شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أرفض خسوف شمس الحق وراء كويكبات الحكام الضعفاء والفاسدين

أرفض خسوف شمس الحق وراء كويكبات الحكام الضعفاء والفاسدين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة نحن والتنوّع

الجمعة 17 نوفمبر 202311:05 ص

​​"يا عدو الشمس، لكن لن أساوم... وإلى آخر نبض في عروقي، سأقاوم" سميح القاسم.

"سجِّل! أنا عربي ورقم بطاقتي 50000" محمود درويش.

منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والعالم يشهد اختلال ميزان العدل. عرَّى هذا الاحتلال الجائر كل عورات العرب. عرّى عجز قادتهم وتهاونهم أمام الطغيان. وضع طغيانهم تحت المجهر، وسلّط الضوء على المطامع الاستعمارية للدول الغربية. منذ بدأت الحرب على غزة ونحن نشاهد على شاشات هواتفنا، وبشكل مباشر، مذبحة الفلسطينيين. نقرأ على نفس الشاشات عناوين الصحف التي تغطي الأحداث بتناغم مع سياسات دولها الحاضنة.

أحياناً، الشرخ بين عنوان المقال والواقع الذي نراه دون فلتر ضخم لدرجة تبعث على الضحك. ضحك كأنه بكاء، لأننا أصبحنا ندرك، بما لا ريب فيه، مدى عجز كل المؤسسات والقمم والاجتماعات والمحافل الدولية على أن تعيد كفة ميزان العدل إلى نصابها. الآن تأكدنا أن كل القوانين الدولية هي مجرّد حبر على ورق، تلوذ بها القوى العظمى حين تريد أن تعاقب الدول التي تخرج عن صراطهم.

الحرب على غزة وضعتنا فجأة أمام كل تعقيدات واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كأنها مرآة ترينا أننا لسنا سوى فئران مستهلكة وغير منتجة، تقبع تحت سطوة أنظمة دكتاتورية عميلة وفاسدة، وتعيش أزمة هوية كبرى

الحرب على غزة وضعتنا فجأة أمام كل تعقيدات واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كأنها مرآة ترينا أننا لسنا سوى فئران مستهلكة وغير منتجة، تقبع تحت سطوة أنظمة دكتاتورية عميلة وفاسدة، وتعيش أزمة هوية كبرى. 

هذه الحرب وضعت أيضاً ملحاً على جرح كل المهاجرين العرب الذين يحاولون الاندماج في البلدان الأوروبية، وهمست في آذانهن أن هذا الاندماج هش و أن "رقم البطاقة 50000" معركة وجودية في كل أنحاء الأرض.

حتى أنت يا بروتوس؟

في المشهد الأول من الفصل الثالث لمسرحية ويليام شكسبير، رأى يوليوس قيصر، لحظة اغتياله، صديقه بروتوس، ضمن القتلة، فتلفظ عبارته الشهيرة "حتى أنت يا بروتوس؟".

بروتوس مسألتنا هو الحكومات العربية، دون التطرّق إلى تاريخ هزائمهم، أو حتى الإشارة إلى خياناتهم، العلنية منها والسرية. دعونا نرى في أي وحل يتخبطون الآن. اجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في قمة عربية وإسلامية مدمجة في الرياض، وكعادتهم، اتفقوا على ألا يتفقوا، وورد أن أربع دول عربية كبرى منعت تبني مقترحات تحمل إجراءات ملموسة ضد إسرائيل، في حين اقترحت بنوداً أكثر غموضاً وغير ملزمة.

ويُعتقد أن البنود التي أحدثت انقساماً تضمّنت حظر استخدام القواعد العسكرية الأمريكية وغيرها من القواعد العسكرية في الدول العربية، لتزويد إسرائيل بالأسلحة والذخيرة؛ وتجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية العربية مع إسرائيل؛ والتهديدات بالاستفادة من القدرات النفطية والاقتصادية العربية للضغط ووقف العدوان المستمر.

وقد اقترحت هذه الإجراءات، ووافقت عليها 11 دولة عربية من أعضاء المجلس البالغ عدده 22 دولة، بما في ذلك فلسطين وسوريا والجزائر وتونس والعراق ولبنان والكويت وقطر وعمان وليبيا واليمن، ولم يتم الكشف عن الدول الأربع التي صوّتت ضد القرار وتلك التي امتنعت عن التصويت.

لا يخفى على أحد أن هذه الحكومات منها من طبّع مع الكيان الصهيوني ومنها من كان يسير على خطى سابقيه. أكان لابد من 11000 قتيل مدني ومسيرات بالآلاف في الشوارع لتنتعش ذاكرتهم أن فلسطين محتلة، وأن إسرائيل، التي يعتزمون بناء علاقات صلح معها، كيان غاصب و محتل؟ طبعاً لا. هم كانوا واعين تماماً بما يفعلون، والتغير في النبرات والعبارات هو استجابة لتأجّج الشارع العربي. خطاباتهم الوطنية ومقترحاتهم الهزيلة والغارقة في التفاصيل الفنية والدلالات هي مجرد أدوية مسكنة يحاولون بها تهدئة مواطنيهم.

أقسمت على انتصار الشمس

"الشمس الغاربة في الأفق/ الغارق نصفها في الشمس/ الشمس المصفرّة الشفق/ الذابلة المثقلة بالنوم. الشمس الخجلى كالعادة، تنحني للقهر/ وتنهزم حتّى هذا اليوم/ الشمس تعود لتنام على حقدها/ مع انهمار الليل. مختار اللغماني.

هذه رسالة من عربية غاضبة ترفض خسوف شمس الحق وراء كويكبات الحكام الضعفاء والفاسدين. هذه رسالة موقعة لرفضي أن نردّد مفردات القهر واليأس، وأن ننتظر قدوم التغيير من قمة الهرم، فإن اهتزّت قاعدة الهرم شعرت برجاتها القمم

هذا ليس مقال رأي ولا سبقاً صحفياً ولا تحليلاً سياسياً وعسكرياً لما يحدث. هذه رسالة من عربية غاضبة ترفض خسوف شمس الحق وراء كويكبات الحكام الضعفاء والفاسدين. هذه رسالة موقعة لرفضي أن نردّد مفردات القهر واليأس، وأن ننتظر قدوم التغيير من قمة الهرم، فإن اهتزّت قاعدة الهرم شعرت برجاتها القمم.

هذا نداء لنا أن نغضب، وأن نرفع الأعلام و الشعارات حتى لا يبقى أصم إلا و يسمع أننا أقسمنا على انتصار الشمس، فلا تحالفاتهم ولا عروشهم ولا كراسيهم تقوى على اقتلاع جذور غضبنا. القضية الفلسطينية ليست قاب النهر والبحر، بل هي قضية كل عربي يحلم بوطن أفضل وحكومات أشرف. لا يجب أن يثنينا البسطار الأمريكي ولا دبابة الإسرائيلي ولا أقنعة النفاق العربي عن محاربة الاحتلال والظلم والطغيان أينما كانوا.

لن تتحرّر فلسطين غداً، ولكن الذاكرة مقاومة والكتابة مقاومة والاحتجاج مقاومة وثبوت الهوية مقاومة والغضب المستمر والدائم مقاومة. لابد إذن أن نقاوم، ولنا في هذا الصراع متاع إلى حين.

"هذه الشمس المصفرّة خجلاً/ يشرق وجهها ذات صباح بدم جديد يملؤنا أملاً/ وتملأ قلوب الأشقياء والعبيد" مختار اللغماني.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

تنوّع منطقتنا مُدهش

لا ريب في أنّ التعددية الدينية والإثنية والجغرافية في منطقتنا العربية، والغرائب التي تكتنفها، قد أضفت عليها رومانسيةً مغريةً، مع ما يصاحبها من موجات "الاستشراق" والافتتان الغربي.

للأسف، قد سلبنا التطرف الديني والشقاق الأهلي رويداً رويداً، هذه الميزة، وأمسى تعدّدنا نقمةً. لكنّنا في رصيف22، نأمل أن نكون منبراً لكلّ المختلفين/ ات والخارجين/ ات عن القواعد السائدة.

Website by WhiteBeard