شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"أخشى أن أبقى حيّةً بين ركام الجثث لا أبصر شيئاً"… حكاية امرأة كفيفة في غزّة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والفئات المهمشة

الجمعة 17 مايو 202403:55 م


"أخاف أن أفقد أهلي الذين لم أرَ وجوههم منذ 15 عاماً. أحاول جاهدةً أن أحفظ ملامحهم في ذاكرتي، وأعيش على أمل أن تنتهي الحرب وأتمكن من استعادة بصري. أخشى أن أفقد أحدهم دون أن أحظى بفرصة رؤيته مرةً أخرى، إلى الأبد"؛ هكذا عبّرت فاطمة (اسم مستعار، 37 عاماً)، وهي نازحة من ذوات الاحتياجات الخاصة في غزّة، عن خوفها من أن تسرق الحرب الإسرائيلية على بلادها ملامح من تحبّهم.

في قطاع غزّة المحاصر، تعيش فاطمة التي تعاني من فقدان البصر، ومعها الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يواجهون تحديات فريدةً ومعقّدةً تتجاوز تأثيرات الحروب المتلاحقة والحصار الطويل.

يشكل ذوو الإعاقة 1.8% من إجمالي سكان الضفة الغربية، و2.6% من سكان قطاع غزة، وفقاً للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين. وفي وقت الحرب، يواجهون صعوبات أكبر في الفرار من الهجمات والمناطق المهددة بالقصف، وصعوبات في تلبية احتياجاتهم الأساسية.

تروي فاطمة معاناتها منذ بداية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كامرأة نازحة وكفيفة في ظل الحرب، إذ يُعدّ وضعها أكثر تعقيداً بسبب احتياجاتها الخاصة ككفيفة، خصوصاً مع السياسات المدمرة التي تنتهجها القوات الإسرائيلية والتي تستهدف البنية التحتية في القطاع، مما يجعل حياة ذوي الإعاقة أكثر تعقيداً وصعوبةً.

"أتذكر اليوم الذي تعرّض فيه حيّنا للقصف المكثف، صحوت يومها على صوت شباك غرفتي وهو يتطاير وأُصبت بالذهول، كان الأمر أشبه بالكابوس"
"في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، صحوت بحماسة ذلك الصباح نوعاً ما، إذ كنت أستعدّ للمشاركة في مبادرة أنا وزملاء لي بعنوان 'لا تكبّرونا بعدنا صغار'، للتوعية حول زواج القاصرات وانتهاك حقوق الأطفال، ولم يخطر لي أن حرباً جديدةً أخرى ستطاردني"، تقول فاطمة التي تعمل مقدمة برامج إذاعية ومدربةً في قضايا مجتمعية مختلفة.

بعد أيام عدة من بدء الحرب على القطاع، انقطع تواصل فاطمة مع العالم الخارجي، خصوصاً أنها تعتمد بشكل كبير على برامج وتطبيقات خاصة بالأكفّاء للتواصل مع محيطها، ومع انقطاع الكهرباء والإنترنت صارت تشعر وكأنها تعيش في "جزيرة نائية" دون هاتفها وجهاز الكمبيوتر الخاص بها.

وفقاً لتقرير لهيومن رايتس ووتش، فإن انقطاع الكهرباء والإنترنت يصعّب وصول ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المعلومات المهمة التي تساعدهم في تحديد مكان وزمان وكيفية الفرار إلى مناطق أكثر أمناً، مما يجعلهم عرضةً للخطر.

تقيم فاطمة في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث يقطن نحو 700 ألف شخص بين مقيم ونازح، قُطِعت عنهم إمدادات الكهرباء والمياه منذ بدء العدوان. تصف أثر الحرب على حياتها بـ"المأساوي"، خصوصاً بعد أن توغلت الدبابات الإسرائيلية في دير البلح في كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، مما اضطرها إلى النزوح من منزلها مع عائلتها إلى منطقة الزوايدة.

"أتذكر اليوم الذي تعرّض فيه حيّنا للقصف المكثف، صحوت يومها على صوت شباك غرفتي وهو يتطاير وأُصبت بالذهول، كان الأمر أشبه بالكابوس"، تقول فاطمة وهي تصف رحلة نزوحها مع أسرتها إلى بيت أقاربها في منطقة المخيم.

"كان أزيز الرصاص حولنا في كل مكان، كنا قد حزمنا حقائبنا مسبقاً، وحرصنا على أن يأخذ كل فرد احتياجاته الأساسية فقط. كنا على دراية بأنه علينا أن نقطع مسافات كبيرةً سيراً على الأقدام، لذا لم آخذ معي سوى القليل جداً من الملابس".

كان خوف فاطمة الأكبر هو أن تنفصل عن أفراد أسرتها في رحلتهم هذه، وتضلّ الطريق.

"ترعبني فكرة القصف، وأن أكون حيّةً بين ركام الجثث لا أبصر شيئاً"

 "لم أكن أشعر بالأمان، كل شيء حولي كان مرعباً خصوصاً صوت القصف، كنت أخشى أن أفلت يد أمي أو أختي سهواً، وأبقى وحيدةً في الظلام. أتذكر سماع خطوات الناس من حولي وهي تتسارع، كان هناك مصابون لم يلتفت إليهم أحد. كنت أخشى أن أموت، لكن هاجسي الأكبر أن يتركوني وحيدةً وسط الطريق في ظلمتي".

تتذكر فاطمة حتى اللحظة أصوات الصراخ من حولها يومها.

"كان هناك أب فقد ابنه، وكان يصرخ بحثاً عنه، وسمعت في أثناء سيري قصة مقتل شخص مصاب بإعاقة ذهنية، وقصص آخرين كانوا مفقودين، فتعاظم خوفي حينها"، وتابعت: "ترعبني فكرة القصف، وأن أكون حيّةً بين ركام الجثث لا أبصر شيئاً".

منذ بدء إسرائيل عمليتها العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن تجاوز عدد الضحايا حاجز الـ35 ألف شخص، بينهم أكثر من تسعة آلاف امرأة، فيما أُجبر مليون و900 ألف فلسطيني على النزوح.

بحسب هيومن رايتس ووتش، فإن أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي لا تأخذ في الحسبان احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يجعل الكثير منهم غير قادرين على مغادرة المناطق المستهدفة. كما أن نقص الأجهزة المساعدة في قطاع غزة، مثل الكراسي المتحركة والأطراف الاصطناعية وأجهزة السمع وغيرها، يؤثر على قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الفرار أو التعامل مع الوضع الطارئ، خاصةً الذين يعانون من إعاقات بصرية أو سمعية أو نمائية أو ذهنية، مما قد يجعلهم غير قادرين على التعرف على المخاطر أو فهمها.

عمود البيت

لم تكن معاناة فاطمة مع الإعاقة وليدة حرب تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بل تمتد إلى أكثر من 15 عاماً، إذ أصيبت بتجلط عصبي في العصب البصري نتج عن حالة الصدمة والرعب التي عاشتها إبان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في كانون الأول/ ديسمبر 2008، والتي استمرت نحو 23 يوماً، وأسفرت عن مقتل نحو 1،400 فلسطيني، ودمار هائل في البنية التحتية. كانت شيرين تبلغ من العمر 21 ربيعاً حينها.

"بقيت لمدة ثلاثة أسابيع أعاني من صداع نصفي، ولم يكن ممكناً أن أغادر المنزل بحثاً عن علاج بسبب ظروف الحرب. كنت أعاني بشكل مخيف".

فقدت فاطمة بصرها تدريجياً بعد ذلك، وبعد انتهاء الحرب، أخبرها الأطباء بأنه لا أمل في استعادته، إذ تضرر العصب نتيجة التعرض لضغط نفسي وعصبي شديد.

"أنا البنت البكر، وكنت طالبة آداب إنكليزية في المرحلة الثالثة في جامعة الأزهر. كانت لدي أحلام كبرى بأن أسافر لأُكمِلَ دراستي في الخارج وأعمل مترجمةً. كان هذا حلم عائلتي بأكملها التي كانت تعدّني 'عمود البيت'".

تصف فاطمة حياتها قبل حرب الـ2008، بـ"الحيوية"، إذ كانت تقطع المسافة بين دير البلح وجامعة الأزهر كل يوم تقريباً كرحلة "تأمل للطبيعة والبحر"، خصوصاً أنها من عشاق التصوير، إلا أن حياتها تغيّرت تماماً بعد إصابتها.

"عندما قررت العودة إلى مقاعد الدراسة عام 2010، دخلت الجامعة لأول مرة وأنا فاقدة البصر، كنت أسمع صوت البحر وأنا في الطريق ولا يمكنني رؤيته وشعرت بحزن لا يوصف. كل شيء حولي كان ضبابياً، أسمع أصوات زملائي ولا أستطيع أن أراهم".

"فقدت في لحظة واحدة كل الممارسات اليومية التي اعتدت أن أقوم بها قبل الحرب في مجال عملي كصحافية ومدربة في مجال تأهيل النساء ذوات الإعاقة، ولم يبقَ أمامي غير اللون الرمادي في عينيّ، والخوف، إلا أني أتمسك بحلم وحيد أخير، هو أن أبصر وجه أمي وإخوتي مجدداً".

لأربع سنوات، لم تتمكن فاطمة من مواجهة العالم واستيعاب وضعها الجديد، وارتأت أن تعيش في شبه عزلة كاملة.

"رفضت أن ألتقي بالناس، ولم أحتمل مشاعر الشفقة من أحد، وتركت دراستي في الجامعة. تخرّج أصدقائي وشعرت بحزن كبير".

برغم الألم، عادت فاطمة إلى مقاعد الدراسة في 2012، بعدما درّبت نفسها على استخدام تطبيقات خاصة بالأكفّاء، وتخصصت في قسم الإعلام لتتخرج منه بتفوق عام 2016. إلا أن حالة الاستقرار النفسي تلك لم تستمر بفعل الحرب الأخيرة.

لا خصوصية لجسدي

اضطرت فاطمة وأسرتها إلى السكن في خيمة مع أكثر من 25 شخصاً بعد النزوح أكثر من مرة. تضاعفت معاناة فاطمة في المخيم، وأصبحت تشعر بأنها عبء على أسرتها وقت الحرب.

"عندما أذهب إلى الحمام، أضطر إلى أخذ شخص معي، وإن صحوت في الليل لأي سبب، عليّ أن أوقظ أحدهم كي يساعدني. لا أستطيع مغادرة الخيمة بمفردي، لذا أضطر إلى الجلوس طوال الوقت في الزاوية وحيدةً".

لم تحظَ فاطمة بلحظة خاصة واحدة لتعتني بنفسها كامرأة في ظل الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر على القطاع.

"منذ سبعة أشهر، لم أحظَ بخمس دقائق من الخصوصية حتى أعتني بجسدي، وأعرف الآن أنّه من الرفاهية أن تحصل المرأة على شفرات حلاقة نسائية لإزالة الشعر، إذ بالكاد نستطيع توفير المستلزمات الأساسية إن توافرت. وعلى أي حال الخصوصية معدومة في الخيمة والناس تصطف في طابور طويل أمام الحمام. انعكس ذلك بشكل سلبي على نفسيتي طوال الوقت بسبب إهمالي غير المتعمّد لذاتي، وشكلي الخارجي".

تحت ظروف نقص الموارد الصحية، تؤثر الحرب على جسد فاطمة وصحتها النفسية بشكل مباشر، فتصف فترة الدورة الشهرية بأنها "وحش" يطاردها شهرياً في ظل إعاقتها البصرية.

"قبل الحرب، اعتدت تنظيم أغراضي الشخصية وملابسي بنفسي في خزانتي كي يسهل عليّ الوصول إليها، لكن الوضع تغير تماماً الآن، فالخيمة مكدّسة بالأغراض، وحينما يحين موعد دورتي الشهرية أحتاج إلى أن تساعدني أمي في قصّ قطع القماش وثنيها، وأكبر معاناتي عندما أحتاج إلى تبديلها، حيث أضطر إلى الذهاب إلى الحمام الذي يبعد مسافةً طويلةً عن الخيمة، وهو عبارة عن حفرة صغيرة مغطّاة بستارة خفيفة".

تواجه النساء ذوات الإعاقة تحديات إضافيةً مثل فقر الدورة الشهرية، ويجدن أنفسهن في حاجة متزايدة إلى الدعم والرعاية من الآخرين خلال فترات النزوح والهجرة، بينما يصبح السكن في الخيام أمراً صعباً بالنسبة لهن، حيث لا يلبّي هذا النوع من السكن احتياجاتهنّ الخاصة. وتضاف إلى ذلك التحديات المتكررة للنجاة والبقاء خلال فترات القصف المستمرة.

"كنت أحاول جاهدةً أن أقوم بمهام حياتي اليومية بنفسي قبل الحرب، ولكن في الخيمة أحتاج إلى مساعدة عائلتي باستمرار، لأني فقدت بوصلتي في الوصول إلى أشيائي الخاصة كما اعتدتُ في بيتنا وفي غرفتي".

نقص التغذية ووضع نفسي صعب

تشير التقديرات إلى أن نحو مليون و800 ألف شخص نازح، يعيشون لاجئين الآن في 155 منشأةً تابعةً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وقد وصل متوسط عدد النازحين في كل ملجأ في مرافق الأونروا إلى ما يقرب من أربعة أضعاف القدرة المتوقعة.

الدكتور معتز شفيق، الذي يعمل مع فريق تأهيلي من الممرضين وأخصائيي العلاج الطبيعي والوظيفي والخدمة الاجتماعية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في قطاع غزة، أكد أنه تعامل مع العديد من النساء من ذوات الاحتياجات الخاصة، خصوصاً ممن بُترت أطرافهنّ جراء الإصابة المباشرة في الحرب، وكثيرات منهن يعانين أيضاً من نقص التغذية ومن وضع نفسي صعب.

"تعرّضت كثيرات من النساء ذوات الإعاقة للقتل أمام عائلاتهن وأقاربهن، والعديد من النساء اللواتي يعانين من إعاقة ذهنية فُقدنَ، ولا يزال مصيرهن غير معروف حتى الآن".

يرى الدكتور شفيق، أن الكثير من النساء من ذوات الاحتياجات الخاصة لا يستجبن للعلاج على نحو سريع؛ بسبب غياب الدعم النفسي بصفته ركناً أساسياً في العلاج والتأهيل، وذلك لمحدودية توافر الأطباء النفسيين، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى قنوات الدعم النفسي من الأساس.

كانت فاطمة تحلم بأن تسافر إلى تركيا لأخذ دورات تأهيلية خاصة بالأكفّاء تساعدها على الاعتماد على نفسها وتلبية احتياجاتها الشخصية دون مساعدة أحد، إلا أن الحرب قضت على أحلامها.

"كنت أحلم أن أدخل المطبخ وحدي وأحضّر وجبة طعام دون مساعدة أحد، ولكن قُضي الأمر. لن نستطيع العودة إلى منزلنا. كنت قد حفظت الشوارع في حارتي، أما اليوم فملامح غزة تغيرت ولم أعد أعرفها".

آخر ما تحلم به فاطمة، هو أن تتمكن من رؤية وجوه من تحبّهم مرةً أخرى، خشية أن تفقد أحدهم خلال القصف والنزوح، على أمل انتهاء الحرب.

"فقدت في لحظة واحدة كل الممارسات اليومية التي اعتدت أن أقوم بها قبل الحرب في مجال عملي كصحافية ومدربة في مجال تأهيل النساء ذوات الإعاقة، ولم يبقَ أمامي غير اللون الرمادي في عينيّ، والخوف، إلا أني أتمسك بحلم وحيد أخير، هو أن أبصر وجه أمي وإخوتي مجدداً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image