يعرّف مصطلح Chemsex، بأنّه تناول أنواع من المخدرات خلال العلاقات الجنسيّة بغرض زيادة الإثارة وإزالة الحواجز النفسيّة التي تمنع البعض من التمتّع أثناء العلاقات الحميميّة، أو لأسباب مختلفة، مثل تسهيل الاسترخاء، زيادة الثقة بالنفس وتخفيف القلق الاجتماعي أو المخاوف والشكوك المتعلّقة بصورة الجسم التي تطبّعها المجتمعات الذكوريّة وتعمد إلى تنميطها بهيئات وصفات مثاليّة.
والـ chemsex من الممارسات الجنسيّة التي يمكن للأفراد من مختلف الهويّات الجندريّة وفي أي وقت ومناسبة القيام بها، إلا أنّها أكثر شيوعاً بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، وفي حفلات الجنس الجماعيّة.
مخدّرات من فئة المنشّطات
يمكن أن تختلف تسميات المخدّرات المتناولة في الـchemsex ، حسب البيئة أو البلد، إلا أنّ الكيتامين، أو ما يعرف بالـ " كاي"، الكريستال ميث أو " تينا "وال "إم دي إم أي"، هم الأكثر استخداماً، ويعتبرون من الأمفيتامينات أي المنشّطات.
الكريستال ميث، هو مخدّر مركّب من مواد كيميائيّة، يشبه من حيث الشّكل حبّات الكريستال، ويبدأ مفعوله بعد مدّة قصيرة من الاستخدام.
يعرّف مصطلح Chemsex، بأنّه تناول أنواع من المخدرات خلال العلاقات الجنسيّة بغرض زيادة الإثارة وإزالة الحواجز النفسيّة التي تمنع البعض من التمتّع أثناء العلاقات الحميميّة
تختلف طريقة تناول هذا المخدّر ويشعر الشخص بعد فترة وجيزة بالارتياح التام مع مشاعر من النّشوة والسعادة والحيويّة الدافقة، يعود سببها لتأثير المواد الكيميائية التي يحتويها على السيروتونين والدوبامين في الدماغ، ولكن زيادة الجرعات تؤدي أحياناً إلى زيادة في دقّات القلب وطاقة ضاغطة، ويمكن أن تسبب اضطرابات إدراكيّة- حسيّة والدخول بحالة من الهلوسات السمعيّة والبصريّة، لذا يطلق عليه اسم مخدر الـ "يابا"، فهو منبّه قوي للجهاز العصبي، بالإضافة لتأثيره على المزاج وخاصة في حالات من الهوس، كما يمكن لتأثيراته أن تدوم فترة أطول من الكوكايين وبوطأة أشد.
أما الأكستاسي أو MDMI، يسمّى بعقار النّشوة وهو أشهر مخدّر صناعي في التاريخ، ينتمي إلى عائلة المهلوسات، وهو مزيج من المنشّطات والمهلوسات. كان استخدامه الطبّي منحصراً في المساعدة على تخطّي اضطرابات ما بعد الصدمة التي تلحقها الحرب بالجنود الناجين، قبل الترويج له في أوائل السبعينيات والثمانينيات على أنّه عقار النشوة وتمّ منعه. وقد عُرف بتأثيره على السيروتونين ومساهمته في اضطراب المزاج، وفي بعض الأحيان نوبات هوسيّة
أو ما تعرف يعرف Hypermenia.
وقد تجعل بعض المواد الأفراد يشعرون وكأنهم في رحلة غرائبيّة عجائبيّة ويختبرون هلوسات، وهو ما يعرف بالـ Trip، الذي يشبه في بعض الأحيان تناول أنواع من النباتات أو الفطر المهلوس.
إذن فإن غالبية المواد المخدّرة تعمل على خداع الدماغ وتزيد الطاقة في الجسم وترتفع حرارته، قد تتوسّع الحدقتين في بعض الأحيان، فيفيض شعور المرء بالنشوة والبهجة، لأن بعض المواد تعزّز مستويات الدوبامين في الدماغ بسرعة، لذا فإن حالات الإدمان بعد تناول هذه المواد هي نتيجة التكرار ورغبة الفرد بالوصول إلى حالة من النشوة عايشها سابقاً، لكن يصعب تكرارها لأن الكيميائيات تغيّر في الدماغ، ما يؤدي بدوره إلى عوارض انسحاب صعبة.
ما قبل وما بعد الـ chemsex
في حديثه مع رصيف22، قال سمير (23 عاماً): "رغبت بتجريب شي جديد بعد أن أخبرني رفيقي عن متعة التجربة التي عاشها أثناء الجنس، وقال بأنه انتقل إلى عالم آخر، وقد مارس الجنس لأطول فترة زمنية في حياته دون شعور بالتعب، لذا تجرأت على التجربة بعد إعطائي حبة إم دي إم إي، إلا أنني شعرت بأحاسيس غريبة، وكان شريط حياتي يمرّ أمام عيني، وبعض الهلاوس البصريّة، مع شعور بثقل في الرأس والجسم".
وأضاف: "من المستحيل أن أعيد تجربتها، لأنني بقيت لعدة أيام أحس بأشياء غريبة وبانزعاج كبير".
إن حالات الإدمان بعد تناول هذه المواد هي نتيجة التكرار ورغبة الفرد بالوصول إلى حالة من النشوة عايشها سابقاً، لكن يصعب تكرارها لأن الكيميائيات تغيّر في الدماغ، ما يؤدي بدوره إلى عوارض انسحاب صعبة
أما فؤاد (26 عاماً)، فقال لرصيف22: "تعرّفت على رجل من خلال تطبيق مواعدة واتفقنا على ممارسة الجنس، لم أكن أضع خطة لتناول المخدر أثناء الجنس، إلا أنني وجدت نفسي بصحبته وبصحبة أشخاص آخرين في حفلة صغيرة مغلقة للرقص، سرعان ما تطوّرت ليبدأ الجميع بتناول حبوب مخدرات، لم أجد خياراً آخر أمامي في موجة الغبطة تلك إلا المشاركة".
وتابع بالقول: "شريكي من أعطاني الحبّة، لم أشعر بأي شيء في البداية، مع الوقت بدأ مفعول الحبة في الظهور، وصرت نشطاً جداً، ومارسنا الجنس لمدة ثلاث ساعات بمختلف الوضعيات الجنسيّة، فكان الأمر ممتعاً، وما زلت أتذكر الأضواء كأنها في رأسي لحد الآن، بعد أن صار كل شيء حولي أكثر ابتهاجاً، لم أنم ليلتها أبداً، وفي اليوم التالي بدأت بالشعور بأعراض الانسحاب، مع مشاعر من القلق".
في حديثها مع رصيف22، قالت رنا غنوي، وهي خبيرة في مجال الحماية والإرشاد الأسري: "ما من محفّز جنسي في العقارات التي يتم تناولها في الـ chemsex، فهي لزيادة النّشاط وكسر سلطة الأنا الأعلى التي تلعب دور الرقيب على الرغبات وتكبتها، فعند أخذ المخدر يصبح المكبوت مشروعاً".
وتابعت رنا بالقول: "لا يحدث الإدمان من تجربة واحدة، إذ إن دورة الإدمان تصاعديّة، يمكن لمن اختبر المتعة في المرة الأولى أن يعاود تكرارها، لكن ليس الجسم حينها من يطلبها بل دافعها يكون سيكولوجي بحت".
وأشارت غنوي إلى أنهم/نّ وفي مجال عملهم/نّ يتلقون العديد من الحالات التي تعاني من الإدمان، لكنّها كشفت أنّه في حالة الـ chemsex لا علاقة لهم/نّ بخيارات الأشخاص في ممارساتهم الجنسيّة، لكنّهم/نّ يقدمون/ن التوصيات المتعلّقة بتأثير المخدّرات على الصّحة سواء النفسيّة أو الجسديّة، وتعلّم مواجهتها بنضج.
وبما أنّ للجميع الحق باتخاذ القرار لكيفيّة التصرّف بأجسامهم/نّ، وحق الوصول إلى المعلومات، تقدّم منصّة تفكيك بعض النصائح المتعلّقة بالـ chemsex، ما قبل، أثناء وما بعد تناول المخدر، بغرض تقليل المخاطر وليس من باب المنع أو التشجيع، بل لممارسة آمنة، دون وصم أو تذنيب للأفراد أو نبذهم اجتماعيّاً.
قبل البدء يمكن للأفراد تحضير الواقيات الجنسيّة لتقليل احتماليّة الإصابة بأي التهابات منقولة جنسيّاً، ووضع خطة طوارىء إذا ما حدث أي مكروه، من ناحية الاتصال بأشخاص موثوقين، أو أرقام مستشفيات لا تعمد إلى إبلاغ الدرك، رغم صدور تعميم يمنع المستشفيات من الاتصال والإبلاغ عن أي حالة من حالات تناول المخدرات، فالحق بالحياة أولى من مكافحة المخدّرات.
كذلك الاطلاع أكثر على المعلومات التي تخصّ المواد المستعملة، واختيار الحدود المتاح للآخرين تجاوزها، وما يناسب الشخص وما الذي يرغب بتجربته، والتأكد من أن المكان آمن من خلال إبلاغ أشخاص موثوق بهم بمكان التواجد واختيار الكميّة المناسبة لتجنّب الجرعات الزائدة.
أمّا أثناء الـ chemsex، فمن الأفضل الحذر بعدم خلط أنواع مختلفة ببعضها البعض، وعدم مشاركة الأدوات الخاصة مع أحد، والانتباه إلى الطرف أو الأطراف الأخرى، إذا ما شعروا/ن بالضيق، بالإضافة إلى تناول الطعام وشرب كميّة كافية من المياه.
وبشأن نصائح تفكيك لما بعد الجلسة، فهي تتمثل بالنوم والأكل جيّداً والإكثار من شرب السوائل وممارسة بعض التمارين الرياضيّة الخفيفة وتمارين التنفّس.
معالجة ودعم نفسي-اجتماعي
في حديثها مع رصيف22 حول الجنس والمخدّرات، قالت ميشال وزان، وهي مديرة قسم السياسات والمناصرة في منظّمة "سكون": "الـ chemsex هو استخدام العقاقير في إطار جنسي لإطالة مدّة الجماع وزيادة القدرة على التحمّل، رفع الأداء وتقليل الموانع. ويرتبط بشكل أساسي باستخدام Crystal meth و GHB و Ketamine و Cocaine".
وتابعت وزان بالقول: "في سكون نستقبل المرضى لجميع أنواع الأدوية، بما في ذلك المواد المذكورة أعلاه، ولدينا عدد من المرضى المسجّلين حالياً يبحثون/ن عن العلاج من استخدام هذه المواد".
"رغبت بتجريب شي جديد بعد أن أخبرني رفيقي عن متعة التجربة التي عاشها أثناء الجنس، وقال بأنه انتقل إلى عالم آخر، وقد مارس الجنس لأطول فترة زمنية في حياته دون شعور بالتعب"
وأضافت: "بالنسبة للأدوية المهلوسة، نحن لا نتدخّل على أرض الواقع في حالة الطوارئ المتعلّقة بالمخدرات، ولكن إذا صادف وجودنا في حفلة أو مهرجان موسيقي، فإن أفضل شيء نفعله، إذا كان هناك شخص ما يعيش تجربة سيئة أثناء استخدامه مادة مهلوسة، فيمكننا القيام ببعض الخطوات للمساعدة وهي:
- اصطحاب الأشخاص إلى مكان آمن وهادئ بعيداً عن الزحام.
- تذكير الأشخاص أن ما يشعرون به مؤقت.
- محاولة جعلهم يشعرون بالأمان وعدم غزو مساحتهم الشخصية لتجنّب البارانويا".
مركز سكون
"سكون"، المركز اللبناني للإدمان، هو مركز علاج خارجي، يعمل في بيروت وبعلبك وطرابلس.
يقدّم العلاج بشكل مجّاني للأشخاص الذين يعانون من الإدمان (على المخدرات والسلوكيات مثل الإدمان على البورنوغرافيا، المقامرة…) بغض النظر عن خلفياتهم/نّ الثقافية الاجتماعيّة العرقيّة، فئاتهم/نّ العمريّة، أو هوياتهم/نّ الجندريّة.
"الـ chemsex هو استخدام العقاقير في إطار جنسي لإطالة مدّة الجماع وزيادة القدرة على التحمّل، رفع الأداء وتقليل الموانع"
كما يقدّم التثقيف والوقاية والمساعدة القانونية للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، كذلك الاستشارات والاختبارات الطوعية لفيروس نقص المناعة البشريّة والتهاب الكبد الوبائي ب وج ومرض الزهري.
يدعو "سكون" إلى سياسات دوائيّة أفضل تحمي حقوق وحياة متعاطي المخدرات في لبنان.
هذا ويقدّم من خلال فريق عمل متعددّ التخصّصات العلاج الشامل وخدمات الحدّ من مخاطر استخدام المخدّرات، عبر مجموعة واسعة من التدخّلات المتنوّعة التي تشمل الخدمات الطبيّة النفسيّة منها والجسديّة، وخدمات المعالجة والمتابعة بالبدائل الأفيونيّة من قبل ممرضين/ات، وخدمات الاستشارة والعلاج النفسي لضمان بيئة آمنة للمستفيدين/ات وتحسين الرفاه العاطفي والنفسي وبناء القدرات والدمج الاجتماعي، بالإضافة إلى خدمات الدعم القانوني وخدمات الوقاية.
يعمل الخط الساخن لمركز "سكون" من الاثنين إلى السبت، من الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً، ويوفر معلومات حول الأدوية وتحديد مواعيد للأشخاص الذين يرغبون التسجيل في برنامج العلاج في المركز.
هذا ولا يوجد تدخل شخصي من قبل المركز في حالات الطوارئ المتعلّقة بالمخدّرات.
رقم الخط الساخن: +961 78 824 730
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 20 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع