على الرغم من أن دول الخليج العربي، تحديداً السعودية والإمارات، تعتبر حليفة مقربة من بريطانيا، فإن العلاقة بينهما مرت بالعديد من العثرات والأحداث التي هددت صفو هذه العلاقة.
تضم تلك الحوادث التي ترقى إلى "عواصف سياسية"، مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، واعتقال الطالب البريطاني ماثيو هيدجز في الإمارات، والقضايا ضد حاكم دبي محمد بن راشد، وأخيراً اتهام شابة بريطانية وزير التسامح الإماراتي نهيان آل نهيان بالاعتداء الجنسي عليها.
وتشكل دول الخليج العربي مجتمعةً ثالث أكبر شراكة تجارية للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي. وهو ما يوضح استمرار العلاقات برغم أهمية تلك الأحداث.
إعدام أميرة سعودية
بحسب هيئة الإذاعة البريطانية، وقع أول الحوادث التي كدرت صفو علاقات بريطانيا مع حلفائها الخليجيين عام 1980 لدى عرض الفيلم الوثائقي الدرامي "موت أميرة" على قناة آي تي.
الفيلم الذي أثار عاصفة دبلوماسية آنذاك، كان يتناول الإعدام العلني للأميرة السعودية مشاعل بنت فهد بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، رمياً بالرصاص، وعشيقها الذي قطع رأسه عقب اتهامهما بـ"الزنا".
تكبدت الشركات البريطانية خسائر تقدر بنحو 250 مليون جنيه إسترليني بسبب إصرار السعوديين على وقف عرض الفيلم في بلدهم والبلدان الأجنبية.
عام 1980، عُرض فيلم "موت أميرة" الذي وثق الإعدام العلني للأميرة السعودية مشاعل بنت فهد آل سعود وعشيقها. سبّب الفيلم أزمةً دبلوماسية عاصفة ومنع عرضه وبات قصةً منسية
وثيقة سريّة محرجة
عقب أزمة "موت أميرة"، أدى تسريب برقية وداعية سرية عام 1984 من السفير البريطاني المنتهية ولايته لدى الرياض، السير جيمس كريغ، إلى رئيسه في الحكومة البريطانية، إلى أزمة أخرى.
أحرج نشر الوثيقة علناً الحكومة البريطانية إذ وصف رجلها مضيفيه السعوديين بأنهم "غير أكفاء ومنعزلين وجاهلين بالعالم من حولهم".
جمال خاشقجي وحقوق الإنسان
خلال السنوات الأخيرة، باتت العلاقات البريطانية السعودية أكثر توتراً بسبب النظام القضائي السعودي الذي يُنتقد على نطاق واسع في العالم ويوصف بأنه "غامض وقاسٍ".
من الحالات التي لا حصر لها من انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة من قبل مجموعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، تعد جريمة اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018 الأكثر وحشية وإثارة للتنديد.
جرى تقطيع جثة خاشقجي ولم يعثر عليها، فيما رجحت وكالات الاستخبارات الغربية أن يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صاحب أمر القتل. وهو ما نفاه مراراً معترفاً فقط بالمسؤولية كحاكم للبلد.
في تموز/ يوليو الماضي، فرضت بريطانيا عقوبات على 20 مسؤولاً سعودياً يشتبه في ضلوعهم في مقتل خاشقجي.
هذا الشهر، اتهمت شابة بريطانية وزير التسامح الإماراتي بمحاولة الاعتداء الجنسي عليها في قصره المعزول. محاميتها تمنت أن تضغط الحكومة البريطانية على الإماراتيين "من أجل العدالة"
واستمرت العلاقات مع الرياض برغم محاولات الضغط المتكررة من سياسيين ومحامين ونواب بريطانيين على بلدهم لاتخاذ موقف ضد السلطات السعودية، وخاصةً في ما يتعلق ببيع الأسلحة البريطانية للرياض التي تشن حرباً مشوبة بانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم المروعة في اليمن، وفق الأمم المتحدة.
برغم كل ما سبق، لا يزال الرأي السائد في الحكومة البريطانية أن السعودية "حصن حيوي" ضد التوسع الإيراني في المنطقة. علاوةً على توفيرها وظائف لآلاف البريطانيين، خاصة في صناعة الدفاع.
اتهام بريطاني بـ"التجسس"
مع الإمارات أيضاً تأزمت العلاقات مراراً. عام 2018، اعتقلت السلطات في دبي طالب الدكتوراه البريطاني ماثيو هيدجز الذي كان يعد أطروحة حول الأمن في فترة ما بعد الربيع العربي. قال المسؤولون الإماراتيون إنهم وجدوا أدلة إدانة على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به تثبت أنه جاسوس، فيما نفى هو ذلك.
عقب احتجازه عدة أشهر والحكم عليه بالسجن المؤبد، حصل هيدجز على عفو رئاسي وعاد إلى بريطانيا متحدثاً عن تعرضه لـ"التعذيب النفسي" في الحبس الانفرادي بالإمارات، وادعى أن الإماراتيين طلبوا منه أن يعمل "عميلاً مزدوجاً".
إدانة حاكم دبي
سطت القضية الرفيعة المستوى أمام المحكمة العليا في لندن، المتعلقة بنزاع حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وزوجته السابقة الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، بشأن حضانة طفليهما، على الأجواء وألقت بتداعياتها فترة وجيزة على عالم سباقات الخيول الذي ظهرت فيه دعوات إلى قطع الصلات مع الشيخ المولع بالخيول.
سعى الشيخ محمد إلى وقف نشر ما قالته عنه الأميرة هيا في الدعوى، لكن القاضي حكم ضده وكشف للعالم كيف خطف وسجن اثنتين من بناته عندما حاولتا الهرب من قيود العائلة.
كما أوضح كيف أن الشيخ الذي كثيراً ما التُقطت له صور مع ملكة بريطانيا، "شن حملة تخويف وترهيب" ضد زوجته السابقة التي فرت إلى بريطانيا مع طفليها قائلة إنها تخشى على حياتها.
"الخليج ثالث أكبر شراكة تجارية للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي"... رغم تكرار الحوادث التي ترقى إلى "عواصف دبلوماسية" بين الدول الخليجية وبريطانيا لا تبدو الحكومة البريطانية مستعدة للتخلي عن حلفائها العرب
اتهام وزير بالاعتداء الجنسي
أحدث القضايا التي هددت بتوتر العلاقات بين بريطانيا والإمارات كان اتهام شابة بريطانية لوزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان آل نهيان (69 عاماً)، وهو عضو بارز في الأسرة الحاكمة في الإمارات، بالاعتداء الجنسي في قصر منعزل أثناء مشاركتها في الإعداد لمهرجان هاي للأدب في أبو ظبي في شباط/ فبراير الماضي.
في وقت سابق من الشهر، تحدثت كيتلين ماكنمارا (32 عاماً) تفصيلياً عن تعرضها للاعتداء الجنسي من الوزير الذي يمتلك عقارات في بريطانيا بملايين الدولارات.
برغم تقديمها بلاغاً إلى شرطة لندن، في تموز/ يوليو الماضي، بشأن الاعتداء الجنسي المزعوم، لم يُفتح تحقيق رسمي في الاتهامات لأسباب عديدة، أبرزها أن الحادث المزعوم وقع خارج نطاق شرطة العاصمة، وأن الشرطة الإماراتية لم تُبلّغ عنه، وأن الشيخ يتمتع بحصانة سيادية من الملاحقة القضائية كعضو في الأسرة الحاكمة.
لكن البارونة هيلينا كينيدي، ممثلة ماكنمارا القانونية، قالت إنها تتمنى أن ترى الحكومة البريطانية وهي تضغط على الإمارات "من أجل العدالة"، وإن أقرت بصعوبة ذلك.
في غضون ذلك، أبدت إدارة مهرجان هاي غضبها إزاء الادعاءات، لافتةً إلى أن المهرجان لن يعود إلى أبو ظبي ما دام الشيخ المعني في منصبه.
علماً أن الجانب الإماراتي اكتفى بالنفي الذي أصدره محامي الشيخ وعبّر فيه عن الشعور بـ"خيبة الأمل من المزاعم والطريقة التي بُثت فيها علناً".
بالمختصر، تعزز هذه الحوادث الاعتقاد بأن حوادث مماثلة قد تقع في المستقبل، بالتوازي مع استمرار الحكومة البريطانية في عقد الشراكات مع الحكومات الخليجية.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ 5 أيامSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ 4 اسابيعحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.