قبل الشروع في كتابة هذا الموضوع، وضعتُ على حسابي على فيسبوك السؤال التالي: "ما هي ذكرياتكم عن بث Rai 1 في تونس؟". دقائق قليلة وانهمر سيل الذكريات في خانة التعليقات كالمطر الغزيز: أسماء برامج، أبطال رسوم متحركة، غزل بمقدِّمات البرامج الشقراوات، طرائف حول محاولات ضبط تلقّي القناة من خلال الهوائيات، وتعليقات بالإيطالية تكشف عن تأثر لم يتبدد مع الزمن بلغة القناة الغريبة.
كانت التعليقات الكثيرة دليلاً على مدى رسوخ هذه القناة في نفوس جيل واسع من الشباب التونسيين الذين ولدوا بين سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهو الجيل نفسه الذي عاش لحظة الانتقال من ندرة القنوات إلى التخمة الفضائية بعد دخول الصحون اللاقطة حيّز التداول. بدا جليّاً أنني لست الوحيد الذي تركت فيه "راي أونو " أثراً لا يمكن أن يُنسى.
بدأت علاقة التونسيين بالصور القادمة من الخارج باكراً. قبل تأسيس التلفزيون الرسمي التونسي في العام 1966، كانت قناة "راي أونو" قد شرعت في بث برامجها في تونس. حدث ذلك في العام 1960، بمناسبة الألعاب الأولمبية في روما، عندما وُقّعت مذكرة تفاهم بين القناة الإيطالية والإذاعة التونسية نصت على تركيب عمود بث على جبل بوقرنين، أعلى قمة في ضواحي تونس.
مكّن ذلك القرار سكان العاصمة التونسية من الوصول إلى القناة الإيطالية. وفقاً لبنود الاتفاقية، كان هذا البث مؤقتاً ومقتصراً على مدة الألعاب الأولمبية. ومع ذلك، لم ينقطع بث القناة حتى بعد تأسيس القناة الرسمية التونسية. ولمدة ثلاثين عاماً تقريباً، تمكن الجمهور التونسي، في العاصمة، من متابعة ثلاث قنوات تلفزيونية: القناة الرسمية، القناة الإيطالية، والقناة الثانية الرسمية التي أعادت بث برامج مستعارة من القنوات الفرنسية حتى العام 1989.
شكل الحضور المبكر للقناة الإيطالية في تونس، سنوات قليلةً فقط بعد الاستقلال، كسراً لاحتكار الدولة الذي ساد في جميع القطاعات، خلال فترة حكم الحزب الواحد (1962 – 1980)، فقد استخدمت السلطة دائماً التلفزيون والإذاعة كأداة إيديولوجية للتعبئة، ولتأسيس هيمنة النخبة الحاكمة على المجتمع بأسره. لكن وجود قناة أجنبية، لا يحضر فيها الرئيس المجاهد الأكبر ولا شعارات الحزب الدستوري كان أمراً لافتاً وكوة صغيرة في جدار سميك من السلطوية الأبوية.
لكن هذه الكوة التي يدخل منها قليل من الحرية، لم تكن إلى العام 1984 متاحة لجميع سكان البلاد، ففقط في ذلك العام توسع بث القناة الإيطالية إلى جميع أنحاء البلاد تقريباً. وحدهم سكان العاصمة تمتعوا بهذا الامتياز. وكان سكان المناطق الحدودية يستعملون أدوات بدائية لالتقاط بث القناة الجزائرية غرباً، والقناة الليبية شرقاً، ومع أنهما كانتا لا تختلفان في شيء عن القناة التونسية من حيث الصوت الواحد وتمجيد القائد الواحد، بل وأكثر غرقاً في الديماغوجيا، إلا أنهما كانتا متنفساً من حيث نوعية الأغاني والدراما، لجهة القرب الثقافي بين سكان الحدود ومجتمعات دول الجوار. في المقابل، لجأ سكان المدن الساحلية باكراً، منذ السبعينيات، إلى هوائيات التردد فوق العالي (UHF)، والتي كانت متطورة حينذاك، لمحاولة استقبال القنوات الخاصة الإيطالية، والتي غالباً ما تبث من جزيرة صقلية.
عالم ملوّن من البهجة
كنت طفلاً في أقصى جنوب البلاد، على مشارف الصحراء. ولكن حظي كان أحسن من أبناء الجيل الذي سبقني، فقد أدركني الوعي وقناة "راي أونو " يبلغ بثها مدينتنا الصحراوية. كنت حينذاك بالكاد أميّز الصور، وكانت إيطاليا تشهد كأس العالم 1990.
لم أعد أذكر جيداً ما كان يحدث في صندوق التلفزيون الصغير، ولكنني ما زالت أتذكر حالة البهجة التي تنتابني عندما نفتح القناة الإيطالية: ألوان كثيرة وصافية، وموسيقى صاخبة، ولكنة إيطالية غريبة، وصراخ المعلق الرياضي، ومشاهد الإعلانات، خاصة إعلانات المأكولات والشوكولاته. في المقابل، كانت القناة التونسية باهتة الألوان وإعلاناتها قليلة. باستثناء شهر رمضان، حنث كنّا لا نغادر بثها أبداً.
عندما طرحتُ سؤالي على الأصدقاء في فيسبوك حول ذكرياتهم عن بث "راي أونو" في تونس، كانت أغلب الإجابات، التي فاقت الثمانين، تدور حول المرح الذي أدخلته عليهم، وكلها جاءت متذكرةً بحميميةً جارفة برامج الترفيه، سواء الموجهة للأطفال أو الفنية أو الرياضية.
فقد شكلت هذه القناة مهرباً من رتابة القناة الرسمية ومن جدية القناة الفرنسية الثانية. حاز برنامج الأطفال Solletico النصيب الأكبر من محبة ذلك الجيل، وبقيت صورة كل من إليزابيتا فيراتشيني وماورو سيريو، اللذين قدّما البرنامج، راسخةً في عقول أطفال التسعينيات. كما ساهم البرنامج الرياضي 90º minuto في الحب الكبير الذي يكنّه قطاع واسع من الجمهور التونسي للفرق الرياضية الإيطالية، وخاصة للمنتخب الإيطالي. وتزامنت تلك الفترة مع المجد التاريخي للدوري الإيطالي والحضور الملحمي للأسطورة دييغو مارادونا في صفوف نادي نابولي.
في تلك الفترة، بدأت تظهر في الفضاء العام مقاهٍ في شوارع تونس تحمل أسماء إيطالية، وتحفل جلسات الشباب بالحديث عن المافيا الإيطالية. بل إن قطاعاً كبيراً من المراهقين اكتشفوا أجساد الجنس الآخر من خلال الأفلام التي كانت تعرضها القناة الإيطالية. لم تكن المشاهد فيها جرئيةً كثيراً، لكنها كانت تُعتبر "ثورةً"، قياساً بحالة الكبت الواسع التي تعيشها تلك الأجيال.
ساهم البرنامج الرياضي 90º minuto الذي كانت تبثه قناة "راي أونو" الإيطالية ويتابعه التونسيون في الحب الكبير الذي يكنّه قطاع واسع من الجمهور التونسي للفرق الرياضية الإيطالية، وخاصة للمنتخب الإيطالي
يعلق أحد الأصدقاء مجيباً عن سؤالي حول ذكرياته مع "راي أونو": "كنت أفتح التلفزيون فأرى مطراً من الحسناوات"، ويكتب آخر اسم المغنية والممثلة والراقصة ومقدمة البرامج التي سلبت عقول الشباب حينذاك رافاييلا كارا. ومع أن أبناء جيلي أدركوا الشقراء كارا وهي على مشارف عقدها الخامس، إلا أنهم أدركوا بقايا جمال لم تبدده السنوات وبهجةً في روحها لم يؤثر فيها تقدم السن، كما أنهم شاهدوا على شاشة القناة الإيطالية أرشيف كارا في السبعينيات والستينيات.
وبدأ الناس في تداول كلمات بالإيطالية، وذهب الشغف بالبعض إلى تعلم اللغة الإيطالية ذاتياً من خلال متابعة البرامج. تعلق إحدى الصديقات على سؤالي قائلةً: "كنت طفلة لا تتكلم إلا الإيطالية من شدة تعلقي بالقناة، ما أدى إلى قرار عائلي بمنعي من مشاهدتها خوفاً من عدم إتقان العربية".
ربما يرى البعض أن هذا الأمر فيه شيء من المبالغة، ولكن لا بد من النظر إليه في سياقه التاريخي. فاليوم، نعيش في عالم واسع من الخيارات: الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي ومنصات البث والسينما الرقمية وغيرها من وسائل الترفيه والإعلام. لكن قبل ثلاثة عقود، وتحديداً في تونس، كنّا نعيش داخل صندوق مغلق من المعلومات التي تنتجها الدولة وتوزعها الدولة والدراما التي تنتجها الدولة وتوزعها ومن الترفيه الذي ينتج تحت إشراف الدولة، ولا شيء خارج هذا الصندوق باستثناء فتحة صغيرة تسمى "راي أونو": نافذة صغيرة على العالم الواسع، المتعدد، الملوّن.
في ورقة بحثية نشرها كل من جان بول نارسي كومبس وأمل بوغنيم، سنة 2011، بعنوان "التلفزيون وتعلم اللغة الإيطالية في سياق متعدد اللغات"، يخلص الباحثان إلى أن فرضية التعلم التلقائي للغة الإيطالية من خلال بث القناة الإيطالية في تونس قد أثبتتها التجربة. ولفهم الظروف التي سمحت بهذا الاكتساب التلقائي للغة أجنبية عن طريق التلفزيون، أجريت دراسة على عيّنة من التونسيين الذين زعموا أنهم اكتسبوا اللغة الإيطالية من خلال متابعة برامج قناة "راي أونو" بانتظام، واجتازوا اختبارات شهادة المعرفة باللغة الإيطالية، المستوى الثاني، من جامعة بيروجيا. وأظهرت نتائج الاختبارات أن الأشخاص الخاضعين للاختبار حصلوا على المستوى الثاني وأنهم كانوا قادرين على الوصول إلى مستوى أعلى.
وتشير الورقة التي نشرت في "المجلة العلمية للبحوث في مجال تعليم اللغات والثقافة" إلى أنه أجريت مقابلات معهم بهدف جمع مزيد من المعلومات حول شروط هذا التمكن من اللغة الإيطالية. وأظهر تحليل هذه المقابلات أن "راي أونو" فرضت نفسها على هؤلاء المتفرجين التونسيين لأنه كان لديهم وقت فراغ، ولم تكن لديهم أي وسيلة لتسلية أنفسهم. في مواجهة ضعف برامج القناة التونسية، انجذبوا تدريجياً إلى جودة البرامج وكذلك الثقافة الإيطالية.
قطاع كبير من المراهقين التونسيين اكتشفوا أجساد الجنس الآخر من خلال الأفلام التي كانت تعرضها قناة "راي أونو" الإيطالية. لم تكن المشاهد فيها جرئيةً كثيراً، لكنها كانت تعتبر "ثورةً" قياساً بحالة الكبت الواسع التي تعيشها تلك الأجيال
ولم يقتصر الأمر على تعرضهم للبث في وقت مبكر (بين ثلاثة و16 عاماً)، بل على طول فترة المتابعة (ثلاث ساعات يومياً في المتوسط لعدة سنوات). المشاهدون التونسيون تصرفوا بشكل عفوي، كما وصفوا تعلمهم بأنه "تعلم غير واعٍ وعفوي وطبيعي" وادّعوا أنهم اكتسبوا معرفة نحوية لا يستطيعون تفسيرها صراحة. قد يشير هذا إلى أن تعلم اللغة الإيطالية حدث ضمنياً. ومع ذلك، أشاروا أيضاً إلى أنهم على الرغم من أنهم لم يكونوا على دراية بتعلمهم في البداية، إلا أنهم سعوا إلى فهم ما سمعوه بفضل ثراء الصورة المتحركة وأوجه التشابه بين الإيطالية والفرنسية.
"راي أونو" وتمثيلات الهوية
حاز الحضور المديد للقناة الإيطالية في تونس على اهتمام معتبر من طرف الدراسات الاجتماعية، لا سيما في إيطاليا. في العام 1992، نشرت الباحثة الإيطالية مانويلا مالتشيودي، دراسة علمية باللغة الإيطالية في الععد الرابع من مجلة إفريقيا (Africa) بعنوان "أثر التلفزيون الإيطالي (راي أونو) على المجتمع التونسي". ولاحقاً، سنة 1994، ناقشت رسالة دكتوراه كتبتها مالتشيودي الموضوع نفسه في كلية العلوم الإنسانية في الجامعة التونسية. وقبل ذلك، في العام 1990 نشرت مجموعة من الباحثين من تونس وإيطاليا كتاباً مشتركاً حول "الراي أونو في تونس: صورة إيطاليا والإيطاليين في المشاهدين التونسيين".
شكلت أعمال مانويلا مالتشيودي أعمق المساهمات الاجتماعية في إدراك تأثير القناة الإيطالية على الجمهور التونسي. أجرت عشرات المقابلات الشخصية وعمليات المسح الاستقصائي خلال النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي حول المسألة. وقدّمت في دراسة متأخرة نُشرت في كتاب مشترك في العام 2002 تحت عنوان "استقبال التلفزيون الإيطالي في تونس: نظرة جديدة على الآخر وعلى الذات"، عن منشورات معهد أبحاث المغرب العربي المعاصر، خلاصة أعمالها.
تلاحظ مالتشيودي أن للحضور القديم والمتواصل للتلفزيون الإيطالي في تونس تأثيراً متناقضاً على التصرف العاطفي للجمهور التونسي تجاه الإيطاليين، وذلك من خلال إظهار الأبعاد المتعددة لوجوده، بما في ذلك إثارة أكثر الأشخاص حميمية وإنسانية شعوراً بالتقارب والألفة والتعاطف. في المقابل، ينقلب الموقف العاطفي تماماً تجاه القناة الفرنسية. تجاه القناة الفرنسية، نجد الجاذبية والرفض، والتماهي والتميز، التأثر والمسافة النقدية. أما تجاه القناة الإيطالية يكون المشاهد أكثر استرخاءً وأقل تعقيداً وتناقضاً وأكثر سطحية، ويكون أكثر عفوية، وأكثر مرحاً، وأقل نقداً، وأقل إشكالية من الناحية الفكرية.
من الصعب ألا نرى، وراء هذا الاختلاف، تاريخ العلاقات بين فرنسا وتونس، والذاكرة الاستعمارية، والأفكار والإيديولوجيات التي ترافق المشاهد أثناء المتابعة. لكن من المرجح أن هذا الاختلاف ينبع أيضاً من أسباب أخرى تتعلق بالوسيلة التلفزيونية نفسها: الطرائق المحددة للعرض على القناتين والحضور المطول والمعزول إلى حد ما للقنوات في تونس. فالقناة الإيطالية تركّز على الترفيه في مقابل الجدية والخط السياسي المهيمن في القناة الفرنسية، والملل وإعادة إنتاج الزعيم وظلاله في القناة التونسية.
أما عن الجانب اللغوي، فتُظهر المسوحات التي قامت بها مانويلا مالتشيودي أن حضور القناة الإيطالية في تونس أدى إلى تآكل الحاجز اللغوي دون القضاء عليه. ونتيجة لذلك، يفضل جزء كبير من الجمهور التونسي التعرض للبث الذي يسهل الوصول إليه حتى في غياب المهارات اللغوية، مثل العروض الترفيهية والرياضية والبرامج الموسيقية. وعندما يكون المشاهد يمتلك مستوى أعلى من إدراك اللغة، يعرّض نفسه لبرامج أكثر تعقيداً، مثل الأخبار أو الأفلام.
لكن التلفزيون، حتى وإنْ كان في كثير من الحالات شأناً فردياً تماماً، فإن الخبرات المكتسبة من المشاهدة تنتقل إلى تفاعل اجتماعي. وفي حين أن معظم المشاهدة لا تزال تتم في المنزل، والذي يُنظر إليه تقليدياً على أنه مساحة خاصة، فإن هذا المنزل موقع الدعاية الوسيطة هو المكان الذي قد يبدأ فيه الحديث عن الأمور العامة. لذلك فإن تعرض قطاعات واسعة من التونسيين لبث القناتين الإيطالية والفرنسية على نطاق واسع منذ منتصف الثمانينيات أدّى إلى تحولات عميقة في تمثلهم للسلطة وشرعيتها وشكلها السلطوي.
فقد أدى الوصول المجاني إلى نظام المعلومات الأوسع هذا، من خلال الأخبار والبرامج السياسية، إلى كسر احتكار المعلومات الأحادي الذي تقوم به السلطة التونسية، ولعب بالتأكيد دوراً في زيادة النقد ضد التحكم في المعلومات الذي تمارسه، بل وإلى تفاقم النقد الموجه لها. ويتعزز هذا التأثير من خلال تمثيل أداء المؤسسات والممارسات التي تحكم الحياة السياسية، والتي ينقلها يومياً التلفزيون الإيطالي والفرنسي، مما يشجع عمليات المقارنة مع النظام التونسي.
ومن بين الجوانب الأكثر جاذبية في النظام الغربي بالنسبة إلى جزء كبير من الجمهور التونسي، هناك على وجه التحديد التعددية السياسية، وحرية التعبير، والثقل الاجتماعي والسياسي للجمعيات. لذلك، كانت التداعيات الحتمية هي الشعور بالإحباط الذي أعرب عنه عدد من المستجوبين خلال عملية المسح، والناجم عمّا تولّد لديهم من مشاعر عند متابعتهم برامج الصحافة النقدية، وكذلك البرامج الساخرة والبرامج الحوارية التي تقدّم ممثلي المؤسسات والأحزاب السياسية في جو من الاسترخاء والود وتقصير المسافة بينهم وبين الجمهور، وكل المواقف المتلفزة التي تمثل علاقات تفاعل أفقي ومتكافئ بين المواطنين والسلطة.
على الرغم من أن هذا التأثير ليس غائباً في الجمهور الأقل تعليماً، إلا أنه يتجلى هناك بأقل كثافة وحدة، مقارنة بالجمهور المتعلم. في مناطق أخرى، يتجلى تأثير القناة الإيطالية على الفئات الاجتماعية والثقافية، ويؤثر حتى على أفقر الناس، على وجه الخصوص لجهة مساهمتها في توجيه الرغبات وأنماط الاستهلاك: مشهد الرفاهية ووفرة الخيارات وآليات تحديد الهوية التي تقترحها الصور الإعلانية لها تأثير عاطفي قوي على الجمهور التونسي، يمكن أن تكون مرتبطة أيضاً بعدم الرضا المتزايد عن السوق المحلية وانخفاض قيمة المنتج الوطني والرغبة في السلع الأجنبية.
ومراكمةً على مسوحات مانويلا مالتشيودي، يمكن أن نضيف التأثير الكبير للقناة الإيطالية على تمثلات الشباب التونسي للهجرة. فقد تزامنت موجات الهجرة غير النظامية الأولى مع دخول البلاد في أزمة اقتصادية هيكلية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وانهيار معدلات الإنفاق العام. وشكلت إيطاليا الوجهة السحرية المحببة إلى قلوب المئات من الشباب، خاصة من سكان السواحل والعاصمة. فقد كانت أغلب أحلام الهجرة حينذاك تدور حول "الحرقة للطليان" وأكثرها تطرفاً حول الهجرة إلى إيطاليا والانخراط في تجارة المخدرات. كانت إيطاليا جنةً في عيون هؤلاء الشباب الذين شكّلوا صورهم الأولى عن هذه الجنة من خلال الأفلام والبرامج التي تعرضها قناة "راي أونو".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...