شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الغنوشي بملابس داخلية وسعيّد

الغنوشي بملابس داخلية وسعيّد "يحرّف" القرآن... الأخبار المضللة تزيد الالتباس في المشهد التونسي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 19 يناير 202201:49 م

منذ أصدر الرئيس التونسي قيس سعيّد قراراته المثيرة للجدل في 25 تموز/ يوليو الفائت، أصبحت الساحة التونسية محل اهتمام ومتابعة على الصعيدين العربي والعالمي، وهو ما رافقته مجموعة كبيرة من الادعاءات الزائفة والمضللة.

تعلّقت قرارات سعيّد بتغييرات جوهرية في المشهد السياسي في تونس، بما في ذلك إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتجميد عمل البرلمان مؤقتاً، ورفع الحصانة عن أعضائه، ونقل اختصاصات السلطة التنفيذية إلى الرئيس.

في غضون ذلك، راجت عشرات الأخبار المضللة التي سعى مروجوها على اختلاف ميولهم، من خلالها، إلى الحشد لإجراءات سعيّد تارةً أو التنفير منها ورسم صورة قاتمة للوضع في البلاد تارةً أخرى.

تضليل لصالح جميع الأطراف وضدها

شمل التضليل جميع الأطراف في المشهد التونسي الملتهب بالإيجاب والسلب في آن واحد. انتشرت منشورات وافرة، الغرض منها تمجيد إجراءات سعيّد أو التحذير من تداعياتها، أو الإشادة بشجاعة منتقديه أو تخوينهم. وجميعها أثبتت منصة "مسبار" لرصد وتدقيق المعلومات الزائفة عدم صحتها.

وكان قيس سعيّد ورئيس مجلس النواب وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي الأكثر تداولاً في الأخبار المضللة، وأوسعها انتشاراً صورة للغنوشي بملابس داخلية ممزقة، زُعم أنها مُلتقطة لدى خروجه من مجلس النوّاب. وأُشيع أيضاً أن الغنوشي وضع قيد الإقامة الجبرية بعدما هدّد أوروبا في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية بعودة العنف والإرهاب إلى تونس إذا لم يتراجع الرئيس التونسي عن قراراته. وقيل إنه فوّض صلاحياته البرلمانية إلى نائبته الأولى سميرة الشواشي.

السعودية لم تعلن تكفلها سداد ديون تونس وقيس سعيّد لم يحرّف القرآن… احذروا الأخبار المضللة التي تسعى إلى رسم صورة قاتمة للأوضاع في تونس أو تشي بآمال زائفة

في ما يتعلق بالرئيس التونسي، زُعم أن نيويورك تايمز نشرت تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن يمدحه فيها، وأن "واشنطن بوست" نقلت تصريحاً لبايدن يقول فيه إنّه "لم يرَ رئيساً عربيّاً مثل قيس سعيّد، وإنه رغم الإغراءات والمليارات اختار الشعب". كذلك، لم تنشر "نيويورك تايمز" أن سعيّد منهمك بتعزيز سلطته، ولا وقت لديه لمعاناة التونسيين.

وراج مقطع فيديو فحواه أن سعيّد التقى وفداً إماراتياً برئاسة المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، في قصر قرطاج في تونس، واعتبر في حديثه مع الإماراتيين أن التطبيع خيانة عظمى، مروّجين لخبر خلاصته أن "سعيّد يلقّن الوفد الإماراتي درساً قاسياً عن التطبيع والخيانة". لاحقاً، تبيّن أن الصوت مركّب.

في مقطع آخر منسوب لسعيّد، اتُهِمَ الرئيس التونسي بتحريف القرآن واختلاق آيات جديدة. كذلك تبيّن أن هذا الفيديو المجتزأ كان سعيّد يستذكر فيه مقالاً صحافياً نُشر في سبعينيات القرن الماضي وكان ينتقد الأحزاب السياسية بقوله: "اقرأ باسم حزبك الذي خنق، خنق الإنسان بالورق". 

إثارة الهلع vs آمال زائفة

ومن الأخبار الزائفة أن رئيس الوزراء التونسي المُقال، المشيشي، تعرض للاعتداء بالضرب في القصر الرئاسي لحمله على التنحّي من منصبه، وأن المحامين التونسيين نظموا وقفة احتجاجية ضد قرارات سعيّد، وأن الأخير أحال مفتي البلاد إلى القضاء في قضايا فساد.

ولم تحذر الخارجية الفرنسية رعاياها في تونس من حادث إرهابي أو هجوم محتمل بسبب "قرب حدوث انقلاب في تونس وأزمة داخل القصر الرئاسي" كما راج. بل حذّرت مواطنيها المقيمين في تونس أو المسافرين إليها من بلدان أخرى.

في صورةً تثير الهلع، انتشر خبر يفيد بأن عشرات الجثث هي لضحايا فيروس كورونا في تونس، مع تعليق: "تونس تودع أبناءها بهذه الطريقة المؤلمة". في ما بعد تبين أن الصورة والادعاء مضللان. ولم تكن تونس الأولى عالمياً في نسبة وفيات وإصابات كورونا خلال نيسان/ أبريل 2021.

في المقابل، تبين كذب الادعاء بأن هنالك صفر حالات إصابة بكورونا خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

وهدفت بعض الأخبار المضللة إلى منح التونسيين أملاً زائفاً بتحسن الأوضاع الاقتصادية قريباً، وأبرزها الزعم أن السعودية تكفّلت سداد ديون تونس. 

لم يقل بايدن إنه "لم يرَ رئيساً عربيّاً مثل قيس سعيّد" الذي لم يوبخ بدوره وفداً إماراتياً على التطبيع، ولم تتهم ميركل النواب التونسيين بالمساومة لـ"الرجوع إلى الحكم وبأي ثمن وإن باعوا بلادهم"... 

الاستقواء بالخارج

ومن الأخبار المفبركة التي هدفت إلى وصم معارضي قرارات سعيّد بانتهاك سيادة البلد والاستقواء بالخارج ما نسبته حسابات فايسبوكية للسفير الفرنسي السابق في تونس، أوليفيي بوافر دارفور، وهو: "لن يصل إلى الحكم من يهدّد مصالح فرنسا الحيويّة في تونس".

كذلك زُعم أن المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنغيلا ميركل، صرّحت: "غريب أمر نوّاب تونس، 10 سنوات لم يسمعوا صوت تونسي واحد، واليوم أصبحوا يدقّون أبواب السفارات ويساومون على سيادتهم من أجل الرجوع إلى الحكم بأي ثمن وإن باعوا بلادهم".

ارتبطت هذه الأخبار الكاذبة بأخبار تسمي نواباً تونسيين بعينهم مثل القيادي السابق في حركة النهضة رضوان المصمودي الذي اتُهِمَ بطلب تدخل الجيش الأمريكي في تونس.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image