخاصة وأعرف أن ذلك يعجبك، حدّق بعينك الثالثة إلى جسدي وانظر كيف ألهب السماء ناراً". ونلمح مع هذه الرحلة في مجموعة رسومات الفنان، نوعاً من الخطاب الذي يوجهه العمل الفني إلى المتلقي، أو الفنان إلى معشوقة.
القصص المصورة الساخرة ورهاب المثلية الاجتماعي
تبرز الأعمال الفنية الملتزمة للفنان "قضومة"، بوضوح في مجال القصة المصوّرة. لقد قدّم مجموعةً من القصص المصورة التي تنطلق من فكرة النضال لتغيير الصورة الاجتماعية النمطية على المثلية، كما في قصة بعنوان "هممم" (2022)، وتروي هذه الحكايات المصورة مشاهد من الحياة الاجتماعية تتجسد فيها سلوكيات رهاب المثلية، أو رفض المغايرين في السلوكيات الاجتماعية. وتتألف القصة المصورة من ستة مشاهد يتناول فيها الفنان مواقف ومقولات في الثقافة الاجتماعية تتضمن تمييزاً على أساس الجنس أو الجندر. ويصوّر بطريقة كوميدية ساخرة الصعوبات التي يتعرض لها العابرون والعابرات جنسياً في يوميات الثقافة الاجتماعية وفي التواصل العائلي.
في المشهد الأول، يجبر سائق سيارة الأجرة الزبونة الراكبة معه على تحديد جنسها: "حضرتك بنت يمّا صبي؟". وفي المشهد الثاني تصرّ العمة على قريبها للعثور على عروس، فيخبرها بأنه يفضل العرسان: "عمتي إذا مصرّة بفضّل عريس". في المشهد الثالث تتناقش العائلة في استخدام وصف "شاذ" أو "مثلي".
في المشهد الرابع تصارح الابنة والدتها بأنها تحب البنات، فيتركز همّ الوالدة على الصيت الاجتماعي: "بنتي تأكدي، نحنا همنا الوحيد إنو ما حدا يعرف". ويتطرق المشهد الخامس إلى التمييز في ألعاب الطفولة، حيث نجد الصبي سعيداً في قسم ألعاب البنات، حزيناً أمام المسدسات والدبابات في قسم ألعاب الصبيان. وفي المشهد السادس والأخير، تسأل المذيعة إحدى المشاركات في البرنامج عن قبول العابرين والعابرات جنسياً فتوافق بالإيجاب، شرط ألا يكونوا أفراداً من عائلتها.
أما القصة المصوّرة بعنوان "خبر عاجل" (2024)، فيظهر الشريط الإخباري في الرسومات الخمسة وهو ينقل الأخبار عن حال البلاد من الانهيار، وتفشي الجوع، وقمع الحريات، والتشبيح والتهجير، والاحتلال، بينما يحاول مذيع نشرة الأخبار أن يطمئن المستمعين إلى أن الأوضاع مضبوطة والسلطات عثرت على السبب الرئيسي في كل هذه الانهيارات والانهزامات، لتُظهر الرسمة الخامسة السبب، وهو رجل يرتدي تنورةً نسائيةً على اعتباره أصل البلاء، بينما يقول الرجل: "اتركوا كل شي والحقوا شو في بين فخاذي".
تكمن المفارقة الساخرة في القصة في تركيز السلطات أو المذيع الإخباري على فعل جنسي فردي، وتناسي كل الإبادات الجماعية والعنف المتفشي والأزمات المالية والإنسانية، لكي تلحق التهمة بالمثلية الجنسية. أما في القصة المصوّرة "دراما كوينز" (2023)، فنتابع مشاهد من المسلسلات السورية حيث تضطر الشخصيات المشهورة شعبياً، مثل شخصية العقيد أو الداية أو غيرهما من الشخصيات المميزة في درجة انتشارها وتأثيرها في المجتمع، إلى مواجهة المثلية أو العبور الجنساني بطريقة أو بأخرى.
وتكمن الكوميديا أحياناً في قدرتها السريعة على التكيف وإيجاد المصطلحات المناسبة للحديث بديمقراطية عن المثلية أو العبور الجنسي، بينما تظهر الكوميديا أحياناً أخرى من مدى السلوك التقليدي والمتزمت الذي تبديه، مثلاً ترفض الداية أن تخبر الزوج إن ولدت امرأته صبياً أم بنتاً، لأن ذلك يفرض على الجنين هويةً جنسيةً.
يتشابه الفنان طارق السعدي (فنان سوري مقيم في برلين)، مع سابقه، باحترافه الرسم الغرافيكي والقصص المصورة. مجموعة رسوماته بالألوان المائية بعنوان "طيران" (غاليري مينا، 2022)، تجسد شخصيات تعبر هيئاتها بغموض بين المذكر والمؤنث، لكن العمل الفني الذي يحمل مضموناً واضح التفسير، هو رسم ديجيتالي بعنوان "كن فخوراً بكونك رجلاً محترماً". والعنوان يلعب في كلماته على الفخر المثلي والفخر الرجولي، بينما تجسد الصورة المرافقة رجلاً يضع الحلي والزينة، ويغطّي شعره عدد من الورود المكوّرة التي تمنحه مظهراً نسائياُ خاصاً.
وكذلك يختار الفنان السعدي المسلسلات التلفزيونية السورية ليتناولها في قصته المصوّرة "دراما كويرية سورية" (2022)، مسلّطاً الضوء على بعض الشخصيات التي يرى فيها مزايا كويريّةً، فيحاول عبر الرسم أن يعيد تركيب هذه الشخصيات بنظرة كويريّة تحتفي بهذا التصوير، وتبرز أنّ المزايا الكويرية، على الرغم من الحضور المرئي لها في الثقافة السائدة، موجودة في تفاصيل الحياة اليومية السورية. يكتب الفنان مثلاً عن مسلسل "باب الحارة": "باب الحارة هوي أكتر مسلسل سوري مشهور للأسف، فحبيت إعادة تخيّلو هون كـ'باب الحب'، بطريقة بعيدة كلّ البعد عن الطريقة يلي انعرض فيها. يعني ببيئة شامية، بيقضوا فيها الشباب كل هالوقت مع بعض لحالهن والصبايا كمان، منعزلين عن بعض، ما كان يصير شي هيك ولا هيك بيناتهن أو بين الكويريين المخبايين منهن؟".
ويذكّر بشخصية "سعدو" في مسلسل "بقعة ضوء" وما تملكه من مزايا كويرية: "هي شخصية كتير كوير بشكل واضح. سعدو شب نعوم وشعرو طويل وتصرفاتو ‘أنثوية’ وبيشتغل بملهى ليلي". ويتخيل في رسمة أخيرة مشهداً بين شخصية سائق التاكسي الشهيرة "أبو جانتي" والشاب "الطنط"، فيكتب: "يعني صار غزل خفيف ومزح شوي في إيحاء جنسي حتى من قبل الطنط. طبعاً عم اتخيلهن بالرسمة اللي رسمتها عم يتغزلوا ببعض بشكل كامل وبالتراضي".
التلازم الفني بين السياسي والجنساني
لا يكتفي عمل الفنان الكميت الحمد (فنان سوري مقيم في السويد)، بعنوان "الحب ليس جريمة"، بأن يحمل مضامين الدفاع عن الحقوق والحريات الجنسانية، وإنما يحمّل الفنان عمله مضموناً سياسياً. فالنص المرافق للعمل الفني يضعه في إطار الرد على الخطاب المعادي للمثلية الذي تتبناه السلطة الحاكمة في سوريا، والتي تتبنى خطاباً كارهاً للمغايرة الجنسية ومصنفاً إياها في إطار "الليبرالية الحديثة التي يجب الحذر منها ومجابهتها".
ويرى كاتب النص المرافق للعمل الفني، فادي أبو شاعر، أن الدولة السورية تلجأ إلى التغطية عن جرائم الحرب التي تجري في سورية، وذلك بتجريم أفراد مجتمع الميم-عين. ويرى أن هذا الخطاب استخفاف في عقول الناس حتى الأكثر عدائيةً للمثلية، ويضيف: "على أمل أن يأتي يوم لا يكون فيه الحب في سوريا جريمةً، بغض النظر عن الجندر والجنسانية".
وتجسد الصورة الرقمية رجلَين، أحدهما أشقر والآخر أسمر وهما يقبّلان بعضهما البعض وسط مجموعة من كتل الصوف التي تحيط برأسيهما المتقاربين، فتمتد كتل الصوف على كامل مساحة اللوحة، لتصنع إطاراً كثيفاً من العناصر البصرية حول القبلة، وانحناءات خيوط الصوف تشكّل في منتصف الرسم عبارةً هي: "الحب ليس جريمةً".
يميز أعمال الفنان "Saint Hoax"، وهو اسم مستعار لفنان سوري يعرّف بنفسه كناشط اجتماعي وسياسي، أنها تلعب على تحوير شخصيات أيقونية في التاريخ الحديث. في مشروعه "صروح" (2021)، يقدّم ثلاثة رسوم غرافيكية، يحوّر فيها هيئات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الكوري الجنوبي كيم جونغ أون، فتلعب الصور على جندر الرؤوساء الثلاثة، وتضيف إلى كل منهم شعراً مستعاراً مبالغاً في كثافته وألوانه، وأقراطاً للأذنين، وحلياً، وزينة مكياج، فيبدو الرؤوساء الثلاثة في حالة انتقالية من العبور الجندري. كل ذلك، في إطار عمل الفنان حول الهيئات والشخصيات العالمية التي تشكل وعينا البصري.
في عمل آخر، يمكن للناظر إلى صورة الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث، أن يعثر على ملامح موسيقي الروك المعروف بمثليته الجنسية، فريدي ميركيري، وكأن الفنان يُدخل في أخلاق الملكية الإليزابيثية موضوعات الجنس المثلي التي يمثّلها مغنّي الروك ميركيري في المخيلة الثقافية الجمعية، وفرقته الموسيقية الأيقونية في تاريخ موسيقى الروك في سبعينيات القرن الماضي.
برغم التجارب الفنية السورية التي ظهرت عام 2011، والتي أطلقها فنانون/ات للتعبير عن الموضوعات الجنسانية المغيبة في الإنتاج الفني السوري سابقاً، لا يمكن اليوم القول بحضور فن سوري كويري واضح كتيار في الإنتاج الفني السوري المعاصر حتى الآن
ونتوقف عند صورة أخيرة للفنان تجمع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مع زوجته هيلاري كلينتون، ويقلب الفنان فيها الأدوار الجندرية، فتظهر الزوجة بمظهر الرجل الرئيس بالبدلة الرسمية واقفةً أمام كرسي جلس عليه الرئيس الذي تحوّل إلى هيئة امرأة ترتدي فستاناً أزرق وتجلس على الكرسي، في تبديل لوضعيات الجلوس بين الرؤوساء الرجال وزوجاتهم في الصور التاريخية.
لا يمكن تصنيف أعمال الفنان خالد تكريتي، ضمن إطار الفن الكويري أو الذي يتناول موضوعات الجنسانية، ولكن يتضمن عدد من لوحاته، خصوصاً الأوتوبورتريه، تبديلاً للأنماط الجندرية المفروضة في الثقافة الاجتماعية، وهو تبديل لا يضعه الفنان في إطار الجنسانية، وإنما في إطار اللعب الفني بين الهيئة والصورة. في معرضه بعنوان "لول" (2015)، يرسم صورةً لنفسه متّخذاً وضعيةً تتخذها الممثلة مارلين مونرو بجانبه تماماً في الصورة. العمل الفني يحاكي الصورة الشهيرة للممثلة وهي تحجب فستانها عن الطيران فوق الخصر، ويظهر إلى جانبها الفنان نفسه برداء من الأحمر والزهري، متخذاً الوضعية نفسها في صورة نجمة الإغراء.
في المعرض نفسه نعثر على رسم بعنوان "فقدت 5 كيلوغرامات من الوزن"، والعبارة تحيل إلى الفنان نفسه، بينما نشهد في الصورة، بالإضافة إلى رجل على يمين الصورة، امرأتين تمارسان الرياضة، في إحالة إلى تعدد الهويات الجندرية.
أما في رسم أكريليك بعنوان "Mon Heritage تراثي" (2014)، فإن القناع الذي ترتديه الشخصية الظاهرة في الصورة يمنحها خصائص عابرةً للجندرية، بين الرجل الضاحك المبتسم وبين الجدّة المتقدمة في العمر، والجدّة هي واحدة من موضوعات الفنان في معرض سابق. ولكن، لا يمكن العثور على أعمال فنية للفنان تكريتي أكثر وضوحاً أو تعمقاً في معالجة الموضوعات الجنسانية أو التعبير عنها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ يومينمع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ أسبوععظيم