حينما يتعدى الطعام وظيفته الاستهلاكية وإطاره الفردي إلى الجماعي، يتحوّل في حد ذاته إلى أداة للتواصل، وهذا بحسب الأنثروبولوجيين لغة عالمية. وفي جنوب العراق، تحيط بهذه اللغة لغة أخرى أكثر خصوصية، لا ينفك نطاق استخدامها يضيق ويتقلص مع مرور الزمن بفعل عوامل عديدة بدأت منذ أيام الحصار في تسعينيات القرن الماضي، وما تلاه من أحداث مختلفة.
يملك الطعام، في حالة المشاركة به، قيماً اجتماعية في العراق، تُلزم الأطراف المشاركة بنظام أخلاقي، لمخالفته تبعات تطال السمعة، ويسمى ذلك محلياً بـ"الزاد والملح"، وهو عقد اجتماعي يفرض الالتزام بالعهد والأمانة، ويمنع الغدر، وغير ذلك من القيم كالكرم والضيافة والأصول المتعلقة بهما.
وفي الوقت نفسه، لن يكون الكرم والضيافة بالدرجة نفسها للجميع. فهناك مجموعة علامات ترافق الإطعام والضيافة تُخصَّص لمَن يُعَدّون من الطبقة الرفيعة التي تشمل شيوخ العشائر والسادة (يعود نسبهم إلى النبي محمد) وكبار القوم وكبار السن ورجال الدين. هؤلاء يفرَّقون عن غيرهم من العامة الذين هم أيضاً على درجات، تبعاً للمهن التي يمتهنونها. والكرم والضيافة لا يشملان الجميع أيضاً، فلا يلقى الرجال المعاملة ذاتها التي يلقاها مَن لديه ما يسمّونه "خلة بالشرف"، فقد خُصِصَت علامات معيّنة للفئة الأخيرة.
هذه العلامات جميعها غير منطوقة، وفيها رسائل بليغة، إذا ما استُخدمت في غير محلها، أو إذا غابت سهواً أو قصداً، إذ يؤوَّل ذلك على أنه إساءة. وهذه الحساسية إزاء التعامل مع هذه العلامات، سببها أن الشخص لا يمثل نفسه وقدره ومكانته فحسب، بل عشيرته وقومه وحتى المكان الوافد منه، ولذلك فإن خيطاً رفيعاً في كيفية استخدامها يفصل بين التقدير والإهانة.
وما دامت هذه العلامات تتضمن معانيَ متفقاً عليها، ويمكن استخدامها بهدف إرسال رسائل محددة، وبالإمكان فهم القصد منها، يمكن اعتبارها لغة محلية محدودة، ذات سياق معيّن. ومن أوجه الشبه بينها وبين اللغات أنها تسبق الشخص في الوجود، وتفرض سلطتها عليه، فيكون خاضعاً لها.
تنتشر هذه اللغة بالدرجة الأساس في القرى والأرياف، ومنها تسللت إلى المدن. ودرجة الحساسية في التعامل معها وفهمها وتفسيرها تخفّ تدريجياً بالاتجاه نحو الفرات الأوسط، فغالباً يكون التعامل الحازم مع العلامات الخاطئة منتشراً في المحافظات الجنوبية. ومن المؤكد أن هذه العلامات يختلف بعضها بين محافظة وأخرى وقبيلة وأخرى، لكن هناك خطوطاً عريضة يكاد أن يحصل عليها اتفاق ضمني.
إيماءات القهوة
في العقود السابقة، في قرى وأرياف المحافظات الجنوبية، كان "الكرم" و"الضيافة" مهمة يتفرغ لها شيوخ العشائر والوجهاء، بحكم طبيعة سلطتهم الموروثة، وحالتهم الاقتصادية، مقارنةً بغيرهم من الأفراد محدودي الدخل والمشغولين بملاحقة لقمة العيش، والذين بدورهم يؤدون هذه الوظائف بدرجة أقل.
على الأرجح أن هذه اللغة انطلقت من دواوين هؤلاء الشيوخ، وصارت عادات وتقاليد يمتثلون إليها، ويفهمونها، ويرسلون رسائل مقصودة عبرها، كون حضور هذه الموائد ليسوا أشخاصاً عاديين، ولا يكتفون بتمثيل أنفسهم وعوائلهم بل العشيرة بأكملها وحتى المكان القادمين منه، وبذلك تكون الحساسية عالية تجاه المرسلات الشفاهية وغير الشفاهية، ومن ثم يكون لسوء الفهم نصيبٌ بمقدار ما تضمره الأنفس تجاه بعضها البعض.
ستتضح ملامح هذه اللغة انطلاقاً من العتبات البارزة لهذه الدواوين. فبعد الماء تحضر القهوة مباشرة، وهي أهم أركان الضيافة، وأكثر الأشياء الملغومة بالمعاني والرسائل، وعند حدها يفهم الضيف إذا كان مرحباً به أو لا. واللافت أن بعض العشائر، وبينها البدور والغزي، يسمون الأدوات المخصصة لإعداد القهوة باللهجة الدارجة "أمعنة"، أي "معنى"، وغيرهم يسمونها "عدة"، وهناك إجماع على أن جذر تسمية "الدلة" من الدلالة: الدلالة على كرم وحسب ونسب بيت صاحب القهوة.
قبل أن تطرأ التغييرات التي خففت من عبء العادات والتقاليد، وتكاد أن تجهز على هذه اللغة على وجه الخصوص، كان تحضير القهوة يقتصر على بيوتات محدودة متوارثة، تسمّى محلياً "أهل قهوة"، بمعنى أنهم من نسب شيوخ العشائر، وهو أمر غير متاح لغيرهم من أفراد العشيرة.
وتبدأ المعاني غير الشفاهية من أول لحظات تحضير القهوة، إذ يعمد "القهوجي" إلى طحن البن في وعاء حديدي يسمى "الهاون" بصوت عالٍ، في إشارة إلى وجود جلسة أو ضيف، وفي هذا الصوت والرائحة المرافقة لتحميص البن دعوة للأفراد القريبين للحضور. ويرتشف "القهوجي" الفنجان الأول من القهوة، ويسمى "الهيف"، وبذلك يتأكد من طعمها، والبعض يقول إن فنجان "الهيف" يسبق فنجان شيخ العشيرة، بغية التأكد من كونها غير مسمومة. ولأن "القهوجي" لا يُعامل بوصفه كياناً معتبراً، يُعَدّ فنجانه رقماً غير محسوب.
يبدأ عدّ الفناجين من جديد، وهذه المرة يبدأ من الضيف، ويأخذ تسميته منه: "فنجان الضيف". ويستمر "المعزب" (المضيف) بصب القهوة مراراً حتى يهز الضيف فنجانه، في إيماءة تعني الاكتفاء، وفي حال لم يهزه، يصب "المعزب" فنجاناً آخر، ويسمّى "الكيف"، أي غرضه التلذذ به، وبعده يأتي الفنجان الثالث، ويسمى "فنجان السيف"، وفيه عقد ضمني إلزامي بمعنى "المؤاخاة حد الموت، والانتصار للآخر تحت أي ظرف"، ولا تلتزم العشائر كلها بهذا الفنجان وبعضهم ينتقد الوصول إليه.
من الأصول أن يأكل كل فردٍ مِن الجزء الذي أمامه، وعندما يتعداه إلى الأكل من الجزء المفترض للشخص المقابل، فإن الأخير يعتبر الفعل انتقاصاً منه، بتهويل كبير يختصرونه بالقول: "ما دمت قادراً على الأكل من سهمي (حصتي) فإنك تعتدي على عرضي"
ولأن "يدي الله كلتاهما يمين"، بمعنى الجود والكرم، يشترط بالمضيف أن يقدّم الفنجان بيده اليمنى، ويستلمه باليد ذاتها، وإلا يُعَدّ فعله إساءة كبيرة تصل إلى حد الفصل العشائري أحياناً. فأن يستخدم أحد الطرفين اليد اليسرى يعني أن المقابل فيه نقص. والبعض يقول إن الميمنة ترتبط بالشجاعة، والميسرة يد جبانة مخبئة لا تُظهر كرماً أو جوداً، وربما بتأثير ديني قرآني يرتبط بـ"أصحاب اليمين" الذين يأخذون كتابهم بيمينهم يوم القيامة على عكس أصحاب الشمال الذين يموتون كفاراً، أو لارتباط الميسرة بأمور النظافة في دار الخلاء تحديداً. ومن هذه الأسباب، يُفهم الامتناع عن التعامل باليد اليسرى، ومنها يُفهم أن التعامل بها (من دون علة واضحة كالعوق أو البتر) إيغال في الإساءة والاستخفاف.
وعندما يصب "المعزب" القهوة ويقدّم الفنجان إلى شخص ما ويرفضها، عليه أن يرجعها إلى الدلة، وأن يملأها من جديد للشخص التالي، وإلا يُفهم التصرّف على أنه تقليل من شأنه واستصغار له، فيرفضها مع إيماءات واضحة على الوجه.
وفي حالة الامتناع عن شرب القهوة، هذا يعني أن الممتنع زعلانٌ، وإذا امتنع ورمى القهوة فيقصد الزعل والإهانة، وسرعان ما يتطور الأمر إلى مشكلة كبيرة، وفي حالة ملء الفنجان حتى آخره فهذا يعني أن الضيف غير مرحبٍ به، وعند قدوم شخص لديه "خلة بالشرف"، أي قضية تتعلق بالنساء، يجب غسل الفنجان أو كسره أمام مرآه.
وحينما يُراد قتل شخص ما، يصب أحدهم القهوة في الفنجان ويصيح في ديوان يضم أفراد العشيرة قائلاً: "مَن يشرب فنجان فلان؟"، ويذكر اسم الشخص المطلوب قتله، ومَن يشرب الفنجان يكون على عاتقه تبني العملية وتنفيذها.
أما إذا أصابت صاحب الديوان خلة بالشرف، فإنه يرمي القهوة من الدلات في النار، بمعنى انتهاء الجلسات وغلق الديوان حتى حل المشكلة. وفي بعض الأماكن في مثل هذه الظروف، يضع صاحب الديوان فنجاناً مقلوباً على رأس الدلة، بمعنى الامتناع عن صب القهوة حتى حل المشكلة، والتي تُحَلّ دائماً بقتل الطرف المخل بالشرف، وغالباً ما يكون المتهمون بالإخلال بالشرف من النساء.
ولكون هذه العادات والتقاليد وحتى السنن العشائرية تتناقل شفاهياً، ولم توضع مدوّنة يستندون إليها فيها، اعترت الكثير من العادات تأويلات مختلفة ومتباينة، حتى إن البعض يستسلم إلى أنها ليست أكثر من عادات ولا تحمل معنى محدداً، ولا تحتاج إلى تهويل (أكثر هذه الفئة في عشائر الفرات الأوسط) فيما غيرهم (في الجنوب غالباً) يضعون لها تفسيراً محدداً ويتخذون وفقه إجراءات ذات طابع تصعيدي تصل حد "الفصل" العشائري وأخذ غرامة على سلوك الضيف الذي يُرى فيه معنى يخل بالشرف.
من بين هذه الأمور، قصة يرى بعضهم أنها تفسر اعتماد العلامات التي ترتبط بالقهوة على الإيماءات بدل الكلمات، وهي أن "القهوجي" لأول شيخ كان أخرسَ، ومن سلوكه المعتمِد على الإيماءات انتشرت العادة واستمرت حتى اليوم. ورغم أن هذه المعلومة تعطي تفسيراً منطقياً إلى حدٍ ما، فإنه لا يمكن إثبات صحتها من عدمه.
جريرة الملعقة
دخل الشاي إلى البيوت والدواوين في العقود المتأخرة، ويرجح البعض أنه دخل مع الإحتلال الإنكليزي في الحرب العالمية الأولى، ثم تحوّل إلى مشروب وطني ينافس القهوة، ولاحقاً تطورت العلاقة معه، فخضع إلى الأصول العشائرية.
يبدأ عدّ فناجين القهوة: أول فنجان هو "فنجان الضيف"، والثاني يسمّى "الكيف"، أي غرضه التلذذ به، وبعده يأتي الفنجان الثالث، ويسمى "فنجان السيف"، وفيه عقد ضمني إلزامي بمعنى "المؤاخاة حد الموت، والانتصار للآخر تحت أي ظرف"
ودخوله المتأخر جعل العلامات المحيطة به أقل تعقيداً من القهوة. ففي الشاي، لا يجب أن يُقدَّم الكوب، المعروف محلياً بـ"الاستكان" ناقصاً، بل يجب أن يمتلئ حتى حافته، لتوخي إساءة يُفهَم منها أن الشارب يُعَدّ رجلاً ناقصاً، كما لا يجب نسيان وضع الملعقة الصغيرة، فنسيانها أو تقصد عدم وضعها يعطي المعنى ذاته ويعني أن الشخص مطرود أيضاً، وعند وضعها يجب ألا تكون في داخل "الاستكان" (قدح الشاي الزجاجي الشرقي)، وفي ذلك شتيمة بذيئة تتعلق بالشرف، وهناك اختلاف في تحديدها.
الرأس للرأس
ويحيط بالإطعام والمؤاكلة العديد من علامات الترحيب والتقدير، وحتى الاحتقار، فكانوا يخصصون رأس الذبيحة لشيخ العشيرة وفق قاعدة يختصرونها بـ"الرأس للرأس"، وإذا لم يكن حاضراً فللسيد، أو كبير القوم، أو للوافد من مكان بعيد. ويُشترط بالرأس أن يكون كاملاً، فإذا كان مشوها أو بالأخص مقطوع الأذن فإن في هذا إهانة كبيرة لا تغتفر بسهولة، والأمر نفسه إذا ما وضعت خضار فوقه، أو أُسمِلَت عيناه. وحينما لا يوضع الرأس أمام الشيخ أو السيد، فهذا يعني أن هناك مَن هو أكبر منه، وفي هذا إشكال آخر يحدده السياق.
وتوزع باقي أجزاء الذبيحة إلى البقية حسب مكانتهم، ويحذرون من تقديم جزء "الدفة"، ويخصصونه للحائك احتقاراً لمهنته، وإذا لم يوجد حائك يُرمى. وهذه عادة قديمة، وغالباً لم يعد الحائك يميَّز بالدفة في الموائد اليوم، لكن رهبة العظم لا تزال حاضرة.
ومن الأصول أن يأكل كل فردٍ مِن الجزء الذي أمامه، وعندما يتعداه إلى الأكل من الجزء المفترض للشخص المقابل، فإن الأخير يعتبر الفعل انتقاصاً منه، بتهويل كبير يختصرونه بالقول: "ما دمت قادراً على الأكل من سهمي (حصتي) فإنك تعتدي على عرضي".
لغة تحتضر
تموت اللغات عند عدم استخدامها، وهذا ما حصل مع هذه اللغة. فمع مرور الزمن، وبتأثير ظروفٍ بعضها قاهرة، تم التخلي تدريجياً عن الكثير منها، وعلى الأقل حدث بعض التهاون والتساهل في ما إذا وقع خطأ باستخدامها. ويرى المعنيون بالأمور العشائرية أن انحسار هذه اللغة والكثير من العادات بدأ في تسعينيات القرن الماضي.
في التسعينيات، خرجت البلاد من حربين في إيران والكويت، وانتفاضة صغيرة، ودخلت في حصار اقتصادي قاهر، وفي هذا العقد مكّن نظام صدام حسين العديد من الأشخاص من تولي شؤون العشائر، بهدف السيطرة عليها، ولهذا يسمونهم استخفافاً بـ"شيوخ التسعينات". بالإضافة إلى ذلك، دخل عدد كبير من البدون من الكويت إلى العراق حاملين معهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة.
وبعد سقوط نظام صدام حسين، عام 2003، ازداد عدد الشيوخ الجدد، ووقعت فوضى أدّت إلى انشطارات عديدة داخل العشيرة الواحدة، كما زاد عدد العشائر التي تدّعي انتسابها إلى ذرية النبي محمد، فصاروا يسمون استخفافاً بـ"سادة 2003"، وخلال هذه الفوضى استغل أشخاص "يستهوون المشاكل"، ويعيشون عليها، هذه العلامات لافتعال مشاكل تصل حد الفصل العشائري.
ومن الأمور المهمة التي ساهمت في التعامل المختلف مع العلامات المحيطة بالطعام، انتشار المواكب الحسينية، وظاهرة الثوابات والإطعام، والتوزيع المجاني، فالحساسية تجاه "المعزب" قلّت كون المعزب يمثل صاحب الديوان أو العزاء وهو "الإمام الحسين"، بحسب ما يفسرون الأمور.
لاحقاً، في نهاية شباط/ فبراير من العام 2020، اجتاح البلاد فيروس كورونا، فأجبر الناس على الالتزام بعدة إجراءات وقائية، من بينها تغيير فنجان القهوة في المناسبات إلى فنجان ورقي يُستخدم مرة واحدة، والأمر نفسه انطبق على كوب الشاي الذي يحضر وفي داخله ملعقته الصغيرة دون أن تثير أي ضجة هذه المرة.
تسيطر المزاجية على التعامل مع هذه العلامات، وتؤول بحسب ما تضمره الأنفس. تزداد الحساسية إذا كان هناك خلاف سابق بين الشخصين، فتكون ذريعة لافتعال مشكلة، حتى وإنْ بدا الخطأ غير مقصود. بتأثير هذه المزاجية، انقلب معنى إحدى العلامات إلى نقيضها التام. ففي تسعينيات القرن الماضي، نشب خلاف بين شخصين، جراء قيام الأول بقطع اللحم وتقديمه إلى مَن يقابله، وتطور الخلاف إلى فصل، وصارت علامة يحذرون منها، على الرغم من أن هذا الفعل كان محموداً في السابق، ويدل على الترحيب والكرم، فتحوّل معنى العلامة بسبب مشاعر مضمرة تعود إلى خلاف قديم، وبعد عام 2003 انتشرت حكايات عن مثل هذا الفعل وما أسفر عنه من نتائج.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون