حوت كتب التاريخ الإسلامي عدداً ضخماً من النبوءات المستقبلية الغامضة. يُنسب الشطر الأعظم من تلك النبوءات إلى بعض القصاصين والإخباريين من ذوي الأصول الكتابية اليهودية والمسيحية. من أشهر هؤلاء الإخباريين كلّ من الصحابي تميم الداري، والتابعي كعب الأحبار، والتابعي محمد بن سيرين.
يظهر هنا السؤال حول السبب الذي دفع بأشهر المؤرخين المسلمين لتدوين تلك النبوءات الغريبة في كتبهم. كيف صدّق هؤلاء المؤرخون تلك النبوءات المستقبلية برغم إيمانهم بأن الله وحده هو المطّلع على الغيب؟ وما السبب الذي دعاهم للإقبال على تصديق روايات المسلمين من ذوي الأصول الكتابية تحديداً دوناً عن غيرهم؟
نلقي الضوء في هذا المقال على تلك النبوءات، لنفهم كيف تقبّلها العقل الإسلامي الجمعي؟ وكيف جرى توظيفها للتأكيد على صدق الدين الإسلامي من جهة، ولخدمة الأغراض السياسية من جهة أخرى؟
نبوءات تميم الداري
هو تميم بن أوس بن خارجة، ويُلقّب بالداري نسبة إلى الدار، وهي بطن من بطون قبيلة لخم. كان تميم نصرانياً، ثم أسلم وانتقل إلى المدينة المنورة بعد غزوة تبوك، في العام التاسع من الهجرة، وتوفي سنة 40 هـ.
يُنسب الشطر الأعظم من النبوءات المستقبلیة الغامضة إلى بعض القصاصين والإخباريين من ذوي الأصول الكتابية اليهودية والمسيحية. من أشهر هؤلاء الإخباريين كلٌّ من الصحابي تميم الداري، والتابعي كعب الأحبار، والتابعي محمد بن سيرين
أوردت المصادر الإسلامية عدداً كبيراً من النبوءات المنسوبة إلى تميم الداري. يذكر ابن سعد، في كتابه "الطبقات الكبرى" أن تميم الداري خرج إلى الصحراء ذات يوم ونام فيها، فسمع هاتفاً من الجن يقول: "قد خَرج رسول الأميين، رسول الله، وصلّينا خلفه بالحَجُون، وأَسْلَمنا واتَّبَعْناه، وذهب كيد الجن، ورُمِيَتْ بالشُّهُب، فانطلِقْ إلى محمد فأَسْلِم". بحسب الرواية، قام تميم وذهب من فوره إلى المدينة ليبايع النبي محمد وينطق بالشهادتين.
يذكر شمس الدين الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" نبوءةً أخرى مشهورةً عن تميم الداري؛ يقول الذهبي: "لما أسلم تميم، قال: يا رسول الله، إن الله مظهرك على الأرض كلّها، فهبْ لي قريتي من بيت لحم. قال: هي لك. وكتب له بها. قال: فجاء تميم بالكتاب إلى عمر، فقال: أنا شاهد ذلك فأمضاه".
في صحيح مسلم، ورد خبر لقاء تميم الداري بالمسيح الدجّال، وأنه -أي الدجال- سيخرج في آخر الزمان ليفتن الناس ويضلّهم عن سبيل الحق. جاء في تلك الرواية أن النبي جمع المسلمين ذات يوم، وأخبرهم بقصة حكاها له الداري، وملخص تلك القصة، أن تميماً ومعه مجموعة من البحارة، من لخم وجذام، ركبوا سفينةً وخاضوا البحر لفترة، ثم ألقى بهم الموج على شاطئ جزيرة نائية غير معروفة، فلما نزلوا من السفينة "لقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلَك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة". ثم أخبرتهم بأن يدخلوا لرجل ينتظرهم في دير.
دخل تميم وأصحابه ليجدوا رجلاً عظيم الخلقة، وثّقت يديه ورجليه بالأغلال، فسألهم عن بعض الأشياء، فلما أجابوه، قال لهم معرّفاً بنفسه: "إني أنا المسيح -يقصد المسيح الدجّال- وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، فأسير في الأرض فلا أدع قريةً إلا هبطتها في أربعين ليلةً غير مكة وطيبة، فهما محرّمتان عليّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدةً أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيفُ صلتاً يصدني عنها، وإنّ على كل نقب منها ملائكة يحرسونها".
نبوءات كعب الأحبار
هو كعب بن ماتع الحميري، يعود إلى أصول يهودية يمنية. أسلم في خلافة أبي بكر الصديق، وقدم إلى المدينة المنورة في عهد عمر بن الخطاب، وتوفي في عهد عثمان بن عفان سنة 32 هـ. تذكر المصادر أن كعباً كان من كبار العلماء اليهود قبل إسلامه، وأنه لمّا أسلم نقل علومه إلى مجموعة من كبار المسلمين. وردت الإشادة بعِلم كعب على ألسنة مجموعة من الصحابة؛ على سبيل المثال، يذكر أبو الدرداء فضل كعب، فيقول: "إن عند ابن الحميرية علماً كثيراً". أما معاوية بن أبي سفيان فيقول: "ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلْم كالبحار وإن كنا فيه لمفرطين".
على الجهة المقابلة، يرى الكثير من الباحثين المعاصرين أن كعب الأحبار كان المنفذ الذي عبرته الروايات الإسرائيلية للوصول إلى الإسلام؛ على سبيل المثال وصفه الشيخ محمد رشيد رضا في كتابه "تفسير المنار" بأنه "بطل الإسرائيليات الأكبر". وبأنه كان يضع الروايات المكذوبة "ليغش المسلمين، وليفسد عليهم دينهم وسنّتهم، ويخدع بها الناس لإظهاره التقوى".
اشتُهرت نبوءات كعب في المصادر التاريخية الإسلامية، وتمحورت حول مصائر الحكام والخلفاء وأخبار الملاحم والمعارك الكبرى. واحدة من أشهر النبوءات المرتبطة بكعب الأحبار كانت تلك التي ربطته بحادثة اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب سنة 23 هـ.
يذكر ابن الأثير تلك النبوءة في كتابه "الكامل في التاريخ"، فيقول إن كعب الأحبار جاء إلى عمر بن الخطاب، وقال له: "يا أمير المؤمنين، اعهد فإنك ميت في ثلاث ليالٍ. قال: وما يدريك؟ قال: أجده في كتاب التوراة. قال عمر: الله! إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكني أجد حليتك وصِفَتَك وأنك قد فنيَ أجلُك... فلما كان الغد جاءه كعب، فقال: بقي يومان. فلما كان الغد، جاءه كعب، فقال: مضى يومان وبقي يوم. فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة، وكان يوكل بالصفوف رجالاً فإذا استوت كبر، ودخل أبو لؤلؤة -يقصد أبا لؤلؤة المجوسي- في الناس وبيده خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فضرب عمر ست ضربات إحداهن تحت سرّته وهي التي قتلته".
في السياق نفسه، يحكي ابن الأثير في كتابه "أُسد الغابة في معرفة الصحابة"، أن كعباً توقّع حدوث معركة صفين بين جيش العراق وجيش الشام قبل اندلاعها بسنتين كاملتين. تذكر الرواية أن كعباً سافر إلى الشام ذات مرة، فلمّا مرّ بأرض صفين، توقف وقال لأصحابه: "لا إله إلا اللَّه، ليهرقنّ من دماء المسلمين بهذه البقعة شيء لم يهرق ببقعة من الأرض. فغضب قيس -أحد أصحاب كعب-، وقال: ما يدريك يا أبا إِسحاق؟ ما هذا؟ فإن هذا من الغيب الذي استأثر اللَّه به. فقال كعب: ما من شِبر من الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على نبيه موسى بن عمران".
كان المعنى الواضح الذي فهمه المسلمون هو أن الرسل السابقين -خصوصاً موسى وعيسى- ذكروا لأممهم أخبار الكثير مما سيحدث في المستقبل، وأن تلك الأمم كانت تنتظر ظهور النبي الخاتم، وأنها عدّته الحلقة الأخيرة في سلسة النبوة التي بدأت مع آدم مع بدء الحضارة الإنسانية على الأرض
نسبت المصادر الشيعية أيضاً بعض النبوءات إلى كعب الأحبار؛ من ذلك ما ذكره محمد باقر المجلسي في كتابه "بحار الأنوار"، من أن كعباً كان يحدّث الناس بأخبار الفتن المستقبلية في عهد عمر بن الخطاب، وأنه قال لهم ذات مرة: "وأعظمها فتنة وأشدها مصيبة لا تنسى إلى أبد الآبدين مصيبة الحسين، وهي الفساد الذي ذكره الله تعالى في كتابه المجيد... وإنما فُتح الفساد بقتل هابيل بن آدم، وخُتم بقتل الحسين. أو لا تعلمون أنه يُفتح يوم قتله أبواب السماوات ويؤذن السماء بالبكاء، فتبكي دماً، فإذا رأيتم الحمرةَ في السماء قد ارتفعت، فاعلموا أن السماء تبكي حسيناً. فقيل: يا كعب، لم لا تفعل السماء كذلك ولا تبكي دماً لقتل الأنبياء ممن كان أفضل من الحسين؟ فقال: ويحكم إن قتل الحسين أمر عظيم وإنه ابن سيد المرسلين، وإنه يقتل علانيةً مبارزةً ظلماً وعدواناً ولا تُحفظ فيه وصيةُ جدّه رسول الله... يا قوم كأنكم تتعجبون بما أحدثكم فيه من أمر الحسين، وإن الله تعالى لم يترك شيئاً كان أو يكون من أول الدهر إلى آخره إلا وقد فسّره لموسى".
من بين نبوءات كعب المشهورة تلك التي ذكرها ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة". يذكر العسقلاني أن مصعب بن الزبير والي العراق، لمّا أرسل برأس المختار بن عبيد الله الثقفي إلى أخيه الخليفة عبد الله بن الزبير في مكة، فإن الخليفة اندهش وتعجب، وقال: "ما وقع في سلطاني شيء إلا أخبرني به كعب، إلا أنه ذكر لي أنه يقتلني رجل من ثقيف، وهذه رأسه بين يدي"! برغم اندهاش ابن الزبير فإن المصادر الإسلامية تؤكد على صدق النبوءة، ذلك أن نهاية ابن الزبير ستقع على يد رجل آخر من ثقيف، هو الحجاج بن يوسف الثقفي.
نبوءات محمد بن سيرين
هو أبو بكر محمد بن سيرين البصري. كان واحداً من كبار التابعين ممن عُرفوا بالزهد والعلم والتقوى. توفي سنة 110 هـ. يرجع نسبُ ابن سيرين إلى أصول عراقية مسيحية. كان والده سيرين واحداً من الأسرى الذين وقعوا في أيدي المسلمين بعد انتصار خالد بن الوليد في معركة عين التمر سنة 12 هـ. يحكي ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، أن خالداً لمّا توجه إلى كنيسة عين التمر، وجد فيها "أربعين غلاماً يتعلمون الإنجيل وعليهم باب مغلق، فكسره خالد وفرّقهم في الأمراء وأهل الغناء... ومنهم سيرين والد محمد بن سيرين أخذه أنس بن مالك".
اشتهر محمد بن سيرين بنبوءاته العجيبة وتفسيراته للأحلام التي ذاعت في بطون كتب التاريخ الإسلامي. يتحدث الذهبي عن تلك النبوءات في كتابه تاريخ الإسلام، فيقول: "قد جاء عن ابن سيرين عجائب يطول الكتاب بذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي".
من أشهر تلك النبوءات "أن رجلاً أتى أبا بكر -يقصد محمد بن سيرين- فقال: رأيت في المنام كأني أبول دماً. قال: تأتي امرأتك وهي حائض. قال: نعم. قال: اتقِّ الله ولا تعد". ومنها أيضاً أن رجلاً سأله يوماً وقال له: "رأيت كأن الجوزاء تقدّمت الثريا، أي أن كوكب الجوزاء سبق كوكب الثريا". فقال له ابن سيرين: "هذا الحسن -يقصد الحسن البصري- يموت قبلي ثم أتبعه وهو أرفع وأعلى مني منزلاً". تؤكد المصادر التاريخية أن الحسن البصري توفي ولحق به ابن سيرين بعد مئة يوم.
أما أشهر النبوءات المنسوبة لابن سيرين، فكانت تلك التي حكاها أبو نُعيم الأصبهاني في كتابه "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء". يذكر الأصبهاني أن والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي رأى في منامه رؤيا: "كأن حوراوين أتتاه فأخذ إحداهما وفاتته الأخرى"، فكتب بذلك إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، فردّ عليه عبد الملك قائلاً: "هنيئاً يا أبا محمد!". لمّا عرف محمد بن سيرين برؤيا الحجاج وردّ الخليفة، بعث للأخير قائلاً: "أخطأت... هذه فتنتان يدرك إحداهما وتفوته الأخرى". علّق المؤرخون على تلك النبوءة بقولهم إن الحجاج أدرك الفتنة الأولى، وهي موقعة دير الجماجم سنة 83 هـ، وأنه مات قبل اندلاع الفتنة الثانية التي ستذهب بملك بني أمية على يد العباسيين سنة 132 هـ.
بلغ من شهرة نبوءات محمد بن سيرين، أن كتاباً كاملاً في تفسير الأحلام والرؤى نُسب إليه. حتى اللحظة يهرع الناس إلى ذلك الكتاب ليفهموا معاني ورموز ما شاهدوه في منامهم، وكأنما صار اسم ابن سيرين مرادفاً للنبوءات المستقبلية الغامضة.
لماذا اهتمت المصادر الإسلامية بتلك النبوءات؟
يحين الآن موعد الإجابة عن السؤال الأهم: لماذا اهتمّ المؤرخون المسلمون بذكر تفاصيل تلك النبوءات الغامضة في كتبهم؟ ولماذا استحوذت توقعات كل من تميم الداري، وكعب الأحبار، ومحمد بن سيرين، على كل تلك الأهمية في الذاكرة الإسلامية الجمعية؟
الإخباريون من ذوي الخلفيات الكتابية، رحّبوا بدورهم الجديد في المجتمع الإسلامي. منحهم هذا الدور مكانةً اجتماعيةً مرموقةً لم يكن من المتاح أن يصلوا إليها، كما قرّبهم هذا الدور من السلطة الحاكمة، وضمن لهم مكاناً قريباً من الخلفاء والسلاطين
لتفسير أهمية تلك النبوءات في الذاكرة الإسلامية الجمعية ينبغي الرجوع أولاً إلى عصر النبوة وحقبة الإسلام المبكر. في تلك الفترة قدّم المسلمون أنفسهم باعتبارهم الامتدادَ الشرعي لكل من اليهود والنصارى (المسيحيين). نظر المسلمون إلى أهل الكتاب في تلك الحقبة على كونهم أصحاب الشرائع الإلهية السابقة، واعتقدوا -أي المسلمين- أن اليهود والمسيحيين قد عرفوا الكثير عن الأحداث الغيبية التي ستقع في المستقبل.
اعتقد المسلمون في تلك الفترة أن الأحكام الإسلامية وردت من قبل في الكتب المقدسة عند أهل الكتاب، وفي ذلك المعنى تذكر الآية الثالثة والتسعين من سورة آل عمران في سياق الجدال مع اليهود: "فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِين".
المعنى نفسه ورد في الآية السادسة من سورة الصف: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ".
كان المعنى الواضح الذي فهمه المسلمون من تلك الآيات أن الرسل السابقين -خصوصاً موسى وعيسى- ذكروا لأممهم أخبار الكثير مما سيحدث في المستقبل، وأن تلك الأمم كانت تنتظر ظهور النبي الخاتم، وأنها عدّته الحلقة الأخيرة في سلسة النبوة التي بدأت مع آدم مع بدء الحضارة الإنسانية على الأرض.
بالتزامن مع شيوع ذلك المعتقد، اعتنق بعض علماء اليهود والنصارى الإسلام. ونظر إليهم المسلمون الأوائل بشوق ولهفة، وتطلعوا إلى أن يسمعوا منهم أخبار المستقبل وما سيحدث في قادم الأيام.
كانت النظرة الإسلامية إلى التوراة والإنجيل في هذا الوقت تؤكد على أنهما قد حملا العديد من الأخبار المستقبلية والنبوءات الغيبية. ومما عزز تلك النظرة، أن تلك الكتب لم تكن قد تُرجمت إلى العربية بعد، وكانت لا تزال مدونةً بلغاتها الأصلية (العبرانية والآرامية والسريانية واليونانية)، ولم يكن بوِسع عامة المسلمين الاطلاع على ما ورد فيها.
في تلك الفترة، نُظر إلى المسلمين الجدد من ذوي الخلفية الكتابية، والذين حفظوا التوراة والإنجيل باعتبارهم بوابة التعرف على المستقبل، ولذلك سمع المسلمون من هؤلاء الكتابيين القدامى، واهتموا بحديثهم، ومنحوهم الفرصة للتحديث بين الناس.
لا بد أن هؤلاء الإخباريين -من ذوي الخلفيات الكتابية- رحّبوا بدورهم الجديد في المجتمع الإسلامي. منحهم هذا الدور مكانةً اجتماعيةً مرموقةً لم يكن من المتاح أن يصلوا إليها، كما قرّبهم هذا الدور من السلطة الحاكمة، وضمن لهم مكاناً قريباً من الخلفاء والسلاطين الذين بحثوا عمن يطمئنهم على ما استقر في أياديهم من سلطة ونفوذ.
بعد فترة سيتمكن المسلمون من الاطّلاع -بحرية- على الكتب المقدسة القديمة، وسيعرفون عندها أن نظرتهم إليها بوصفها مدوناتٍ للنبوءات المستقبلية لم تكن في محلها. تدريجياً سيتم إهمال تلك الكتب، وسيسود الرأي الذي يقول بتحريفها. أيضاً ستقلّ أهمية الإخباريين من ذوي الأصول الكتابية، وسيحلّ محلهم المنجمون والعرافون في قصور الخلفاء والسلاطين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 18 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت