شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
4 أسس لأمان العمل الثوري السرّي تتعلمها من الناشطين السوريين

4 أسس لأمان العمل الثوري السرّي تتعلمها من الناشطين السوريين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 20 فبراير 201512:07 م

للعمل السرّي أصول احتراف تقليدية، أتقنها الكثير من الناشطين السوريين ببراعة. للراغبين بالاستفادة من هذه الخبرات القيمة، جمعنا لكم باقةً مميزة منها.

أمان المكالمات الهاتفية

لم يعد مقبولاً في هذا القرن أن يعود المرء العصري لاستخدام أساليب تشفيرية قديمة مثل الترميز بـ "الفأر وقع في المصيدة، أكرر، الفأر وقع في المصيدة". لم لا نستخدم أسلوب ما بعد الحداثة في العمل السرّي ونخبر بكلّ معلوماتنا السرّية على هواتف نعلم أنّها مراقبة؟

في الواقع لا يوجد تفسير علمي حتى اليوم لهذه الظاهرة الغريبة التي تفشّت بين الناشطين منذ الأشهر الأولى، إذ كان يمكن لأي مواطن أن يتلقى فجأة هواتف يخبره فيها أصدقاؤه الناشطون أشياء مثل، أنّهم محاصرون في برزة وبانتظار شاب يدعى ماجد الوزة ابن سماح مواليد طرطوس 1988، ليمر بهم على الحواجز دون مشاكل، أو "أبو محمد حبيب قلبي، عطيت رقمك لكاتيا محررة رويترز ببيروت رح تتصل فيك بعد شوي وتسألك كام سؤال عن المنطقة عندكن وقلتلا مالك غير أب محمد أحلى شب بحموريّة"*

*هنا يفترض بأبي محمد أن يشعر بالإطراء، حسناً في اللحظات القليلة التي ستسبق اختفاءه عن وجه الأرض على الأقل.

حساب فايس بوك. درجة الأمان: تام

يُطلب منك التبليغ عن حساب معتقل على الفايس بوك من أجل إغلاقه. وريثما تقوم بعملية التبليغ تستوقفك بضعة احترازات أمان واضحة في الحساب الذي يعود لناشط مقيم في قلب العاصمة. مثلاً:

. خمسة آلاف صديق نصفهم على الأقل بروفايلات وهمية، ومنها ما هو مريب جداً (الوردة سيسكو، ثورجية وعيوني قوية، ضائع بين التلال... الخ). صدقاً الحسابات التي تحمل أسماء كهذه أقل المخاطر التي تحملها للمرء هي أن تكون حسابات مخابراتية، احتمال أن تكون عائدة لقتلة تسلسليين هو أكبر بكثير.
.ألبوم صور بعنوان (ذكرياتي مع الجيش الحر)، فوراً بعد (عيد ميلادي مع الأصدقاء الرائعين في باب توما).
. كل منشورات الحساب عامة، ومنها موجز إخباري عن نشاطاته البارحة.

الدليل الشامل لإنشاء صفحات الحرية بأمان تام عن المعتقل

إذا حدث وتم إغلاق الحساب العائد لمعتقل، لن يكون ذلك نهاية العالم بالنسبة للجهة الأمنية التي تعتقله، إذ ما زال هناك الكثير من المعلومات التي يمكن الحصول عليها من صفحات الحرية.

في الحالة العادية، يفترض أن تكون صفحة الحرية وسيلة لنشر الخبر عن معتقل والتضامن معه بأقل خسائر ممكنة. ترجمة بأقل خسائر ممكنة تتحول في بعض الصفحات إلى التعريف عنه كناشط ثوري، بطل قدم الكثير للثورة، بينما يكون الفتى قد استمات ليقنعهم أنّه مجرد موظف في مؤسسة المياه أو مهندس في شركة حفر آبار لا علاقة له بأية أنشطة ثورية. أو يقرر القائم على الصفحة أن يكون مفيداً لإيصال الخبر أكثر، فيعنْونَ الصفحة على النحو التالي "اعتقال الناشط ماجد الوزة والمعروف باسمه السرّي: ماغي".

هذا عموماً من أقل المصائب مقارنة بالتعليقات التي تجدها على صفحات كهذه "أنتَ حرٌ وحر وحر. لن أنسى يوم داهموا منزلك بحثاً عن صندوق الذخيرة ونجحت بإخفائه عنهم بذكائك المعهود" أو "ابتسامتك تؤرق السجّان يا ماغي، لا أنسى يوم تسللت إلى يبرود لتصوّر الاشتباكات مغامراً بحياتك" أو "بطولتك تخيف أولئك الجرذان الذين يعتقلونك".

لا تسأل عن اللحظات السعيدة التي سيحظى بها ماغي في الداخل بعد منشورات كهذه. ذلك سؤال من الأسئلة التي يخشى المرء أن يعرف إجاباتها. دعنا نكتفي فقط بتذكّر ما علّمنا إيّاه ذلك الإعلان الذي رُبينا عليه في طفولتنا "اللحظات السعيدة تترك أثراً، وأيُّ أثر".

بروتوكولات الحيطة أثناء مزاولة اللباقة الاجتماعية

من الصعب دائماً العثور على جملة مميزة لكسر الجليد لدى التعرّف على أشخاص جدد، أليس كذلك؟ لا يستهين بهذا الأمر إلا من لا يعرف قيمته. أول تسعين ثانية من حديثك مع شخص ما أمرٌ أساسي في الانطباع الذي تتركه لديه.

لحسن الحظ عصفت رياح التغيير أيضاً بكلاسيكيات التعارف السورية، إذ بات من الشائع جداً أن يفتتح أحدهم الحديث معك برواية طريفة جرت معه أثناء قيامه بتهريب الأدوية والذخيرة، وغالباً ما يدعوك هذا النوع من الأشخاص تحديداً لأنشطة ثورية وهمية غريبة الأطوار ينوي القيام بها - ولا تحدث أبداً بالطبع بعد ذلك - مثل مظاهرة على الدراجات بعجلة واحدة، أو مظاهرة بقبّعات القراصنة أو مظاهرة تُرفع فيها مرايا، مع أهداف غير مفهومة خلف أفكار كهذه: "حتى نضع رجل الأمن أمام حقيقة نفسه فيشعر بالسوء الشديد".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image