سجّل ما يُعرف بـ"المتحور الخفي" أو "أوميكرون الابن" أول حضور مؤكد في العالم العربي في الأردن حيث أعلن مختبر طبي مختص توثيق أول حالتين مصابتين بـ"BA.2" الذي رُصد قبل أسابيع في دول أخرى في العالم وعُرف بأنه متحور فرعي من سلالة أوميكرون الواسعة الانتشار حالياً.
وأُبلغت منظمة الصحة العالمية للمرة الأولى بظهور أوميكرون من قبل السلطات الصحية في جنوب أفريقيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ويُعتقد أن "عائلة أوميكرون" اتسعت في الأسابيع الماضية لتشمل ثلاثة متحورات فرعية أخرى هي: BA.1.1.529 و BA.2 وBA.3، لكن هذا الأخير أقل شهرةً وانتشاراً من بقية أفراد العائلة.
المعلوم حتى الآن أن هذه السلالات الفرعية ذات ارتباط وثيق من الناحية الوراثية، لكن هناك طفرات مميزة لكل منها بإمكانها تغيير سلوكها من حيث سرعة الانتشار وقوة الأعراض.
ظهور مؤكد في الأردن
ونقلت مواقع أردنية أن مختبر بيولاب الطبي رصد أول حالتين مؤكدتين في الأردن والعالم العربي بالمتحور الفرعي من أوميكرون، مع توضيح من رئيس مشروع رصد سلالات فيروس كورونا في المختبر، عيسى أبو دية، بأن الحالتين كانتا ضمن عينات إيجابية لمسافرين قادمين إلى مطار الملكة علياء الدولي.
مختبر أردني يوثق ظهور أول حالتي إصابة بـ"المتحور الخفي" - السلالة الفرعية الجديدة المنحدرة من أوميكرون والآخذة في الانتشار في أوروبا وآسيا. ماذا نعرف عنه؟ وما هي خطورته؟
وعقب إجراء فحص التسلسل الوراثي، تبين أن الحالتين مصابتان، وهما هندي وفلبيني، بـBA.2، لتنضما إلى نحو 28 ألف مصاب بالمتحور الفرعي حول العالم حتى الآن، وفق المختبر الأردني الذي تنتشر فروعه في 20 منطقة في جميع أنحاء المملكة الهاشمية.
وعن الخطوات التالية، قال أبو دية إن الفريق البحثي لـ"بيولاب" سيشارك المعلومات عن الحالتين مع المنصة العلمية العالمية GISAID، بينما يظل "المتحور الخفي" تحت المجهر لديهم، مع عزل أي حالات جديدة مصابة به لأجل "فهم أعمق لخصائصه من ناحية سرعة الانتقال وشدة الأعراض مقارنة بمتحور أوميكرون الأصلي الذي انبثق عنه".
وقلّل مستشار رئاسة الوزراء لشؤون الصحة وملف كورونا، عادل البلبيسي، من خطورة الإعلان قائلاً إن أوميكرون بنوعيه BA.1 وBA.2 منتشر في أكثر من 50 دولة حول العالم، ولا يُضير أن يكون الأردن من هذه الدول، لافتاً إلى أنه لم يظهر ما يدل على أن هذا المتحور "أشد سرعة بالانتشار".
ماذا نعرف عنه؟
وشكّلت سلالة BA.1 نحو 98.8% من الحالات المبلغ عنها عبر GISAID منذ 25 كانون الثاني/ يناير الجاري. لكن BA.2 سجّل انتشاراً ملحوظاً في مناطق مختلفة من العالم، لا سيّما في أوروبا وآسيا، وفق وكالة منظمة الصحة العالمية.
أربعة متحورات فرعية حتى الآن تندرج ضمن "عائلة أوميكرون" منذ الإبلاغ عن المتحور شديد العدوى في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ما أوجه التشابه والاختلاف بينها؟ وبما يتميز "المتحور الشبح" الذي رُصد في #الأردن؟
وتباينت تسميته بين "ابن أوميكرون" و"ابن عم أوميكرون" واتُفِقَ في نهاية المطاف على وصفه بـ"المتحور الخفي" أو "أوميكرون الشبحي". ونبعت هذه التسمية من صعوبة اكتشاف نوع المتحور من تحليل الـPCR المعتاد للكشف عن فيروس كورونا، بعكس BA.1. علماً أنه يسهل التعرف عليه في المختبر
وبحسب عالم الفيروسات الحسابي الأمريكي، تريفور بيدفورد، فإن BA.2 أصبح يمثل نحو 82% من الحالات في الدانمارك، و9% في المملكة المتحدة و8% في الولايات المتحدة، وفق تحليله للبيانات المتاحة عبر GISAID.
وبينما تُشير غالبية التقارير العلمية إلى عدم وجود تغيير كبير في معدلات الاستشفاء أو مقاومة اللقاحات بالنسبة لـBA.2، يُرجح أن يكون أكثر قدرة على الانتشار. ويقدر مسؤولو الصحة في الدنمارك سرعة انتشار BA.2 بنحو 1.5 مرة مقارنةً بـBA.1.
ويُشير تحليل أولي للإصابات في بريطانيا إلى أن سرعة العدوى بين المصابين بـBA.2 ترتفع بنسبة 13.4 مقارنةً بـ10.3% بين المصابين بـBA.1.
وبشكل عام، يقول الخبراء إن الخبر السار هو أنه ما من دليل على أن تفشي هذا المتحور الفرعي يستدعي الذعر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...