شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
كيف تحولت أغنية أطفال إلى أداة إسرائيلية للتنكيل بالمعتقلين الفلسطينيين؟

كيف تحولت أغنية أطفال إلى أداة إسرائيلية للتنكيل بالمعتقلين الفلسطينيين؟

سياسة نحن والتاريخ

الخميس 14 ديسمبر 202305:11 م

من أحد معسكرات الاعتقال الإسرائيلية، انتشر فيديو يُظهر مجموعةً من المعتقلين الفلسطينيين، وهم معصوبو الأعين ومكبّلو الأيدي، وتتردد في الخلفية أغنية واحدة تتكرر بصوت عالٍ دون توقف. الأغنية هي أغنية عبرية شهيرة للأطفال، لمغنٍّ إسرائيلي معروف يشاهده ملايين الأطفال الإسرائيليين على يوتيوب.

بعد انتشار هذا المقطع، الذي لاقى قبولاً وانتشاراً واسعاً في المجتمع الإسرائيلي؛ تداوله إسرائيليون بمن فيهم شخصيات بارزةً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يصورون أنفسهم وأطفالهم وهم يقلّدون المعتقلين ساخرين منهم على أنغام الأغنية الطفولية.

فما حكاية هذه الأغنية التي تحولت إلى ترند عام يحتفي به شعب إسرائيل ووسائل إعلامها، فضلاً عن استخدامها في الدعاية الترفيهية لمساندة الحرب على غزة؟ وما الهدف من تسخيرها في معسكرات الاعتقال؟ هذا ما نتناوله في السطور التالية، ونتطرق بصورة أعمق إلى تاريخ استخدام الموسيقى كأداة للتعذيب في السجون، ولماذا باتت تستخدم أغاني الأطفال تحديداً؟ وكيف يؤثر ذلك على نفسية المعتقلين؟

مُغنّي "السلاح السرّي" للجيش الإسرائيلي

بين ليلة وضحاها، وجد المغنّي الشاب ميني، صاحب الأغنية التي تتردد في الفيديو، نفسه وقد تحول إلى ما يشبه البطل القومي؛ فقد تحولت أغنيته من أغنية طفولية إلى "ترند"، يشاركه الكبار، والصغار، ومختلف فئات المجتمع الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان من بينهم صحافي وسياسي بارز يُدعى يانون ماجال، شارك في موجة السخرية عبر نشره فيديو يظهر فيه هو وأطفاله وهم يسخرون من المعتقلين.

لم يفوّت جنود إسرائيليون فرصة المشاركة أيضاً، وظهروا في فيديوهات أخرى من داخل المعتقلات، وهم يجبرون المعتقلين الفلسطينيين على حمل العلم الإسرائيلي، وترديد هتافات مثل "عاشت إسرائيل"

وتوالت الفيديوهات التي من هذا النوع، وصولاً إلى جنود إسرائيليين الذين لم يفوّتوا فرصة المشاركة أيضاً، وظهروا في فيديوهات أخرى من داخل المعتقلات، وهم يجبرون المعتقلين الفلسطينيين على حمل العلم الإسرائيلي، وترديد هتافات مثل "عاشت إسرائيل".

وفي لقاء له على قناة إسرائيلية وَصفت أغنيته متفاخرةً، بأنها "السلاح السرّي للجيش الإسرائيلي"، أعرب ميني عن سعادته بكون أغنيته أدخلت السرور على شعب إسرائيل، بما في ذلك جنود الجيش الإسرائيلي؛ فقد جرى استدعاؤه للغناء في إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية، للترفيه عن الجنود، وهو الأمر الذي وصفه بالشرف الكبير الذي لم يكن ليتخيله في أعظم أحلامه. فضلاً عن ذلك، أبدى مؤلف الأغنية موافقته مسبقاً على استخدامها في "تعذيب مقاتلي حماس".

كذلك، جرت دعوة مغنٍّ إسرائيلي آخر يُدعى موشيكو مور، غنّى أغنيةً مكونة من عبارات ساخرة من الأوضاع التي يعيشها أهل غزة وسط القصف الإسرائيلي المتواصل، مثل: "من الذي لا يملك ماءً ولا طعاماً ولا كهرباء؟ من الذي سوف يعيش في مخيمات؟" فيُجيبه جنود: "غزة".

إسرائيل ليست الأولى

"أن تفقد بصرك أو أن يذهب عقلك. أيهما ستختار؟"؛ سؤال طرحه بنيام محمد، المواطن الإثيوبي الذي لجأ إلى المملكة المتحدة، بعد خروجه من سجن خليج غوانتانامو الذي احتجزته فيه حكومة الولايات المتحدة كعدو مشتبه فيه بين عامي 2004 و2009، دون توجيه أي تهمة إليه، في حوار مع كلايف ستافورد سميث، المؤسس المشارك السابق لمنظمة "ريبريف" الحقوقية غير الربحية.

خلال الفترة التي قضاها بنيام، في "نظام السجون السرية" الأمريكي، شهد قائمةً متنوعةً من أساليب التعذيب، التي شملت الضرب، والجرح بشفرات الحلاقة، ووضع أسلحة محشوّة على صدره، والتعليق لفترات طويلة مرات عدة، ولكن التعذيب بالموسيقى كان النوع الأصعب من حيث القدرة على التحمّل، بالنسبة لبنيام.

يروي بنيام تجربته قائلاً: "كان الظلام دامساً، ولم تكن هناك أضواء مضاءة في جميع الغرف في معظم الوقت... علّقوني ثم سُمح لي بالنوم لبضع ساعات في اليوم الثاني، ثم علّقوني مرةً أخرى لمدة يومين هذه المرة. كانت ساقاي منتفختين، وكنت أشعر بالخدر في قدميّ ويديّ… وكانت هناك موسيقى صاخبة تدوي باستمرار لمدة 20 يوماً… ثم قاموا بتغيير الأصوات إلى ضحكات أشباح مرعبة وأصوات الهالوين. عملت وكالة المخابرات المركزية (CIA) على المعتقلين بمن فيهم أنا، ليلاً ونهاراً، حتى فقد الكثيرون عقولهم. كنت أسمع الناس يصرخون ويضربون رؤوسهم بالجدران والأبواب".

"كانت ساقاي منتفختين، وكنت أشعر بالخدر في قدميّ ويديّ… وكانت هناك موسيقى صاخبة تدوي باستمرار لمدة 20 يوماً… ثم قاموا بتغيير الأصوات إلى ضحكات أشباح مرعبة وأصوات الهالوين"

ووفقاً لمنظمة "ريبريف"، لم يكن سجن غوانتانامو المكان الوحيد الذي استخدمت فيه القوات الأمريكية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية والأفراد العسكريين الأمريكيين، الموسيقى في التعذيب، بل استُخدمت أيضاً في قائمة طويلة من البلدان التي من بينها تايلاند، وبولندا، وأفغانستان، وأوزبكستان، والمغرب، والعراق حيث وافق الفريق ريكاردو سانشيز، القائد العسكري الأمريكي في العراق، في أيلول/ سبتمبر عام 2003، على استخدام الموسيقى كجزء من حزمة التدابير المستخدمة مع السجناء المعتقلين، وذلك "لإثارة الخوف والارتباك... وإطالة مدة صدمة التعرض للأسر/ الاعتقال".

وبطبيعة الحال، لا يملك الإسرائيليون السبق في استخدام الموسيقى في التعذيب، بل تتوارثه الأنظمة القمعية ودول الاحتلال جيلاً بعد جيل، من ألمانيا النازية حيث صاغ هنريخ مولر، قائد الشرطة السرّية النازية "الجستابو"، مصطلح "verschärfte vernehmung"، الذي يعني "الاستجواب المكثف"، والذي يشير إلى مجموعة من أشكال التعذيب الذي لا يترك أي علامات، وتالياً يعفي المسؤولين النازيين قبل الحرب من المساءلة إذا ما قرر ضحايا التعذيب مقاضاتهم في المحاكم لاحقاً.

وقد استعانت السلطات الأمريكية في صياغة نسختها الخاصة من برنامج تعذيب المعتقلين المُسمّى "enhanced interrogation"، أي "الاستجواب المعزز"، بالبرنامج النازي، وتسمح فيه بالعديد من الأساليب التي كانت محظورةً في البرنامج النازي، مثل الإيهام بالغرق، وخفض درجة حرارة الجسم.

تقول الدكتورة ماجدة عدلي، مديرة مركز "النديم" لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، في حديثها لرصيف22 إن "الولايات المتحدة الأمريكية سبقت إسرائيل في استخدام الموسيقى في التعذيب، فضلاً عن امتلاكها طرائق متنوعةً في التعذيب التي منها النفسية والبدنية"، مشيرة إلى تلقّي الضباط المصريين الذين يسافرون لحضور دورات تدريبية في الولايات المتحدة دورات في أساليب التعذيب.

"بيبي شارك" و"شارع سمسم"

غالباً ما نسمع عن استخدام الموسيقى في الاستشفاء، وتخفيف التوتر، والمواساة، ولكن اتضح أيضاً أنه يمكن استخدامها كسلاح للتعذيب. ومع أن طريقة التعذيب بالموسيقى مصممة بحيث لا تترك أي آثار، إلا أنها ليست نوعاً مخففاً من التعذيب على ما قد يتبادر إلى الأذهان للوهلة الأولى؛ بل إنها طريقة لها تاريخ طويل مظلم وتقبع خلفها دراسات خبيثة.

خلال العقدين الماضيين، انكشفت بعض الطرائق التي كانت تُسخَّر بها الموسيقى ضمن الأدوات المستخدمة لتحطيم وزعزعة استقرار السجناء وصمودهم، خلال ما أسمتها الحكومة الأمريكية "الحرب على الإرهاب"، وذلك بعد أن أدركت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من خلال التجارب النفسية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أنه من الممكن تفكيك هوية الشخص وإصابته بالذهان، من خلال تعرضه للحرمان الحسّي والحمل الزائد.

يجري تشغيل الموسيقى، التي غالباً ما تُختار لتكون مُهينةً ثقافياً قدر الإمكان للسجناء المحتجزين، مثل أغنية "تباً لإلهك fuck your god" التي استخدمت في سجون العراق، بصوت عالٍ وبصورة مزعجة لفترات طويلة لا يمكن التنبؤ بها؛ بما يضمن حرمان السجناء من القدرة على النوم

على سبيل المثال، يجري تشغيل الموسيقى، التي غالباً ما تُختار لتكون مُهينةً ثقافياً قدر الإمكان للسجناء المحتجزين، مثل أغنية "تباً لإلهك fuck your god" التي استخدمت في سجون العراق، بصوت عالٍ وبصورة مزعجة لفترات طويلة لا يمكن التنبؤ بها؛ بما يضمن حرمان السجناء من القدرة على النوم، واقتحام فضائهم الداخلي، بمنهجية تمنعهم من القدرة على الحديث مع أنفسهم، والإنصات إلى أفكارهم ومشاعرهم الداخلية.

ومن خلال بناء علاقة بين الصوت والألم، لإرهاب المعتقل، يغزون الفضاء السمعي للمعتقلين، ويعزلونهم حتى عن أنفسهم، فلا ينعم المعتقل بلحظة هدوء واحدة يستجمع فيها قواه العقلية، ما يدفعه للانهيار؛ وعند هذه اللحظة يأتي المحققون لاستجوابه وانتزاع الاعترافات منه بعد كسر صموده.

توضح عدلي الأمر أكثر قائلةً: "عن طريق الحبس الانفرادي في غرفة قاتمة، وتشغيل موسيقى صاخبة تتردد هي ذاتها باستمرار لفترات طويلة، تتعطل حواس المعتقل ويُصاب بانهيار عصبي؛ فيبدأ بالصراخ وضرب رأسه بالحائط، أو بأي تصرف مؤذٍ آخر نتيجة عدم قدرته على تحمل تلك الضوضاء الشديدة المتواصلة. وتشير إلى استخدام الأمريكيين هذا الأسلوب في سجن أبو غريب في العراق، وفي معتقل غوانتانامو".

وحول ما إذا كانت قد قابلت حالات تعرضت للتعذيب بالموسيقى خلال عملها، تجيب بأنها لم تقابل حالات تعرضت لهذا النوع من التعذيب في السجون المصرية، ولكن يجري استخدام أساليب أخرى بدنية ونفسية تؤدي الغرض نفسه، وهو إحداث شلل في حواس المعتقل والتلاعب بها إلى درجة تُفقده التحكم في أعصابه، بدءاً من تكبيل الأيدي وعصب العينين؛ ليصبح المعتقل غير قادر على معرفة من أين تأتيه الضربات، ولا كيف يستجيب لها.

وتضيف أنه "في بعض الأحيان يجري إخضاع المعتقلين لسماع أصوات مزعجة، والأشهر في مصر سماع أصوات صراخ أشخاص آخرين تحت التعذيب، وهو ما قد يكون حقيقياً أو منبعثاً من آلة تسجيل. ولدى سماع أصوات الضرب والصراخ، مع عدم القدرة على مساعدتهم؛ يبدأ الشعور بالعجز واليأس بالتسلل إلى نفس المعتقل. وبتكرار الأمر، تضعف المقاومة العقلية والنفسية لجسم الإنسان، وقد يُستغلّ ذلك في انتزاع الاعترافات منه، وحتى إرغامه على الاعتراف بتُهم زائفة".

وقد يُستخدم التعذيب فقط لكسر صمود المعتقل، وتحطيم ثقته بنفسه وبالآخرين، وهو ما تنقله الدكتورة ماجدة على لسان الكثير من ضحايا التعذيب، الذين وصف أحدهم حالتهم بعد التعذيب قائلاً: "أصبحت مثل كوب زجاج مُهشّم". وتضيف أن الهدف المبتغى في كثير من الأحيان، ليس نزع الاعترافات، بل كسر صمود المعتقل وعلاقته بنفسه، وبالآخر، وبالقضية التي يؤمن بها ويدافع عنها.

وبحسب عدلي، تؤدي هذه الأساليب إلى إصابة الشخص بصدمات نفسية عميقة تستمر معه لسنوات طويلة، وقد تقلّ حدّتها مع التأهيل النفسي والاحتضان الاجتماعي، ولكن عند حدوث صدمة جديدة أو حتى سماع المعتقل عن تعرّض شخص آخر للتعذيب، تتأجج جراحه النفسية القديمة من جديد، وهو ما يُعرف بـ"اكتئاب كرب ما بعد الصدمة"، الذي يشمل الشعور بالاكتئاب، والتوتر، والذكريات المرتجعة من فترة التعذيب التي قد تراود ضحايا التعذيب في يقظتهم عبر الشعور بالألم النفسي والعضوي السابق ذاته، أو تراودهم في نومهم الكوابيس المزعجة ليستيقظوا مفزوعين وهم يعانون من أعراض نفس-جسدية، مثل الاضطرابات في ضربات القلب والتنفس، والأوجاع في مختلف أجزاء الجسم.

 تخدم أغاني الأطفال أهدافاً إضافيةً تتمثل في إقناع المعتقل بعدم جدوى صموده. وتُستخدم أيضاً ضمن حزمة تقنيات تُسمّى "منهاج تقنية العبث" futility technique approach، وتهدف إلى إهانة المعتقل وتسخيف بطولته

وتنبّه أيضاً إلى أن اكتئاب ما بعد الصدمة قد يؤدي إلى تغيير شخصية الإنسان، إثر تشويه صورته أمام نفسه، وكسر ثقته بها وبالعالم أجمع، ونتيجةً لفقدان القدرة على المقاومة، ووقف الانتهاكات التي تعرض لها؛ ما يصيبه باليأس وفقدان الأمل في قدرته على التماسك ومواصلة الحياة من جديد، وتالياً يفقد الرغبة في كل شيء.

أما عن أغاني الأطفال، فهي تخدم أهدافاً إضافيةً تتمثل في إقناع المعتقل بعدم جدوى صموده، وتسخيف قناعاته، وكسر صورته أمام نفسه. وتُستخدم أيضاً ضمن حزمة تقنيات تُسمّى "منهاج تقنية العبث" futility technique approach، وتهدف إلى إهانة المعتقل وتسخيف بطولته، وإقناعه بأن شعبه لا يكترث له، وتحويل صورة الصمود البطولي إلى مشهد تافه، عبر ما توحي به أغاني الأطفال من سطحية وسخافة. ومن أشهر أغاني الأطفال التي استُخدمت في المعتقلات الأمريكية: "بيبي شارك"، و"بيرني" و"الأصدقاء"، و"شارع سمسم".

وإدراكاً منها لخطورة الأمر، حظرت الأمم المتحدة والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان استخدام الموسيقى بهذه الطريقة، ووصفته الأمم المتحدة بـ"التعذيب"، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بـ"المعاملة القاسية واللا إنسانية". ومع ذلك، واصلت القوات الأمريكية استخدام هذا الأسلوب، وتواصل إسرائيل اليوم اعتماد الأسلوب نفسه. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image