تتعدد الرموز في الديانة اليهودية بسبب التاريخ الطويل لهذه الديانة، وكثرة أنبيائها. كما احتكاكها بالعديد من الديانات الوثنية، وغير التوحيدية. وتلك الديانات تعج بالكثير من الرموز المرتبطة بأساطير تجعلها معقدة جداً، الأمر الذي تسرب لليهودية، وأصبحت تلك الرموز جزءاً لا يتجزأ من تلك العقيدة لدى أصحابها. الناظر للديانة اليهودية يجد رموزاً عدة مثل المنوراة، ونجمة داود والطاليت، والصيصيت والمزوزاه والشوفار والتيفيلين، والكيباه، وغيرها، فما دلالة وحكاية تلك الرموز؟
المنوراة "الشمعدان أو المنارة"
المنوراة
تعني الشمعدان أو المنارة، ويكون شكلها عبارة عن 7 أفرع. وكانت في البداية تصنع من الذهب الخالص، ثم صارت تصنع من الفضة أو النحاس أو مواد أخرى، بحسب القدرة المالية المتاحة. وتكون هناك ساق في المنتصف على يمينها 3 أفرع وعلى يسارها 3 أفرع، وتنار بالزيت أو الشموع. يعتبر اليهود أن المنوراة ظهرت بأمر من الرب ووضعت في خيمة الرب في عهد النبي موسى، ثم نقلت لمعبد شيلا ثم إلى هيكل سليمان. ويؤمن اليهود بضرورة أن تكون المنوراة مضاءة خصوصاً الساق الوسطى فيها، وطالما أنها مضاءة فالتوراة مستمرة، وبالتالي تستمر إسرائيل في توسيع حدودها. يعتقد علماء اليهود أن المنوراة ترمز إلى شجرة الحياة، استناداً إلى ما جاء في سفر التكوين. فالرب ظهر لموسى عند شجرة تشبه شجرة الحياة، المكونة من 7 أفرع وفق العقيدة اليهودية، وفروعها ترمز إلى النور الإلهي، وكل الأفرع الستة تتوجه بنورها إلى الساق الوسطى الرامزة إلى فلسطين، أي أن توجه اليهود وقلوبهم وعقيدتهم صوب فلسطين. وبعد إعلان دافيد بن غوريون إقامة دولة لليهود في فلسطين في مايو 1948، احتاروا في اختيار رمز وعلم للدولة، فخصصوا "لجنة العلم والرمز"، وعرضت 164 اقتراحاً، إلى أن اختار رموز الدولة المنوراة. وفي العصر الحديث لا يخلو أي شيء إسرائيلي من رسم المنوراة، كرمز لليهود، ويهودية الدولة. وقررت الحكومة الإسرائيلية طبع المنوراة على عملاتها الأساسية، وفي حجراتهم وأماكن عملهم، ليؤكدوا يهودية الدولة.
الكيباه
عبارة عن غطاء يوضع على رأس اليهودي، وتقابل في العربية "قبة"، فهي قبة الرأس أو "كف الرب التي توضع على رأس كل يهودي لتحميه". تعتبر الكيباه علامة مميزة لليهودي بشكل عام والمتدين بشكل خاص، لكن تغطية الرأس ليست فرضاً في اليهودية، بل نوع من الاحتشام، كما ورد في التلمود البابلي "غط رأسك لتحل عليك مهابة السماء".
شرح لبعض الرموز التي نراها لدى اليهود والإسرائيلين ولا نفهمهاوفي اليهودية يكون غطاء الرأس إما على مدار اليوم حتى أثناء النوم، من باب الحشمة. كما يجب تغطية الرأس أثناء تعلم التوراة، أو الصلاة، أو الذكر، ولو كان الشخص حاسر الرأس أي لا يرتدي الكيباه، فلا يسمح له بالكلام والقراءة من التوراة. ويؤكد موقع "كيكار هاشابات" التابع لليهود المتدينين أن ارتداء الكيباه علامة مميزة لليهود الأرثوذكس المحافظين على الدين، لذلك فالأرثوذكس يرتدون كيباه سوداء يعلوها قبعة لها مواصفات حسب الطائفة التي ينتمي إليها. ويفضل الإسرائيليون ارتداء الكيباه فقط دون القبعة، وتصنع من نسيج كروشيه بألوان مختلفة، حسب انتماء الشخص للطائفة، وحسب درجته الدينية في وسطه الذي ينتمي له. ومن أمثلة ذلك قبعة حاخامات برسيلاف، نسبة للحاخام نحمان برسيلاف، ذات اللون الأبيض. وهناك كيباه مطرزة يميل الشباب لارتدائها، أما الأطفال فيميلون لاستخدام كيباه من القماش الملون على صورة أزهار وورود، ويكون مكتوباً عليها كلمة "أورشليم".
نجمة داود
يعتبرها البعض خاتم سليمان، وتشير في العهد القديم إلى خلق الدنيا في ستة أيام، ويمثل قلب النجمة السداسية المكونة بالأساس من نجمتين، اليوم السابع الذي يقدسه اليهود ويعتبرون الرب ارتاح في اليوم السابع بعد خلق السموات والأرض. ويجمع البعض بين دلالتها الدينية وبين دلالة المنوراة، التي تمثل أيضاً مراحل الخلق، والأيام الستة التي يسمح فيها بالعمل في الشريعة اليهودية بحسب موقع jewishvirtuallibrary المتخصص في الشؤون الدينية اليهودية. وتمثل النجمة السداسية في بعض التفسيرات اللغوية لموقع Lexiline، ميلاد النبي داود أو زمن اعتلائه للعرش. والنجمة السداسية التي تعني بالعبرية "ماجين دافيد" أي "درع داود"، بسبب شهرة النبي داود في فن صناعة الدروع، والذي يمثل في الأدبيات اليهودية رمزاً للانتصار، اتخذته الحركة الصهيونية شعاراً لها. لذلك، مع إعلان قيام إسرائيل، اتخذت النجمة شعاراً لتكون وسط العلم الإسرائيلي.
كما يعتقد أن النبي داود كان يستخدم في معاركه درعاً قديمة مع عض اللفائف حولها، كانت على شكل النجمة السداسية الحالية.
ويمثل المثلث الذي يشكل النجمة مدلولاً دينياً لدى اليهود، وبحسب كتب القبالاة التي فسرت العهد القديم، هناك 10 صفات للرب، تم تجسيدها على شكل هرم "مثلث".
يشير موقع "أصل اليهود" إلى أنّ النجمة السداسية تمثل رمزاً لتحرير اليهود من العبودية في مصر. فالمثلث الذي يشبه الهرم يمثل السلطة، والهرم الآخر المقلوب يمثل الخروج عن هذه السلطة.
وعلى الرغم من ثبوت أن النجمة السداسية ذاع صيتها في فترة النبي داود، لكن هناك من يقول إنها انتشرت في عهد النبي سليمان بن داود، الذي تعددت زيجاته ومنها مصرية، وأن النجمة رمز لأرض الأرواح في اللغة الهيروغليفية.
لا يوجد خلاف بين الطوائف اليهودية على قدسية النجمة السداسية، وأنها رمز للدولة الحالية. وأول من اختارها للدولة الحديثة هو تيودور هرتسل في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897م. واختارتها جميعة "محبة صهيون" شعاراً لها مع بداية الهجرات اليهودية 1882.
الطاليت
ثوب يرتديه اليهود المحافظون "الأرثوذكس"، وهو شال للصلاة، يكون عادة أبيض اللون، ويخطط باللون الأزرق أو الأسود، ويوضع في كل ركن من أركانه الـ4 حبال تتدلى منه مصنوعة من الصوف، تسمّى "التسيتسيت". يرتديه الرجل على رأسه أو على كتفه. وبحسب ما ورد في بحث بعنوان "أدوات الطقوس اليهودية"، بعض الطوائف اليهودية لا تسمح للشباب العازبين بارتداء الطاليت، وتسمح مجتمعات أخرى للصبية بارتدائه. وتلزم الديانة اليهودية أتباعها بترديد جملة التوحيد جهاراً مرتين في اليوم، وهي "اسمع يا إسرائيل، إن الله إلهنا اله واحد". ويجب أن يرددها اليهودي وهو يمسك بأهداب الطاليت وأركانه الأربعة التي يتدلى منها "التسيتسيت".
كما أن اليهودية تلزم أتباعها بإلباس الصبي الطاليت بعد إتمامه 13 عاماً، في اليوم الأول من العام الجديد، وهو ما يعرف بـ"بر متسفا"، أي ابن الوصية والعهد، وهو ما يتشابه مع التعميد في المسيحية. كذلك البنت، ترتدي الشال في اليوم الأول من عامها الجديد.
وتشير الشريعة اليهودية إلى أن اليهودي حين يموت، يدفن مع الطاليت الخاص به. لكن ينزع منه أحد التسيتسيت الأربعة، كناية عن أن اليهودي لم يعد ملزماً بأركان الصلاة والعبادة. كذلك العريس في ليلة عرسه، يرتدي الطاليت تبركاً به في بداية حياته.
ويرتدي اليهود بشكل عام الطاليت في صلاة الصبح "شحاريت"، وصلاة المساء "معاريف"، وفي يوم الغفران.
التيفيلين
عبارة عن صندوقين صغيرين يصنعان من جلد الحيوانات "كوشير"، يسمى الأولى بالعبرية "تفيلا شيل روش" أي الخاص بالرأس. يوضع في مقدمة الرأس، ويحتوي على 4 أجزاء تسمى "البيوت الأربعة"، يوضع في اثنين منها عبارات من سفر الخروج، والاثنين الأخرين أجزاء من سفر التثنية. وتحتوي العبارات على فقرات من التوراة من بينها "الشماع" أو شهادة التوحيد عند اليهود. والتيفيلين الثاني "تفيلا شيل يد"، أي تيفيلين اليد، يوضع على الذراع الأيسر مقابل القلب، ويلزم اليهودي بوضعهما أثناء الصلوات الصباحية يومياً، عدا أيام السبت والأعياد. ويتلو اليهودي صلاته أثناء وضع التيفيلين، الخاص بالرأس أو الذراع، ويتم ذلك بعد ارتداء الطاليت، التزاماً بما جاء في سفر التثنية: "واربطهما علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك". وتؤكد الشريعة اليهودية على احترام التيفيلين، باعتبارهما يحصنان من الخطأ، ولو وقع أحد التيفيلين أثناء الصلاة فعلى اليهودي أن يصوم يوماً كاملاً. وفي ما يتعلق بالشكل، يتم رسم حرف الـ"ش ש" على الجزء الخاص بالرأس، وتكون حياة اليهودي اليومية هي الاستيقاظ في الصباح ليقرأ "هبراخوت" أي البركات، ثم يرتدي الطاليت، وبعده التيفيلين.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.