رجاءً قولوا لي أنّكم ترون هذا أيضاً"، قال رامي مالك مازحاً وهو يتسلّم جائزة إيمي لأفضل ممثل في مسلسل دراميّ، عن دوره في "مستر روبوت". ضحك الحاضرون لأنّ الممثل الأمريكي من أصل مصريّ، كان يشير إلى الهلوسات التي تعانيها شخصيّة إليوت ألدرسون التي يؤديها في المسلسل.
لكن، في الوقت ذاته، كان مالك يلفت إلى أنّ فوزه بجائزة مماثلة كان احتمالاً ضئيلاً قبل سنوات قليلة، مع انخفاض حظوظ الممثلين من أصول عربية (أو إفريقية أو آسيوية أو لاتينية) في نيل أدوار رئيسية، تضعهم في مقدّمة المنافسة على الجوائز. وكتبت مجلّة "فانيتي فير" أنّ فوز مالك بالجائزة هو كسر للتيار السائد الذي احتفى خلال السنوات الماضية بـ"البطل المضاد الأبيض". مع العلم أنّ الجائزة ذاتها منحت طوال السنوات 18 الماضية لممثّل أبيض، ليخرق مالك القاعدة. كما أنه أول متحدر من أصل عربي ينال الجائزة بعد داني توماس اللبناني الأصل الذي فاز بها في العام 1953.
يحظى مسلسل "مستر روبوت" بشعبيّة كبيرة، وهو من ابتكار وتأليف الكاتب والمنتج التلفزيوني سام اسماعيل، وهو أيضاً أمريكي من أصل مصري.
رامي مالك أوّل أمريكي من أصل مصري يفوز بجائزة إيمي لأفضل ممثل عن دوره في "مستر روبوت"
بعد تسلّمه الجائزة تحدّث مالك عن والديه الذين هاجرا من مصر إلى لوس أنجلس لتأمين حياة أفضل لأولادهمايؤدّي رامي مالك في العمل شخصية المقرصن إليوت ألدرسون الذي يقيم في نيويورك، ويعمل في شركة لأمن المعلومات. يعاني البطل من الاكتئاب، ومن اضطراب القلق الاجتماعي، ويصاب بهلوسات دائمة، فلا يعرف الفرق بين الواقع والخيال. طريقته الوحيدة للتواصل مع الآخرين، هي عبر قرصنتهم. يعرض على إليوت العمل في شركة اسمها "مستر روبوت"، تنشط لتحقيق أهداف سياسية عن طريق القرصنة. ومن مهماتها الأساسية، تدمير بيانات ديون الزبائن المستحقّة لدى إحدى الشركات العملاقة، لمنعها من مطالبتهم بها. https://youtu.be/0fxIVOWUqkI قبل صعوده المدوّي في "مستر روبوت" أدّى مالك عدداً من الأدوار الثانوية في أفلام هوليوودية تجارية شهيرة، منها دور مومياء الفرعون أخمن رع في فيلم "ليلة في المتحف" بجزئيه، ودور مصاص الدماء بنجامين في الجزء الأخير من سلسلة "توايلايت". في بعض مقابلاته، تحدّث رامي مالك باللهجة المصريّة. صحيح أنّه لا يعرّف عن نفسه كمصري، بل كمتحدر من أصول مصرية. يحكي كثيراً عن عائلته، وعن والديه اللذين أنجباه في لوس أنجلس العام 1981، بعد هجرتهما من مصر. وكان والده دليلاً سياحياً في القاهرة، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة حيث عمل في مجال التأمين. كمعظم الأهل في العالم، والعرب منهم على وجه الخصوص، أراد والدا رامي مالك منه أن يبتعد عن التمثيل، ويدرس المحاماة أو الطب، لكي يحظى بالاستقرار المادي. لكنه أصرّ على دراسة المسرح، واضطر إلى أن يبدأ حياته المهنية ببيع الفلافل والشاورما في هوليوود. وخلال حديثه مع الصحافة، بعد تسلّمه الجائزة أمس، تحدّث مالك عن عائلته المصرية وعن أصوله المهاجرة، وعن سعي أهله لتوفير حياة أفضل له ولإخوته في الولايات المتحدة. وقال: "نعيش في عالم يشعر فيه معظمنا بأنّهم بلا صوت. نحن لا نلقى آذاناً مصغية لا من مجتمعاتنا ولا من حكوماتنا. كبرت في عائلة هاجرت إلى هنا (الولايات المتحدة)، وكان أبي يتنقّل من باب إلى باب لبيع بوليصات التأمين، وكانت أمي حاملاً بي وبأخي (التوأم سامي)، حين كانت تستقل ثلاثة باصات لتصل إلى عملها". وأضاف: "أراد أهلي أن يعطوا أولادهم فرصة ليكونوا مميزين. أختي طبيبة طوارىء، أخي أستاذ، وأنا أقف هنا الآن. أعتقد أنّ هناك أناساً كثراً يتماهون مع فكرة الحاجة إلى نيل فرصة. وأنا أيضاً، أردت فرصة، وحصلت عليها، وأريد أن يحصل عليها كلّ من يستحقها، بعض النظر عن ظروف نشأته، أو عن بيئته الاقتصادية والاجتماعية. كل شخص يستحق أن يحصل على فرصة، لا أن يكون مخنوقاً". https://youtu.be/SzzB9d1SPFA
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين