تعتبر ألمانيا من أكثر الدول جذباً للطلاب المصريين في السنوات الأخيرة تحديداً، يتجلى ذلك بوضوح في الطوابير الضخمة للطلاب، على شبابيك السفارة الألمانية في القاهرة، للحصول على تأشيرة الإقامة. هذه الطوابير نفسها يمكن رؤيتها في معهد غوتة في القاهرة والإسكندرية، لحجز دورات وامتحانات اللغة الألمانية، التي أصبحت من اللغات المفضلة كلغة أجنبية لدى قطاع عريض من الشباب المصري.
فقد بلغ عدد دارسو الألمانية من المصريين 230 ألفاً، رغم صعوبتها من وجهة نظر البعض، وعدم انتشارها في الدول العربية كالإنجليزية والفرنسية مثلاً. وتمنح السفارة الألمانية في القاهرة نحو 1800 تأشيرة دراسة سنوياً.
أبرز الدوافع
يشير نبيل أحمد مؤسس رابطة الطلاب المصريين في ألمانيا، إلى أن السفارة الألمانية في القاهرة تعطي نحو 150 تأشيرة دراسية شهرياً بواقع 1800 تأشيرة سنوياً لطلاب مصريين. وفسر أحمد إقبال الطلاب الكبير على مجانية التعليم في ألمانيا وحاجة ألمانيا إلى هؤلاء الشباب، للعمل لديها بعد تخرجهم من جامعاتها، وذلك بسبب انخفاض نسبة الشباب في المجتمع الألماني. ويضيف ياسر سليمان، المدرس المساعد في كلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر، وباحث الدكتوراه في جامعة فيشتا في ألمانيا أن إقبال الشباب المصريين على الدراسة في ألمانيا بدأ بعد ثورة 25 يناير، ومع فقدان الأمل في إصلاح حقيقي في البلاد. ويوضح سليمان أن ترحيب ألمانيا بالطلاب الأجانب، ومساواتها إياهم بأقرانهم من الطلاب الألمان، خصوصاً في ما يتعلق بمجانية التعليم، كان عنصراً محفزاً أيضاً. من جهته، قال حسن علي، الذي يدرس حالياً الدورة التحضيرية تمهيداً لدراسة علوم الحاسب في جامعة آخن: "هنا ببساطة تتعلم بالفعل عكس ما هو في مصر، فربما تدرس في جامعة خاصة وتنفق مالاً، ولا تتعلم أي شيء حرفياً، بعد أن تكون قد أضعت من عمرك 4 سنوات". عام 2014، وفي خطوة لدعم وتطوير البحث العلمي، وتشجيع الطلاب على الدراسات العليا، قامت الحكومة الألمانية برفع تمويلها للجامعات، ما شجع مزيداً من الإقبال على تحصيل التعليم العالي في الجامعات الألمانية.الألمانية تتحول إلى لغة أجنبية مفضلة لدى قطاع عريض من الشباب المصري! السبب...؟
يتوجه مصريون كثر للدراسة في ألمانيا اليوم رغم صعوبة اللغة، لماذا وكيف؟ووافقت الولايات الألمانية على المشاركة في تمويل ما يسمى "مشروع تمويل الجامعات من طرف خارجي ثالث". وترغب الحكومات الاتحادية والولايات مستقبلاً، في تخصيص مبلغ 25.3 مليار يورو إضافي لبرامج البحث العلمي، وميثاق الابتكار والبحوث. وبذلك يصل عدد أماكن الدراسة إلى 760 ألف مقعد بحلول 2020، ما يضمن مكاناً لجميع الطلبة الجدد، ويساعد على الحد من انخفاض معدل الانقطاع عن الدراسات العليا.
الإقبال على تعلم الألمانية
تتزايد أعداد المقبلين على تعلم اللغة الألمانية في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، كونها مفتاح العمل والدراسة في جمهورية ألمانيا الاتحادية. ووفقاً لتقرير لإذاعة صوت ألمانيا، منذ نحو عام، فإن منطقة الشرق الأوسط هي واحدة من أكثر المناطق التي تشهد إقبالاً على دراسة الألمانية، وتأتي مصر في مقدمة دول المنطقة بعدد دارسي اللغة، إذ يبلغ وفقاً للإحصائيات 230 ألفاً، ويبين تقرير "صوت ألمانيا" أن من أسباب ذلك افتتاح الجامعة الألمانية في القاهرة عام 2003، علاوة على وجود عدة مدارس ألمانية. ويبرر التقرير تزايد الأعداد أيضاً بالمشكلات السياسية، التي تواجهها البلاد ورغبة الكثيرين في السفر إلى الخارج.عقبات على الطريق
وبالرغم من التسهيلات التي تقدمها ألمانيا للطلاب الأجانب، إلا أن الطريق أمام المصريين ليس ممهداً كالعادة، وتتناثر عليه الصخور والأشواك.-
تمويل إقامة الطلاب
-
السنة التحضيرية والصدمة الحضارية
-
الوصول إلى ألمانيا
التحدي والإصرار والتعلم الذاتي للألمانية
يوضح ياسر سليمان أن تعلم اللغة الألمانية، رغم صعوبتها، لا يشكل تحدياً كبيراً أمام الطلاب المصريين، لأن لديهم حافزاً قوياً للدراسة في ألمانيا، يجعلهم يتعلمون الألمانية في فترة وجيزة تراوح بين ستة أشهر وعام. ويتغلب الطلاب المصريون على عدم إمكانية حضور الدورات التدريبية المدفوعة لتعلم اللغة بالتعلم الذاتي. ومن التجارب المميزة تجربة الطالب المصري أحمد إمام في تعلم الألمانية ذاتياً، وهو طالب يدرس في جامعة دارم شتات التقنية في ألمانيا، وقد تعلم الألمانية اعتماداً على جهده الذاتي بشكل أساسي قبل السفر للدراسة في ألمانيا. بينما اعتبر حسن علي أن تعلم اللغة الألمانية هو أهم التحديات، ولكن بمجرد أن يبدأ الطالب في دراسة اللغة وممارستها، يسهل الأمر شيئاً فشيئاً كما حدث معه، وقد اجتاز الاختبار المؤَهِل لدخول الجامعة DSH.مبادرات شبابية لدعم الطلاب المصريين
نشأت بعض المبادرات لدعم توجه الطلاب نحو الدراسة في ألمانيا، ومعظم هذه المبادرات لشباب خاضوا تجربة الدراسة في ألمانيا، يريدون بواسطتها تسهيل الطريق على من سيحذو حذوهم. محمد عبد السلام وعبد الله أحمد أنهيا الدراسة في المعهد الفني الصحي في مصر، إلا أن تطلعهما كان لدراسة الطب، وتسجّلا الآن في دورة اللغة الألمانية في جامعة جيسن الألمانية، تمهيداً لدراسة الطب في الجامعة نفسها. وبطبيعة الحال، واجهتهما بعض الصعاب في الوصول إلى ألمانيا، فقررا مساعدة زملائهما من الطلاب الجدد، فكانت مبادرة "إنها فكرة عظيمة". تقدم هذه المبادرة الأفكار والمعلومات التي يحتاجها الطلاب المصريون لاستكمال الدراسة في ألمانيا، عبر قناتهم على اليوتيوب. ومن المبادرات المهمة أيضاً مبادرة: "تعلم الألمانية مجاناً" والاسم نفسه تحمله مجموعة على موقع فيسبوك، تقدم المواد التعليمية اللازمة، من كتب وصوتيات وفيديوهات للطلاب، الذين يشقون طريقهم في تعلم الألمانية ذاتياً. وهناك أيضاً رابطة الطلاب المصريين في ألمانيا وهي مبادرة طلابية أسسها نبيل أحمد وزملاؤه، تقدم أيضاً الدعم والمشورة للطلاب المصريين المقبلين على الدراسة في ألمانيا، أو الذين بدأوا دراستهم بالفعل. ويرتكز نشاط هذه الرابطة على ما تقدمه عبر مجموعتها على فيسبوك.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين