أطلقت منظمة الصحة العالمية (WHO) اسم "Omicron أوميكرون" على أحدث متحورات فيروس كورونا المستجد، مصنفةً إياه متحوراً "يبعث على القلق" بعدما أظهرت الأدلة العلمية قدرته على تكرار الإصابة بالفيروس.
من الأمور المثيرة للقلق أيضاً بشأن المتحور الجديد أنه يحتوي على عدد كبير من الطفرات يفوق العدد المعتاد: نحو 50 طفرة في الجينوم الكامل للفيروس وأكثر من 30 طفرة في البروتين الشوكي وحده، و10 طفرات في منطقة RBD المرتبطة بمستقبلات الخلايا، مقارنة بمتحور دلتا الذي كانت لديه طفرتان فقط وبيتا ثلاث طفران.
يُذكر أن هذه الطفرات تمنح المتحور قدرة أكبر على الانتشار بسرعة، وعلى مراوغة المناعة التي يستمدها الجسم من اللقاحات أو من أي عدوى سابقة. لكن هذا الأمر ليس مؤكداً إلى الآن.
ماذا نعرف عن "أوميكرون"؟
أبلغت السلطات الصحية في جنوب أفريقيا منظمة الصحة العالمية بشأن المتحور الجديد للمرة الأولى في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. ورد أخيراً أن المتحور مسؤول عن نحو 90% من الإصابات في البلد الأفريقي.
لكن بوتسوانا تشهد تفشياً واسعاً على صلة بالمتحور الجديد الذي وصل أيضاً بلجيكا مع مسافر دخل البلاد في 11 من الشهر الجاري عائداً من مصر وقبلها تركيا. علماً أن الأعراض لم تظهر عليه إلا في 22 من الشهر. وعقّبت وزارة الصحة المصرية، الجمعة، على ذلك بقولها إنه "لا توجد دلائل رسمية" على تلك الإصابة.
وسُجلت حالات إصابة بالمتحور الجديد في هونغ كونغ وإسرائيل.
وبينما استقرت WHO، الجمعة 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، على أن المتحور الذي يحمل الاسم العلمي "B.1.1.529" يتضمن "عدداً كبيراً من الطفرات وبعضها مثير للقلق"، أوضحت أن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع لفهم تأثيره ومدى قدرته على الانتشار.
وطمأن كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي إلى أنه "بينما يدق المتحور الجديد ناقوس الخطر، تستمر اللقاحات في الوقاية من الأمراض الخطيرة". وأضاف: "بعد اختباره بدقة، نعلم ما إذا كان سيتغلب على الأجسام المضادة التي تحميكم من الفيروس أم لا".
"أخبار سيئة لكن لن تقوم القيامة"... إلى أي مدى ينبغي أن نقلق من #أوميكرون، أحدث متحوّرات كورونا الذي استدعى استنفاراً عالمياً على جميع الأصعدة؟
أما البروفيسور في جامعة أكسفورد، جيمس نايسميث، فقال: "إنها أخبار سيئة لكن لن تقوم القيامة".
إلى ذلك، زعم علماء أن طفرات المتحور الجديد تجعله "الأسوأ" بين جميع سلالات الفيروس الذي ضرب العالم قبل عامين.
صانعو اللقاحات يشحذون أسلحتهم
كذلك أعلنت عدة شركات منتجة للقاحات كورونا عن خطط لمواجهة "أوميكرون". شركة نوفافاكس للأدوية قالت إنها بدأت بتطوير لقاحها ليتناسب مع المتحور الجديد، معربةً عن أملها في أن يكون متاحاً للاختبار والتصنيع في غضون أسابيع.
وبيّنت شركة بيونتيك أنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضادة للوباء خلال 100 يوم، إذا ثبت أن "أوميكرون" قادر على التغلب على المناعة التي يحدثها لقاحها بتكوينه الحالي.
شركة أسترازينيكا هي الأخرى بدأت دراسات في بوتسوانا وإسواتيني (دولة في أفريقيا الجنوبية)، حيث ظهرت حالات إصابة بالمتحور الجديد، لجمع البيانات حول مدى نجاعة لقاحها في الوقاية منه.
وأعلنت شركة موديرنا عزمها تطوير "جرعة معززة" من لقاحها لمقاومة "أوميكرون".
في سياق متصل، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن منتجي لقاحات كورونا من جديد إلى التنازل عن حقوق الملكية الفكرية ليتسنى تصنيع اللقاحات بسرعة أكبر وفي أماكن إضافية من العالم، آملاً في الوقت نفسه أن تسرّع بعض الدول وتيرة التبرع باللقاحات "لتواكب سرعة سخاء" الولايات المتحدة.
وقال: "الأنباء عن المتحور الجديد تجعل الأمور أشد وضوحاً أكثر من أي وقت مضى، فالفيروس لن يختفي إلا بعد تنفيذ برنامج تلقيح على مستوى العالم".
العرب يتحركون لمواجهته
في موازاة الاستنفار العالمي، اتخذت عدة دول عربية خطوات سريعة لمكافحة وصول "أوميكرون" إليها.
كانت البداية لدى السلطات المغربية التي قررت تعليق الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا وفرنسا اعتباراً من الأحد 28 تشرين الثاني/ نوفمبر.
هيئة شؤون الطيران المدني في البحرين أعادت تفعيل نظام قائمة الدول الحمراء، وأدرجت ست دول عليها، بناءً على توصيات السلطات الطبية هناك. وشملت الدول في القائمة: جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وليسوتو وإسواتيني.
يحتوي المتحور الجديد على عدد طفرات أكثر من المعتاد، بما في ذلك نحو 50 طفرة في الجينوم الكامل للفيروس ونحو 30 طفرة في البروتين الشوكي وحده، و10 طفرات مرتبطة بمستقبلات الخلايا، مقارنة بطفرتين لمتحور دلتا وثلاث طفرات لبيتا
وانضمت السعودية إلى الدول العربية التي علّقت الرحلات الجوية. وشمل قرارها سبع دول هي: جنوب أفريقيا ونامبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق وليسوتو وإسواتيني.
وقرر الأردن منع دخول غير الأردنيين القادمين إليه من جنوب أفريقيا ودول محيطة بها اعتباراً من 28 من الشهر الجاري.
وقالت السلطات المصرية إنها رفعت درجة الاستعداد في المنافذ البرية والبحرية والجوية للتحقق من السلامة الصحية لجميع الوافدين، مضيفة أنه جرى تعليق الرحلات الجوية القادمة من جنوب أفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق بدءاً من الاثنين 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.
كذلك أعلنت الكويت ضرورة تقديم شهادة فحص PCR سلبية والالتزام بإجراءات المحصنين وغير المحصنين قبل دخول البلاد.
حتى الآن، تقتصر التدابير الاحترازية الموصى بها لتفادي الإصابة بالمتحور الجديد على نفس التدابير المعلنة سلفاً، بما في ذلك ارتداء الأقنعة الواقية وتفادي الأماكن المغلقة والمزدحمة. وقبل كل ذلك، تناول اللقاح.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...