شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
اتهام بالعنصرية ووصم العرب بالإرهاب... انتقادات واسعة لـ

اتهام بالعنصرية ووصم العرب بالإرهاب... انتقادات واسعة لـ"الإيكونوميست" بسبب غلاف MBS

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتنوّع

الاثنين 1 أغسطس 202204:41 م

أثار غلاف العدد الأخير من "الإيكونوميست" غضباً واسعاً، لا سيّما في أوساط الجمهور العربي الذي اتهم المجلة بـ"العنصرية ضد العرب" و"ترسيخ الأفكار النمطية المغلوطة التي تربطهم بالعنف والإرهاب"، على خلفية تصوير ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أنه "قنبلة موقوتة".

في الغلاف المثير للجدل، وهو نشر مساء السبت 30 تموز/ يوليو 2022، داخل مقال بعنوان: "MBS… طاغية في الصحراء"، يظهر رأس الأمير السعودي من الخلف وهو يرتدي الشماغ وعقالاً يتدلى منه فتيل قنبلة مشتعل.

"تجريد العرب من إنسانيتهم"

وبينما حاول التقرير الذي تناول مقتطفات من سيرة حياة بن سلمان طفلاً وشاباً وصولاً إلى توليه الحكم الفعلي للمملكة، وتساءل عن مستقبله، معتبراً MBS قنبلة موقوتة تهدد بلاده وربما المنطقة والعالم، رأى الكثير من الصحافيين والمتابعين والقراء العرب - وكذلك من الغربيين - في الرسم "مثالاً نموذجياً للعنصرية ضد العرب" و"محاولة لترسيخ الأفكار المغلوطة والقبيحة عن العرب كأشخاص عنيفين".

"مثال آخر على تجريد العرب من الإنسانية في الثقافة الغربية"... انتقادات واسعة لـ"الإيكونوميست" بسبب غلاف يُظهر رأس بن سلمان من الخلف وهو يرتدي الشماغ وعقالاً يتدلى منه فتيل قنبلة مشتعل

وطالب معلقون المجلة بالاعتذار علناً عن هذه الإهانة لـ"الزي العربي/ السعودي الأصيل"، لافتين إلى أن المجلات والصحف المحترمة الحسنة النيّة هي التي تحرص على تجنب تكريس الصور النمطية المسيئة".

قالت الباحثة السعودية غادة المهنا إن الرسم بمثابة "هجمة على الهوية البصرية العربية" و"مثير للاشمئزاز وعنصري"، متابعةً أن "ملايين الرجال العرب يرتدون الشماغ والعقال كجزء من هويتهم الثقافية. يُعزز هذا الغلاف السردية القائلة إن أي شخص يرتديهما يُعد ‘قنبلة موقوتة‘ - إرهابي على وشك الانفجار".

وأردفت: "أعتقد أنه لو كان الأمر يخص أي خلفية ثقافية أخرى، لأخذ المحررون الكثير من الاحتياطات لتفادي الإساءة لأي شخص. أعني ماذا لو كان الأمر متعلقاً برجل يرتدي ‘الكيباه‘، كيف كان سيصوّر؟ أو رجل يرتدي عمامة؟ هل كانوا ليفكروا مرتين قبل رسم مثل هذا الغلاف؟ شخصياً، أعتقد ذلك".

وكتبت الصحافية الفلسطينية الأمريكية لورا البسط في تويتر: "غلاف المجلة هذا عنصري. هناك الآلاف من العرب الذين يرتدون غطاء رأسٍ مع ‘عقال‘. وهناك طرق عديدة لرسم صورة توضيحية لـ MBS بدون تصوير صريح للعربي على أنه يعادل ‘قنبلة‘. رسم مخزٍ حقاً". من الطرق للإشارة لولي العهد السعودي دون وصم العرب، اقترح البعض وضع "منشار" عوضاً عن "القنبلة".

من وجهة نظر فنية متخصصة، رأى معلقون أن تجسيد بن سلمان كقنبلة موقوتة لا يعكس الفكرة الأساسية للمقال: "طاغية في الصحراء"، معربين عن دهشتهم لاستخدام اللون الوردي في رسم غطاء الرأس العربي بدلاً من اللونين الأبيض والأحمر كما هو حقيقةً. ورجح هؤلاء أن الغلاف لم تتم مراجعته قبل النشر، مشددين على أنه "مثال صارخ لكيف يمكن أن تقوض الصور القصة الصحافية المكتوبة".

"هجمة على الهوية البصرية العربية… ملايين الرجال العرب يرتدون الشماغ والعقال كجزء من هويتهم الثقافية. يُعزز هذا الغلاف السردية القائلة إن أي شخص يرتديهما يُعد ‘قنبلة موقوتة‘ - إرهابي على وشك الانفجار"

قال آخرون إن الغلاف "مثال آخر على تجريد العرب من الإنسانية في الثقافة الغربية. الكوفية رمز الهوية العربية الذي لا تزال وسائل الإعلام الغربية تصوّره بشكل سلبي". وتكهّن بعضهم بأن حرص الغرب على نزع إنسانية العرب ربما يهدف إلى عدم الشعور بالسوء أو التعاطف معهم لدى تعرضهم للقتل الوحشي كما في فلسطين واليمن.

في الأثناء، اعتبر معلقون أن العنصرية ضد العرب ليست مستغربة من الإيكونوميست. أوضحت الكاتبة والباحثة المعنية بحقوق العمالة المهاجرة شيخة الهاشم أن الرسم "امتداد لصور وسائل الإعلام الغربية العنصرية التي تعكس كراهية للعرب وتصورّهم على أنهم إرهابيون عنيفون وبرابرة. هذه الرسومات خطيرة لأنها تطبع في أذهان القراء. إنه أمر مخزٍ للغاية لكنه غير مفاجئ".

من جهتها، اعتبرت الممثلة والكوميدية الفلسطينية الأمريكية ميسون زايد: "المشكلة أن #MBS أصبح بالفعل رمزاً ليس فقط لجميع العرب وإنما أيضاً لجميع المسلمين، ونحن مسؤولون عن السماح بحدوث ذلك، خاصةً المسلمين الذين يداومون على ملء جيوبه بأموال الحج كما لو أنه لم يكن الشيطان نفسه".

هل تعتذر المجلة؟

برغم الهجوم والاتهامات بعدم المهنية والتحيّز، بما في ذلك على حسابات المجلة على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت، لم تعلق المجلة أو توضح موقفها من الانتقادات الموجهة للغلاف حتى نشر هذه السطور. بل عبّرت محررة العدد روزي بلو عن "الفخر" بمحتواه، بما في ذلك التقرير عن ولي العهد السعودي، ووجهت الشكر للمشاركين في إعداد القصة والغلاف عبر حسابها في تويتر.

ميسون زايد:  المشكلة أن #MBS أصبح بالفعل رمزاً ليس فقط لجميع العرب وإنما أيضاً لجميع المسلمين، ونحن مسؤولون عن السماح بحدوث ذلك…

كتبت: "يا له من غلاف رائع من نوما بار"، مع إشارة إلى مصمم الغرافيك الإسرائيلي الذي صمم الصورة.

وعقّبت غادة المهنا على منشور روزي: "بدلاً من أن تكوني فخورة بغلافكم، اعترفي بالتحيز المروع ضد العرب الذي أظهرته أنتِ وزملاؤك. بهذا التصميم، عزّزتم صورة العرب (نحو 500 مليون شخص) على أنهم إرهابيون. هذا حقاً لا يغتفر وغير مقبول".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image