فيما يُروّج عادةً لفوائد حمية "الصيام المتقطّع" وأبرزها التحكم في الوزن والوقاية من أمراض خطيرة مثل السرطان، وجدت دراسة جديدة أن هذه الحمية قد تُضعف الجهاز المناعي للإنسان وتزيد مخاطر إصابته بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
كان الهدف من الدراسة، التي أُجريت على الفئران، معرفة أثر الصيام لفترات طويلة على الجهاز المناعي. وهي في طليعة الأبحاث التي تشير إلى أن التخلي عن بعض الوجبات من شأنه أن يؤدي إلى استجابة في الدماغ تؤثر بالسلب على الخلايا المناعية.
وبينما يأمل فريق الدراسة أن تقود نتائجها إلى فهم أفضل للآثار الطويلة الأمد للصيام المتقطع على الجسم، حذّر من أن تخطّي وجبة الإفطار تحديداً يُضرّ بالجهاز المناعي، ويُصعّب على الجسم محاربة العدوى.
ما هو الصيام المتقطّع؟ وما هي فوائده؟
هناك طرق وأنماط مختلفة للصيام المتقطع، لكنه بشكل أساسي يتمثّل في تحديد أوقات صارمة للأكل وساعات طويلة ممتدة من الصيام لعدة أيام أسبوعياً. على سبيل المثال، تناول الطعام خلال ثماني ساعات فقط في اليوم وصيام الـ16 ساعة الباقية أو تناول وجبة واحدة في اليوم مرتين أسبوعياً.
"مثل أشياء كثيرة في الحياة، التوازن مهم. لذا، فإن ما قد يكون مفيداً بطريقة ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي غير متوقع بطريقة أخرى"... تحذير: الصيام المتقطّع ليس مفيداً دائماً ولا يناسب الجميع
خلال أوقات الصيام، يُسمح بتناول الماء والمشروبات التي لا تحتوي على سعرات حرارية أو تحتوي على سعرات حرارية قليلة مثل القهوة السوداء والشاي.
يقول عالم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز، مارك ماتسون، الذي درس الصيام المتقطع 25 عاماً، إنه بعد ساعات من عدم تناول الطعام، يستنفد الجسم مخزون السعرات الحرارية ويبدأ في حرق الدهون المتراكمة، مشيراً إلى فوائد صحيّة لهذا النظام تراوح بين التحكم في الوزن، والوقاية من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وغيرها.
يستخدم البعض هذه الطريقة أيضاً لمعالجة الحالات المزمنة مثل متلازمة القولون العصبي، وارتفاع الكوليسترول أو التهاب المفاصل. وتُشير دراسات محدودة إلى فوائد للبشرة من هذه الحمية الغذائية.
برغم كل ما سبق، لا يناسب الصيام المتقطع الجميع إذ يحذّر العلماء الأطفال دون الـ18 عاماً، والحوامل والمرضعات، ومرضى السكري من النوع الأول من تجربة هذا النظام لئلا يشكّل خطورة على حياتهم. مع تحذيرات بأن الأشخاص الذين تطرأ عليهم أية أعراض مثل الصداع أو الغثيان أو عدم ارتياح بعد بدء الصيام المتقطع، عليهم استشارة الطبيب على الفور.
ماذا وجدت الدراسة؟
وذكر فريق الدراسة: "يؤثر النظام الغذائي بشدة على وظائف أعضاء الجسم. في حين أن الإفراط في التغذية يزيد خطر الإصابة بالأمراض من خلال تأثيره على المناعة والتمثيل الغذائي، تقييد السعرات الحرارية والصيام يبدو أنهما من العوامل المؤثرة على الصحة أيضاً".
بينما يأمل فريق الدراسة أن تقود نتائجها إلى فهم أفضل للآثار الطويلة الأمد للصيام المتقطع على الجسم، حذّر من أن تخطّي وجبة الإفطار تحديداً يُضرّ بالجهاز المناعي، ويُصعّب على الجسم محاربة العدوى
قسّم الباحثون الفئران إلى مجموعتين، الأولى تناولت وجبة الإفطار مباشرةً بعد الاستيقاظ، والثانية لم تتناولها. وجرى جمع عينات دم من الفئران في أوقات محددة، بعد أربع ساعات، ثم بعد ثماني ساعات من الاستيقاظ.
أظهرت نتائج مجموعة الفئران الصائمة حدوث تغيُّر في عدد خلايا الدم البيضاء التي تسمى وحيدات النوى وتلعب دوراً مهماً في توفير المناعة الفطرية للجسم، بدءاً من مكافحة العدوى مروراً بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وغيرها.
وجد الباحثون أن 90% من هذه الخلايا اختفت من مجرى الدم في الفئران الصائمة، وانخفض عددها بدرجة أكبر بعد ثماني ساعات عقب مرور أربع ساعات. في حين لم تتأثر وحيدات النوى في المجموعة التي تناولت وجبة الإفطار.
بعد مرور 24 ساعة على صيام الفئران وتقديم الطعام لها مرة أخرى، وبدلاً من توفير الحماية من العدوى، زاد عدد الخلايا الوحيدات النوى لكنها كانت أشد التهاباً أيضاً، ما يعني مقاومة أقل للجسم في مكافحة العدوى، بحسب العلماء.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، فيليب سويريسكي، مدير معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في كلية الطب في مستشفى "ماونت سيناي" التعليمي في نيويورك: "هناك وعي متزايد بأن الصيام يُسهم في تحسن الصحة وهناك بالفعل أدلة عديدة على فوائد هذا النظام الغذائي"، مستدركاً "توفر دراستنا تحذيراً فقط من أن هذه الحمية قد يكون لها أيضاً أضرار تحمل مخاطر صحية".
وأضاف سويريسكي: "لأن هذه الخلايا مهمة للغاية للوقاية من أمراض أخرى مثل أمراض القلب أو السرطان، فإن فهم كيفية التحكم في عملها أمر بالغ الأهمية". علماً أن الدراسة لفتت إلى الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم نتائجها.
وختم البروفسور: "مثل أشياء كثيرة في الحياة، التوازن مهم. لذا، فإن ما قد يكون مفيداً بطريقة ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي غير متوقع بطريقة أخرى".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوماوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ يوممبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ يومينلقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ 3 أيامهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ 3 أيامجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...