شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل تتناسخ الأرواح حقاً؟… ماذا تقول الحضارات وكيف نظر الإسلام؟

هل تتناسخ الأرواح حقاً؟… ماذا تقول الحضارات وكيف نظر الإسلام؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والخطاب الديني

السبت 13 أبريل 202401:23 م

الحديث عن تناسخ الأرواح أو التجسّد أو التقمص، حديث عن قضية جدلية غنية بالوثائق المتنوعة، قضية مفرطة في قدمها، ومتوغّلة في ثقافات الشعوب، وهي من أكثر الأفكار الباراسيكولوجية إثارةً للجدل. وهذا يتطلب منا الأناة في المطالعة والمراجعة، فقد نجد عقيدة التناسخ لدى الكثير من المجتمعات، لكنها تظهر بصور شتى، وذلك وفقاً لعقيدة هذه المجتمعات وثقافتها المحلية، ولربما اختلاف البيئة المحيطة، ويمكن ملاحظة ذلك من اختلاف مفهوم التناسخ بين المصريين القدماء وبين الهندوس أو البوذيين، ولدى فلاسفة اليونان مثلاً.

أما التناسخ في عصرنا، فقد اشتهر بعد أن كثرت التجارب الميتافيزيقية المختلفة، وازداد الاهتمام بهذه النوعية من الأفكار والمسائل المثيرة، إلى درجة نجد فيها الحديث عن تأثير ما وراء الطبيعة في الطبيعة وقوانينها يدور عندما اجتمع أكثر من نفر في مكان واحد.

من هذا التشعب في الفكرة اخترنا، في هذه العجالة، المرور عليها في الفكر الإسلامي، وبعض الملل الباطنية الإسلامية، التي يمثل تناسخ الأرواح جزءاً من عقيدتها. وخير ما يمكن ذكره قبل الولوج إلى أي موضوع إشكالي قول الفيلسوف فرنسيس بيكون: "اقرأ لا لتُعارض أو لترفض، ولا لتقبل أو تُسلّم جِزافاً، بل اقرأ كيما تزن وتُقدّر".

مفهوم التناسخ... أشكاله وبداياته

التناسخ مسألة قديمة في التاريخ. ظهرت الفكرة لدى بعض الشعوب القديمة، ثم تناقلتها لتأخذ أشكالاً مختلفةً، وقد عالجها الكثير من الفلاسفة قبل الإسلام وفي العصر الإسلامي، ويُعرف مفهوم التناسخ بأنه انتقال النفس من بدنها الذي كانت فيه إلى بدن آخر من نوع البدن الذي كانت فيه، أو من غير نوعه. ويأتي التناسخ على أشكال مختلفة هي:

التناسخ في عصرنا اشتهر بعد أن كثرت التجارب الميتافيزيقية المختلفة، وازداد الاهتمام بهذه النوعية من الأفكار والمسائل المثيرة، إلى درجة نجد فيها الحديث عن تأثير ما وراء الطبيعة في الطبيعة وقوانينها يدور متى اجتمع أكثر من نفر في مكان واحد

الأول هو "النسخ" أي رجوع الروح إلى بدن إنساني آخر. الثاني هو "المسخ" أي رجوع الروح إلى بدن حيواني جديد. الثالث "الرسخ" وهو رجوع الروح إلى جسم نباتي. أما الرابع فهو "الفسخ" أي رجوع الروح إلى جسم جمادي.

أما التعريف الروحاني لفكرة التناسخ، فإن الإنسان بعد الموت يفنى جسده، أما روحه فتظل هائمةً في الكون لتعود وتولد من جديد، وهذه الحالة تُسمى تحوّل الروح إلى جسد آخر، وتُطلَق عليها مسميات عدة منها "الكارما".

كانت بداية ظهور عقيدة التناسخ في حوض النيل، حيث آمن الفراعنة بأن الروح تعود إلى الجسد نفسه، لذا قاموا بتحنيط الأجساد انتظاراً لعودة حلول الروح في جسدها مرةً ثانيةً بعد مئات السنين، وهذه العقيدة انتقلت من مصر إلى الهند ومنها إلى اليونان، وباتت أملاً للإنسان التوّاق إلى الخلود، وفكرةً أخّاذةً في أقوال الفلاسفة.

التناسخ في الفكر الإسلامي

في كتابه "في العودة للتجسد بين الاعتقاد والفلسفة والعلم"، يرى الدكتور رؤوف عبيد، "أن الاختلاف في شرح النصوص القرآنية جعل بعض شرّاح النصوص يؤيد نظرية رجعة الروح تحت أوصاف شتى، لعلّ أكثرها شيوعاً تناسخ الأرواح، ولعل أهم النصوص القرآنية التي فسّرها مؤيدو التناسخ على أنها دليل قرآني على تناسخ الأرواح هي قوله تعالى 'كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا' (النساء 56)، أو قوله تعالى 'كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ' (البقرة 28)، ويؤكدون هنا ورود الموت قبل الحياة". وبحسب الدكتور رؤوف: "ذهب البعض الآخر من الشُّراح إلى إنكار احتمال رجعة الروح وقاومه تأسيساً على اقتناعه بأن الحياة التالية للموت هي الخلود في النعيم أو في الجحيم فلا محل فيها لعودة ثانية إلى الأرض".

يُحيل عبد العزيز جادو، في كتابه "العودة للتجسد في المفهوم العلمي الحديث"، دخول مفهوم التناسخ إلى الفكر الإسلامي "إلى أنه في العصر العباسي، وحين التقت الثقافتان الهندية والعربية، اعتنقت بعض الفرق الإسلامية، هذه العقيدة ومنها البيانية والخطابية والراوندية، والقدرية والنظامية".

ومن الفلاسفة المسلمين الذين نظّروا للتجسد في فلسفتهم، الكندي الذي ذهب إلى "أن نفس الإنسان جوهر بسيط غير فانٍ، هبط من عالم العقل إلى عالم الحس، ولكنه مزوّد بذكريات من حياته السابقة". ونذكر أيضاً ابن ناقوس، وجعفر القاضي، وأبا مسلم الخرساني، والرازي، والحلاج، ومحي الدين بن عربي، والسهروردي، وغيرهم الكثير ممن يستندون إلى قوله تعالى "يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ" (الانفطار 6، 7، 8)، وقوله تعالى "جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " (الشورى 11).

لا يزال موضوع التقمص محط تساؤلات كثيرة من الناس، والقضية التي شغلت الحضارات كافة على مرّ الزمن. وعلى الرغم من اختلاف آراء العلماء حول حقيقتها، إلا أنهم يتفقون على أنها نظرية علمية قابلة للتصديق أو التكذيب، وهي ليست حقيقةً علميةً ملموسةً.

ويُعدّ أحمد بن خئط (المتوفى سنة 846، وهو من المعتزلة الذين تبرأوا منه في ما بعد)، زعيم هؤلاء التناسخيين، وفي أحد أقواله يذكر "أن الله تعالى خلق الخلق في أبدان صحيحة، وعقول سليمة، في دار نعيم، ليست هي الدنيا، وخلق فيها معرفته والعلم به وأسبغ عليهم في هذه الدار نعمه، فمن أطاعه في كل ما أمر به من التكليف أخّره، ومن عصاه أخرجه منها إلى النار، وهي دار العذاب الدائم". ويتابع ابن خئط: "أما من أطاعه في بعض ما أمر به وعصاه في البعض الآخر، فإنه يخرجه إلى الدنيا ويلبسه فيها بعض هذه الأجسام، التي هي قولب كثيف للروح، ويبتلينه بالشِّدة والألم لبعض عصيانه، أو الراحة والمتعة لبعض طاعته، عن طريق التجسد في صور مختلفة من صور الناس والحيوانات على اختلاف أنواعها، وبالقدر الذي كانت صورته في الدنيا أحسن". أما عن البشر العاصين الذين يعصون الله، فيذهب ابن خئط للقول: "من كانت طاعته أقل، ومعاصيه أكثر، صار قالبه في الدنيا أقبح، ولا تزال الروح في هذه الدنيا تتنقل في قوالب وصور مختلفة، ما دامت الطاعة مشوبة بالذنوب".

وقامت في المقابل فرق إسلامية، ومذاهب فقهية، ومدارس كلامية، تدحض فكرة التناسخ، وتسعى إلى إبطالها كونها تتعارض مع البعث الجسدي والمعاد، والحساب يوم القيامة، بما يتعارض مع أحد أصول الدين الإسلامي. ومن قوله تعالى "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً" (الإسراء 85)، يؤكدون أن الإسلام بإخفائه سرّ الروح، لم يحجر على العقل البشري، وإنما في ذلك توجيه له بأن يعمل في حدوده، وفي مجال إدراكه، وقد أجمع علماء السنّة على أن عقيدة التناسخ تناقض حقيقة الإسلام، ومن أسباب إنكارهم لها أن المرء يعيش بقدره، ويموت بقدره، ويُحشر بعمله، ويُحاسب هو، لا غيره، على سيئاته وحسناته.

تناسخ الأرواح عند بعض الحركات الباطنية في الإسلام

لعلّ أهم الفرق الباطنية في الإسلام التي تؤمن بالتناسخ، هي فرقة الموحدين الدروز، ولكنهم يرفضون تسميته "تناسخاً" بل يسمّونه "تقمّصاً"، والتقمص هو من يموت ويولد من جديد بشكل بشري وليس على شكل كائنات أخرى كما هو متداول في ثقافات ومعتقدات مختلفة في العالم.

وتحت عنوان "الأوجه الاجتماعية والنفسية لظاهرة النطق والإيمان بالتقمص عند الدروز"، في موقع مجلة "العمامة" التي تواكب مسيرة الطائفة الدرزية، كتبت الدكتورة مها شحادة الناطور: "يؤمن الدروز بالتقمّص، ويعتقدون أن الله خلق الأرواح بعدد ثابت لا يزيد ولا ينقص، ثم ارتدت هذه الأرواح أثواباً بشريةً تُزال وتُستبدل ساعة الموت".

وتتابع الدكتورة مها: "وفقاً لهذا الاعتقاد يتواجد في كل إنسان عنصر مادي، وعنصر روحي. عند الموت يفنى الجسم المادي وتنتقل الروح فوراً إلى جسد بشري جديد. يتميز هذا الانتقال بالحفاظ على الجنس فيولد الرجل ذكراً والمرأة أنثى". أما عن مدة مكوث الروح في الجسد في المعتقد الدرزي، فتقول الدكتورة مها: "تبقى الروح في الجسد مدة حياة تختلف في أطوالها تُسمّى دورة، ورغم أن كل البشر يمرون بهذه الدورات، يؤمن الموحّدون بأنهم يولدون من جديد داخل الطائفة، مما يُضيف إلى شعورهم بالانتماء الديني". وتتابع: "يعتقد الدروز أن التقمص يُوفِّر للمرء فرصة اجتياز مواقف مختلفة في الحياة، مما يعزّز الإيمان بالعدل الإلهي، والشعور بالمساواة، والقرب بين أفراد المجتمع".

ومن الفرق الإسلامية الباطنية التي تؤمن بالتناسخ، الطائفة العلوية (النصيرية)، وقد صرّح بذلك الحسين بن حمدان الخصيبي، وهو من أهم علمائها البارزين، وسليمان أفندي الأذني، الذي كان هو الآخر من أبرز علماء هذه الطائفة، لكنه تركها واعتنق النصرانية. ويقول الخصيبي في رسالة "الرستباشية" شارحاً كيف يتم التناسخ بين أرواح المؤمنين وكيف يتم بين أرواح الكافرين: "إذا استوفى المؤمن أجله الناسوتي المنقول منه إلى الناسوتية، يُخلق من النطفة التي تستقر في الرحم، إلى أن يصير خلقاً جديداً...". ويبيّن الخصيبي "أن أرواح المؤمنين بعد التناسخ يزداد عرفانها وأنسها وسعادتها، أما أرواح الكفار فإنه يطول حزنها وبكاؤها".

وفي معرض شرحه للآيات رقم 6 و7 و8 من سورة الانفطار "يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ"، يقول أحد المعلمين الروحيين في الطائفة العلوية: "لو قلنا إن المقصود في أي صورة ما شاء ركّبك، هو أن الله يخلق الإنسان أبيض أو أسود، أو ما شابه ذلك، لكان الله قال بأي لون ركّبك بدل صورة، فالإنسان له صورة مادية لها خصائص تميزها عن صورة الحيوان، أو النبات، والمعنى من الآية أن الله يركّب الروح في الصورة الإنسانية أو الحيوانية أو النباتية بحسب استحقاقها".

ويُنسب أيضاً القول بالتناسخ إلى الطائفة الإسماعيلية، ولكن متحدثيها ينقضون ما يُنسب إليهم، ويعدّونه تشويهاً لمعتقدهم، ويدعمون نقضهم هذا بالاستشهاد بما قاله شيوخ الدعوة الإسماعيلية عن فكرة الاستنساخ، ومن ذلك قول أحمد حميد الدين الكرماني في كتابه "راحة العقل": "ولا تعلّق للأنفس بجثة أخرى كما بيّننا في كتابنا المعروف (تنبيه الهادي والمستهدي) من استحالة الأمر فيه مما يقع العلم به، وتعلّقها وانتقالها مجال باطل"، وقوله في كتابه "تنبيه الهادي والمستهدي": "ومن ضلالهم أنهم يعتقدون أن الأرواح تنتقل إلى الأجسام بعد مفارقتها أشخاصاً، وتُكرّر فيها لتعذب وتصفّى".

أهم الفرق الباطنية في الإسلام التي تؤمن بالتناسخ، هي فرقة الموحدين الدروز، ولكنهم يرفضون تسميته "تناسخاً" بل يسمّونه "تقمّصاً"، والتقمص هو من يموت ويولد من جديد بشكل بشري وليس على شكل كائنات أخرى كما هو متداول 

يقول الكاتب الإسماعيلي مصطفى غالب: "يذهب أكثر الذين كتبوا عن عقائد الإسماعيلية من القدماء والمحدثين، إلى أن الإسماعيلية يقولون بتناسخ الأرواح، ويمكننا بعد أن درسنا كتب الإسماعيلية السرّية والعلنية، دراسةً دقيقةً، أن نقول بأنهم لا يدينون مطلقاً بالتناسخ، بل ذهبوا إلى أن الإنسان بعد موته يستحيل عنصره الترابي (جسمه) إلى ما يجانسه من التراب، وينتقل عنصره الروحي (الروح) إلى الملأ الأعلى، فإن كان الإنسان في حياته مؤمناً بالإمام فهي تُحشر في زمرة الصالحين، وتصبح ملكاً مدبراً وإن كان شريراً عاصياً لإمامه، حُشرت مع الأبالسة والشياطين، وهم أعداء الإمام".

في أن الإسلام لم يؤكد التقمّص ولم ينفِه

في الحقيقة لا يزال موضوع التقمص محط تساؤلات كثيرة من الناس، والقضية التي شغلت الحضارات كافة على مر الزمن. وعلى الرغم من اختلاف آراء العلماء حول حقيقتها، إلا أنهم يتفقون على أنها نظرية علمية قابلة للتصديق أو التكذيب، وهي ليست حقيقةً علميةً ملموسةً.

والإنسان بطبعه الفضولي يميل إلى تصديق ومعرفة ما هو غير مألوف، وكل ما له علاقة بالمجهول والماورائيات، خاصةً أن البعض يرى في آياتٍ قرآنية محددةٍ معاني تدلّ على وجود حيوات أخرى غير حياتَي الدنيا والآخرة -إشارة إلى التقمّص- على الرغم من أنها تفسّر شرعاً بمدلولات مختلفة بعيدة عن هذه الفكرة، وفي الوقت نفسه الذي يشدد فيه علماء الدين الإسلامي على عدم تأكيد القرآن والسنّة النبوية لفكرة وحقيقة التقمص، يلفتون أيضاً إلى عدم وجود نصوص حرفية تنفي الأمر، بمعنى آخر، إن كل ما يتعلق بطبيعة الروح والحياة بعد الموت هو أمر مبهم، لا يعلمه سوى خالق هذه الروح، ولا دلالات مادية للاستدلال عليه والتثبت منه، كما ليست هناك علامات ملموسة ومادية تنفيه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image