شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ترقّب في غزة... الاحتفال بـ

ترقّب في غزة... الاحتفال بـ"النصر" لا يخفي "القلق من الإجرام الإسرائيلي"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حالة من الضبابية والترقب والخوف والقلق انتابت سكان قطاع غزة مع إطلاق فصائل فلسطينية، على رأسها الذراع العسكرية لحركة حماس "كتائب القسام"، آلاف الصواريخ نحو إسرائيل، والإعلان عن بدء ما أسمتها عملية "طوفان الأقصى"، بالهجوم برّاً وبحراً وجوّاً واقتحام المستوطنات الإسرائيلية المجاورة للقطاع.

على إثر ذلك، فرّت آلاف العائلات التي تُقيم في المناطق الحدودية على أطراف غزة، إلى داخل المخيمات خشية القصف الإسرائيلي المتوقع ومهاجمة الجيش الإسرائيلي لمنازلهم. بالتزامن مع ذلك اقتحم عشرات المسلحين الفلسطينيين الحدود ودخلوا المستوطنات الإسرائيلية.

أبو محمد السواركة، الذي يقطن القرية البدوية قرب الحدود الشمالية لقطاع غزة، اصطحب عائلته منذ ساعات الصباح الأولى حاملاً في يده متاعه وأرواقه الثبوتية، ليقيم في منزل شقيقه وسط معسكر جباليا الذي يعدّه أقل خطراً من منزله، على حد وصفه.

يقول الخمسيني ويده ترتجف إنه بالكاد تمكّن من الخروج من منزله في ظل اندلاع الحرب بالقرب من منزله واشتعال المنطقة الحدودية المجاورة لمسكنه الذي تعرّض للقصف في حرب عام 2014، وأعاد ترميمه قبل عامين.

"كنا نائمين في أمان الله، وفجأةً انقلبت الدنيا فوق رؤوسنا. صواريخ تنطلق من كل مكان وتفجيرات وأصوات تكبيرات ومسلحون يركبون سيارات دفع رباعي ويسيرون بسرعة قصوى نحو الجدار الحدودي باتجاه إسرائيل ونحن نعيش هول الصدمة"؛ يضيف في حديثه إلى رصيف22.

"كنا نائمين في أمان الله، وفجأةً انقلبت الدنيا فوق رؤوسنا. صواريخ تنطلق من كل مكان وتفجيرات وأصوات تكبيرات ومسلحون يركبون سيارات دفع رباعي ويسيرون بسرعة قصوى نحو الجدار الحدودي باتجاه إسرائيل ونحن نعيش هول الصدمة"

السواركة الذي يُعيل ثمانية أبناء جلّهم من الأطفال، يرى أنه "نفذ ببدنه" من المنطقة التي تحولت إلى ساحة معركة في لحظة، "قد ما يكون لسا الوضع هنا داخل المخيم يطمئن بعض الشيء، وليس كما في المناطق الحدودية، هنا نجد ونساً مع شقيقي وأولاده وإن متنا نموت معه وليس بمفردنا".

وتختلف الصورة بين شوارع المدينة وأزقة مخيمات اللاجئين، حيث اندفع العشرات إلى التسوق من محال المواد الغذائية الأساسية والمخابز بغية تأمين قوتهم في الأيام القادمة.

يقول محمد أحمد، الذي اصطف في طابور انتظار أمام أحد المخابز في غزة، إنه قطع مسافةً طويلةً ولم يجد الخبز في المخابز المجاورة، ووجد ضالته في مخبز يتدافع أمامه المواطنون، فهو يخشى أن تمتد الحرب لأيام مقبلة.

المواطن أحمد الذي بدت تعابير الخوف والقلق باديةً على وجهه، يصف الواقع بأنه صعب ومجهول وغير واضح إلى أين تتجه الأمور، ويختم بعد أن ارتسمت على محياه ابتسامة خاطفة عقب حصوله على ربطة خبز، بعبارة "الله يستر من الجاي"، ثم يغادر سريعاً.

اضطر صاحب سوبر ماركت حشيشو، إلى إقفال أبواب محله في مخيم الشاطئ جنوب غرب مدينة غزة، بعد نفاد أغلب المواد الغذائية الأساسية والمُعلبات والبقوليات، "مثل ما إنت شايف الناس هجمت على السوبر ماركت وأخذت كل ما تحتاجه بسبب خوفها من الحرب".

وفي مشهد نزوح جماعي، تدافع العديد من النساء الرجال والأطفال في المناطق الشرقية لقطاع غزة حاملين معهم مواد غذائية وبعض البطانيات والملابس وراكضين إلى المناطق الداخلية في وسط القطاع.

تمسك أم أحمد الشبراوي بيد اثنين من أطفالها الخمسة، وتمتلئ عيناها بالدموع وتتحدث إلى رصيف22، قائلةً: "الحرب أجت طلعنا نجري وتركت ابني الكبير أحمد لا أعرف أين هو، سأذهب إلى بيت أهلي قد يكون آمناً قليلاً مع أنه لا يوجد مكان نشعر فيه بالأمان".

في المقابل، يحتفل عشرات المواطنين ومعهم مسلحون بما أسموه الانتصار على إسرائيل وسط تسيير العديد من الجيبات العسكرية والسيارات الإسرائيلية التي غنموها من المستوطنات المجاورة لغزة.

ففوق آلية عسكرية إسرائيلية مصفحة صعَد عدد من المواطنين وجابوا بها شوارع مخيم جباليا وهم يهتفون بالتكبير، فيما تمكّن مسلحون من كتائب القسام من أسر عدد من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين والتجول بهم في شوارع القطاع وأزقته.

حالة فرح عبّر عنها أحد المواطنين بالقول: "اليوم هو يوم الانتصار للشعب الفلسطيني والقدس والأقصى والهزيمة لدولة إسرائيل، هذا يوم تاريخي يُكتب لشعبنا. اليوم نحرر المستوطنات ونأسر الجنود والمستوطنين".

شاهد مراسل رصيف22، العديد من السيارات التي تحمل لوحات بأرقام إسرائيلية تجوب شوارع قطاع غزة ويقودها مواطنون ومسلحون، وسط هتافات تشيد بالمسلحين من أذرع المقاومة. كما تدافع المئات من المواطنين والمسلحين إلى المستوطنات المجاورة لقطاع غزة بعد تفجير أجزاء كبيرة من السياج الأمني

وشاهد مراسل رصيف22، العديد من السيارات التي تحمل لوحات بأرقام إسرائيلية تجوب شوارع قطاع غزة ويقودها مواطنون ومسلحون، وسط هتافات تشيد بالمسلحين من أذرع المقاومة. كما تدافع المئات من المواطنين والمسلحين إلى المستوطنات المجاورة لقطاع غزة بعد تفجير أجزاء كبيرة من السياج الأمني، أي الجدار الإسمنتي الذي شيّدته إسرائيل على الحدود في السنوات الأخيرة.

وما بين خوف وفرح وترقب، اختلطت مشاعر الفلسطينيين، فالبعض منهم يرى أن ما يجري علامة فارقة في التاريخ وآخرون يخشون من ردة الفعل الإسرائيلية التي بدأتها إسرائيل بقصف بعض المواقع والمنازل وأدت إلى مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة العشرات.

يأتي ذلك بعد فترة من الصراع المتصاعد الذي بدأ في أيلول/ سبتمبر الماضي، في أعقاب إغلاق إسرائيل معبر حاجز إيرز، الذي يشكل منفذاً وحيداً لسكان قطاع غزة ومنع آلاف العمال الفلسطينيين من الذهاب إلى أماكن عملهم في إسرائيل.

وفي وقت سابق، قالت السلطات الإسرائيلية إن إغلاق المعبر جاء في ظل الاحتجاجات وأعمال الشغب التي يقوم بها الفلسطينيون على حدود قطاع غزة، وشملت إشعال إطارات وإلقاء حجارة وبالونات حارقة باتجاه مواقع قوات جيش الاحتلال التي كانت ترد بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي وتعمل على تفريق المتظاهرين.

ثم عادت إسرائيل، خلال الأسبوع الماضي، إلى الإعلان عن فتح المعابر واستئناف دخول العمال الفلسطينيين وإدخال البضائع والمواد الغذائية إلى قطاع غزة، في أعقاب تدخل أطراف دولية والتوصل إلى تفاهمات تضمن إعادة الأوضاع في القطاع إلى ما كانت عليه في السابق.

وتجوّل مسلحون فلسطينيون في مناطق مختلفة من شوارع قطاع غزة، برفقة عدد من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين الذين تمكّنوا من أسرهم بعد اقتحام الحدود، ولم يُعرف مصيرهم حتى اللحظة، فيما أظهرت مقاطع وصور فيديو انتشرت على مواقع التواصل، مسلّحين من الفصائل الفلسطينية وهم يمسكون بإسرائيليين ويقودونهم بسياراتهم في مخيمات القطاع وشوارعه.

وأعلنت "كتائب القسام" عن تمكّنها من أسر عشرات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين خلال المعركة، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية إن ما يزيد عن 35 إسرائيلياً تم أسرهم واقتيادهم إلى قطاع غزة بعد اقتحام عشرات المسلحين الفلسطينيين الحدود مع القطاع.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard