بدأت صباح أمس السبت، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حركة حماس وذراعها العسكرية "كتائب القسام"، عمليةً عسكريةً واسعةً تحت مسمّى "طوفان الأقصى"، حيث أعلن القائد العام للقسام محمد الضيف، أن العملية العسكرية تأتي رداً على الاقتحامات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي للبلدات الفلسطينية و"انتهاك المقدسات". انطلقت العملية بإطلاق وابل من الصواريخ قُدّر بنحو خمسة آلاف صاروخ، وبحسب الضيف، فإن الضربة جاءت لتضع حدّاً للانتهاكات، وتستهدف مواقع العدو وتحصيناته العسكرية، مؤكداً أن العملية أكبر مما يظن الإسرائيليون.
العملية الفلسطينية فاجأت الإسرائيليين، ما دفع الإعلام الإسرائيلي الناطق بالعبرية إلى اتهام الأجهزة الأمنية كافة بالتقصير، ووصف ما حدث بأنه فشل استخباراتي، كون الهجوم كان برّياً وبحرياً وجوّياً، وتنوعت الخسائر بين القتل والإصابة والخطف والأسر، فضلاً عن وقوع مستوطنات إسرائيلية تحت قبضة "المقاومة"، فكيف ينظر الإسرائيليون إلى هذه العملية؟ وكيف تناولها المحللون في دولة الاحتلال؟
فقدان السيطرة
ليس مصادفةً أن تكون افتتاحية صحيفة "هآرتس"، أمس الأول الجمعة في السادس من تشرين الثاني/ أكتوبر، بعنوان "فقدان السيطرة"، وتتحدث فيها عن انتشار العنف في المجتمع الإسرائيلي والعربي والفوضى العارمة التي تعيشها إسرائيل بسبب سياسة القمع التي يتبناها وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، ضد العرب وغيرهم، ومدى انتشار العنف في كل أركان دولة الاحتلال حتى في ملاعب كرة القدم. وسلّطت الافتتاحية الضوء على الانتهاكات بحق العرب، وكيف تظهر الشرطة الإسرائيلية عاجزةً عن صدّ عنف المستوطنين وجرائمهم، بل ذكرت "هآرتس" بعض جرائم القتل ضد العرب والتي لم تستطع الشرطة ضبط المجرمين الإسرائيليين الضالعين في تنفيذها.
"أين الجيش الإسرائيلي؟ في الضفة أم في الداخل؟ أم تم تسخير القوات النظامية كافة لحماية المشاريع الاستيطانية وتأمين الصلاة ودروس التوراة؟
المشهد السابق المتكرر حذر منه العديد من المحللين الإسرائيليين، وتوقعوا حدوث مواجهات عارمة قد تصل إلى حد الانتفاضة، وهو ما بدأ بالفعل بعد 24 ساعةً فقط من تحذيرات صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها.
حكومة نتنياهو الافتراضية
وصف المحلل الإسرائيلي، أوري ميسجاف، حكومة بنيامين نتنياهو بأنها افتراضية واتهمها بالتقصير، وكتب مقالةً تحليليةً عن "طوفان الأقصى" في صحيفة "هآرتس"، بعنوان "حكومة نتنياهو الافتراضية توقّع على هجوم أكتوبر 2023"، إذ تساءل عمّا يدور على ألسنة الملايين في دولة الاحتلال، وسؤالهم المتكرر: "أين الجيش الإسرائيلي؟ في الضفة أم في الداخل؟ أم تم تسخير القوات النظامية كافة لحماية المشاريع الاستيطانية وتأمين الصلاة ودروس التوراة؟" واصفاً توقيت الهجوم الفلسطيني بأنه "حكيم"، إذ اختارت فصائل المقاومة يوم السبت وهو يوم عطلة موعداً لعمليتها، كانت خلاله العديد من المستوطنات غير محمية لانشغال القوات بأمور أخرى.
انتقل المحلل الإسرائيلي إلى سؤال آخر عن غياب حكومة نتنياهو، فكتب يقول: "أين أعضاء الحكومة ورئيسها؟"، ليجيب: "المصطافون، المسافرون، الطيران، التغريد على تويتر"، واستنكر انشغال الحكومة بأمور فرعية مثل قضاء الإجازات، وقال: "نتنياهو نفسه عاد إلى منزله بعد قضاء أسبوع في فندق فخم، كما أن الحكومة لم تتحدث إلى المواطنين في أول أربع ساعات من الهجوم". وكانت هناك حالة من الاستنكار في الشارع لأن تناول الهجوم كان إعلامياً فقط من خلال إستوديوهات تحليلية إسرائيلية اضطلعت بأدوار الحكومة من خلال استدعاء القوات إلى ساحات القتال وتوجيهها داخل المستوطنات.
سيناريو "حرب تشرين" يتكرر
كذلك، أسهب الكاتب الإسرائيلي ميسجاف في رصد الواقع المأساوي لعملية "طوفان الأقصى" وسرده، مشيراً إلى أنها "أظهرت إسرائيل بأجهزتها الأمنية وجيشها في حالة ضعف وعدم استعداد وحالة من الاختلال، بل إن العملية الحالية تُظهر الأثر النفسي المأساوي السائد لدى الإسرائيليين، حيث يرون أن بلدهم يتم تدميره أمام أعينهم". وانتقل الكاتب إلى الحديث عن دلالة توقيت العملية، وربطها بحرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، التي نجحت فيها مصر وسوريا في تحرير أراضٍ وطرد العدو الإسرائيلي منها.
وقال ميسجاف: "التوقيت التاريخي له صدى بالطبع، وقد تم اختياره بعناية من قبل الفلسطينيين، وهذا هو الإذلال الأكبر الذي يلحق بإسرائيل على يد أعدائها منذ حرب يوم الغفران، وهو أكثر إيلاماً إلى حد كبير". وبرأيه، الفارق بين العمليتين أن "الأولى كانت ضربة من جيوش نظامية وهي مصر وسوريا، لكن هذه المرة من عناصر مقاومة يرتدون الجينز والبنادق، ومعهم هواتفهم ويخترقون الحدود"، وأنهم نجحوا في تقويض المجتمع الإسرائيلي المنقسم والمرهق بشكل أساسي.
واتهم الكاتب الحكومة الحالية بأنها المسؤولة الأولى والأخيرة، خاصةً حينما حوّلت الجيش والأجهزة الأمنية عن مهمتهم الرئيسية في الحماية والدفاع عن المستوطنات والدولة المحتلة إلى مهام أخرى، وقال: "لقد عملت الحكومات اليمينية بقيادة نتنياهو على إضعاف إسرائيل وأنظمتها بشكل مطرد، في حين استثمرت موارد ضخمةً في اليهود المتشددين والمستوطنين الذين لا يساهمون في أمن الدولة بل يضرّونها في كثير من الأحيان".
ووصف الكاتب الحرب بالكارثة التي حلّت على إسرائيل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وطالب بتكليف لجنة للتحقيق في هذا التقصير، وأكد أنه لا يجب الاكتفاء بإقالة رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية بل كل حكومة نتنياهو عليها الرحيل بعد المشاركة في هذه الجريمة على حد وصفه.
"إمّا نتنياهو أو عشرة ملايين إسرائيلي"
رأى الكاتب الإسرائيلي، أمير أورن، أن المشهد الحالي ضبابي بشكل كبير، ويجب تشكيل حكومة طوارئ بشكل عاجل، وكتب مقالةً تحليليةً في صحيفة "هآرتس"، بعنوان "إمّا نتنياهو أو عشرة ملايين إسرائيلي"، أكد في بدايتها على ضرورة تشكيل حكومة طوارئ من دون نتنياهو ومن دون وزير العدل، ياريف ليفين، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، على أن يكون وزير الدفاع الحالي، غادي آيزنكوت، هو رئيس الوزراء بجانب منصبه كوزير للدفاع.
وتحسّر الكاتب على الوضع الحالي، ووصفه بأنه فشل استخباراتي وعملياتي وسياسي، وأضاف: "التفاخر المستمر بقدرة إسرائيل السيبرانية الكبيرة على اختراق كل زاوية من خان يونس إلى دمشق، ومن بيروت إلى طهران، تحطم خلال دقائق. لقد تحول السياج الأمني في غزة إلى خط بارليف، صرخات الاستغاثة تتردد في المستوطنات المحاصرة".
"التوقيت التاريخي له صدى بالطبع، وقد تم اختياره بعناية من قبل الفلسطينيين، وهذا هو الإذلال الأكبر الذي يلحق بإسرائيل على يد أعدائها منذ حرب يوم الغفران"
وانتقل أورن إلى تحليل الأسباب التي أدت إلى المشهد الكارثي الحالي الذي تعيشه إسرائيل، ومن ضمنها نقد اتفاقات السلام الموقعة مع بعض الدول العربية، والتي لم تنجح في منع حماس من التسلح أو تفكيكها أو حتى حل السلطة الفلسطينية. وفي ما يتعلق بالداخل الإسرائيلي، انتقد المحكمة العليا التي سمحت لأشخاص متهمين بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة بتشكيل حكومة تقود إسرائيل، ووصف نتنياهو وحزبه بالجبناء والبؤساء المعجبين بزعيمهم "المجرم" على حد وصفه.
وأكد أورن أن "التاريخ سيحكم عليهم بالعار والتقصير والإساءة في حق الإسرائيليين"، كما انتقد رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، "الذي وقف صامتاً إزاء تقويض قدرات الجيش الإسرائيلي وتسخيرها لخدمة المصالح السياسية لوزراء نتنياهو". وبرغم إشادته بقدراته العسكرية الشخصية، لكن صمت هاليفي في نظر الكاتب الإسرائيلي يُعدّ مشاركةً في المسؤولية وما آلت إليه الأوضاع الحالية.
نمور من ورق
من جهته، وصف الكاتب الإسرائيلي، أورن الإسرائيليين بجيشهم وحكومتهم، بـ"النمور الورقية"، واستحضر أيضاً حرب يوم الغفران التي لم يتعلم الإسرائيليون منها الدرس، وتهكم على هاليفي، الذي كان جدّه إلعازار أحد قادة الجيش في حرب 73، لأنه "لم يتعلم من جدّه دروس حرب أكتوبر، حيث كان قائداً متغطرساً ومتهوراً كحال القادة الحاليين في الجيش".
ورأى أورن أن "الفارق بين حرب 73 ومعركة اليوم التي وقعت بعد خمسين عاماً بالتمام والكمال، أن مصر وسوريا كانتا تمتلكان جيوشاً نظاميةً، وأسلحةً سوفياتيةً، لكن اليوم العدو هو منظمة فلسطينية محاصرة، لكنها نجحت في إسقاط إسرائيل، ورجعت إلى غزة وهي على سيارات التويوتا، وحتى لو كانت ردة الفعل من الجيش الإسرائيلي عمليةً انتقاميةً واسعةً، فإن الكارثة قد حلت والهزيمة قد وقعت، والفشل سوف يشجع الآخرين على تكرار السيناريو، ولن تكون إيران أو حزب الله فقط، بل أي فصيل مسلح سوف يتجرأ على الإسرائيليين لأنهم نمور من ورق".
إبادة شاملة وفشل كبير
كغيره من كتّاب الرأي في إسرائيل، رأى المحلل الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أتيلا شومفالفي، عملية طوفان الأقصى، أشبه بالذل والعار، وقال في مقدمة مقالته: "لقد داس المهاجمون بأحذيتهم على التفوق العسكري والأمني لإسرائيل، حينما جابوا شوارع مستوطنات الجنوب، ولم يُدمروا نتنياهو وشركاءه السياسيين فقط، بل أيضاً الشعور بوجود شخص يستحق الثقة، ما حدث هو صدمة سترافق الإسرائيليين لفترة طويلة من الزمن، وستكون عملية الترميم باهظة الثمن، وعلينا أن ندفع الثمن ليس فقط بالمال"، مؤكداً أن الهجوم أصاب الإسرائيليين بالصدمة بسبب المفاجأة، خاصةً أن الجميع كان يفكر في أخطاء حرب يوم الغفران، لكن أحداً لم يتوقع تكرار السيناريو"، وأكد أن التاريخ سيصف هذا الصباح بأنه "فاشل"، مثل حرب أكتوبر.
وأسهب الكاتب في الحالة التي تعيشها إسرائيل منذ عشرة أشهر، أي منذ تولي نتنياهو مقاليد الحكم، حيث عمد وزراؤه إلى تفكيك المجتمع الإسرائيلي، مشيراً إلى أن "الفشل لم يكن سياسياً فقط، بل اجتماعياً ونفسياً، وبدلاً من أن تنشغل الحكومة بتعزيز مفهوم المشروع الصهيوني، عملت على تفكيكه، وبدلاً من تعزيز قوة الردع الإسرائيلية، انشغلت بتصفية الحسابات ورصد أي مخالف لسياستها وأجندتها الخاصة".
واتهم الكاتب الإسرائيلي الحكومة ورئيسها بالفشل، سواء في تفهم قوة الردع لدى أعداء إسرائيل أو تعزيز الردع الإسرائيلي نفسه، فضلاً عن فشله في كبح جماح تطرف الحكومة ذاتها التي يترأسها، خاصةً الوزراء المتطرفين أمثال بن غفير وسموتريتش، ما زاد الأمر تعقيداً ولهيباً، وانتقل الكاتب إلى الجانب الأمني، وبرغم لومه الحكومة من الناحية السياسية، لكنه أرجع الفشل الإسرائيلي في صد عملية "طوفان الأقصى" إلى سوء تقديرات الأجهزة الأمنية في إسرائيل، فلا يمكن، حسب الكاتب، "اتخاذ قرارات سياسية سليمة إلا بعد وصول معلومات أمنية سليمة، فالتقصير الأمني يؤدي إلى المشهد الحالي".
وكان المشهد الأكثر سوءاً من وجهة نظر الكاتب، والأكثر قهراً للإسرائيليين، في عملية اختراق السياج الأمني في قطاع غزة، ثم التجول في مستوطنات الجنوب، وقتل الإسرائيليين، ثم العودة إلى غزة وسط فشل إسرائيلي في كبح المقاومة، ووصف المشهد بأنه "ليس مجرد صورة للنصر، بل صورة مدوية وضربة لا مثيل لها حلت بالجيش"، وقال إن "هذا الصباح أصبح كابوساً من الصعب الهروب منه، والصدمة سترافق الإسرائيليين لفترة طويلة".
"لقد داس المهاجمون بأحذيتهم على التفوق العسكري والأمني لإسرائيل، حينما جابوا شوارع مستوطنات الجنوب، ولم يُدمروا نتنياهو وشركاءه السياسيين فقط، بل أيضاً الشعور بوجود شخص يستحق الثقة"
وختم مقالته بالإشارة إلى أن "الضربة النفسية للإسرائيليين كانت أشد من نظيرتها العسكرية، حيث دُمّرت صورة الجيش القوي، وانهارت صورة الردع الإسرائيلية، فالصور للدبابات المحترقة والجنود المختطفين والهلع والرعب في الشارع الإسرائيلي تُعدّ كارثةً طويلة الأمد، وضاعت معها الصورة التي حاولت إسرائيل ترسيخها سواء بامتلاك قبة حديدية قادرة على صد أي هجوم، أو خلق شعور بالتفوق العسكري والأمني. كل هذه الصورة داسها مقاتلو حماس الذين جابوا المستوطنات الإسرائيلية صباح السبت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
كيف علّق إسرائيليون على الصدمة؟
حاولنا معرفة رد فعل بعض الإسرائيليين على عملية طوفان الأقصى، من خلال تعليقاتهم سواء على الصحف أو مواقع التواصل، حتى تكتمل الصورة، لكنها كانت قاتمةً في معظم تفاصيلها، والأرجح أن ذلك كان من هول الصدمة والمفاجأة التي حصلت من خلال العملية.
يقول أحد الإسرائيليين في صحيفة هآرتس: "كفى ما يحدث، لم يعد هناك ما يمكن فعله مع غزة، هم يقتلوننا ونحن نقتلهم، يجب وضع خطة لتشجيع الهجرة من قطاع غزة، في السنوات الأخيرة هاجر أكثر من 300 ألف فلسطيني من القطاع، ويمكن رصد 5 آلاف دولار للشخص كي يخرج من غزة إلى مصر أو تركيا أو السعودية، ولن يعترض أحد على ذلك، فهم يعانون ونحن نعاني".
بينما تهكّم إسرائيلي آخر على جيشه، وتعجب من أن 200 إلى 300 شخص من حماس، دخلوا إسرائيل وقتلوا وأسروا أشخاصاً، فلماذا تجنّد إسرائيل مئات الآلاف، وكيف يكون ترتيب جيشها ضمن أقوى جيوش العالم؟ بينما تعجب آخر من قدرة الفلسطينيين على العودة إلى قطاع غزة ومعهم أسرى.
وعبّر إسرائيليون عن رعبهم بخصوص ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية خبراً حول اتصال هاتفي من مواطن إسرائيلي يُدعى يوني آشر، مع القناة 12 الإسرائيلية، يروي فيه أنه شاهد في أحد المقاطع المصورة زوجته وحماته وابنتيه في أثناء اختطافهن، وطالب بتدخل القوات الأمنية.
وتعليقاً على الحادثة التي "لا تقلّ مأساويةً عن باقي القصص المأساوية التي عاشها الإسرائيليون"، قال شاني حسون، على الصفحة الرسمية لمعاريف على فيسبوك: "لا يوجد تعبير عن المشهد الحزين، فنحن جالسون في المنازل ونشعر بالهلع، فما بال المختطَفين"، وروى نايف عزام: "المذنبون في هذا الحادث هم أعضاء حكومة نتنياهو المجرمة، مثل بن غفير وسموتريتش، فأعداء إسرائيل ردّوا اليهود منقسمين وكارهين لبعضهم البعض، فاستغلوا الفرصة".
كذلك طالب البعض نتنياهو بإعادة الأسرى والمختطفين كما نجح في إعادة كرسي الحكم لنفسه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.