شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
النساء المهاجرات... الخط الأمامي لمواجهة التطرف

النساء المهاجرات... الخط الأمامي لمواجهة التطرف

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الأحد 17 سبتمبر 202302:38 م

وجد مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية أن للمرأة المهاجرة من منطقة جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا القدرة على مواجهة الأفكار المتطرفة وحماية الأطفال والمراهقين منها، وبدأ العمل على ورشات في دول أوروبية، حيث تتواجد هؤلاء النساء لوضع استراتيجيات وتقنيات مواجهة هذا الفكر ومنعه من التغلغل في المجتمعات المهاجرة.

تستهدف الورشات تعزيز دور المرأة في مواجهة التطرف خاصة في المجتمعات المهاجرة الموجودة في أوروبا: "بحسب المؤشرات هناك نشاط لاستهداف المراهقين والأطفال المهاجرين واستغلال قضايا خلافية كبيرة موجودة في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن تخلت الجماعات المتطرفة عن قضية البعد الجغرافي وأصبحت تريد بناء خزانات بشرية". حسب ما أوضح رئيس مشروع دراسات المرأة والتطرف في المركز ناصر زهير.

ناصر زهير، رئيس مشروع دراسات المرأة والتطرف، أثناء الورشة في برلين

كما تهدف الورشات لفهم أسباب انتشار الأفكار المتطرفة وتأثيرها على المجتمع، وتسليط الضوء على دور النساء في مواجهة ومكافحة الأفكار المتطرفة، واستعراض تجارب نساء نجحن في مواجهة التطرف وتعزيز السلم والتسامح، وتبادل الخبرات والأفكار حول كيفية تعزيز دور النساء في مكافحة التطرف.

هذه الورشات هي استكمال لبرنامج شامل بدأ منذ عامين في سويسرا، فرنسا، النمسا والآن في ألمانيا، استهدف المجالس الإسلامية والمدارس والآن يستهدف دور النساء في مواجهة التطرف.

الورشات هي استكمال لبرنامج شامل بدأ منذ عامين في سويسرا، فرنسا، النمسا والآن في ألمانيا، استهدف المجالس الإسلامية والمدارس والآن يستهدف دور النساء في مواجهة التطرف، مع استكمال بقية الجماعات المستهدفة، قال زهير في حديث لرصيف22: :"كانت النتائج نوعا ما إيجابية، بعد مرور فترة على البرنامج، تأكدنا أن المرأة هي صاحبة الدور الأهم في مواجهة التطرف بعيداً عن دور المدارس والمنظمات التي تواجه الأفكار المتطرفة، حتى بعيداً عن دور الأجهزة الأمنية التي تحاول أيضا أن تحاصر التطرف بشكل أو بآخر، فالنساء هن الخط الأمامي لتحسس التطرف".

اصطياد الأطفال والمراهقين

"تم اختيار الجهات المستهدفة بناء على تجربة المشروع الأول الذي استهدف المدارس، لتوعية الأطفال والمراهقين من أصول مهاجرة قدِمت بعد العام 2012، وخاصة في المدارس الحكومية، واستنتجنا بعد عشر سنوات، أن دور المرأة هو الأهم، كل النساء ولا يقتصر الأمر على النساء من الأمهات أو ربات المنازل، بل كل النساء الفاعلات في المجتمع، فانتقال الوعي بين مجتمع النساء حول قضية التطرف والتي هي قضية مهمة جداً وخطيرة جداً يحقق الهدف". ناصر زهير، رئيس مشروع دراسات المرأة والتطرف في المركز.

"بدأت الجماعات المتطرفة تعمل على قضية اصطياد أطفال ومراهقي المهاجرين/ات الجدد، لأن المهاجرين/ات من الجيل الأول أو الثاني من الصعب اصطيادهم نوعاً ما". ناصر زهير، رئيس مشروع دراسات المرأة والتطرف

ويوضح زهير: "الجماعات المتطرفة بدأت تعمل على قضية اصطياد أطفال ومراهقي المهاجرين/ات الجدد، لأن المهاجرين/ات من الجيل الأول أو الثاني من الصعب اصطيادهم نوعا ما، فلديهم/ن حالة أكبر من الوعي على الرغم من تداخل القضايا الشائكة".

وأكد زهير أن المركز يركز على أن التطرف هو من كل الجهات والأديان وكل الطوائف وكل المجتمعات، وليست الجاليات الإسلامية هي المولدة للتطرف: "دائماً نركز على هذه النقطة، حتى في التعاطي مع المنظمات والمؤسسات الأوروبية، فالتطرف غير محصور بالإسلام"، وأشار زهير خلال الورشة التي قدمها للنساء في برلين إلى، سلوان موميكا، السرياني المسيحي الذي انضم لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، والذي انتهى به المطاف لاجئاً في السويد وأقدم على حرق القرآن، وهو مثال على تطرف الأقليات، بالإضافة لبعض التنظيمات المتطرفة كالنازيين الجدد، وشهود يهوه.

أشار زهير خلال الورشة إلى، سلوان موميكا، السرياني المسيحي، الذي انضم لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، والذي انتهى به المطاف لاجئاً في السويد وأقدم على حرق القرآن، وهو مثال على تطرف الأقليات.

وتم التأكيد خلال الورشة على دور الأم في تربية أبنائها وتعزيز قيم التسامح والاعتدال، وتجارب نساء نجحن في منع انزلاق أفراد أسرهن نحو التطرف، وشارك زهير حالة عاصرها من الشمال السوري، حالة لأم اضطر ابنها العمل مع جبهة النصرة: "فهمت الأم أن الأمر لا يتعلق بالحالة المادية، بل تخطاه ليكون متبنياً للفكر، وهنا تحسست الخطر وأنها من الممكن أن تخسره وتخسر أبناءه وأخواته، فقررت التدخل، واستخدمت العلاقات العائلية لإخراجه من المكان الذي هو فيه".

كما تم التداول خلال الورشة تعزيز الوعي بأهمية تمكين النساء لمواجهة التحديات الاجتماعية، فالأطفال المهاجرون هم بذرة خصبة لزرع التطرف، حتى لو كانوا من الأقليات، فقد عمل الحشد الشعبي على تجنيد أكراد وأيزيديين.

وأشار إلى أن الأطفال والمراهقين ينجذبون لهذه الدعوات من أجل الجاه أو النقود أو منصب معين سيعطى لهم. أما المتصوفون الذين يتم اصطيادهم، فهم أخطر، لأنهم لا يرغبون بأي مقابل، ولكنهم يهبون أرواحهم وأنفسهم بالكامل حباً بالقضية والمبادئ التي ينادي بها التنظيم المتطرف.

كما أوضح زهير بأن الأطفال والمراهقين هم ضحايا هذه الجماعات المتطرفة، والتي يأتي على رأسها، تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فهو الناشط الأكبر حالياً، بالإضافة لتنظيم القاعدة، الذي على الرغم من فقدانه لبريقه، وانتهاءه على مستوى السيطرة الجغرافية، ولكن على مستوى النشاط الدعوي، تنظيم القاعدة هو الأكثر خبرة والأكثر قوة ويركز الآن على بناء واستهداف الخزانات البشرية واستخدامها لاحقاً، بالإضافة إلى أن هناك عدة جماعات بما فيها بعض الميليشيات التي تعمل في العراق بتمويل إيراني".

مجتمع الألعاب

تم خلال الورشة، التطرق إلى مجتمع الألعاب الإلكترونية، الذي يعتبر مجتمعاً متكاملاً، يجد من خلاله الأطفال والمراهقون أصدقاء افتراضيين، وفي بعض الأحيان أشخاص يصبحون قريبين منهم، ويثقون بهم، ويتحول الموضوع إلى تجييش للانضمام لهذه الجماعات، يقول زهير: "النقاط الأساسية التي نحاول التركيز عليها مع النساء هي رصد المؤشرات تطرف الأطفال والمراهقين خصوصاً من يلعبون ألعابا إلكترونية، كميلهم للعنف، متابعة ميولهم، ورصد أفكار الطفل أو المراهق، إذا ما كان هناك أي تغيير نحو أفكار متطرفة، بالإضافة لمراقبة تواجدهم على وسائل التواصل الاجتماعي".

ناصر زهير، رئيس مشروع دراسات المرأة والتطرف، أثناء أحد الورشات

"هناك العديد من الإشارات التي قد تبين بأن الطفل أو المراهق على اتصال بالجهات المتطرفة، كاقتناء أشياء معينة، زيادة العنف، والأفكار المتطرفة". ناصر زهير، رئيس مشروع دراسات المرأة والتطرف

وأضاف: "لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي تفشل في حذف المحتوى المتطرف في الوقت المناسب، فيبقى متواجداً لبعض ساعات أو بضعة أيام قبل أن يُحذف، وبالتالي يصل للأطفال والمراهقين قبل الحذف، خصوصاً وأن هذه المنظمات تستهدف التطبيقات التي يستخدمها الأطفال والمراهقون، كإنستغرام وتيكتوك، ويوتيوب، ومن هنا يأتي دور المرأة الهام".

وأوضح زهير: "الأهم هو دور النساء، وهناك استراتيجيات يتم تعليمها للأطفال والمراهقين لإخفاء التطرف وإخفاء هذا الفكر، وللمرأة دور كبير في كشف هذا التطرف، حيث هناك العديد من الإشارات التي قد تبين بأن الطفل أو المراهق على اتصال بالجهات المتطرفة، كاقتناء أشياء معينة، زيادة العنف، الأفكار المتطرفة وغيرها".

العمل بطريقة غير كلاسيكية

بالنسبة لعمل مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية، قال رئيس مشروع دراسات المرأة والتطرف في المركز: "لدينا شراكات مع المجالس الإسلامية والمدارس التي تتبع لها في الدول التي نعمل بها، لا توجد لحد اللحظة شراكات بشكل أكبر، فالمشكلة التي تواجهنا عند التواصل مع المنظمات الكبرى إنهم يعملون بكلاسيكية صورية، بمعنى أنها تعطي محاضرات أو ورشات وتنتهي المهمة دون متابعة أو رصد أو استكمال، أو التعرف على آراء من شاركوا/ن فيها، ولكننا في المركز ليس هدفنا التنظير، لذلك نحب أن تكون الورشات فعالة من الطرفين، نستمع فيها للجمهور المستهدف ونتعرف على مشاكلهم/ن وما يواجهون وأين تكمن المشاكل".

سيكمل المركز إقامة المزيد من الورشات، تستهدف كتابة أفكار المشاركات وطرح أفكارهن، وأيضاً ورشات تستهدف لاحقاً الأطفال مع أمهاتهم/ن، كما سيتم العمل مع المدارس في فترة لاحقة، في ألمانيا، سويسرا، فرنسا والنمسا.

مدارس اللغة/ الدين

وأشارت المشاركات إلى أن مدارس اللغة العربية في ألمانيا تعلم أيضاً الدين، وهي مكان من المحتمل نشر التطرف ضمنه، ولكنها غير مراقبة، وتسائلن حول التراخيص التي تعطى لمدارس اللغة والدين ومراقبة المناهج واللغة، والمعلمين/ات وتأهيلهم/ن، وهو أمر بحاجة إلى تغيير.

وأشار زهير إلى أن المركز عمل مع عدد كبير من المدارس في الدول الأربع: "علمنا مع المدارس الحكومية في فرنسا خصوصاً وإنها في أحسن الحالات تضم 30٪ من أصول مهاجرة، وفي النمسا يعمل المركز مع المدارس التي تعلم اللغة والدين ولاحظنا إنها تقدم الدين المعتدل".

كما تحدثت المشاركات عن صعوبات الاندماج في المجتمعات الجديدة، وأنه يجب على الدول المستقبلة أيضاً أن تفهم والمهاجرين/ات وخلفياتهم/ن.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard