شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
إيران وإسرائيل ضد حلّ الدولتين… البراغماتية في الخفاء والمواجهة في العلن

إيران وإسرائيل ضد حلّ الدولتين… البراغماتية في الخفاء والمواجهة في العلن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتاريخ

الخميس 21 ديسمبر 202311:29 ص

"الشيء الوحيد الذي يجمع إيران وإسرائيل، أنهما لا تؤمنان بحل الدولتين"؛ حسب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مضيفاً، خلال مشاركته عبر الفيديو في فعاليات "منتدى الدوحة": "إسرائيل كيان محتل، ولا نعتقد أن حلّ الدولتين سيساعد على حلّ القضية الفلسطينية". وحسب رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي: "أولاً وقبل كل شيء، إسرائيل نفسها لا تدعم هذه الخطة"، لذا إيران "بطبيعة الحال لا تؤمن بحل الدولتين".

بدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، تحفّظ بلاده على بعض البنود المتعلقة بحل الدولتين وخطة السلام العربية الواردة في البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، والمتعلقة بحل الدولتين وخطة السلام العربية، والتي وقّعت طهران على بيانها دون اعتراض على أي من النقاط الواردة فيه. وقبلها، صوتت طهران لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يؤيد حل الدولتين.

ويقضي حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية إلى جوار دولة إسرائيلية ضمن الحدود التي سبقت حرب 1967، وتضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

في الإطار ذاته، أكد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، أن طهران لا تعتقد أنه "يجب إلقاء اليهود أو الصهاينة في البحر". وكان المرشد قد أبدى قبل عقدين من الزمن، في براغماتية فاضحة لتلافي ضربة أمريكية محتملة لإيران، استعداد طهران لتفكيك برنامجها النووي، بالإضافة إلى تفكيك "حزب الله" اللبناني، و"الموافقة على المبادرة العربية لعام 2002" القائمة على صيغة "الأرض مقابل السلام"، وحل الدولتين، حسب ما أورد تريتا بارسي في كتابه "إيران والمجتمع الدولي". وهو ما يتعارض مع شعارات الثورة الخمينية التي تعدّ محو إسرائيل من خريطة الشرق الأوسط "واجباً إسلامياً مقدساً"؛ حسب الجزيرة نت.

مرت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بمراحل عدة؛ قبل الثورة الإيرانية، كان البلدان يرتبطان بعلاقات قوية وعميقة الجذور، عززتها الرعاية الأمريكية لهما، عبر عدهما أقوى حلفائها. وخلالها، كان هناك تعاون سياسي واقتصادي واستخباراتي، إذ كان عبد الناصر في مصر والقومية العربية بمثابة تهديد جيو-سياسي مشترك، فعمل البلدان معاً لمواجهته

وهذا "ما يدعو للتساؤل والبحث بعمق في العلاقات الإسرائيلية-الإيرانية. كان البلدان متقاربين أكثر مما ينبغي خلال عهد الشاه، وكانا يخدمان مصالحهما ويواجهان أعداءهما المشتركين. وبعد الثورة الإيرانية، تضاءل هذا التقارب، لكنه لا يزال موجوداً"، حسب الباحث الأحوازي في مركز الحوار للدراسات ومقرّه واشنطن، رحيم حميد.

مبدأ بن غوريون... "سياسة المحيط"

في كتابه "حلف المصالح المشتركة"، يُشير تريتا بارسي، إلى أن إزاحة الملك فاروق عن عرش مصر من قبل الضباط الأحرار وتعزيزهم الاستقلال المصري عن بريطانيا، والتقرب في الوقت نفسه من الاتحاد السوفياتي، قرّب إسرائيل من إيران، إذ وجد الطرفان نفسيهما في مأزق أمني مشترك، فكلاهما يخشيان التصاميم السوفياتية للمنطقة، وتهديد الدول العربية الموالية للسوفيات، وكلاهما يرى في النظام المعادي للغرب والداعي للوحدة العربية بقيادة جمال عبد الناصر مصدر الشر الرئيسي في الشرق الأوسط. فإلى جوار إسرائيل، كانت إزاحة شاه إيران الموالي للغرب أحد أهداف مصر الأساسية، بالإضافة إلى مخاوف إيران من النزعة التوسعية الإقليمية للوحدة العربية، ومن المطالب العربية بإقليم الأحواز "خوزستان" جنوب إيران، الغني بالنفط.

ونتيجةً لبُعد إمكانية التوصل إلى السلام مع الدول العربية آنذاك، صاغ بن غوريون "مبدأ المحيط"، الذي هيمن على الفكر الإستراتيجي حتى نهاية الحرب الباردة. ويقوم على ضرورة إقامة إسرائيل تحالفات مع دول المحيط غير العربي، خصوصاً إيران وتركيا وإثيوبيا، فضلاً عن الأقليات، كالمسيحيين اللبنانيين، والجماعات غير العربية كالأكراد. وهذه التحالفات ستضعف التكتل العربي، وتوقف انتشار القومية العربية في المنطقة، وتزرع إسفيناً بين أعداء إسرائيل.

بحسب حميد، ليس من السهل على المشاهد العادي تصنيف العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، لكنه سهل على المراقبين المتمرسين. فقد مرت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بمراحل عدة؛ قبل الثورة الإيرانية، كان البلدان يرتبطان بعلاقات قوية وعميقة الجذور، عززتها الرعاية الأمريكية لهما، عبر عدهما أقوى حلفائها. وخلالها، كان هناك تعاون سياسي واقتصادي واستخباراتي، إذ كان عبد الناصر في مصر والقومية العربية بمثابة تهديد جيو-سياسي مشترك، فعمل البلدان معاً لمواجهته. وحتى بعد حرب الأيام الستة عام 1967، لم يوقف الشاه التعاون مع إسرائيل، مع زيادة طفيفة في الانتقادات المناهضة لها. ولم يتوقف هذا التعاون بعد انتصار الثورة الإيرانية، حيث شكّل البلدان تحالفاً هامشياً، وتحول الأمر إلى تعاون سرّي تلافياً لإحراج رجال الدين، الذين وصلوا إلى الحكم في إيران.

ويقول في حديثه إلى رصيف22، إن تعاون الجانبين لم يكن مدفوعاً بالمخاوف المشتركة فقط، إذ كان لدى الشاه تصوّر مضخّم للنفوذ الإسرائيلي في واشنطن، دعاه للاعتقاد بأن التحالف مع إسرائيل سيمنحه دعم إدارة كينيدي، المعروفة بانتقادها لحكمه، وهو ما عزّز العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية، وسمح خلالها الشاه، بحلول منتصف الستينيات، بإنشاء وفد إسرائيلي دائم يعمل كسفارة فعلية في إيران.

لدعم ترسانته العسكرية ولمواجهة صواريخ سكود العراقية، احتاج الشاه محمد رضا بهلوي من أمريكا إلى صواريخ أرض-أرض. إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، رفضت تزويد طهران بهذه الصواريخ، مما أفسح المجال لولادة تعاون يوظّف الأموال الإيرانية والمعرفة التكنولوجية الإسرائيلية في تطوير الصواريخ. وقّع الطرفان في نيسان/ أبريل 1977، على مشروع "الزهرة" إلى جانب خمسة عقود أخرى لشراء النفط مقابل السلاح. ونتيجةً لذلك، بنت إسرائيل منشأةً لتجميع الصواريخ وسط إيران الجنوبي.

تشارك الثوار الإيرانيون، المتدينون واليساريون، العداء لإسرائيل؛ ففي نظر المتدينين، محاربتها واجبة لاغتصابها أرضاً إسلاميةً، وفي نظر اليساريين، تشكل إسرائيل مخفراً متقدماً للإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط. إلا أن ذلك لم يمنع قيام علاقة مصالح متبادلة معادية للمحيط العربي سرّاً، بجوار صوت عالٍ "مقاوم وممانع" علناً.

تشير التقديرات، حسب مجلة زمان يسرائيل، إلى أن إسرائيل باعت أسلحةً لإيران بقيمة 2.5 مليارات دولار خلال أعوام 1980-1986، ومنها صفقة الأسلحة المعروفة باسم قضية "إيران كونترا"، عندما تم نقل مبيعات الأسلحة إلى إيران لتمويل متمردي الكونترا في النظام الماركسي في نيكاراغوا. فوفقاً للبروفيسور هينر فورتيج، من معهد GIGA في هامبورغ: "لم تكن الأمور جيدةً بالنسبة لإيران في الحرب مع العراق، لأن 90% من أسلحة إيران تم الحصول عليها من الولايات المتحدة خلال عهد الشاه". ولقرب نفاد تلك الإمدادات، "كانت إيران في حاجة ماسة إلى موردين جدد على استعداد لتقديم الأسلحة الأمريكية"، وحينها، جاء العرض الإسرائيلي، حسب موقع المعرفة، الذي أصاب في الصميم بإشارته إلى تعقيب الخميني على شائعات تقول إن العراق يعمل على صنع قنبلة نووية بـ"أنه تهديد لا يمكن للقدس ولا لطهران أن تقبله". وعليه، أرسلت وكالة المخابرات الإيرانية معلومات قيمةً إلى سلاح الجو الإسرائيلي الذي قصف مفاعل "تموز" النووي العراقي، عام 1981.

فبرغم أيديولوجيا نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وثوريته، إلا أنه يتحرك وفقاً لمصالحه الواقعية، وعلى استعداد للتنازل عن الشعارات وبعض الأفكار التي لا تمثل صلب النظام عند الحاجة إلى ذلك للتوافق مع الخصوم، حسب الباحث في العلاقات الدولية، حسين سنا، الذي أيد كلامه بتفاوض النظام الإيراني مع خصمه الأمريكي والوصول إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، برغم انقطاع العلاقات بين الجانبين منذ الثورة الإيرانية، وبرغم عدم الحصول على أي تسريبات إعلامية عن أي اتفاق يُعتدّ به بين الجانبين سوى قضية "إيران كونترا".

على خطى التصادم

"إيران مجنونة، والخمينية هي الأيديولوجيا الوحيدة المتبقية التي تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة (…) وإيران وإسرائيل دولتان تتمتّعان بالقوة الكافية لصياغة النظام الجديد للشرق الأوسط، وهذا في حدّ ذاته يضع هاتين الدولتين غير العربيتين والقويتين على مسار تصادم"؛ وفقاً للرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز. وفي حديثه مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، مؤخراً، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "في الشرق الأوسط، ليس ثمة تهديد أكثر جديةً وأكثر خطراً وأكثر إلحاحاً من ذلك الذي يشكله النظام المتعصب في إيران". وعلى أنغام حروب الظل المشتعلة بين الطرفين، كشفت صور الأقمار الصناعية في شباط/ فبراير 2022، عن الأضرار التي لحقت بقاعدة طائرات من دون طيار في غرب إيران، كردّ إسرائيلي على محاولة طهران إرسال أسلحة إلى الضفة الغربية وغزة بواسطة طائرات من دون طيار، قابلها رد إيراني بقصف صاروخي على مجمع في أربيل شمال العراق، بدعوى أن تل أبيب تستخدمه للتجسس عليها.

صاغت طهران عقيدة "الدفاع الأمامي (الدفاع الهجومي)"، القائم على بناء مصدات عسكرية مذهبية خارج حدودها، تتولى الدفاع عن النظام المركزي في إيران. لاحقاً، طوّرتها إلى مبدأ "وحدة الساحات" - إشعال الجبهات التي تسيطر عليها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، في حال تعرضت إيران أو إحدى أذرعها للخطر

يقول سنا في حديثه إلى رصيف22: "هناك تصعيد إعلامي يصل إلى مستوى العداوة بين إيران وإسرائيل، مع غياب المؤشرات على أي حرب مباشرة بين الطرفين، فضلاً عن كلفتها العالية ووجود ساحات تتحرك فيها جماعات مدعومة إيرانياً"، مرجحاً في حال انزلاق الجانبين إلى الحرب، بأنها ستكون حرباً غير مباشرة في سوريا أو لبنان، تجنباً لاشتعال حرب إقليمية لا يُعرَف آخرها، ومشيراً أيضاً إلى عدم قدرة أي من المشروعين الإيراني والإسرائيلي على ملء المنطقة وحده، نظراً إلى ديموغرافيا المنطقة المكوّنة من شعوب عربية، يمكن لأي من المشروعين التأثير فيها واستقطاب فئة منها، دون إمكانية الهيمنة على المنطقة. وعليه، سيتعايش المشروعان الإيراني والإسرائيلي، إلى جانب مشاريع أخرى (تركيا مثلاً) في المنطقة، مع التعارض بينهما هنا أو هناك أحياناً.

بحسب موقع المعرفة، لن تتوقف رسائل التهديد المبطّن بين إسرائيل وإيران، بعدما صادقت اللجنة المالية في الكنيست على ميزانية دفاع إضافية يبلغ مجموعها نحو 2.9 مليارات دولار، استعداداً لعمل عسكري محتمل ضد طهران، قابلها، إعلان أكبر قائدين عسكريين في إيران عن مناورات بحرية تضمنت إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز لتحذير تل أبيب وسط مخاوف إيرانية من خطط إسرائيلية محتملة تستهدف مواقعها النووية، وتصاعدت حدة المواجهة إسرائيلياً من "جذ العشب" إلى "الحرب بين الحروب" إلى "مبدأ الأخطبوط"، والذي يتضمن تكثيف العمليات السرّية ضد برامج إيران النووية والصاروخية والطائرات المسيّرة على الأراضي الإيرانية، بدلاً من استهداف وكلائها الإقليميين في دول ثالثة. ووفقاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي لبينت: "لم نعد نلعب مع أذرع إيران ووكلائها. لقد خلقنا معادلةً جديدةً تركز على التعامل مع الرأس".

في المقابل، صاغت طهران عقيدة "الدفاع الأمامي (الدفاع الهجومي)"، القائم على بناء مصدات عسكرية مذهبية خارج حدودها، تتولى الدفاع عن النظام المركزي في إيران. لاحقاً، طوّرتها طهران إلى مبدأ "وحدة الساحات"، والذي يقوم على إشعال الجبهات التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، في حال تعرضت إيران أو إحدى أذرعها للخطر.

وفقاً لحميد، لا يمكن إنكار المواجهة بين إسرائيل وإيران، لكن السؤال هو ما حجم هذه المواجهة وما مداها؟ فعلى مدى السنوات الماضية، تزايدت العداوة بين إيران وإسرائيل تجاه بعضهما البعض، وانخرط الطرفان في حرب الظل، حيث شنّت إيران هجمات إلكترونيةً ضد تل أبيب بينما قامت الأخيرة بضرب مواقع القوات شبه العسكرية الإيرانية بشكل متكرر في سوريا. وستكون هناك مواجهة دائمة بين إيران وإسرائيل، لكنها ستكون محسوبةً. مع ذلك، سيواصل البلدان التعاون، إن وُجد، حسب حميد.

وبرأيه، شهدت علاقة الدولتين ببعضهما البعض صعوداً وهبوطاً، لكنها لم تصل إلى حد الحرب أو المواجهة الشاملة. فهناك أوجه تشابه بينهما، مثل كونهما دولتين غير عربيتين في منطقة ذات أغلبية عربية. وهو ما قرّب بينهما، حتى زمن الثورة. خاتماً بالقول، إنه قد يكون الثوار في إيران أعداء لإسرائيل إلى حد ما، وفي ظروف معينة، كما يقولون، لكنهم لا يمانعون التعاون معها والتعاضد معها إذا دعت الحاجة.

القدرات الاستخبارية الإسرائيلية المتفوقة تعني أن على إيران أن تكتفي بردود فعل عنيفة عبر وكلائها. لكن "الأمر المحبط بالنسبة لإيران، هو أن أفضل شريك لها في ضرب إسرائيل هو حزب الله"

"الحرب بين الحروب" الإستراتيجية الأكثر سخونةً، محدودة إلى حد ما، حسبMiddle East Forum. ويشوب الشك قدرتها على المدى الطويل كوسيلة لضربات أوسع نطاقاً لمعالجة التهديدات الوجودية والإستراتيجية المباشرة من طهران ووكلائها. وبرغم الإقرار بفعاليتها في احتواء المشكلة في سوريا، وحتى خارجها، لكنها عاجزة عن التعامل مع التهديدات الحقيقية، مثل مخزون "حزب الله" المتزايد من الذخائر الموجهة بدقة، وظهور مرافق إضافية لإنتاج هذه الذخائر في لبنان، وبناء منشآت نووية إيرانية سرّية إضافية، أو التقدم الشامل لبرنامج طهران النووي.

يُشير الخبير في شؤون الإرهاب العابر للحدود في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، جون رين، إلى أن القدرات الاستخبارية الإسرائيلية المتفوقة تعني أن على إيران أن تكتفي بردود فعل عنيفة عبر وكلائها. لكن "الأمر المحبط بالنسبة لإيران، هو أن أفضل شريك لها في ضرب إسرائيل هو حزب الله، إلا أن تدخله سيكون خطوةً تصعيديةً قد تورطه في حرب تريد إيران تجنّبها. فالسمة الأساسية القابعة تحت هذه الحرب الخفية، هي ما يمكن تسميته بسياسة حافة الهاوية، والتي لا يتحمل خلالها أن يبدو أحد طرفيها ضعيفاً، مع معرفة كلا الطرفين أن عليهما معايرة أفعالهما بدقة وعناية كبيرة، تجنباً لاندلاع الحرب الشاملة".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ماضينا كما يُقدَّم لنا ليس أحداثاً وَقَعَت في زمنٍ انقضى، بل هو مجموعة عناصر تجمّعت من أزمنة فائتة ولا تزال حيّةًً وتتحكم بحاضرنا وتعيقنا أحياناً عن التطلّع إلى مستقبل مختلف. نسعى باستمرار، كأكبر مؤسسة إعلامية مستقلة في المنطقة، إلى كسر حلقة هيمنة الأسلاف وتقديم تاريخنا وتراثنا بعين لا تخاف من نقد ما اختُلِق من روايات و"وقائع". لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. ساعدونا. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard