شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
محمد حجّي

محمد حجّي... فنان أبدع تصوير الملاحم وترجمة أحلام نجيب محفوظ

محمد حجّي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتنوّع

الثلاثاء 18 يوليو 202301:01 م

تتوافق الحياة الثقافية والصحفية، عادة، على اختيار ضمير مرجعي. شيخ حارة، بالمفهوم القديم، في كل مجال. من هؤلاء الشاعر أسامة عفيفي، المتوفى في 16 تموز/يوليو 2017. كان ذاكرة للفن التشكيلي، وأهم من تناول بالتحليل النقدي تجربة الفنان المصري محمد حجّي الذي توفي في اليوم نفسه بعد ست سنوات (16 تموز/يوليو 2023). وبعد ست سنوات لا أعرف مصير مشروع كتاب أسامة عفيفي عن رسوم محمد حجي المصاحبة لنشر "أحلام فترة النقاهة" لنجيب محفوظ في مجلة "نصف الدنيا". اتخذ محفوظ من أحلامه تدريباً لأصابعه على الكتابة، بعد محاولة اغتياله في تشرين الأول/أكتوبر 1994. وعام 2004 عرضت "الأحلام" في معرض، بالعنوان نفسه، في الكويت.


محمد حجّي

لم يجمعني بهما معاً، أسامة وحجي، إلا لقاء واحد، في تكريم حجي في كانون الثاني/يناير 2012، في ملتقى الأقصر الدولي الرابع للتصوير. التصوير في المفهوم المصري يعني الرسم بالألوان الزيتية، ويسميه العراقيون الرسم، في مصر يقال: "المصوّر" وفي العراق: "الرسام". في مدينة الأقصر الجنوبية، ذات الفضاء المشغول بتماثيل مصرية صرحية، بدا حجي بوسامته وقامته الفرعونية الفارعة ومهابته، أقرب الحضور إلى روح المدينة وأفقها البصري. بدا خجولا يسألني عن دواعي تكريمه؟ كان متواضعاً لا يحب أن يحكي عن نفسه، إلا مرة واحدة، في لقاء ببيته، عن موقف طريف في بداية عمله مديرا لإدارة الشؤون الفنية والنشر بجامعة الدول العربية (1980 ـ 2001).

حجي فنان ثوري واقعي فقد عبر عن أحلام محفوظ بواقعية مختلفة، ولم يحاول أن يرسم تفاصيل الحلم المحفوظي، لكنه دمجه مع أحلامه الخاصة التي شكلت وعيه وبصيرته، ليحلم بعيون يقظة تستشرف المستقبل، فيرسم ملامح حلم المجتمع بأسره

اصطحبوه إلى مكتب كبير، مروراً بغرفة السكرتارية وفيها مكتب صغير من الصاج. نظر إلى المكتب الفسيح، ولعله شعر بالفراغ والتيه. فضّل اختيار الغرفة الصغيرة، واستعمال المكتب الحديدي. ابتسم الحضور وسأله أحدهم إذا ما كان قريباً للفريق عبد المنعم رياض؟ نفي حجي. وقال الرجل إن الشهيد عبد المنعم رياض، في بداية عمله بجامعة الدول العربية، مرّ بهذا المسار، ثم اختار الغرفة الصغيرة، واكتفى بالمكتب الصاج الحديدي. في الدلالة الشعبية يقال "فلان شبع على طبلية أبيه". من شبع صغيراً، كما قال الإمام عليّ، يُعفى من آثار أمراض الجوع التاريخي. يستغني بالقليل ويزهد؛ فلا ينظر إلى ما في أيدي غيره، ويغنيه اطمئنان نفسه.

محمد حجّي

لم أضبط محمد حجي متورطاً في نميمة تنتقص قدرَ أي زميل. لولا لهجته وملامحه الفلاحية لظننته، بأناقته وعزة نفسه، فارساً من عصر سابق. قد يذكر نوادر تليق بخيال الفنانين في البدايات. تخرج حجي في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، عام 1963، وفي العام نفسه تخرج زميله عبد الهادي الوشاحي في قسم النحت. في الكلية استعان الوشاحي، أو تحايل، بالبطاطا. البطاطا ذات الأصابع الطويلة تُشوى وتؤكل من دون إضافات، كما تؤكل نيئة. وتختلف عن "البطاطس" التي لا تؤكل إلا مطبوخة ويسميها اللبنانينون "بطاطا". صنع الوشاحي تماثيل من البطاطا، وتركها تبيت في الشرفة أملاً في أن تكتسب حتى الصباح لون الخشب.

وجاء زميله، لعله جودة خليفة، وأكلها. تشاجرا؛ لأنه "أكل الشغل!". جودة صاحب نوادر إحداها أثناء عمله في متحف الزعيم مصطفى كامل (1874 ـ 1908). احتاج إلى بدلة لحضور حفلة، وانتهت الحيرة بقرار استعارة بدلة الزعيم. وبعد التخرج تفرغ جودة للتصوير، والوشاحي للنحت، واتجه حجي إلى الصحافة، رساماً في مؤسسة روزاليوسف. للصحافة فضل اختراع فنون منها القصة القصيرة، وتقريب الفنون إلى عموم الناس بعد أن ظلت حكراً على نخبة أرستقراطية تستطيع اقتناء اللوحات. وفي مصر ارتبطت روايات برسوم صاحبت نشرها مسلسلة. رواية "الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي رسم أشخاصها الفنان حسن فؤاد. والفنان سيف وانلي رسم شخصيات "المرايا" لمحفوظ، بمجلة "الإذاعة والتليفزيون".

محمد حجّي

الرسوم الأوسع انتشاراً اقترنت برواية "أولاد حارتنا". في 20 أيلول/سبتمبر 1959 نشرت الأهرام في الصفحة الأولى خبراً عنوانه "قصة نجيب محفوظ ستبدأ في الأهرام غداً" مصحوباً بصورتين لمحفوظ وللفنان الحسين فوزي الذي رسم الشخصيات. الصحافة حررت الأدب من البهرجة، نزعت عنه ما يثقله من محسنات، وزادته حيوية وجددت دماءه. وفي الرسم الصحفي حوار، أو تنافس، ضمني بين كاتب ورسام لا يترجم النص الأدبي إلى صورة، بل يستلهم روحه، يرسم معادلاً بصرياً ونفسياً للنص، مرتبطاً به ومستقلاً عنه أيضاً. وقد يستغني الفنان عن الألوان، ويفضل اللجوء إلى الخطوط والظلال، الأسود بدرجاته على صفحة بيضاء، كما في رسم حجي لجمال عبد الناصر.

رسم حجي وجه عبد الناصر من أسفل، كرأس تمثال صرحي مفقود الجسد. المحذوف من الرسم شخص ما، محبّ بالطبع، ينظر إلى الوجه الذي يشغل الحيز كله، والضوء يسقط من أعلى، بزاوية تسمح بإضاءة الجبين الشامخ وتخفي تجاعيده، وتوحي بجماليات الصلابة وقوة الإرادة. ولا يسمح هذا المنظور برؤية عيني الزعيم، فتظل في مساحة الغموض. البورتريه من مقتنيات أسامة عفيفي، وكانت الصديقة عزة مغازي شاهدة عليه. اتصلت بحجي الناصري، فقال كلاماً للنشر في مجلة "الموقف العربي"، في ذكرى ميلاد عبد الناصر، وفي نهاية المكالمة اقترح أن يرسمه. وقبل أربع ساعات وصلهم البورتريه، فأعجب أسامة، وتأمله وقال: "يا ابن الإيه يا حجي! فنان!".

لماذا جمال عبد الناصر؟

ديْن لا ينكره حجي. ذاق مرارة الفقر، في المدرسة، والرسم مادة نجاح أو رسوب. تلميذ متفوق فقير يعجز عن شراء الألوان التي يبيعها المدرس للتلاميذ، فأعطاه درجة دون النجاح. رسب، وأضاع عليه مدرس الرسم سنة كاملة. وفي المرحلة التالية وجد محمد أستاذاً آخر مشجّعاً، منحه الثقة بالذات؛ فنال جوائز مالية، ونصحه بدخول كلية الفنون الجميلة، وبعد إجراء اختبار للمئات من المتقدمين كان الرابع في الترتيب. اغترابه عن الأسرة حمّلها نفقات أكبر من طاقتها، والمنقذ هو التفوق؛ لينال منحة شهرية أراد بها عبد الناصر تشجيع الفقراء المتفوقين. حرص الطالب محمد حجي على التفوق، واستمرت مكافأة يدين بها إلى عبد الناصر شخصياً.

لم أضبط محمد حجي متورطاً في نميمة تنتقص قدرَ أي زميل. لولا لهجته وملامحه الفلاحية لظننته، بأناقته وعزة نفسه، فارساً من عصر سابق. 

عرفتُ حجي متأخراً، عام 2005، حين صمم غلاف روايتي "أول النهار". اختار صورة لسالومي رفضها الناشر، بسبب عري جزئي للصدر. تحفظتُ على الصورة الغجرية لأنها لا تشبه "هند" بطلة الرواية، فاستبدل بها لوحة للفنان البلجيكي جان بورتيل (1818 ـ 1885).

عرفت مصممي أغلفة ذواتهم مقدسة، وارمة ربما، فيرفضون أي ملاحظة. لكن الاعتراض لم يغضب حجي. ثم أسعدني برسم لوحة خاصة بغلاف روايتي "حديث الجنود"، تشبه روح غلاف كتاب "مذكرات جندي مصري في جبهة قناة السويس" لشقيقه الشهيد أحمد حجي. ذلك كتاب واجه تشدد الرقابة، فاضطر إلى حذف بعض الأجزاء. أحتفظ بنسخة من الطبعة الفقيرة التي نشرتها دار الفكر عام 1988.

غلاف كتاب حديث الجنود - سعد القرش

ألغيت رسمياً الرقابة على المطبوعات. وحالياً استحدثت رقابة رسمية غير معلنة، ورقابة دينية أيضاً. لهذا طلب الناشر موافقة الأزهر؛ لكي يطبع كتاب حجي "رسام يقرأ القرآن". في بيته قلّب مشروع الكتاب بأسى، لا ناشر مصرياً يجرؤ على طباعة كتاب مثل هذا إلا بموافقة الأزهر؛ خوفاً من مصادرة الكتاب. حجي قال ذلك، في كانون الأول/ديسمبر 2018، وكنا نستعد للنزول من بيته لحضور معرض "حلاوة زمان" للفنانة سماء يحيى، في متحف محمود مختار. فرح بالخروج، وقال إنه نادراً ما يخرج. تجول في المعرض، وكتب هذا التذكار: "معرض يرفع رأس المرأة المصرية التي استطاعت أن تصنع من الأشياء البسيطة العادية فناً حقيقياً للرجال والنساء".

كتاب شمال يمين - محمد حجّي

أراوغ، من أول المقال، فلست ناقداً تشكيلياً. وكنت قد خصصت ملفين في مجلة "الهلال"، آب/أغسطس 2016، لمحفوظ ويوسف إدريس في ذكرى وفاتهما. واخترت لغلاف المجلة إحدى لوحات حجي عن أحلام نجيب محفوظ، وشارك أسامة عفيفي بدراسة عنوانها "الواقعية الملحمية في أحلام حجي ومحفوظ"، أجتزئ منها هذه الفقرات:

أنظر إلى "أحلام" محفوظ على أنها عمل ملحمي متكامل، لا قصص أو ومضات قصصية منفصلة متصلة كما رأى البعض، كما أنها ليست حكماً أو تأملات متناثرة كتبها أديب في شيخوخته وضع فيها خلاصة خبراتة وتجاربة الفنية والإنسانية، إنها عمل ملحمي ضخم يشكل فيه كل حلم وحدة تتعشق مع بقية الوحدات الحلمية، لتشكل في النهاية جدارية أرابيسكية ضخمة تقوم أساساً على منطق الملحمة غير المنطقي. فالجمال الحقيقي الذي يحتوي روحنا بعد قراءتها قائم أساساً على هذا التعشيق وعلى هذه الأرابيسكية بقدر اعتمادها على اللا منطقية الملحمية التي تصنع منطقا فنياً خاصاً يعتقد من يقرأه أنه منطقي.

ما لملحمية إذن؟ وهل للا منطقية من منطق؟ أليس هذا تناقضاً؟

لنجيب على السؤال الأول لا بد أن نجيب على السؤال الثاني أولاً... فالمنطق الأرسطي أو الشكلي أو الصوري، سمه ما شئت، يقوم على قوانين العلية والهوية وقاعدة المقدمات الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة الخ، لكن اللا منطق لا يعتمد مطلقاً على قوانين الفكر الصورية، إنه يقدم لنا عالماً غريباً عن السائد العقلي، لذا فلقد فرض أرسطو على كل الفنون المسرح والشعر والرسم والنحت قانون محاكاة الواقع بشكل منطقي، لكنه استثنى الملحمة من المحاكاة المنطقية لأنها تجمع ما لا يجتمع؛ ففي الملحمة نقابل حيواناً برأس إنسان، وشجرة تمشي، وبقرة تتحدث، وإنساناً اغتسل بماء الخلود، فلا تنفذ في صدره السهام وهكذا. هذه الكائنات اللا واقعية اللا منطقية هي التي تشكل الملحمة بمنطقها الفني الخاص.


محمد حجّي

إذن ولأن للا منطق منطقه، نستطيع أن نقول إن الملحمية هي اتفاق فني يجمع ما لا يجتمع في الواقع بصورة تخلق شكلاً جديداً مدهشاً له منطقه الجمالي الخاص، أو هو كما يقول الجرجاني: "والحسن هو حسن سبك ما لا يجتمع"، بل إن قانون الاستعارة البلاغي يقوم أساساً على حسن ذلك السبك، فالقمر مثلاً لا يبكي لكنا نطرب عندما نسمع شاعراً يحدثنا عن دموع القمر أو لهفة النجوم شوقاً للحبيب. فالملحمة هي التي تجمع ما لا يجتمع بمنطقها الذي يبدو لا منطقياً، لكن له منطقه ورؤيته الفنيه الخاصة. لذا اختار محفوظ الحلم ليجمع ما لا يجتمع دون مبررات، ففي الحلم نشاهد رجلاً يطير وامرأة ذات أجنحة وسمكة تتحدث وحصاناً يدخن دون أن يكون ذلك لا منطقياً، فمنطق الحلم يبرره ويجعله مستساغاً وواقعياً دون أي استهجان.

كانا يحلمان بعيون يقظة ترسم وتستشرف واقع ومستقبل أمة، وواقع ومستقبل العالم الإنساني بمآسيه وإحباطاته وأحلامه، لذا جاءت رسوم حجي معبرة عن إيقاع أحلام محفوظ ومجسدة للفكرة الأنطولوجية 

وهذا هو سدى ولحمة ملحمة أحلام نجيب محفوظ وهو أيضاً الإيقاع الأساسي الذي عزفت عليه ريشة محمد حجي في رسومات الأحلام التي صاحبت الملحمة، لدرجة أننا نستطيع أن نتذوقها بعيداً عن النص المحفوظي كلوحات مستقلة إذا ما عرضت في معرض خاص.


محمد حجّي

ولأن حجي فنان ثوري واقعي فقد عبر عن أحلام محفوظ بواقعية مختلفة، ولم يحاول أن يرسم تفاصيل الحلم المحفوظي، لكنه دمجه مع أحلامه الخاصة التي شكلت وعيه وبصيرته، ليحلم بعيون يقظة تستشرف المستقبل، فيرسم ملامح حلم المجتمع بأسره. وهنا يثور سؤال مهم: هل يحق للرسام الصحفي أن يرسم ما يراه هو ولا يترجم النص الأدبي في اللوحة المصاحبة؟ الحقيقة أن جدلاً مهماً دار بين الحلم المحفوظي وحلم حجي، وتفاعلت المخيلتان على أرض واحدة هي أرض الملحمية الفنية التي أشرنا إليها؛ فمحفوظ لا يحكي أحلاماً شاهدها، ولا يتفلسف مدعياً الحكمة، وحجي لا يغوص في عقله الباطن ليعبر عن تداعي هذا الشعور كما يفعل السرياليون، لكنهما سوياً كانا يحلمان بعيون يقظة ترسم وتستشرف واقع ومستقبل أمة، وواقع ومستقبل العالم الإنساني بمآسيه وإحباطاته وأحلامه، لذا جاءت رسوم حجي معبرة عن إيقاع أحلام محفوظ ومجسدة للفكرة الأنطولوجية التي تعتمد عليها فنياً وجمالياً وفلسفياً، إنها ملحمة فنية وجودية تعبر عن واقع مصير الإنسانية في عصر الكوارث الكبرى والإنجازات العلمية الضخمة". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image