شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
مساحة الغوص الإيراني في

مساحة الغوص الإيراني في "طوفان الأقصى"... حسابات الأمس وتطوّر الصراع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، "أي طرف آخر معادٍ لإسرائيل" من أن يسعى للاستفادة من الوضع في إسرائيل وغزة، خلال اجتماعه بقادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، يوم الأربعاء الفائت. ودون تسمية إيران بالاسم، طالبها بايدن بضرورة "توخّي الحذر"، وعدم التدخّل في الحرب بين إسرائيل وحماس، حسب موقع أكسيوس.

بدوره، حذّر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال تشارلز براون، إيران من مغبّة التورّط في هذا الصراع، قائلاً: "نريد أن نبعث برسالة قوية للغاية. لا نريد أن يتسع هذا الأمر، والمهم أن تعي إيران هذه الرسالة".

يأتي هذا بالرغم من أن واشنطن "لم تر بعد دليلاً على أن إيران وجّهت أو كانت وراء هذا الهجوم بالذات (طوفان الأقصى)"، حسب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن. مضيفاً: "لكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة". إلى جوار تصريح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن: "في هذه الحالة بالتحديد، ليس لدينا أيّ دليل على ضلوع مباشر في التخطيط لهذا الهجوم أو تنفيذه"، فيما أشار مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى "تواطؤ" إيران في هذه العملية، باعتبارها داعمة لحماس.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أشارت إلى مساعدة مسؤولين أمنيين إيرانيين في التخطيط، وإعطاء الضوء الأخضر للعملية التي نفّذتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مستوطنات الغلاف الإسرائيلي، يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. وأن ممثلين عن حماس وحزب الله وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وفيلق القدس، كانوا يلتقون كل أسبوعين على الأقل في لبنان، منذ آب/أغسطس الماضي، لمناقشة هذه العملية.

حتى لو لم تضغط إيران على الزناد، فإن يديها بالكاد نظيفتان، نظراً لتمويلها وتدريبها وتجهيزها لحماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة. لذا، من غير المعقول حسب صحيفة فورين أفيرز، أن تشنّ حماس هجوماً بهذا الحجم والتعقيد دون بعض المعرفة المسبقة والدعم الإيجابي من القيادة الإيرانية

في المقابل، ورغم إشادته بعملية "طوفان الأقصى"، كرّر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، نفيه ضلوع إيران فيها ثلاث مرات، في جزء مدته 90 ثانية من خطابه في حفل تخرّج للطلاب العسكريين في طهران، يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول، ما يشي بأن نفيه هذا كان هدفاً رئيسياً في خطابه، حسب أمواج ميديا.

وفي ذات السياق، وصف المستشار السياسي للمرشد، وسكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني السابق، علي شمخاني، "المقاومة الفلسطينية"، بأنها "حركة مستقلة"، فيما اعتبر الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، عملية "طوفان الأقصى"، أنها "إنجاز فلسطيني عظيم، وأهم تطور في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي".

أصابع إيران في "طوفان الأقصى"

حتى لو لم تضغط إيران على الزناد، فإن يديها بالكاد نظيفتان، نظراً لتمويلها وتدريبها وتجهيزها لحماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة. لذا، من غير المعقول حسب صحيفة فورين أفيرز، أن تشنّ حماس هجوماً بهذا الحجم والتعقيد دون بعض المعرفة المسبقة والدعم الإيجابي من القيادة الإيرانية. مضيفةً، مع إبعاد التيار المعتدل في إيران والتوجّه الاقتصادي والدبلوماسي الإيراني شرقاً، توثّقت علاقاتها مع الصين وروسيا، وهذا شجّعها تالياً على اتخاذ موقف أكثر عدوانية، يعود بالفائدة على الدول الثلاث. ففي ظل أزمة في منطقة الشرق الأوسط، تستفيد روسيا والصين من خلال تشتّت انتباه واشنطن والعواصم الأوروبية، وبالنسبة لإيران، فإن احتمالية تطبيع العلاقات السعودية-الإسرائيلية يضرّ بمصالحها، بما يحمله من إعادة التوازن الإقليمي بقوة لصالح واشنطن.

على الأغلب، لا توجد صلة مباشرة بين إيران وعملية "طوفان الأقصى"، حسب مدير وحدة الدراسات في مركز أبعاد للأبحاث، محمد سالم، الذي يقول في حديثه لموقع رصيف22: "لم يكن المكتب السياسي لحركة حماس على علم بالعملية كما يبدو، إذ تمّ اعتمادها والتخطيط لها من قبل الجناح العسكري للحركة، وعلى نطاق ضيّق جداً، كي لا تتسرّب أي معلومات عنها. وبالتالي، ليس من المرجح وجود صلة مباشرة لإيران فيها. دون أن يعني ذلك إنكار علاقة إيران بحماس أو الدعم الإيراني المالي والسياسي والعسكري لحماس. وقد تكون منحتها المزيد من الأموال، بغرض ترتيب هكذا عمليات بعد قيامها (حماس) بالتطبيع مع نظام بشار الأسد".

"خبرتنا في هذه الأمور تفيد بأنه من السابق لأوانه استخلاص أيّ استنتاجات نهائية في هذا الشأن"، بهذه العبارة صرّح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، مضيفاً: "سننظر في معلومات استخبارية إضافية في الأيام والأسابيع المقبلة، لمعرفة ما إذا كان لدى البعض في النظام الإيراني صورة أوضح عن العمليات المقرّرة أو ساهموا في جوانب التخطيط".

فيما يُشير راديو فردا إلى إمكانية افتراض دور لإيران في تحديد وقت العملية، وشراكتها أو عمالتها فيها، دون أن تكون صاحبة مشروعها، فالقرار السياسي بتحمّل العواقب المتوقعة وغير المتوقعة للعملية، مقامرة كبيرة، ومن غير المرجّح اتخاذ حماس لهذا القرار بمعزل عن توجيهات طهران، إضافة إلى أن نطاق ومستوى وتنسيق وتعقيد العملية، السريعة والتدميرية، تفوق قدرات حماس العسكرية والعملياتية، وتختلف كثيراً عن أنشطتها العسكرية ومواجهاتها. وعليه، يرجّح تلقي حماس لمساعدة من قبل أجهزة عسكرية واستخباراتية لدولة أجنبية.

لإيران دور في العملية بالتأكيد، حسب الباحث الأهوازي في القانون الدولي وحقوق الإنسان، كميل البو شوكه، فبرأيه، "إيران من داعمي حماس"، فرغم وجود داعمين آخرين للحركة، إلا أن إيران تدعم حماس من أجل التخريب وعدم الاستقرار في المنطقة، مع وجود تنسيق قوي بين الجانبين، فلدى حماس مكاتب في إيران، رغم اعتراف الأخيرة بالسلطة الفلسطينية، ورغم أنها تتميز عن حركة الجهاد الإسلامي، التي تشبه حزب الله، بكونها مكوناً إيرانياً منذ تأسيسه، إلا أن حماس حليف لإيران، وتتلقى منها تمويلاً قوياً، وتنسق معها، ما يقوي التقدير بأن بعض القيادات داخل الدولة الإيرانية، مثل خامنئي والتيار المحيط به، كانوا على علم بالعملية.

"لم يكن المكتب السياسي لحركة حماس على علم بالعملية كما يبدو، إذ تمّ اعتمادها والتخطيط لها من قبل الجناح العسكري للحركة، وعلى نطاق ضيّق جداً، كي لا تتسرّب أي معلومات عنها. وبالتالي، ليس من المرجح وجود صلة مباشرة لإيران فيها. دون أن يعني ذلك إنكار علاقة إيران بحماس أو الدعم الإيراني المالي والسياسي والعسكري لحماس. وقد تكون منحتها المزيد من الأموال، بغرض ترتيب هكذا عمليات بعد قيامها (حماس) بالتطبيع مع نظام بشار الأسد"

ويضيف في حديثه لرصيف22: "إيران مسؤولة عن أعمال حماس قانونياً وأخلاقياً وسياسياً وأمنياً، وهي بالتالي مسؤولة عن حماس وفق منظور كل التيارات الفكرية، كونها تمّولها من أجل الصراع وليس من أجل البنى التحية والرواتب وغيرها من مساعدات تأتي للحركة بشكل رسمي، وحتى من خلال البنوك الإسرائيلية".

توحيد الجبهات

طورت إيران، كجزء من مواجهتها ضد إسرائيل، سياسة تقوم على إنشاء حاجز دفاعي يشمل عدداً من المليشيات الإقليمية في دول الجوار الإيراني، تتولى إيران قيادتها من الخلف، حسب معهد الشرق الأوسط، بهدف تحسين التنسيق العملياتي بين هذه المليشيات، وتوسيع ساحة معركة التطويق الجيوسياسي لإسرائيل، مع استرداد المبادرة العسكرية من يد إسرائيل، وتعزيز قدرات الردع وفعالية القوات المتحالفة المناهضة لها في المعارك المستقبلية المحتملة، كرد إيراني على عقيدة الحرب الوقائية الإسرائيلية المصمّمة للحفاظ على التفوّق العسكري للأخيرة في ميزان القوى الإقليمي.

مع تأكيده بدايةً لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة، ينوه البو شوكه إلى المسؤولية المشتركة لإسرائيل وإيران في توسّع وتضخّم حماس لهذا الحجم، فحتى نتنياهو نفسه كان يضغط على الدول للمساعدة وتقديم الأموال لحماس في أيامها وسنواتها الأولى، حيث عملت إسرائيل على إضعاف السلطة الفلسطينية من خلال تقوية حماس. ولعلهم يتلاقون حالياً في التصعيد، فإن كانت المصلحة الإيرانية أوضح هنا، فلا بد من الإشارة إلى مصلحة إسرائيل بتهجير الفلسطينيين من غزة، والسيطرة على المنطقة بحجة حماس.

بحسب المجلس الأطلسي، تستند سياسة توحيد الساحات إلى أربع ركائز أساسية، قطاع غزة هو الجبهة الجنوبية والمحرّك الرئيسي لحملة إيران الإقليمية ضد إسرائيل، وتدعم طهران فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وفي جنوب لبنان، تدعم حزب الله، أقوى الميليشيات الإيرانية، والقائد الرئيسي لحملة توحيد الساحات ضد إسرائيل. ومن خلال تدخله في الحرب السورية، استطاع، بالتشارك مع بعض المليشيات السورية الدائرة في الفلك الإيراني، إرساء بعض المرتكزات في محافظتي درعا والقنيطرة السوريتين، قريباً من الحدود مع إسرائيل.

فيما تمثّل الضفة الغربية كعب أخيل الأمن القومي الإسرائيلي، لذا تجهد إيران لتعزيز وجود أذرع تدين بالولاء لها فيها، و"يجب أن تكون الضفة الغربية مسلحة، تماماً مثل غزة"، حسب خامنئي. هذا بالإضافة للمليشيات الولائية في العراق والحوثي في اليمن، التي لا يمكن استبعاد نشرها في الجنوب السوري واللبناني، حسب المجلس، ومضاعفة التحديات الإسرائيلية الناجمة عن الحوثيين هي هجماتهم المحتملة على مدينة إيلات في جنوب إسرائيل، والمصالح التجارية للبلاد في البحر الأحمر.

توسع الصراع

حزب الله أقوى الأصول الخارجية لإيران وعنصر رئيسي في هيكلها لردع أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي محتمل، حسب نيكولاس بلانفورد في المجلس الأطلسي، لذا، من غير المرجّح إهداره إيرانياً في حرب عقيمة وواسعة النطاق مع إسرائيل، لأجل دعم حماس في غزة. وتتلاقى مع إسرائيل في ذلك، في ظل غياب رغبة الأخيرة بفتح جبهة ثانية مع لبنان، لتركيز جهودها على مواصلة هجومها على حماس.

لكن ما يخرق هذا التلاقي، اضطرار حزب الله لرفع وتيرة عملياته إلى نقطة العتبة مع اشتداد الحرب في غزة وتصاعد الدمار والخسائر في الأرواح، ومع اقترابه من هذه العتبة، تزداد فرصة سوء التقدير المؤدي لحرب لا يرغبها الطرفان حالياً، مع إمكانية تحولها إلى حرب إقليمية، بانفتاح الجبهة السورية ووقوع هجمات من العراق واليمن، وحتى من إيران.

لا يرجّح سالم توسع الصراع لعدة أسباب، في مقدمتها حرص العديد من الفاعلين على عدم توسيع هذا الصراع، وأولهم الولايات المتحدة الأمريكية. فالرسائل والبيانات الأمريكية واضحة جداً بدعوتها إلى منع التصعيد، وليس خفضه، ومنع التصعيد دون الحديث عن خفض التصعيد، يدل برأيه على عدم انفتاحه على جبهات ثانية، وترك إسرائيل تستخدم فائض القوة تجاه حماس خصوصاً وغزة عموماً، دون تدخّل من أي جهة أخرى، ولذلك أرسلت واشنطن حاملة الطائرات لإرهاب أي جهة، ومنها إيران أو أذرعها الإقليمية. هذا بالإضافة إلى أن إيران وسواها من الجهات الفاعلة يفتقدون النية الجدية أصلاً لمحاربة إسرائيل، فهم بالكاد يردّون على الاعتداءات الإسرائيلية عليها، وسيكون ردّهم مستبعداً أكثر عند وقوع هذا الاعتداء على الغير.

حزب الله أقوى الأصول الخارجية لإيران وعنصر رئيسي في هيكلها لردع أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي محتمل، حسب نيكولاس بلانفورد في المجلس الأطلسي، لذا، من غير المرجّح إهداره إيرانياً في حرب عقيمة وواسعة النطاق مع إسرائيل، لأجل دعم حماس في غزة

السيناريو الأكثر ترجيحاً، حسب ديفيد داود، مدير أبحاث إسرائيل ولبنان وسوريا في منظمة "متحدون ضد إيران نووية"، هو سماح حزب الله للمقاتلين الفلسطينيين بالانخراط في مضايقات محدودة ضد إسرائيل من لبنان، تبقي الجيش الإسرائيلي مركّزاً جزئياً على الحدود الشمالية، لكن دون إشعال حريق كبير، مع إمكانية إقدام الحزب على التحريض على الاضطرابات على جانبي الخط الأخضر، ما يحوّل انتباه القوات العسكرية والأمنية الإسرائيلية عن جبهات أخرى، ويؤدي بالتالي إلى استنزافها دون تكبّد الحزب ثمن ذلك.

منوهاً إلى وعد حزب الله وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، بتجنّب التورّط في حرب غزة ما لم "تضايق إسرائيل" لبنان، وإلى إمكانية امتلاك الحزب قرار دخول الحرب بطريقة تنجيه الغضب اللبناني بعد انقشاع دخان الحرب.

حسب البو شكه، طردت سوريا مؤخراً مندوب الحوثي لديها، كمقدمة للاعتراف بالسلطة اليمنية الشرعية، وستعمل على حصر وجود الميليشيات الإيرانية في جنوب سوريا، ما يُشير لاستبعاد انخراط سوري أو فتح أراضيها لجبهة ضد إسرائيل، وبالنسبة لميليشيات إيران الأخرى، فعدا حزب الله، ليس لديها حدود مشتركة مع إسرائيل، وبالتالي تحتاج أن تأتي إلى سوريا لمواجهة إسرائيل، وفي ظل تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في شرق سوريا وشرق المتوسط، بات الولوج إلى الجغرافية السورية صعباً أمامها.

أما ما يخص حزب الله، فالأرجح مشاركته في حال تهديد النظام الإيراني أو شنّ هجمات على إيران، وبغياب تهديد جدي للنظام الإيراني، لن يقدم حزب الله على المشاركة في الصراع المشتعل في غزة حالياً، وسيكتفي بإطلاق بعض صواريخ لإلهاء إسرائيل، فيما ستبقى المعركة محصورة بين إسرائيل وحماس في غزة.

تستفيد إيران من الصراع المشتعل عموماً، ففي النتيجة يتجه نحو تقطيب إيران، بجعلها قطباً قوياً في الشرق الأوسط، في مقابل الولايات المتحدة أو إسرائيل.

تقطيب إيران

تعطيل تطبيع العلاقات الإسرائيلية-السعودية واستقرار معاهدة السلام الإبراهيمية، والحصول على تنازلات بشأن تخفيف العقوبات، بعد التغيير في علاقات القوة بين إسرائيل وفلسطين وخارجها في الشرق الأوسط، مع تحييد التهديدات الإسرائيلية، والتي تضمّنت مناقشة هجوماً على منشأتها النووية، جميعها أهداف إيرانية تجنيها من تصعيد التوترات مع إسرائيل، حسب راديو فردا. ويدفع الأخيرة لإعادة النظر في سياستها للتخريب داخل إيران، واستهداف ميليشياتها وأصولها العسكرية في سوريا، ما يحوّل ميزان القوى لصالحها.

تستفيد إيران من الصراع المشتعل عموماً، حسب سالم، ففي النتيجة يتجه نحو تقطيب إيران، بجعلها قطباً قوياً في الشرق الأوسط، في مقابل الولايات المتحدة أو إسرائيل، حيث تقوم الأذرع الإيرانية، أو الفصائل الحليفة لإيران أو لأذرعتها، بالضرب بشكل ندي للدول الكبرى أو الدول المتزعّمة في المنطقة، سواء إسرائيل أو الولايات المتحدة، كحال استهداف الأذرع الإيرانية لقوات التحالف الدولي المتمركزة في المنطقة دون ردع كاف من قبل واشنطن.

وفي السياق ذاته، يصب استهداف حماس، المحسوبة بشكل أو بآخر على إيران، بضرب المنافس الإقليمي الأول لإيران، إسرائيل، والتأثير على أمنها، وهو ما يؤدي في النتيجة إلى تعزيز دور إيران وأوراقها كقطب يجب أن تتجه إليه الأنظار عند البحث عن التهدئة، فباعتبارها جزءاً من المشكلة، يجب الحديث معها لأجل الحل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image