"سجن سليمان"، هو اسم تل مخروطي الشكل في محافظة أذربيجان الغربية، شمال غرب إيران، ذي حفرة كبيرة في داخله، تشكل منذ آلاف السنين نتيجةً لترسّب معادن مياه بحيرية. ويتراوح ارتفاع هذا التل من 97 متراً إلى 107 أمتار عن الأرض المحيطة به، وتوجد فوقه حفرة عميقة يبلغ عمقها نحو 80 متراً، ويبلغ قطرها نحو 65 متراً. وُجد هذا التل في زمن المانيين، أي ما بين عامي 830 و660 قبل الميلاد، وكان يُعدّ مكاناً للصلاة.
وفي العصر الساساني (224-651)، كان هذا التل مكاناً لتقدیم الأضاحي والصلاة للكهنة الزرادشتيين، وبالطبع فإن بقايا المباني المحيطة بمخروط سجن سليمان، تُظهر أهمية وقدسية هذا المكان للزرادشتيين، الذين كانوا يذبحون حيواناً قرباناً ونذراً للإله، وذلك بعد أن كانوا يؤدون الصلوات الخاصة بهم في تلك المنطقة.
سجن سليمان
وربما قبل ألفي عام، كان المخروط الذي يخلو اليوم من الماء، مملوءاً بالمياه، إذ تشير بقايا الخزانات حوله إلى أن المياه التي كانت تصبّ في داخله، كانت غير صالحة للاستعمال، لكن مع مرور الوقت وبسبب حجم الرواسب وانهيارها في الحفرة، انغلقت شقوق هذه البحيرة التي كانت تقع على عمق 100 متر، وجف المخروط تماماً.
لماذا يُسمّى سجن سليمان؟
حول سبب تسميته بهذا الاسم، يعتقد السكان المحليون أن النبي سليمان، قد حبس الشياطين والجن في سجن رهيب وضخم، ليبقوا هناك إلى الأبد، وكانت أسوار هذا السجن عاليةً إلى درجة أن الشياطين لا يستطيعون الخروج منه، ويُطلق السكان المحليون على حفرة عميقة في جبل سليمان الكبير، اسم "سجن الشيطان" أو "سجن سليمان".
جبل سليمان، هو جبل بركاني كانت تنبعث منه أبخرة بركانية ويُحدث ضجيجاً مخيفاً، ولذلك كان يخيف الناس ويجعلهم يعتقدون، أنه لا بد من سجن شيطان أو شياطين رهيبة في ذلك الجبل
يقع جبل سليمان، في منطقة تخت سليمان، الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية شمال غرب إيران، وهو جبل بركاني كانت تنبعث منه أبخرة بركانية ويُحدث ضجيجاً مخيفاً، ولذلك كان يخيف الناس ويجعلهم يعتقدون، أنه لا بد من سجن شيطان أو شياطين رهيبة في ذلك الجبل.
وكانت الطريقة الوحيدة لرؤية ذلك الجبل، هي مشاهدته من بعيد ومن أعلى الجبل، حيث كانوا يرون ثقباً أسود، يخرج منه الدخان والأصوات المخيفة، ولهذا السبب اعتقد القدماء أنه إذا دخل أحد إلى هذا الجبل، فسوف تأكله الشياطين المسجونة فيه، وكل هذا يغذي أسطورة الشياطين المحاصرة في هذا المكان الغامض.
وإذا ذهبنا إلى قمة الجبل، فسوف نرى المباني المصنوعة من الحجر والساروج هناك، مما يدل بوضوح على أن هؤلاء الناس، كانوا يعدّون جبل سليمان مقدساً، ويذهبون إليه بانتظام للعبادة أو التضحية، ويتكهن المؤرخون بشكل خاص بأن هذا الجبل كان أحد الأماكن الرئيسة للعبادة خلال العصر المانوي.
كيفية تشكيل هذا السجن
غرب أذربيجان، في الطريق من مدينة بيجاب إلى مدينة تكاب، نصل إلى تخت سليمان، وأخيراً إلى سجن جبل سليمان، وعند الوصول إلى هذا المكان المبهر، نرى أن هذا الجبل، على عكس الجبال البركانية الأخرى التي في قممها ثقب، يصعد منه الدخان والصخور المتجمرة والحمم البركانية، فإن هذا الجبل يتكون من الصخور المترسبة فحسب.
جبل سليمان
وبناءً على البحوث التي عملوها العلماء، حول هذا الجبل والمناطق المحيطة به، تم الوصول إلى استنتاج مفاده أن نبعاً صغيراً كان السبب الرئيسي في تكوين هذا الجبل العظيم، حيث لم يلعب أي بحر أو أي عامل آخر دوراً في تكوين رواسبه وهيكله.
وفي الحقيقة، كان ولا يزال في هذه المنطقة، نبع أدى في السابق إلى تكوين بحيرة تشبه بحيرة تخت سليمان، وكانت مياه هذه البحيرة مليئةً بالأملاح والكبريت، وبمرور الوقت استقرت الأملاح في هذه البحيرة، وأصبحت رواسب، وقد تسببت هذه العملية على مدار آلاف السنين في ارتفاع رواسب البحيرة، ومن ثم تكوين جبل فيه حفرة في داخله.
فوق حفرة الجبل وفي داخلها
إذا صعدتم إلى قمة الجبل، وتسلقتم الصخور، فستصلون إلى فتحة الحفرة. وإذا نظرتم بحذر شديد وباستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة إلى داخل تلك الحفرة، فسوف تتمكنون من رؤية ينابيع وأبخرة الغاز داخلها.
كما يمكن للمتسلقين، الاستمتاع بمشاهدة هذا الجبل الطبيعي والمناظر الخلابة المحيطة به، حيث يقع في قلب سهل أخضر جميل، تملؤه الينابيع الكبريتية الطبيعية، التي لغالبيتها خصائص علاجية عديدة. ويُعدّ هذا المكان أحد المناطق الطبيعية لمتسلقي الصخور والجبال.
حفرة جبل سليمان
وفي ستينيات القرن العشرين تقريباً، قام فريق من علماء الآثار والباحثين الألمان، بحفر نفق من الجانب الشمالي الشرقي للجبل، لاكتشاف الجزء الداخلي من سجن سليمان، لكن بعد الانتهاء من أعمال البحث، تم إغلاق هذا المدخل ولم يدخل أحد منه منذ تلك الفترة.
سُجّل "جبل سجن سليمان"، أو "سجن الشيطان"، عام 2000، في قائمة المعالم الوطنية لإيران، وكأول معلم طبيعي لمحافظة أذربيجان الغربية، كما أضيف في الخامس من تموز/يوليو لعام 2005، إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو.
النبي سليمان
النبي سليمان هو ابن داود بن عويد بن عابر، وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، أعطاه الله ملكاً واسعاً وسلطاناً عظيماً، لم يُعطَ لأحد بعده، حيث كان نبياً وملكاً حسب الروايات اليهودية، كما ورد ذكره في القرآن الكريم في ست عشرة آيةً وسبع سُوَر. لقد ورث سليمان الملك والنبوة عن أبيه، وهو في الثانية عشرة من عمره، لكنه لم يرث أموال والده، لأن الأنبياء لا يورثون الأموال، إذ تذهب بعد وفاتهم للصدقة.
يعتقد السكان المحليون أن النبي سليمان، قد حبس الشياطين والجن في سجن رهيب وضخم، ليبقوا هناك إلى الأبد، وكانت أسوار هذا السجن عاليةً إلى درجة أن الشياطين لا يستطيعون الخروج منه، ويُطلق السكان المحليون على حفرة عميقة في جبل سليمان الكبير، اسم "سجن الشيطان" أو "سجن سليمان"
وقد جاء في وصفه، أن بشرته كانت بيضاء وأن شعره طويل، كما كان يرتدي دائماً الملابس البيضاء، وكان من صفاته الذكاء والإدارة والسياسة، وقد وهبه الله الذكاء واللباقة وحسن النية، وكان والده النبي داود يستشيره في كثير من الأمور، برغم صغر سنّه. والمعروف عنه أنه حكم في قضية الزرع وقضية المرأتين اللتين أكل الذئب ابن إحداهما.
ويُعدّ سليمان أحد أهم الأنبياء إذ كانت لديه حكمة فريدة، وسيطرة واسعة على جميع الكائنات الحية والجن والجبال والرياح والبحار والسحب والأمطار، كما كان يعلم لغة الحيوانات، ويُعرف عنه أنه قد انتصر على الشياطين، الذين صاروا تحت حكمه وبنوا له "هيكل سليمان".
ووفقاً للأساطير والقصص، فإن الشياطين هم من الجنّ الأشرار والطواغيت، كما منهم الطيبون والصالحون، وقد سخرهم الله بكل طوائفهم مؤمنين وكفاراً، للنبي سليمان إذ كانوا يأتمرون بأمره ويطيعونه، أما المؤمنون منهم فيأتمرون بإمرته طاعةً لربهم، وأما الكفار فهم خاضعون ومبغضون له ولا يستطيعون مخالفته.
وقد رآهم سليمان وخاطبهم وأجاز كل واحد منهم على قدر أعماله، فالصالح منهم ينال خير الجزاء، أما العاصي فيعاقَب على أخطائه وتمرده وعصيانه وامتناعه عن العمل لصالح النبي، وحينها كان يُقيّدهم بالأغلال والكبول ويضعهم بالسجن، وربما كان يسجنهم في هذا الجبل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوميناوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ يومينمبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ 3 أياملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ 4 أيامهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ 4 أيامجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...