شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
بالرغم من تأييد حكوماتهم لمجازر إسرائيل... أصوات غربية تنحاز لعدالة القضية الفلسطينية

بالرغم من تأييد حكوماتهم لمجازر إسرائيل... أصوات غربية تنحاز لعدالة القضية الفلسطينية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن وحرية التعبير

السبت 14 أكتوبر 202304:05 م
Read in English:

Voices of conscience, from New York to Berlin: Western advocates for Palestinian rights

"الأهم بالنسبة لي ولأخي هو ألا تستخدم وفاته ذريعةً لقتل الأبرياء. يحزنني أن حكومتي، الحكومة الإسرائيلية، تستخدم هذه الحجّة، وتدّعي أنها تحاول استعادة الأمن، وأن قتل المزيد والمزيد من الفلسطينيين سيحسّن وضع الإسرائيليين. العنف لم يكن أبداً باعثاً على الشعور بالأمن، إنه فقط يجلب الإرهاب ويعزّزه، ويتسبّب في سقوط ضحايا مثل أخي. بالتأكيد، لم يكن أخي يريد لهذا أن يحدث. لهذا أقول لحكومتي: توقفوا عن قتل الأبرياء، فهذا لن يعيد الأمن لمواطني إسرائيل".

جاءت هذه الكلمات على لسان الناشط الإسرائيلي نوي كاتزمان، عضو حركة "نقف معاً" اليهودية العربية، خلال مقابلة تلفزيونية، تحدث فيها عن مقتل شقيقه حاييم كاتزمان، الناشط المناهض لعنف المستوطنين الإسرائيليين ضد المزارعين الفلسطينيين، خلال عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها حماس ضد إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

عقب الحديث عن حجم خسارته وخسارة عائلته لفقدان شقيقه، أصر نوي على دحض أكاذيب الحكومة الإسرائيلية التي تروّج أن حربها الوحشية على غزة، ‑خلّفت حتى كتابة هذه السطور نحو 1500 قتيل وأكثر من 6000 مصاب، وشرّدت عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء‑ ستخلّص المنطقة من "إرهاب حماس" وتعيد الأمن.

يهود نيويورك: "لا تتذرّعوا بنا لإبادة غزة"

علاوة على نوي، هناك عشرات الناشطين الإسرائيليين واليهود الذين ينشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الغربية وهم يظهرون انحيازاً للقضية الفلسطينية، ويؤمنون بعدالة مطالب الفلسطينيين في الحرية والعودة إلى أرضهم والعيش الآمن بعيداً عن الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ عام 2007، أو عدوانها المتكرّر عليه.

وفي نيويورك، الجمعة 13 تشرين الأول/أكتوبر، احتشد عشرات اليهود معلنين رفضهم الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة والحصار الشامل له، ومنع كافة الاحتياجات الأساسية للحياة من الدخول.

قال أحد المتحدثين: "في سجن مفتوح في الهواء الطلق، يعيش نحو مليوني شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال. إنهم الآن بلا طعام أو مياه أو كهرباء أو وقود، ويتعرّضون للقصف والتفجير بالفسفور الأبيض. إنهم محاصرون، هذه هي الإبادة. كيهود، نحن هنا لنقول: لا تفعلوا ذلك باسمنا (لا تتذّرعوا بنا لإبادة غزة)".

بهذه العبارة: "Not in our name"، هتف المتحدّث مراراً وتكراراً، وردّد من خلفه جميع الحضور.

ويعدّ الناشط الإسرائيلي زخاري فوستر، أحد أبرز الأصوات الإسرائيلية المندّدة بما يتعرّض له الشعب الفلسطيني راهناً وعلى مدار سنوات، حيث سبق له أن وثّق ونشر اعتداءات لأفراد من الشرطة الإسرائيلية على مدنيين عزّل.

في حين تتغوّل حكومات دول أوروبية وغربية عدّة في الدفاع عن الإجرام الإسرائيلي وتبريره بأنه "حق في الدفاع عن الوجود"، هناك أصوات أخرى ترفض هذا الكلام، وتحاول أن تعلي صوت "الحق" والدفاع عن الشعب "الفلسطيني الذي يتعرّض إلى الإبادة"، فمن هم هؤلاء وأين ينشطون وماذا يقولون؟

الجمعة، غرّد فوستر: "لم أعتقد أبداً أنني قد أقول هذا. لكن شعبي على وشك تجربة إبادة جماعية أخرى. هذه المرة لن نكون الضحايا بل سنكون الجناة. فضلاً، من أجل الرب، أوقفوا هذا الجنون".

الصحافي والكاتب الأسترالي اليهودي أنتوني لوينشتاين، مؤلف كتاب "The Palestine Laboratory"، هو أحد تلك الأصوات التي تنشط في إدانة العنف الإسرائيلي وتحذّر من جريمة تطهير عرقي تجري في غزة راهناً، عبر حساباته في مواقع التواصل وخلال مقابلاته مع الميديا الغربية. عمل أنتوني لفترة في المنطقة وهو يتحدّث كخبير وليس ناشطاً.

يشارك أيضاً يوناه ليبرمان، وهو من يهود أمريكا، في فضح زيف الدعاية الإسرائيلية. يقول يوناه إنه كان متطرّفاً صهيونياً، وتعرّض في الصغر لعملية "غسل دماغ"، كما يُعتبر الطلاب اليهود المنحازون لأفعال إسرائيل حالياً، ويعتبر نفسه الآن داعماً لحقوق الفلسطينيين، ولا يريد أن يُقتل اليهود ولا الفلسطينيون.

علاوة على اليهود والإسرائيليين النشطين في الدفاع عن الحقوق الأساسية للفلسطينيين، هناك عشرات الأكاديميين والإعلاميين والكتاب والناشطين الغربيين الذين يرفضون الانحياز المتطرّف للرواية الإسرائيلية، ويرفضون صمّ الآذان عن الرواية الفلسطينية. نسرد في ما يلي عدداً منهم/ن:

كاتب ألماني: لا ندعم حق مقاومة المحتل إلا إذا كان المحتل روسيا؟

في حين تتخذ ألمانيا موقفاً شديد التطرّف من القضية الفلسطينية وتقيّد كافة أشكال التضامن معها، ينشط الكاتب الألماني يوكن ميتشكا، عبر حسابه في "إكس"، منتقداً "التخاذل الألماني والأوروبي" حيال ما يجري في غزة، وما ترتكبه إسرائيل على الجبهات في لبنان وسوريا أيضاً، ساخراً من مزاعم أن "إسرائيل تدافع عن نفسها فقط".

في إحدى تغريداته حول الحرب الإسرائيلية الراهنة على غزة، كتب ميتشكا: "مرحباً، أصبحت هناك قاعدة جديدة. التطهير العرقي والإبادة الجماعية مسموح بهما صراحة، ولكن فقط عندما ترتكبهما إسرائيل. ومن يريد الاحتجاج على هذا فهو بالطبع معاد للسامية. وأي احتجاج على ذلك هو بالطبع دعم للإرهاب. ففي نهاية المطاف، لا ينطبق حق مقاومة المحتل إلا إذا كان المحتلّ هو روسيا! بحسب القاعدة القديمة. والجرائم ترتكب حصراً من قبل روسيا وحماس. تمت إضافة الأخيرة إلى القاعدة أمس. من فضلك انتبه".

زعيم حزب فرنسي: ما تفعله إسرائيل جريمة حرب

تتخذ الحكومة الفرنسية موقفاً شديد الانحياز والتطرّف لصالح إسرائيل في الحرب الدائرة حالياً. لا يفوّت أي مسؤول فرنسي فرصةً إلا ويعبر عن الدعم الصريح وغير المشروط لكل إجراء تتخذه إسرائيل في ردّ فعلها الانتقامي على "طوفان الأقصى"، كما تُقيّد كافة أشكال التضامن ومناصرة الشعب الفلسطيني وسكان غزة، بما في ذلك الاعتداء العنيف على المتظاهرين السلميين المؤيدين لفلسطين، وفرض غرامات على رفع العلم الفلسطيني.

وسط هذا الجو المشحون، ينشط زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون، بقوة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال وجود حزبه في البرلمان الفرنسي، محذراً من "جرائم الحرب المتزايدة التي ترتكب في غزة" و"الصمت الفرنسي" إزائها. يتعرّض ميلانشون لانتقاد لاذع وضغوط من الأحزاب السياسية والحكومة الفرنسية، وحتى من شرائح واسعة من الجمهور المؤيد لإسرائيل في فرنسا.

في إحدى تغريداته كتب: "علينا أن نسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة. إننا نعتبر ما فعلته حماس على الأراضي الإسرائيلية جرائم حرب. ويجب أن نسمي ما تفعله إسرائيل ضد سكان غزة جرائم حرب. إن هذا الاتهام بارتكاب جرائم حرب أخطر بكثير من اتهام الإرهاب. ويمكن الحكم عليه بموجب القانون الدولي. إنها تتجاوز صراع الخير ضد الشر".

ويطالب السياسي الفرنسي باستمرار بوقف إطلاق النار والبحث عن السلام والتعايش المشترك، حيث يدعم حزبه مبدأ الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. قال في إحدى تدويناته: "يجب فرض وقف إطلاق النار. ويجب على فرنسا أن تعمل على ذلك بكل قوتها السياسية والدبلوماسية. ويجب أن يتمكن الشعبان، الفلسطيني والإسرائيلي، من العيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن".

وكانت أولى تدويناته التي أثارت حملة انتقادات واسعة ضده: "كل أعمال العنف التي أُطلق لها العنان ضد إسرائيل وفي غزة تثبت أمراً واحداً فقط؛ العنف لا ينتج (ولا يعيد إنتاج) إلا نفسه. نحن مذعورون، ونتوجّه بأفكارنا وتعاطفنا إلى جميع السكان المذهولين الذين وقعوا ضحايا لكل هذا. يجب فرض وقف إطلاق النار، ويجب على فرنسا أن تعمل على ذلك بكل قوتها السياسية والدبلوماسية. ويجب أن يتمكّن الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي من العيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن. الحل موجود، وهو حل الدولتين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة".

وبعيداً عن موقف الحكومة المتعصّب لإسرائيل، خرج آلاف الفرنسيين مراراً وتكراراً خلال الأيام الماضية، معبرين عن دعمهم للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة في غزة، برغم القيود الأمنية والاستهداف.

نائب أيرلندي: الشعب الفلسطيني يتعرّض لعملية تطهير عرقي ممنهجة منذ عقود

وفي أيرلندا، قال النائب المعروف بانحيازه للقضية الفلسطينية، ريتشارد بويد باريت، في كلمة أمام البرلمان الأيرلندي، إن ما يحدث الآن ليس جديداً، حيث يتعرّض الفلسطينيون إلى "عقود من التطهير العرقي الممنهج" من قبل إسرائيل، و"جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحرمان لأبسط حقوق الإنسان".


فنّد باريت في كلمته المزاعم بأن إسرائيل لا تستهدف المدنيين أو البنية التحتية عن عمد، مستشهداً بتصريحات مسؤولي الحكومة الإسرائيلية التي تحدثوا فيها عن نية مبيتة لقطع المياه والطعام والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، في عملية عقاب جماعي وتجويع مجرّمة في القانون الدولي.

بالرغم من كل البروباغندا الغربية التي تصاحب العدوان الإسرائيلي على غزة، وحملة التهجير والتطهير التي يقوم بها في القطاع، هناك كُثر في الغرب، وعلى رأسهم يهود يرفضون أن يحصل ذلك باسمهم ويتبرّأون مما يجري، يدعون إلى السلام ويرفضون حملات الإبادة.

نائب أيرلندي آخر: ما يحدث الآن هو بربرية وتوحش وقتل

في الأثناء، يعلن باول ميرفي، وهو سياسي ونائب أيرلندي، عن انحيازه للقضية الفلسطينية، وينتقد المواقف الأوروبية الداعمة لإسرائيل بغضّ النظر عن جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، في رأيه.

يفتح ميرفي حساباته لفضح الجرائم الإسرائيلية بحق غزة ومواطنيها، ومشاركة التحليلات والآراء الحقوقية التي تدحض البروباغندا الإسرائيلية والغربية المؤيدة لها.

وفي مقابلة حديثة قال: "ما يحدث الآن هو بربرية وتوحش وقتل. ليس مهماً فقط أن نستخدم هذه اللغة الواضحة في توصيف ما تقوم به الجماعات الفلسطينية المسلحة، بل أيضاً ما تفعله القنابل التي صنّعتها أمريكا وتبرّعت بها، وهي تتساقط على سكان غزة حالياً كالمطر. من الضروري أيضاً أن نعرف أن سبب كل هذا التصعيد المروع الذي شاهدناه في الأيام الأخيرة هو الاحتلال، وما ترتكبه دولة الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين من تطهير عرقي ممنهج. هذا هو السبب الجذري لهذا العنف، والحل الوحيد هو إنهاء الاحتلال".

ناشطون أمريكيون يترجمون دعمهم لفلسطين على أرض الواقع

في حين تتطرّف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في دعم الحكومة الإسرائيلية وعنفها ضد غزة، وبالرغم من قوة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة وضغوطه لمعاقبة كل من يتعاطف مع القضية الفلسطينية، سواء بخسارة منح تعليمية أو عمل وغيرها من وسائل الضغط، ينخرط عشرات الناشطين الأمريكيين في التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي التظاهرات المؤيدة لفلسطين.

البعض من هؤلاء الناشطين قرّر ترجمة هذا التعاطف إلى خطوات أكثر عملية، فقرّروا التظاهر وإغلاق مدخل شركة "إلبيت"، "المورّد الأكبر للأسلحة لإسرائيل في أمريكا"، متهمينها بالمشاركة في "أعمال القتل الجماعي للمدنيين في فلسطين"، حسبما نشرت الناشطة والكاتبة كالا والش.

نائبة أمريكية: واشنطن لديها مسؤولية مزدوجة

النائبة الأمريكية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، هي من الأصوات القليلة في المشهد السياسي الأمريكي التي تنتقد موقف إدارة بايدن، وتشدّد مراراً وتكراراً على "مسؤولية" القوة العظمى في العالم المزدوجة في "دعم أمن الشعب الإسرائيلي" من جهة، مع "منع التطهير العرقي للفلسطينيين" من جهة أخرى، ورفض أي مبررات لعمليات الانتقام الجماعي من المدنيين الذين لم يختاروا واقعهم.

هذه الأصوات ومثلها الكثير، في الولايات المتحدة وأوروبا ومناطق أخرى في العالم، تعمل على تصحيح الأفكار المغلوطة والرواية المموّلة من إسرائيل وداعميها، والتي ساهمت خلال العقود الماضية في تشويه الفلسطينيين وشيطنتهم وإظهارهم بصورة الجاني، وليس أصحاب الحق والأرض المغتصبة والطرف الأضعف والأعزل في مواجهة محتل مدعوم بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

معيارنا الوحيد: الحقيقة

الاحتكام إلى المنطق الرجعيّ أو "الآمن"، هو جلّ ما تُريده وسائل الإعلام التقليدية. فمصلحتها تكمن في "لململة الفضيحة"، لتحصين قوى الأمر الواقع. هذا يُنافي الهدف الجوهريّ للصحافة والإعلام في تزويد الناس بالحقائق لاتخاذ القرارات والمواقف الصحيحة.

وهنا يأتي دورنا في أن نولّد أفكاراً خلّاقةً ونقديّةً ووجهات نظرٍ متباينةً، تُمهّد لبناء مجتمعٍ تكون فيه الحقيقة المعيار الوحيد.

Website by WhiteBeard