شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"اربط حذاءك واركض من أجل المناخ"… كرنفالات الاستعداد لمؤتمرCOP27

حياة نحن والبيئة

الأحد 16 أكتوبر 202205:00 م

استند محمود عز بركبتيه على الأرض وهو يثبت ورقة كتب عليها بحروف إنجليزية "أركض من أجل المناخ" علي صدر قميص ابنته وهو يشرح لها بشكل بسيط لماذا تعين عليها الاستيقاظ مبكراً والجري لنشر الوعي حول درجات الحرارة التي ترتفع لتؤثر على نوعية الطعام على مائدتهم.

يعمل عز مهندساً، وله ثلاثة أبناء أصغرهم مليكة التي شاركته في فعالية للجري نظمت صباح الجمعة 14 أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري، في مدينة الشروق ( شرق القاهرة) ضمن عدد من المبادرات الرياضية التي شارك فيها ما يقرب من عشرة آلاف رياضي مصري، تنوعت بين الركض وركوب الدراجات، لدعم مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 الذي تستضيفه مصر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في مدينة شرم الشيخ.

مسابقات الجري التي أقيمت دعماً للمؤتمر وتمهيداً له، واحدة من فعاليات "احتفالية" تنظمها الحكومة المصرية بدعم من سفارتي بريطانيا واليابان في مصر، إلى جانب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في مقابل غياب تام للأنشطة الاحتجاجية التي عادة ما تسبق وترافق المؤتمرات المماثلة.

مسابقات الجري التي أقيمت دعماً للمؤتمر وتمهيداً له، واحدة من فعاليات "احتفالية" تنظمها الحكومة المصرية بدعم من سفارتي بريطانيا واليابان في مصر، إلى جانب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في مقابل غياب تام للأنشطة الاحتجاجية التي عادة ما تسبق وترافق المؤتمرات المماثلة

يقول عز لرصيف22: "الأمر مهم للأطفال أن يعرفوا كيف يتغير الطقس، وتأثير المناخ على الزراعة وعلى الحياة كاملة، وكيف تعاني قارات وبلدان فقيرة من التغير المناخي".

ويضيف "الحديث العلمي عن المناخ للأطفال أمر صعب، و أحاول تبسيط المعلومات وربطها بنشاطات يومية لهم، مثل وجود فواكه في غير موسمها، أو لماذا يصبح الجو أكثر حرارة في فصل الشتاء، ولكن الاشتراك في مبادرة الجري اليوم يساعد الأطفال على الإدراك، لوجود أنشطة معرفية جانبية".

بداية انطلاق السبقا من مقر الجامعة البريطانية بالقاهرة
اصطحب آباء محبون لرياضة الجرى بناتهم وأبنائهم للمشاركة معهم في السباق للتعريف بقضايا المناخ

اعتاد عز ممارسة رياضة الجري بشكل أسبوعي، إلا أنه في السنوات الاخيرة أصاب الارتباك تدريباته لصعوبة ضبط المواعيد بسبب تغيرات درجات الحرارة وكثرة التقلبات، يقول: "الأمر نفسه أتابعه في مباريات كرة القدم التي أصبح بها فترات استراحة أكثر لشرب الماء أثناء اللعب".

وتؤثر درجات الحرارة على ممارسة الرياضة ففي عام 2018 أجبرت درجات الحرارة المرتفعة منظمي بطولة التنس المفتوحة في الولايات المتحدة على تقديم "استراحة" للرياضيين، وأجبرت جودة الهواء الرديئة الناجمة عن حرائق الغابات بعض لاعبي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس 2020 على الانسحاب.

"الحديث العلمي عن المناخ للأطفال أمر صعب، و أحاول تبسيط المعلومات وربطها بنشاطات يومية لهم، مثل وجود فواكه في غير موسمها، أو لماذا يصبح الجو أكثر حرارة في فصل الشتاء، ولكن الاشتراك في مبادرة الجري اليوم يساعد الأطفال على الإدراك، لوجود أنشطة معرفية جانبية"

دعمت الجامعة البريطانية الفعالية بأدوات صديقة للبيئة، حيث سمحت للعدائين بشحن هواتفهم باستخدام دراجات تعمل بطاقة الحركة وتحويلها إلى طاقة كهربائية، ومجسم بقطع الثلج ينساب ماؤه على الأرض في إشارة إلى تأثير الاحتباس الحراري على ذوبان الجليد.


وتعتبر الفعاليات الرياضية وسيلة لنشر التوعية بالتغير المناخي، حيث أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مبادرة في العام الماضي قبل انطلاق COP26 في جلاسكو. اعتبر فيها أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، "إن حالة الطوارئ المناخية هي سباق نخسره، لكنه سباق يمكننا الفوز به. و وقال"دعونا نربط أحذية الجري ونفوز بسباق المناخ من أجلنا جميعاً".

وتتطلع مصر التي تستضيف مؤتمر COP27 في نوفمبر المقبل، أن يتحدد خلال الدورة الجديدة إطار بدء تنفيذ اتفاقية باريس، وتفعيل التعهد الذي قطعته الدول الأكثر تقدماً عام 2009 بتقديم مبلغ 100 مليار دولار سنوياً للدول الأكثر فقراً للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. وهي الآمال التي لا يبدو أنها قد تتحقق في المدى المنظور.

----------------------------

تصوير محمد عوض


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

ما أحوجنا اليوم إلى الثقافة البيئية

نفخر بكوننا من المؤسّسات العربية القليلة الرائدة في ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺇﺫﻛﺎﺀ ﺍﻟﻮﻋﻲ البيئيّ. وبالرغم من البلادة التي قد تُشعرنا فيها القضايا المناخيّة، لكنّنا في رصيف22 مصرّون على التحدث عنها. فنحن ببساطةٍ نطمح إلى غدٍ أفضل. فلا مستقبل لنا ولمنطقتنا العربية إذا اجتاحها كابوس الأرض اليباب، وصارت جدباء لا ماء فيها ولا خضرة.

Website by WhiteBeard