أبي و أمي خارج البيت. رجلي تؤلمني. دهنت المرهم إلا أنها ما زالت تؤلمني. الحي صامت. أتخيل أشباحاً في الكوخ. الوحدة تقتلني.
أسمع صوتاً عذباً يردّد أغنية قروية. الصوت جميل، جميل للغاية. ظننت الغناء غناء أشباح. هل الأشباح تغني؟ أرغب في معرفة مصدر الصوت. أتذكر ما قالته أمي: "لا تترك المنزل". أخاف و أتراجع.
يجتاحني الفضول والوحدة أيضاً. أتردّد، لكن فضولي يأخذني نحو الباب، أفتحه. أرى امرأة جميلة، سمراء، ترتدي قميص نوم قصير، ساقاها ممتلئان، جميلتان، رغم الزغب الخفيف جميلتان. ترش الماء على عتبة كوخها و هي تدندن بالأغنية.
ينزلق ثوبها عن نهديها، يظهران أسمران، يشوبهما بياض خفيف. ترفع ثوبها وتعالج خيوطه... لذة غريبة تغزو جسدي. نهداها يستوليان على تفكيري. آخر نهد رأيته كان لقروية تُرضع ابنها في المحطة، نهدها أعجف وممصوص.
أبصرتني، أحسست بخوف شديد. لقد وقعتُ، ستخبر والدتي. قلبي يخفق بشدة. تنظر إليّ بعينين شبقتين، تناديني. قلبي يزداد خفقاناً. حلقي جاف. تناديني مرة أخرى. أتردّد في السير إليها، لكنني في النهاية، وتحت تأثير قوة ما، أخرج. أقفل الباب، وأسير في الساحة أعرج في خوف و تردّد. رجلي تؤلمني. أنظر شمالاً ويميناً. الساحة خالية، والأكواخ مقفلة وصامتة. أتذكر كلام أمي: "لا تغادر المنزل".
أبعدتني من فوقها بقوة، فتحت عينيها واسترخت على السرير. شيئي أحمر، متورّم، كأنه خرج من معركة للتو. لعابه الأبيض يسيل، يؤلمني. أبكي. تستيقظ من نشوتها، تنتبه إلى بكائي، تقول: "لا تبك. لم يحدث شيء"... مجاز
أصل إليها. تبتسم لي. نهدها الأيمن يظهر من جديد. تمسكني من يدي وتأخذني إلى داخل كوخها. كوخها مُنار، ملابس نسائية معلقة على الحائط وأخرى على السرير، السرير بلا إطار. مرآة طويلة في الركن، مضببة، وعليها صور لرجال عراة.
‑ اجْلِسْ...
أجلسُ في توجس. السرير ناعم. تقول: "تشرب عصير؟"
أحرّك رأسي رافضاً. تؤكد: "يجب عليك أن تشرب. أنت ضيفي".
تتجه نحو الثلاجة الصدئة. تخرج زجاجة عصير وتصب منها كأساً. تناولني الكأس، أمسكه بيدين مرتجفتين، أشربه. لذيذ! تسألني: "ما الذي أصاب رجلك؟"
‑ "دُسْتُ على مسمار"
أزالت الكأس من يدي قبل أن أنهيه. اقتربت مني. وقفت أمامي. أنزلت خيوط قميص نومها، فظهر نهداها السمراوان. داعبت شعري. قالت: "شعرك جميل"
أخذت تداعب بشهوانية جسدي. سرَتْ اللذة الغريبة في جسدي من جديد. خَلَعتْ عني قميصي وسروالي. قلبي يخفق بشدة، حلقي جاف. عيناها تريدان أكلي. تنام على السرير. تخلع قميص نومها، تبقى عارية. كيلوتها أسود، تخلعه، يظهر شيئها غير الحليق. تجذبني إليها. تمسك قضيبي المرتخي كحلزونة و تأخذ في مداعبته. يتصلّب شيئاً فشيئاً. عيناها تريدان أكلي. تضعني فوقها، تحك فرجها بشيئي. الاحتكاك يولد دغدغة وقشعريرة لذيذتين.
تُدخل شيئي في شيئها، تدخلني فيها بعنف. يتعرّق جسدها. قلبي يخفق بشدة. اللذة الغريبة تتضاعف بداخلي. تدفعني إلى صدرها. تقول: مُصّ. أمصُّ مرغماً. نهداها رخوان. طعمهما عذب في فمي، أمصُّ وأمصّ. شيئي ينتصب بداخلها، يتضخّم، تتضاعف اللذة إلى أن بلغتْ ذروتها... انفجرتُ فيها. ارتخت عضلاتها، ابتسمت في الفراغ.
أبعدتني من فوقها بقوة، فتحت عينيها واسترخت على السرير. شيئي أحمر، متورّم، كأنه خرج من معركة للتو. لعابه الأبيض يسيل، يؤلمني. أبكي. تستيقظ من نشوتها، تنتبه إلى بكائي، تقول: "لا تبك. لم يحدث شيء".
تقترب مني، تمسكه بيدها. تأتي بلباسها، تعصره، لعابه يتساقط. تفرك بيدها السائل على الثوب، ثم تأخذ في لعقه بلسانها. أنظر إليها. تبتسم في خبث. أمسح دموعي وأصمت.
"ارتد ملابسك": تقول، "ولا تخبر أحداً بما جرى بيننا، و إذا احتجت إلى أي شيء تعال إلي. أنا هنا لوحدي كل صباح".
أُحرك رأسي. أرتدي ملابسي في صمت. أشعلتْ سيجارة و أخذتْ تدخّنها فوق السرير.
أغادر الكوخ. أسير في الساحة المتربة و أنا أعرج. عادت رجلي تؤلمني، تؤلمني بقوة، قضيبي أيضا يؤلمني، كنت في حالة إنهاك.
في الكوخ أستلقي في فراشي، وأنام. قضيت اليوم كله نائماً. أرتجف، جسدي ساخن، رفضت الأكل. قضيبي يؤلمني، رأسه يؤلمني أكثر. بعد أيام شفيت قدمي. أصبحت أستطيع المشي. قال الطبيب إنه لا يجب أن أجهد رجلي.
تلك المرأة، و عند كل صباح، عندما يغادر أبي وأمي الكوخ، كنت أسمعها تغني. نفس الأغنية العذبة التي سمعتها لأول مرة في ذلك الصباح، فأقف وراء الباب الموارب، أنظر إليها و هي تكنس عتبة الكوخ. كنت أراقبها أيضاً وهي عائدة في آخر الليل. تفتح باب الكوخ الحديدي الذي يصدر صريراً قوياً.
امرأة غريبة تغني بصوت عذب، وتأخذني إلى داخل كوخها. تسكن وحدها ولا يزورها أحد. تخرج في المساء وتعود آخر الليل.
كنتُ أذهب إليها في الكوخ. أحياناً كانت هي تناديني إليها وقت اللعب، وأحياناً كنت أذهب إليها في الصباح تحت سحر صوتها. تأخذني إلى السرير. أحيانا كانت تتأوّه مردّدة اسم رجل لا أعرفه، وعندما ننتهي كانت تستلقي على السرير، تخرج سيجارة تدخّنها.
ظللت أنتظر أن تظهر ذات يوم، أن أسمع صوتها العذب ذات صباح، أن أراها تكنس بينما ينزلق ثوبها عن نهديها السمراوين، أن تأخذني إلى داخل الكوخ، ذلك العالم الغامض من اللذة و قمصان النوم ودخان السجائر. لقد اختفت بلا عودة، واستمريت رجلاً، لكن بلا دليل على ذلك... مجاز
أحياناً كانت تنخرط في بكاء طويل. عندما تكون في قمة الانتشاء كانت تغني، تغني بصوتها العذب الذي أيقظني في ذلك الصباح، وهي تلعب بشعري. لم أكن أعرف ما الذي يحدث، لكنني كنت أشعر بلذة غريبة. لذة أستطيع رؤيتها في عينيها الشبقتين. تعطيني بيضاً مسلوقاً أو خبزاً أو تفاحة، وترسلني خارج كوخها. أشعر بالحزن عندما أغادر الكوخ. كأنها تطردني من جنّتها.
في إحدى المرات حلمت بها. حلمت بها تأخذني إلى كوخها كما تفعل دائماً. تنزع عني ملابسي وترميني فوق سريرها. أسمع تأوهها ولهاثها المحموم داخل الحلم، ثم أشعر بنفس اللذة، وببلل خفيف ما بين فخذيّ، وعندما استيقظت في الصباح، وجدتُ ملابسي يملأها سائل أبيض لزج. قالت أمي: "لقد صرتَ رجلاً الآن...".
صرت أتجنّب اللعب مع الأطفال، لقد صرت رجلاً الآن. يخرج مني سائل أبيض لزج. صارت لي لعبتي الخاصة و السرية: لعبة الكوخ. لعبة لا يعرفها الصغار، لا يعرفون لذتها، لعبة تمنحك لذة لا يمكن وصفها. لعبة من نوع خاص، ألعبها بعيداً عن الأطفال داخل الكوخ.
مضى وقت لم أسمعها تغني في الصباح، أو أسمع باب كوخها يُفتح و يُقفل أثناء عودتها في الليل محدثاً صريراً مدوياً. لقد اختفتْ. شعرتُ بالحزن لغيابها الطويل. فكرتُ في الذهاب إليها وطرق الباب. لم أجرؤ. ظل الكوخ صامتاً يملأه الصدأ، وظللت أنا أنتظر أن تظهر ذات يوم، أن أسمع صوتها العذب ذات صباح، أن أراها تكنس بينما ينزلق ثوبها عن نهديها السمراوين، أن تأخذني إلى داخل الكوخ، ذلك العالم الغامض من اللذة وقمصان النوم ودخان السجائر.
لقد اختفت بلا عودة، واستمريت رجلاً، لكن بلا دليل على ذلك.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ 5 أيامSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ 4 اسابيعحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.