شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على

اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على "الصحراء الغربية" ودعوة نتانياهو ... ما دلالاتها وبأي ثمن؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 22 يوليو 202301:30 م
Read in English:

Israel recognises Morocco’s sovereignty over Western Sahara; What did that cost Morocco?

بعد مرور أزيد من سنتين ونصف على توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين 17 تموز/يوليو في رسالة إلى الملك محمد السادس عن قرار إسرائيل "الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية"، كما جاء في الرسالة أن إسرائيل "تدرس إيجابياً فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة".

وأفاد بلاغ للديوان الملكي المغربي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد على أن "موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة"، وشدد على أنه سيتم "إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضواً فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية" بهذا القرار.

جاء هذا التحوّل الدبلوماسي بعد مرور شهر على مباحثات جمعت بين رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي ورئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا، حيث دعا هذا الأخير الحكومة الإسرائيلية إلى الاعتراف الرسمي بـ"مغربية الصحراء"، وذلك خلال مؤتمر صحفي على هامش المباحثات التي استضافتها الرباط في الثامن من حزيران/يونيو الماضي.

دلالات التوقيت...لماذا الآن؟

رغم تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل منذ ديسمبر/كانون الأول سنة 2020، إلا أن الموقف الإسرائيلي من الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ظل غامضاً، إلى أن عبر وزير الخارجية الإسرائيلي السابق يائير لابيد عن دعم تل أبيب مقترح الحكم الذاتي في الصحراء خلال قمة النقب الأولى في 28 آذار/مارس من سنة 2022، ليصل هذا الدعم للموقف المغربي إلى الاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية.

يقول  المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية المغربي حسن بلوان في حديثه لرصيف22 "يمكن أن نعتبر أن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء جاء في توقيت تعرف فيه المنطقة تغيرات جيوستراتيجية سواء تعلق الأمر بتداعيات الحرب في أوكرانيا أو تعقيدات القضية الفلسطينية، وكذلك المنعطفات الحاسمة التي دخلت فيها قضية الصحراء المغربية، وبالتالي فهذا الاعتراف شكّل فرصة حقيقية لإعادة الزخم الذي حققه المغرب في سبيل طي هذا النزاع المفتعل والذي عمّر طويلاً"، ويضيف "التوقيت مثالي لإعلان القرار الإسرائيلي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، خاصة في ظل الهدوء الذي يسود الأراضي الفلسطينية وهو ما أعطى للقرار أبعاده الحقيقية ومقاصده الدبلوماسية المرجوّة".

لماذا تأخروا كل هذه العقود كي يخرجوا الاعتراف اليوم وكأنه إنجاز تاريخي كما قدم للمجتمع المغربي؟ هذا السؤال يطرح اليوم على الذين يوافقون على هذا التطبيع

يتساءل عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد الوطني لمناهضة التطبيع في حديثه لرصيف22 عن سبب عدم اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء منذ سنة 1975، بداية النزاع مع جبهة "بوليساريو"، "لماذا تأخروا كل هذه العقود كي يخرجوا الاعتراف اليوم وكأنه إنجاز تاريخي كما قدم للمجتمع المغربي؟ هذا السؤال يطرح اليوم على الذين يوافقون على هذا التطبيع، نحن نقول إن إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأمريكية دأبا منذ عقود على ابتزاز المغرب، وعلى تركيعه في موضوع التطبيع كي يؤدي أدواراً معينة في قضية القدس وتتم مقايضته في قضية الصحراء".

من جهته يرى سعد مرتاح عضو المكتب الوطني لشبيبة للنهج الديمقراطي في تصريح لرصيف22 أن "هذا القرار يأتي في سياق الأزمة الداخلية التي تعاني منها حكومة الكيان الصهيوني، وبالتالي فإنها توظف الآن تقربّها من أنظمة الحكم العربية الرجعيّة كورقة للداخل الإسرائيلي مفادها أن هذه الحكومة تعمل على اختراق غير مسبوق -لم تنجح فيه الحكومات السابقة- للصفّ العربي وأنها نجحت في خلق التناقضات داخله مما يؤدي إلى عزل أكبر للسلطة الفلسطينية حسب ما تروج له"، وفق قوله.

قرار الاعتراف... انتصار للقضية المغربية أم إضرار بها؟

يرى عزيز هناوي في حديثه لرصيف22 أن قضية الصحراء "التي تعد القضية الوطنية الأولى للمغاربة تضررت بشكل كبير بعد تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وأن هذا الضرر مسّ أولاً المرجعية الوطنية المغربية لقضية الصحراء التي حرّرها المغاربة بالمسيرة الخضراء، وحموها بآلاف الشهداء من القوات المسلّحة الملكية، ودعموا التنمية في الصحراء بمليارات الدولارات طيلة ثمانية وأربعين سنة"، وفق قوله.

يضيف في حديثه لرصيف22 أن "الزفّة التطبيعية اليوم تروّج لفكرة أن الصحراء قبل اعتراف إسرائيل شيء وبعده هي شيء آخر، هذا مقتل كبير للمغاربة قاطبة وللصحراويين تحديداً، ستتضرر قضيّة الصحراء بشكل كبير على المستوى الوجداني الصحراوي المغربي الوحدوي، لأنه سيتم الآن تقديم الصحراوي الوحدويّ على أنه مُطبّع وصهيوني، والصحراوي الانفصالي على أنه مناضل تحرريّ تقدمي ضد الكيان الصهيوني في المنطقة، وبالتالي سيتم الإضرار بالنَفَس الوحدوي للصحراويين المواطنين المغاربة الأعزاء لصالح توسيع دائرة التوجه الانفصالي، أو على الأقل التوجه المحايد الصامت الذي سيخجل من التعبير عن الوحدة لأنها أصبحت قرينة للصهيونية"، حسب تعبيره.

ستتضرر قضيّة الصحراء بشكل كبير على المستوى الوجداني الصحراوي المغربي الوحدوي، لأنه سيتم الآن تقديم الصحراوي الوحدويّ على أنه مطبع وصهيوني، والصحراوي الانفصالي على أنه مناضل تحرريّ تقدمي

يذهب سعد مرتاح في الاتجاه نفسه، إذ يعتبر أن قرار إسرائيل الاعتراف بمغربية الصحراء لن يفيد المغرب في شيء، بل سيزيد حسب تعبيره من التبعية لإسرائيل ومخططاتها. ويضيف في حديثه لرصيف22 "لم نعد الآن نتكلم عن تطبيع للعلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني، وإنما أصبحنا أمام تخندق للدولة المغربية في حلف عسكري ناشئ تقوده إسرائيل لاستهداف إيران وحلفائها في المنطقة، وهذا التخندق سيضر بالمغرب، وقد يجرّه لحروب وأقطاب لا مصلحة للشعب فيها، والمستفيد الوحيد منها هو إسرائيل فقط".

من جهته يرى محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية في حديثه لرصيف22 أن "الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على صحرائه يلبي تطلعات المملكة المغربية ويتفاعل مع مطالباتها لشركائها. ويعبّر هذا الاعتراف بشكل صريح عن مدى إدراك إسرائيل للمحدّدات التي وردت في مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب (2022) بتأكيد العاهل المغربي محمد السادس على أن ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات".

يشدد بودن على أن لقرار الاعتراف الإسرائيلي مكاسب عديدة، ويقول "القرار يمثل ترجمة لطفرة العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن شأنه أن يدفع إلى جلب استثمارات إسرائيلية في مجالات الطاقة والسياحة والتجارة والبنيات التحتية وغيرها للمساهمة في تعزيز الجهد التنموي في الصحراء المغربية وتوفير مناصب الشغل للشباب"، ويضيف متحدثاً لرصيف22 "يمثل هذا القرار دعماً صريحاً للمصالح الجوهرية للمملكة، ويساعد على تعزيز دعم سيادة المغرب لصحرائه عبر العالم من منطلق شبكة علاقات إسرائيل في مناطق جيوسياسية عديدة".

القضية الفلسطينية مقابل "الوحدة الترابية"؟

منذ تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية سنة 2020، والحديث مستمر حول مقايضة القضية الفلسطينية بملف الصحراء الغربية، فهل يشكل الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء بداية التخلي عن فلسطين؟ يجيب محمد بودن بالنفي مؤكداً لرصيف 22 أن "الموقف المغربي بخصوص القضية الفلسطينية ثابت ولن يتأثر بأي تطور، وقد برهن التاريخ عن هذا الثبات من منطلق رئاسة الملك محمد السادس للجنة القدس والعمل الميداني الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس لدعم صمود المقدسيّين يومياً، فضلاً عن المواقف الدبلوماسية للمغرب التي تدين الإجراءات الأحادية للسلطات الإسرائيلية و تنتهك حرمات الأماكن المقدسة".

يضيف بودن بأن "الرسالة التي بعثها العاهل المغربي محمد السادس لرئيس الوزراء الاسرائيلي إثر إعلان اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء تقدم رؤية مغربية واضحة لمسيرة السلام بالشرق الأوسط"، حيث أكدت الرسالة الملكية الجوابية على "موقف المملكة المغربية الثابت والمتوازن بخصوص القضية الفلسطينية وما يخصّ الطابع الخاص لمدينة القدس المقدّسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث، فضلاً عن كون أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل من شأنها أن تخدم معادلة السلام وتحسّن الأمن الإقليمي".

هل إسرائيل كما نعرفها ستعترف بمغربية الصحراء، وستعمل على حشد دعم العواصم الأوروبية دون مقابل؟ 

لكن عزيز هناوي يرى من جهته أن قرار الاعتراف الإسرائيلي "سيؤثر لا محالة على الموقف المغربي تجاه القضية الفلسطينية، وإن كان الموقف الرسمي ينفي ذلك"،  ويتساءل "هل إسرائيل كما نعرفها ستعترف بمغربية الصحراء، وستعمل على حشد دعم العواصم الأوروبية دون مقابل؟ هذا غير ممكن، سيؤثر هذا القرار على موقف المغرب وعلى دوره في القضية الفلسطينية، الدليل في السنتين الماضيتين في عدد من المحطات تلتزم وزارة الخارجية المغربية الحياد تجاه الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".

ويؤكد هناوي في حديثه لرصيف 22 أن "الأثر لما بعد الاتفاق الثلاثي ولما بعد اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء سيكون كبيراً في تحجيم حركة الدبلوماسية والموقف المغربي تجاه ما يجري في فلسطين"، ويضيف "سيأتي موعد لا يمكن خلاله للمغرب إلّا أن يتخذ الموقف المطلوب، لأن اليمين الصهيوني تحكّم في إسرائيل، والمجتمع الإسرائيلي يتّجه يميناً، والموعد هو الأقصى والقدس، والمغرب يرأس لجنة القدس، وبالتالي هامش المناورات التطبيعية يضيق بمرور الزمن، وسيأتي وقت يجب على المغرب أن يقف الموقف المطلوب، فإما أن يقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الإرهابي، أو أن يمضي معه، ويؤدي بالتالي ثمناً كبيراً ليس فقط في فلسطين أو في الصحراء، بل في كل الوجود المغربي الرسمي"، حسب تعبيره.

ماذا تستفيد إسرائيل من القرار؟

بعد التطبيع المغربي الإسرائيلي، شهدت العلاقات بين البلدين تطورات هامة في مجالات مختلفة، وخاصة المجال الأمني والعسكري، وبعد اتخاذ خطوة الاعتراف بمغربية الصحراء، يطرح سؤال حول انتظارات إسرائيل من هذا القرار. يقول حسن بلوان في حديثه لرصيف22 "بالنظر إلى أن العلاقات الدولية تقوم على المصالح، فأعتقد أن الجانب الإسرائيلي استحضر حجم المكاسب التي يمكن أن يجنيها من تطوير علاقاته الشاملة مع دولة عربية محورية ووازنة من حجم المملكة المغربية، لذلك سيعود القرار الإسرائيلي بالنفع على إسرائيل سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وثقافياً"، ويضيف في حديثه "صحيح أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل يلعب فيها اليهود المغاربة دوراً كبيراً، لكن منطق المكاسب بين الدولتين سيتعدى الجوانب السياسية إلى شراكة ثنائية استراتيجية بعيدة المدى".

من جهته يرى محمد بودن أنّ "من مصلحة إسرائيل انتقال علاقاتها مع المغرب إلى آفاق أرحب، واستكشاف مجالات تعاون جديدة والتعبير عن إرادة أكبر للعمل مع المغرب من أجل الظهور بصورة الشريك الملتزم والمنشغل بقضايا شركائه، مما سيدعم مشاريع التقارب بين دول عربية وإسلامية أخرى مع إسرائيل، وهذا طموح استراتيجي لدى إسرائيل"، ويضيف في تصريح لرصيف22 أن "الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء سيجعل إسرائيل تدفع في اتجاه إقامة مشاريع اقتصادية في المنطقة، وبالتالي ستكون لها مصلحة قصوى في استدامة استقرار المنطقة شأنها شأن البلدان الأخرى التي فتحت قنصليات في الصحراء المغربية. إذن الأمر يتعلق بتحقيق رهانات ثنائية وأخرى متعددة الأطراف من منظور إسرائيلي".

دعوة نتنياهو لزيارة المغرب

عقب قرار الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء الغربية، وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس عبر رسالة شخصية دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء زيارة رسمية للمغرب، يقول عزيز هناوي في هذا الصدد "نعتبر هذه الدعوة بمثابة سقطة كبيرة للدولة المغربية، إذا كان استقبال نتنياهو سيفيد القضية الفلسطينية أو يفيد قضية الصحراء، لكانت فادتهما زيارة شمعون بيريز وإسحاق رابين، هذه ليست الزيارة الأولى لمسؤول إسرائيلي وإن كان يراد تقديمها كزيارة تاريخية، ولهذا هذه الزيارة ستكون وصمة عار على المغرب واستفزاز كبير وطعنة للوجدان المغربي، وستكون تشجيعاً للحكومة الصهيونية الجديدة التي ترفضها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، لأنها تهدد ما يسمى حل الدولتين وتتجه يميناً نحو صهيونية تتناقض مع النموذج الحداثي الغربي الأوروبي الديمقراطي"، وفق قوله.

ويذهب سعد مرتاح في نفس الاتجاه، إذ يعتبر أن هذه الدعوة "تأتي ضد إرادة الشعب المغربي وقواه الحية والتقدمية أولاً، وتأتي ثانياً في إطار تسريع وتيرة ارتماء النظام المغربي في أحضان الصهيونية في جميع المجالات، بما فيها الأمنية والعسكرية والمخابراتية وما يمثله هذا من تفريط في السيادة الوطنية".

من مصلحة إسرائيل انتقال علاقاتها مع المغرب إلى آفاق أرحب، واستكشاف مجالات تعاون جديدة والتعبير عن إرادة أكبر للعمل مع المغرب من أجل الظهور بصورة الشريك الملتزم

ويشدد في حديثه لرصيف 22 أن "النظام يعتقد أنه سيجني الدعم والسّند لكل سياساته من خلال هذه الزيارة بما فيها تدبيره لملف الصحراء الغربية، لكنه في الحقيقة، يسمح للعدو الصهيوني بنقل سياسته العدوانية التي يمارسها في حق الشعب الفلسطيني، إلى منطقة شعوبنا المغاربية، وفي هذا إذكاء لنار الفتنة والحقد وتمزيق إرادة الشعوب، حتى يتسنى لهذا الكيان الغاصب توسيع الحروب والتقاتل، وبذلك يتفرغ للقضاء النهائي على القضية الفلسطينية".

ومن جهته يقول محمد بودن إن "الدعوة جاءت بمناسبة اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه، وهذا تطور كبير في العلاقات الثنائية ويضاف للدينامية الدولية بخصوص مغربية الصحراء، ومن شأن الزيارة المرتقبة أن تمثل فرصة نادرة وتكون بارقة أمل من أجل السلام، فضلاً عن الدور الذي يمكن أن تلعبه لتحرز العلاقات الثنائية تقدماً أكبر"، كما أنه "ثمة محاور استراتيجية في علاقات المغرب مع إسرائيل أبرزها مسيرة السلام في الشرق الأوسط و السلم الإقليمي، و نستحضر هنا نجاح الوساطة المغربية الأمريكية في فتح معبر اللّنبي (الملك حسين)، و توقيع الملك محمد السادس لنداء القدس مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان".

ويضيف مسترسلاً في حديثه "ينبغي القول إن الدعوة التي وجهها الملك محمد السادس لرئيس الوزراء الإسرائيلي ليست هي الأولى التي يتلقاها مسؤول إسرائيلي من الدول العربية والإسلامية وقادتها، فقد سبق لرؤساء وزراء إسرائيل زيارة مصر و الأردن و سلطنة عمان، وسيزور نتنياهو تركيا في 28 من الشهر الجاري بدعوة من الرئيس التركي، و قد سبق لرئيس إسرائيل ورئيس وزرائها السابق أن زارا الإمارات والبحرين من أجل بحث فرص تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط، وبالتالي ثمة جهود تبدل والمغرب ملتزم بالقيام بمسؤولياته في هذا الإطار".

أما حسن بلوان فيرى أنه لابدّ من استحضار السياقات السياسية والدلالات الدبلوماسية التي جاءت في الرسالة الملكية الموجهة لنتنياهو بمناسبة اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، ويقول "جاءت الرسالة الملكية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أوّلا لتضع النقاط على الحروف والتدقيق في آليات اشتغال الدبلوماسية المغربية التي تتبنى الواقعية السياسية والتوازن دون التفريط في المبادئ الموجهة للسياسة الخارجية للمملكة".

ويضيف متحدثاً لرصيف22 "قبل الزيارة المرتقبة سطّرت الرسالة الملكية مجموعة من الركائز التي لا يمكن أن تحيد عنها المملكة، حيث استبقت الدعوة الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالتذكير بالمبادئ الكبرى التي تتبناها المملكة من موقع القوة الهادئة، في ما يتعلق بقضيتي الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية، وحدّدت الزيارة شرط الاتفاق على الوقت المناسب للجانبين في إشارة إلى أن المغرب لن يبرمج زيارة مصحوبة بتصعيد إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية".

فهل تكون زيارة ناتانياهو فاتحة لتنظيم قمة النقب 2 التي كان يفترض أن يحتضنها المغرب قبل تصعيد عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية أدى إلى تأجيلها من طرف الرباط؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image