شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الاختفاء

الاختفاء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز نحن والتنوّع

السبت 9 سبتمبر 202302:08 م



أبي و أمي خارج البيت. رجلي تؤلمني. دهنت المرهم إلا أنها ما زالت تؤلمني. الحي صامت. أتخيل أشباحاً في الكوخ. الوحدة تقتلني.

أسمع صوتاً عذباً يردّد أغنية قروية. الصوت جميل، جميل للغاية. ظننت الغناء غناء أشباح. هل الأشباح تغني؟ أرغب في معرفة مصدر الصوت. أتذكر ما قالته أمي: "لا تترك المنزل". أخاف و أتراجع.

يجتاحني الفضول والوحدة أيضاً. أتردّد، لكن فضولي يأخذني نحو الباب، أفتحه. أرى امرأة جميلة، سمراء، ترتدي قميص نوم قصير، ساقاها ممتلئان، جميلتان، رغم الزغب الخفيف جميلتان. ترش الماء على عتبة كوخها و هي تدندن بالأغنية.

ينزلق ثوبها عن نهديها، يظهران أسمران، يشوبهما بياض خفيف. ترفع ثوبها وتعالج خيوطه... لذة غريبة تغزو جسدي. نهداها يستوليان على تفكيري. آخر نهد رأيته كان لقروية تُرضع ابنها في المحطة، نهدها أعجف وممصوص.

أبصرتني، أحسست بخوف شديد. لقد وقعتُ، ستخبر والدتي. قلبي يخفق بشدة. تنظر إليّ بعينين شبقتين، تناديني. قلبي يزداد خفقاناً. حلقي جاف. تناديني مرة أخرى. أتردّد في السير إليها، لكنني في النهاية، وتحت تأثير قوة ما، أخرج. أقفل الباب، وأسير في الساحة أعرج في خوف و تردّد. رجلي تؤلمني. أنظر شمالاً ويميناً. الساحة خالية، والأكواخ مقفلة وصامتة. أتذكر كلام أمي: "لا تغادر المنزل".

أبعدتني من فوقها بقوة، فتحت عينيها واسترخت على السرير. شيئي أحمر، متورّم، كأنه خرج من معركة للتو. لعابه الأبيض يسيل، يؤلمني. أبكي. تستيقظ من نشوتها، تنتبه إلى بكائي، تقول: "لا تبك. لم يحدث شيء"... مجاز

أصل إليها. تبتسم لي. نهدها الأيمن يظهر من جديد. تمسكني من يدي وتأخذني إلى داخل كوخها. كوخها مُنار، ملابس نسائية معلقة على الحائط وأخرى على السرير، السرير بلا إطار. مرآة طويلة في الركن، مضببة، وعليها صور لرجال عراة.

‑ اجْلِسْ...

أجلسُ في توجس. السرير ناعم. تقول: "تشرب عصير؟"

أحرّك رأسي رافضاً. تؤكد: "يجب عليك أن تشرب. أنت ضيفي".

  تتجه نحو الثلاجة الصدئة.  تخرج زجاجة عصير وتصب منها كأساً. تناولني الكأس، أمسكه بيدين مرتجفتين، أشربه. لذيذ! تسألني: "ما الذي أصاب رجلك؟"

‑ "دُسْتُ على مسمار"

  أزالت الكأس من يدي قبل أن أنهيه. اقتربت مني. وقفت أمامي. أنزلت خيوط قميص نومها، فظهر نهداها السمراوان. داعبت شعري. قالت: "شعرك جميل"

 أخذت تداعب بشهوانية جسدي. سرَتْ اللذة الغريبة في جسدي من جديد. خَلَعتْ عني قميصي وسروالي. قلبي يخفق بشدة، حلقي جاف. عيناها تريدان أكلي. تنام على السرير. تخلع قميص نومها، تبقى عارية. كيلوتها أسود، تخلعه، يظهر شيئها غير الحليق. تجذبني إليها. تمسك قضيبي المرتخي كحلزونة و تأخذ في مداعبته. يتصلّب شيئاً فشيئاً. عيناها تريدان أكلي. تضعني فوقها، تحك فرجها بشيئي. الاحتكاك يولد دغدغة وقشعريرة لذيذتين.

 تُدخل شيئي في شيئها، تدخلني فيها بعنف. يتعرّق جسدها. قلبي يخفق بشدة. اللذة الغريبة تتضاعف بداخلي. تدفعني إلى صدرها. تقول: مُصّ. أمصُّ مرغماً. نهداها رخوان. طعمهما عذب في فمي، أمصُّ وأمصّ. شيئي ينتصب بداخلها، يتضخّم، تتضاعف اللذة إلى أن بلغتْ ذروتها... انفجرتُ فيها. ارتخت عضلاتها، ابتسمت في الفراغ.

أبعدتني من فوقها بقوة، فتحت عينيها واسترخت على السرير. شيئي أحمر، متورّم، كأنه خرج من معركة للتو. لعابه الأبيض يسيل، يؤلمني. أبكي. تستيقظ من نشوتها، تنتبه إلى بكائي، تقول: "لا تبك. لم يحدث شيء".

 تقترب مني، تمسكه بيدها. تأتي بلباسها، تعصره، لعابه يتساقط. تفرك بيدها السائل على الثوب، ثم تأخذ في لعقه بلسانها. أنظر إليها. تبتسم في خبث. أمسح دموعي وأصمت.

"ارتد ملابسك": تقول، "ولا تخبر أحداً بما جرى بيننا، و إذا احتجت إلى أي شيء تعال إلي. أنا هنا لوحدي كل صباح".

 أُحرك رأسي. أرتدي ملابسي في صمت. أشعلتْ سيجارة و أخذتْ تدخّنها فوق السرير.

 أغادر الكوخ. أسير في الساحة المتربة و أنا أعرج. عادت رجلي تؤلمني، تؤلمني بقوة، قضيبي أيضا يؤلمني، كنت في حالة إنهاك.

في الكوخ أستلقي في فراشي، وأنام. قضيت اليوم كله نائماً. أرتجف، جسدي ساخن، رفضت الأكل. قضيبي يؤلمني، رأسه يؤلمني أكثر. بعد أيام شفيت قدمي. أصبحت أستطيع المشي. قال الطبيب إنه لا يجب أن أجهد رجلي.

تلك المرأة، و عند كل صباح، عندما يغادر أبي وأمي الكوخ، كنت أسمعها تغني. نفس الأغنية العذبة التي سمعتها لأول مرة في  ذلك الصباح، فأقف وراء الباب الموارب، أنظر إليها و هي تكنس عتبة الكوخ. كنت أراقبها أيضاً وهي عائدة في آخر الليل. تفتح باب الكوخ الحديدي الذي يصدر صريراً قوياً.

 امرأة غريبة تغني بصوت عذب، وتأخذني إلى داخل كوخها. تسكن وحدها ولا يزورها أحد. تخرج في المساء وتعود آخر الليل.

كنتُ أذهب إليها في الكوخ. أحياناً كانت هي تناديني إليها وقت اللعب، وأحياناً كنت أذهب إليها في الصباح تحت سحر صوتها. تأخذني إلى السرير. أحيانا كانت تتأوّه مردّدة اسم رجل لا أعرفه، وعندما ننتهي كانت تستلقي على السرير، تخرج سيجارة تدخّنها.

ظللت أنتظر أن تظهر ذات يوم، أن أسمع صوتها العذب ذات صباح، أن أراها تكنس بينما ينزلق ثوبها عن نهديها السمراوين، أن تأخذني إلى داخل الكوخ، ذلك العالم الغامض من اللذة و قمصان النوم ودخان السجائر. لقد اختفت بلا عودة، واستمريت رجلاً، لكن بلا دليل على ذلك... مجاز

أحياناً كانت تنخرط في بكاء طويل. عندما تكون في قمة الانتشاء كانت تغني، تغني بصوتها العذب الذي أيقظني في ذلك الصباح، وهي تلعب بشعري. لم أكن أعرف ما الذي يحدث، لكنني كنت أشعر بلذة غريبة. لذة أستطيع رؤيتها في عينيها الشبقتين. تعطيني بيضاً مسلوقاً أو خبزاً أو تفاحة، وترسلني خارج كوخها. أشعر بالحزن عندما أغادر الكوخ. كأنها تطردني من جنّتها.

في إحدى المرات حلمت بها. حلمت بها تأخذني إلى كوخها كما تفعل دائماً. تنزع عني ملابسي وترميني فوق سريرها. أسمع تأوهها ولهاثها المحموم داخل الحلم، ثم أشعر بنفس اللذة، وببلل خفيف ما بين فخذيّ، وعندما استيقظت في الصباح، وجدتُ ملابسي يملأها سائل أبيض لزج. قالت أمي: "لقد صرتَ رجلاً  الآن...".

صرت أتجنّب اللعب مع الأطفال، لقد صرت رجلاً الآن. يخرج مني سائل أبيض لزج.  صارت لي لعبتي الخاصة و السرية: لعبة الكوخ. لعبة لا يعرفها الصغار، لا يعرفون لذتها، لعبة تمنحك لذة لا يمكن وصفها. لعبة من نوع خاص، ألعبها بعيداً عن الأطفال داخل الكوخ.

  مضى وقت لم أسمعها تغني في الصباح، أو أسمع باب كوخها يُفتح و يُقفل أثناء عودتها في الليل محدثاً صريراً مدوياً. لقد اختفتْ. شعرتُ بالحزن لغيابها الطويل. فكرتُ في الذهاب إليها وطرق الباب. لم أجرؤ. ظل الكوخ صامتاً يملأه الصدأ، وظللت أنا أنتظر أن تظهر ذات يوم، أن أسمع صوتها العذب ذات صباح، أن أراها تكنس بينما ينزلق ثوبها عن نهديها السمراوين، أن تأخذني إلى داخل الكوخ، ذلك العالم الغامض من اللذة وقمصان النوم ودخان السجائر.

لقد اختفت بلا عودة، واستمريت رجلاً، لكن بلا دليل على ذلك.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard