شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
في وداع محمود قرني الشاعر العارف... وعي المفكر لم يمسّ براءة الشعر

في وداع محمود قرني الشاعر العارف... وعي المفكر لم يمسّ براءة الشعر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن وحرية التعبير

الخميس 27 يوليو 202312:17 م

كتّاب القصائد كثيرون، والعارفون بالشعر قلة، فرقة ناجية تلوذ بالجمال، فيغنيها عن هوس الشهرة والأكثر مبيعاً. يندر مَن لم يكتب يوما ولو قصيدة واحدة وهو يخطو إلى المراهقة، ثم يواصل الموهوبون، وبعد ديوان أو ديوانين يواجهون تحدي الاستمرار. البعض يتوقف احتراماً لنفسه ولماهية الشعر، والبعض يكابر ويستنسخ تجربته أو تجارب غيره.

العالمون بالشعر ينصرفون بانتهاء التجربة واكتمالها، حتى قبل سن الثلاثين، ليضمنوا دوام الشباب. قدّروا الشعر؛ فحفظ لهم مكانتهم، ولا ينساهم كما نسي المكابرين المتعلقين بأذيال قصائد مضغوها أو مضغها غيرهم. أما العارفون بالشعر فيستمرون، مستندين إلى ثقافة رفيعة، يدفعهم القلق المعرفي إلى تغذية تجاربهم، وتجديدها. من هؤلاء محمود قرني.

الشاعر المصري محمود قرني

قد يخلو جيل كامل من شاعر عارف. موهبة الشعر وحدها تنتج كاتب قصائد لا صاحب مشروع شعري. والمعرفة تؤسس وعياً حيوياً ونقدياً يرفد الإبداع بدعائم نضارته إذا كان أصيلاً، ويجور عليه إن كان هشّاً. والراصد لتجربة محمود قرني، وثمارها أحد عشر ديواناً، يكتشف أسساً معرفية وقف عليها بثبات ونديّة، في التحاور مع الفكر الفلسفي والتاريخي والأسطوري والتراث الأدبي العربي والأجنبي. كل هذا يؤدي إلى محمود قرني المفكر، وتلك صفة لا يحبها، ويتنازل عنها لحساب الشعر الذي وهب حياته له، كتابة ودفاعاً وتبنياً للمجيدين عبر مبادرات تشمل أنشطة ومشاريع وجوائز ودراسات، حتى وفاته خامس أيام عيد الأضحى، الأحد 2 تموز/يوليو 2023.

كان محمود قرني أكثر إيماناً بالناس، يستهجن الاستعلاء على الجماهير باعتبارها حشوداً من الحمقى. نقده لأداء النخبة لا يعني بالضرورة إضفاء "مشروعية على النظام. وهو تفسير فضلاً عن أنه ملوث بالغرض، فهو تعبير عن فهم شديد الأحادية والأفقية"

يحيى حقي سمّى محبي الكتابة أعضاء نادي فن القول. ورغم محاولات النحر والمضايقات والتهميش، لا تزال في الضمير الثقافي المصري بقايا يقظة، هناك "قضاة" من أعضاء هذا النادي تكفي شهادتهم لتعميد كاتب. هذا الضمير يرصد بأناة التطور الطبيعي للمواهب، ويزدري حملة جوائز شيوخ النفط ومفاتيح خزائنهم، ويستخف بموالي نصبوا حفلة الزار لمعمر القذافي، ورأوا في قصص تحمل اسمه "كتابة" تصمد للنقد في معرض الكتاب بالقاهرة، وفي ليبيا أيضاً. هناك من يلفظهم الضمير الأدبي، ولا يمنحهم شرف الانتماء، ولو نشروا أربعين كتاباً وأثاروا الضجيج. والبعض دخل هذا النادي، وصار في متن الضمير الثقافي، بكتاب واحد، ربما بقصة واحدة مثل إبراهيم منصور.

بديوانه الأول "حمّامات الإنشاد" (1996) صار محمود قرني في متن الضمير الثقافي. ضمير غير مثقل بفاتورة واجبة السداد، فهو يجيد فنون الاستغناء، ليظل رهيفاً، غير مكسور الروح. لأسباب أخلاقية معلنة، استقال من عضوية أمناء بيت الشعر ومركز أحمد شوقي، ومن صحيفة "القدس العربي"، وتوقف عن الكتابة في "الأهرام" رفضاً لمساومات وتنازلات.

في الشعر دائماً عزاء، وفي النشاط الأهلي. أسس مع أصدقائه ملتقى قصيدة النثر، ثم جماعة "غضب"، ومنتدى المستقبل، ومنتدى الشعر المصري الذي أطلق جائزة تحمل اسم الشاعر حلمي سالم. بإمكانات محدودة، نظم "أفراد" محبون للشعر جائزة نالها شعراء عرب، منهم العراقيان باسم فرات ونصيف الناصري، والمغربي عبد الرحيم الخصار.

كتاب "بين فرائض الشعر ونوافق السياسة" لمحمود قرني

في حياتك تختار قلائل، ضميراً مرجعياً في شأن يَريبك أو يحيّرك. كان أسامة عفيفي، وكان محمود قرني. أشاورهما فأطْـمَئن، كلاهما أصاب إلا مرتين، في موقعة الجمل (2 شباط/فبراير 2011)، و30 حزيران/يونيو 2013. لم يحسنا التقدير، ولم يعرف أيهما أنني ناقشت الآخر. سجلت في كتاب "الثورة الآن" جانباً من موقعة الجمل الفارقة: "ذهبت البغال والجمال والجياد وجاء المتجهمون. نهاية البلطجة السياسية بداية الوصاية الدينية". للمرة الأولى في ساعة قيلولة "أكون عكر المزاج، يضيق صدري ولا ينطلق لساني منذ بداية الثورة". أبديت قلقي لمحمود قرني: "أنا خائف"، فالإخوان يحتلون الميدان. قال إنهم أكثر تنظيما في شؤون الإعاشة، هذا كل ما في الأمر.

أما الطريق إلى 30 حزيران/يونيو فمفروش بالنيات الحسنة. تلك أيامٌ أكثر براءة من ثورة 25 كانون الثاني/يناير. وليس ذنب المشاركين أنهم يعوزهم دهاء عمرو ومعاوية، خاطف الرسالة حتى قد تبدو للمستشرق كأنها خطة أموية، لتمكين ابن أبي سفيان، والانتقام من آل البيت وشيطنتهم. من العبث التراجيدي أسْـر الطالبيين. نهضت دولة قريش العميقة، ولم تتورع عن تكفير أحفاد الرسول وقتلهم. قتلٌ للثأر، فيعبث يزيد بن معاوية برأس الإمام الحسين عليه السلام، وينكث بقضيب خيزران ثناياه، ويقول: "يوم بيوم بدر". يوم فتح مكة، دخل أبو سفيان وزوجته، آكلة كبد حمزة، وابنهما معاوية دينا لم يتوقفوا عن حربه. النبلاء طيبيون، والدهاة يمثلون بجثة الحقيقة.

يحلو للكسالى افتراض نهاية مختلفة للثورة الفرنسية، بعد موجتيْ الآمال والإرهاب. نابليون عنوان ما بعد الفوضى، وروافد الثورة تتدفق، ووقائعها التراجيدية تحفر مجراها، وتنتظر أي جنرال ذكي يغامر بفرملة التدافع، والتحكم فيه. نابليون أكثر ذكاء وطموحاً. لولا الثورة ما كان لنابليون ذكْر. ناور بالاقتراب المحدود والابتعاد المتربّص، حتى طابت الثمرة، فقاد انقلاباً شاملاً، وتوّج نفسه إمبراطوراً لنظام ملكي وراثي جديد، وتجاوزت سلطاته ما كان للويس السادس عشر. انقلابه طوى صفحة الثورة. والقبضة العسكرية أخافت مَن يفكرون في التمرد. وأضواء الانتصارات أعمت الفيلسوف الألماني هيجل، فقال عن الجنرال الغازي لألمانيا: "رأيت الإمبراطور، رأيت روح العالم، يمتطي جواده، وتمتد يده لتطور العالم".

كتاب "وجوه في أزمنة الخوف" لمحمود قرني

الجسر العابر من الشعر إلى الفكر، لدى محمود قرني، يوصلني إلى كتبه. في نيسان/أبريل 2016 نشرتُ له أول كتبه "وجوه في أزمنة الخوف... عن الهويات المجرّحة والموت المؤجل" في سلسلة "كتاب الهلال". نشرُ الكتاب في سلسلة عريقة أغرى آخرين، ينقصهم الوعي والخبرة والكفاءة، بتجميع مقالات بعضها هراء، يريدون نشرها في كتاب. التافهون أكثر جرأة. واحتملتُ أذاهم بدل تحمل وزر أعمال متواضعة، ولا أستطيع الدفاع عنها أمام قارئ من حقه أن يطالبني بكشف حساب عن كل ما يُنشر. في هذا الكتاب يناقش المؤلف جوانب من خطابات: إدوارد سعيد، هيكل، لطفي السيد، سلامة موسى، كمال أبو المجد، وصولاً إلى علاء عبد الفتاح.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 نشر محمود قرني، في مجلة الهلال، مقال "خطاب النخبة وأوهام الدولة الأخلاقية". اعتبرته مدخلاً لعمل كبير، باباً إلى فضاء أكثر اتساعاً، فكان المقال مقدمة كتاب بالعنوان نفسه، أصدرته دار "روافد" في بدايات 2017. الكتاب مراجعة لانتكاسات ثورة 25 كانون الثاني/يناير، ومسؤولية النخبة عن مآلاتها البائسة. بعد الثورة علا خطاب الإسلام السياسي، من العلو والاستعلاء معاً، كان "الأكثر حضوراً والأكثر غوغائية من ثم كان الأكثر التباساً"، وبعد وصولهم إلى الحكم تحول إلى خطاب إقصائي، يعادي المسيحيين والشيعة والمختلفين في الفكر والمعتقد والمذهب، نظام طائفي يمثل حلماً للجماعة، وهو نتاج طبيعي "لمفاهيم استئصالية تعادي الإجماع الوطني منذ تأسيس الدولة الحديثة".

بالتجربة، رأى الشعب للمرة الأولى المسافة "شاسعة بين خطابات الإسلام السياسي الذي يزعم امتلاك صكوك الربوبية كوعد مؤجل بالجنة، وبين الممارسة السياسية في مجازاتها اليومية. وهي ممارسة صاحَبَها رُطانٌ يفيض على حاجات الناس، بينما هي ممارسة يجب أن تتسم بالكثير من الوضوح لارتباطها بالحاجات اليومية للمحكومين... تآكل الخطاب السياسي ذو المرجعية الدينية أمام عجزه، شبه الكامل، عن تقديم إجابة عن صراعات المطحونين الموعودين بعدالة لم تزل غائبة، لتظل أسئلة هؤلاء الجوعى معلقة في فراغات الدجل السياسي. في وقت فشلت فيه منابر الاستقطاب الديني في تجسير الفجوة بين خطاب يعد بالجنة الأرضية وبين ممارسة تؤجج نيران الفرقة وتتسع معها أحزمة الجوع".

كتاب "مسامرات في الحياة الثانية" لمحمود قرني

محمود قرني لا يعفي القوى المدنية من المسؤولية عن انكسارات الثورة. اتهمها بالانتهازية، واستعجال "موسم الحصاد، فانتهب كل فريق جزءاً من جسد الفريسة... ربما، كما يقول اسبينوزا، نكون قد بالغنا في الحركة مقابل الكثير من سوء الفهم"، حتى الْتبس مفهوم الدولة، "وتعرض لتآكل وخطر كبيرين. كان ذلك واحداً من تجليات التآكل المتعاظم للوظائف الأساسية للدولة المصرية عبر أكثر من أربعين عاماً من التجريف". وقبل 30 حزيران/يونيو 2013 اجتمع على الشعب إحباط بسبب فشل الثورة، وبدافع الخوف الغريزي على الدولة "وأعتقد أن المصريين جميعاً كانوا يعلمون جيدا أن الدولة ستؤول في النهاية إلى المؤسسة العسكرية"، فماذا فعلت النخبة، وما طبيعة خطاباتها؟

يصف خطاباتها بالافتقار إلى الرشد السياسي؛ فلم تحقق اختراقات وسط كتل جماهيرية كبيرة، وأدى ذلك إلى مآلات "لم نكن نتمنى للدولة المصرية أن تذهب إليها". هناك عطب يتزايد بين "النخبة وناسها"، وشعور النخبة بالاغتراب لا يمكن فهمه "سوى باعتباره موقفا طبقياً، لكنه يحتمي بأكذوبة القيم الرفيعة الطبقية هي الأخرى".

كان محمود قرني أكثر إيماناً بالناس، يستهجن الاستعلاء على الجماهير باعتبارها حشوداً من الحمقى. نقده لأداء النخبة لا يعني بالضرورة إضفاء "مشروعية على النظام. وهو تفسير فضلاً عن أنه ملوث بالغرض، فهو تعبير عن فهم شديد الأحادية والأفقية"؛ لانتمائه شعرياً إلى أكثر المدارس الفنية طليعية، وسياسياً إلى أكثر التيارات يسارية وراديكالية.

الشاعر المصري محمود قرني

ويرصد تجاهُل ثلاثة أخطار تمثل هاجساً للمصريين. أولها العدالة الاجتماعية التي اختلت مضامينها منذ صدور قوانين استثمار رأس المال العربي والأجنبي عام 1974. وثاني الأخطار: قوة رجال المال الخائفين على مصادر قوتهم، "وبكل أسف فإن الأداء السياسي للدولة يتجه إلى تثبيت هذا المشهد المدمر الذي يتحالف مع قوة غاشمة ورثت المال لكنها لم ترث معه مسئولياته الاجتماعية والأخلاقية". وثالث الأخطار: تمدد خطاب الإرهاب باسم الدين. وقد عززت الدولة حضورها الأمني "وفشلت فشلاً ذريعاً في تشكيل خطاب سياسي اجتماعي... يتبدى الفشل الأكبر في غياب تصورات استراتيجية لقضايا... مثل التعليم والصحة والبطالة". غام إصلاح الخطابين الديني والسياسي؛ فغابت القضية المركزية للنظام السياسي.

في هذا الفراغ، الذي يراه محمود قرني بواراً يعتري خطاب الصفوة الحاكمة، تعجز المقدمات عن "ملء فجوات العقل العام، ومن الطبيعي أن يسعى الشعب، أي شعب، إلى خلق أساطيره الخاصة التي تملأ تلك الفجوات. ومن الطبيعي أيضاً في تلك المناخات أن يتصاغر مفهوم السياسة من كونه أعلى تعبيرات الوطنية الجامعة إلى كونه تعبيراً مشوهاً  عن جماعات المصالح، وهو تعبير يزداد اتضاعاً، بطبيعة الحال، لأنه يستبدل بمنظومة القيم العامة التي تنتظم حركة الأمة منظومة من الفساد تزداد شراستها كلما أوغلَتْ في التمكن من مقاليد السلطة"، وتستبد الدولة، فلا وجود للدولة الأخلاقية، لأنها "غير قابلة للحياة"، وقد نفذ سقراط قانون دولة يرفضها.

محمود قرني، بالنظريات الثورية وبقراءة المشهد غير المضمون ثباته بالقبضة المسلحة، راهن على الوعي الجمعي بفكرة الثورة. وعي المفكر لم يمسّ براءة الشعر، بل زاده عمقاً وتركيباً، فضلا عن إيمانه بالناس، وانغماسه في الهم اليومي

لم يفقد محمود قرني إيمانه بثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011، ولا رهانه على نهوضها واستعادتها. هناك من تحمسوا للثورات العربية بصدق، وبالصدق نفسه تراجعوا. جورج طرابيشي كتب مقال "سورية: النظام من الإصلاح إلى الإلغاء"، داعياً نظام الأسد إلى "إلغاء نفسه بنفسه"، لتفادي حرب أهلية طائفية. ثم رأى المصائر وتشاءم، "فالربيع العربي لم يفتح من أبواب أخرى غير أبواب الجحيم والردّة إلى ما قبل الحداثة المأمولة والغرق من جديد في مستنقع القرون الوسطى الصليبية/الهلالية". الثورات فعل ثقافي واع، وما لم يسبقها تمهيد فكري واجتماعي ستطلق شروراً كامنة تتربص بالأوطان وبالمستقبل وبالثورة التي تصبح غنيمة يتصارع عليها من شارك فيها، ومن ادّعى المشاركة.

من دون نظرية ثورية لا تنجح حركة ثورية، كما قال لينين. أما سعدي يوسف فتجاوز النظريات، وقرأ المشهد العراقي الذي تتقاسمه إيران والولايات المتحدة، منذ دخول المعارضين فوق الدبابة الأمريكية. وبعد تحيته لثورة يناير وميدان التحرير، تساءل ساخراً: "أي ربيع عربي؟". لكن محمود قرني، بالنظريات الثورية وبقراءة المشهد غير المضمون ثباته بالقبضة المسلحة، راهن على الوعي الجمعي بفكرة الثورة. وعي المفكر لم يمسّ براءة الشعر، بل زاده عمقاً وتركيباً، فضلا عن إيمانه بالناس، وانغماسه في الهم اليومي، كما يتبدى في ديوانه "قصائد الغرقى"، وبخاصة قصيدتا "بوصلة العارف بالله" و"الله لا يسكن في بولاق". هو الناقد الثقافي، الرائي، الراعي، الشاعر العارف. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

نرفض تحويلنا إلى كائنات خائفة يسهل حكمها. لذلك كنّا وسنبقى موقعاً يرفع الصوت ضد كل قمع لحرية التعبير ويحتضن كل الأفكار "الممنوعة" و"المحرّمة". لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا!/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard
Popup Image