يعتبر تعلم اللغة الألمانية بالنسبة للكثير من المهاجرين إلى ألمانيا التحدي الأكبر أمامهم من أجل الاندماج في المجتمع الألماني وتطوير أنفسهم مهنياً وأكاديمياً واقتصادياً. تقدم الدولة الألمانية بدورها العديد من التسهيلات للمهاجرين إلى ألمانيا من أجل تعلم لغة البلد.
استفادت أنسام، 31 عاماً، من دورات اللغة التي تقدمها الدولة في ألمانيا فيما يسمى بدورات الاندماج، كونها جاءت من فلسطين إلى ألمانيا في العام 2015 عبر تأشيرة لم الشمل لتلحق بزوجها الطبيب.
استطاعت أنسام أن تنهي المستوى المتقدم الأخير من اللغة الألمانية (C2) من أجل إكمال دراستها العليا في برلين. وتعتبر أنسام بأن دورات اللغة التي تقدمها الدولة أقوى وأفضل من الدورات الخاصة التي جربتها من قبل على نفقتها الخاصة.
تقدم الدولة الألمانية العديد من التسهيلات للمهاجرين إلى ألمانيا من أجل تعلم لغة البلد.
أما تجربة هدى، 26 عاماً، التي تقيم في ميونخ منذ العام 2016، مع دورات اللغة الألمانية التي تقدمها الدولة مختلفة بعض الشيء.
جاءت هدى إلى ألمانيا بعدما أنهت الثانوية العامة في سوريا، فتم وضعها فيما يسمى بال Jung-Schule. بجانب دراسة اللغة الألمانية، تشرح هدى أنها كانت تتلقى دروساً في مواد أساسية أخرى كالرياضيات، ولكن تلك الدروس كانت بمستوى بسيط يناسب من هم في الصف الرابع الابتدائي.
عندما أخبرت هدى الموظفة المسؤولة عن ملفها لدى الدولة الألمانية في مكتب الأجانب بأنها لا تحتاج لهذه المواد فهي قد أنهت الثانوية العامة في سوريا، هددتها الموظفة، بحسب هدى، بحرمانها من المساعدات الحكومية إذا لم تحضر جميع الفصول المفروضة عليها.
تبيّن هدى: "كنت أسعى لأصل لمستوى C1 لأبدأ دراستي الجامعية، ولكن بانضمامي لذلك البرنامج كنت أضيع سنوات عمري".
وتكمل: "كانت الموظفة المسؤولة عن ملفي في مكتب الأجانب تقول لي: "أنا أعرف مصلحتك أكثر منك، وعليك فعل ما أقوله لك؛ لذا كان عليّ الذهاب كل يوم إلى المدرسة التي لا أستفيد منها شيئاً، بينما أدرس المستوى الثالث (B1) من اللغة الألمانية لوحدي عبر الإنترنت في المنزل لكي لا يتم حرماني من المساعدات الحكومية".
تسترسل: "بعدها تقدمت لامتحان المستوى الثالث (B1) ونجحت. كان هدفي أن أحصل على شهادة المستوى المطلوب لمكتب الأجانب المسؤول عني، لكي أخبرهم أنني أريد البدأ بالمستوى الرابع الفوق المتوسط (B2)، وأنتم تقدمون لي دورات لغاية مستوى (B1 ) فقط؛ لذا Hطلب مغادرة هذه المدرسة دون أن أية مشاكل أو عواقب".
تقدم مؤسسة جوته Goethe Institut المعنية بتقديم دورات اللغة الألمانية للأجانب حول العالم، منحاً لبعض الطلبة الذين يجتازون المستوى الثالث من اللغة الألمانية (B1) لدراسة المستوى اللاحق (B2) على نفقة المؤسسة
كانت مؤسسة جوته Goethe Institut المعنية بتقديم دورات اللغة الألمانية للأجانب حول العالم، تقدم في ذلك الوقت منحاً لبعض الطلبة الذين يجتازون المستوى الثالث من اللغة الألمانية (B1) لدراسة المستوى اللاحق (B2) على نفقة المؤسسة، ولقد كانت هدى بسبب اجتهادها من بين المحظوظين الذين حصلوا على تلك المنحة.
أما تجربة ملك، 26 عاماً، مختلفة عن هدى وأنسام كونها جاءت إلى ألمانيا من فلسطين كطالبة لا كلاجئة ولا عبر تأشيرة لم شمل. لذا فجميع دورات اللغة التي اجتازتها كانت على نفقتها الشخصية. وتوضح ملك بأن تلك الدورات كانت مكلفة نوعاً ما بالنسبة لها حيث كانت تدفع ما يقارب ال 400 يورو شهرياً في ميونخ.
توضح ملك: "وجدت اللغة الألمانية صعبة جداً في بادئ الأمر، كوني لم أتعرض للغة الألمانية من قبل لا في المدرسة ولا في الشارع، وهي مختلفة جداً في القواعد وتكوين الجمل عن أي لغة أعرفها من قبل مثل العربية أو الإنجليزية". لكن عندما أعادت ملك دراسة دورة المستوى الأول في الألمانية (A1) وجدته أسهل كثيراً.
درست ملك التي جاءت إلى ألمانيا في العام 2015 حتى المستوى المتقدم (C2) في ميونخ من أجل أن تبدأ دراستها الجامعية بعد ذلك.
وجدت ملك صعوبة كبيرة في اللغة حين بدأت دراستها الجامعية كون دورات اللغة تساعدها بتعلم مصطلحات الحياة العامة لا المصطلحات الأكاديمية ذات العلاقة بتخصصها الدراسي مثل المصطلحات ذات العلاقة بعلم الاقتصاد أو الفيزياء مثلاً. بسبب ذلك لم تكن ملك تدرس الكثير من المساقات في الفصول الأولى، لكن حين أصبحت متمكنة في اللغة الألمانية صار باستطاعتها إنجاز عدد مساقات أكبر في كل فصل دراسي. شارفت ملك على انهاء دراستها في تخصص إدارة المؤسسات السياحية في جامعة ميونخ التطبيقية.
"وجدت اللغة الألمانية صعبة جداً في بادئ الأمر، كوني لم أسمعها من قبل لا في المدرسة ولا في الشارع، وهي مختلفة جداً في القواعد وتكوين الجمل عن أي لغة أعرفها من قبل مثل العربية أو الإنجليزية"
من جهته، انتقل ايمانويل، 26 عاماً، من مصر إلى ألمانيا في العام 2020. كان إيمانويل يلتقي صديقاً له مرة أسبوعياً قبل مجيئه إلى ألمانيا لكي يساعده في تعلم اللغة الالمانية. كان صديقه، بحسب ايمانويل، يعد له الاختبارات ويعطيه الواجبات ليتأكد من تطور ايمانويل في اللغة الألمانية.
يضيف: "عندما جئت إلى ألمانيا وتقدمت لامتحان تحديد المستوى في اللغة، أخبروني بأنني قد أنهيت المستوى الثاني (A2) وعلي البدء بالمستوى الثالث (B1) بفضل صديقي".
أنهى حديثا ايمانويل المستوى الرابع من اللغة الألمانية (B2)، الذي من المفترض أن يجعل ايمانويل يتكلم بطلاقة في أي حوار يومي. ويعتبر إيمانويل حفظ المصطلحات أصعب جزء في تعلم اللغة الالمانية.
لاشك بأن تعلم اللغة الألمانية يفتح الفرص أمام المهاجرين لكي يتأقلموا ويندمجوا في المجتمع الألماني بشكل أسرع وأنجع. فاللغة بالنسبة للمهاجر هي الخطوة الأولى في سلم النجاح في موطنه الجديد. وتعتبر اللغة الألمانية لغة صعبة بالنسبة للكثيرين، لذا فتعلمها هو تحدٍ يحتاج الكثير من الجهد والمثابرة والاجتهاد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه