تعاني ساحة الكوميديا في الفن المصري تدهوراً، وغياباً للممثلين أصحاب الجماهيرية الكبيرة. وظلت لفترة مقتصرة على بعض الأسماء التي كانت تعتبر ممثلة لجيل الشباب في نهاية التسعينيات، كمحمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد. وتوقف ظهور نجوم الكوميديا بعد ذلك، إلى أن جاءت موجة العروض المسرحية التلفزيونية، أو ما يطلق عليها إعلامياً "مسارح الفضائيات الخاصة". التي بدأت منذ عامين ونصف العام، بعروض "تياترو مصر"، للفنان أشرف عبد الباقي، وتبعها المزيد من العروض المشابهة، مثل "مسرح مصر"، و"مسرح النهار"، فساهم ذلك في جعل شبابه أسماء لامعة في الكوميديا في فترة وجيزة.
علي ربيع الأكثر انتشاراً
هو أشهر أبناء جيل الكوميديا الجديد، واعتمد عليه صناع "تياترو مصر" و"مسرح مصر"، في الترويج لهذه العروض، وضمان استمرارية حضورها الجماهيري. حتى أصبحت مسرحياته الأعلى مشاهدة على الفضائيات المصرية، و"إيفياهاته" ومقاطعه الكوميدية، الأكثر مشاهدة أيضاً على موقع YouTube. لم يكن ربيع يعرف في فترة دراسته في كلية التجارة بجامعة القاهرة، أنه يمتلك موهبة التمثيل، والتحق بفريق مسرح الجامعة، بعد فشله في أن يصبح لاعباً لكرة القدم. هناك كانت وظيفته تقليد الفنانين بطريقة كوميدية بين العروض المسرحية. لكنه تدرج حتى حجز لنفسه مكاناً وسط هذه المسرحيات، واستمر في تقليد الشخصيات مع زميليه محمد أسامة "اوس اوس"، ومحمد عبد الرحمن، اللذين كونا معه فرقة متخصصة في تقليد "ثلاثي أضواء المسرح": سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد. شارك علي ربيع في أدوار صغيرة في أفلام ومسلسلات بعد تخرجه من الجامعة. كدوره في مسلسل "الرجل العناب" 2013، ولكن نقطة انطلاقه كانت عند اكتشاف أشرف عبد الباقي له أثناء التحاقه بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، مع المخرج خالد جلال، فقرر ضمه مع بقية زملائه إلى التجربة الجديدة "تياترو مصر". بعد نجاحه في هذه العروض، استطاع ربيع أن يحجز لنفسه مكاناً في معظم الأعمال الكوميدية في السينما والتلفزيون. ورغم أنه لا يبذل جهداً في تغيير هيئته أو طبيعة أدواره، أصبح الوجه الكوميدي الشاب الأكثر انتشاراً وطلباً. فشارك في رمضان الماضي في ثلاثة أعمال: "لهفة"، "مولانا العاشق"، "أستاذ ورئيس قسم" مع عادل إمام. وهذا الموسم يشارك في دور البطولة لأول مرة بمسلسل "صد رد"."اوس اوس" و"عبد الرحمن"، شركاء علي ربيع
معظم أبناء هذا الجيل يعتمدون على طريق واحدة في الإضحاك، هي الكوميديا الناتجة من محاكاة الأعمال القديمة، وتقليد الفنانين والمطربين. والاعتماد على هيئتهم كمصدر أساسي للضحك، وعلى رأس هؤلاء محمد أسامة الملقب بـ"أوس أوس"، زميل ربيع في مسرح الجامعة. وتتلخص كوميديته في قصر قامته وشعره الكثيف، بجانب مساعدته لزميله ربيع في خلق مواقف كوميدية على خشبة المسرح، ويصف ذلك بروح الانسجام بين الثلاثي "عبد الرحمن، ربيع، أوس اوس". لذلك هم يشاركون كفريق واحد في معظم أعمالهم، حتى آخرها "صد رد". الحال نفسه مع محمد عبد الرحمن، خريج كلية الحقوق، وزميلهم في مركز الإبداع بدار الأوبرا. لكنه اختلف عنهم بقدرته على تغيير شخصياته الكوميدية، بدلاً من اللجوء إلى التقليد والمحاكاة. أشهر شخصياته كانت "زيزو" في مسلسل "الكبير أوي"، والسائق شحاتة في "أستاذ ورئيس قسم". والتصقت بعبد الرحمن جمل كوميدية عديدة بسبب طريقته الغريبة في نطقها.الأبطال المساعدون
ضم "مسرح مصر" العديد من الوجوه الكوميدية الشابة، لكنهم لم يحصلوا على نجومية الثلاثة السابقين نفسها. مثل الممثل حمدي الميرغني، خريج كلية الحقوق، الذي يشارك في أدوار صغيرة خارج "مسرح مصر"، كمشاركته الأخيرة في فيلم "أوشن 14"، مع زميليه مصطفى خاطر، وحامد الشراب، وهذه أولى بطولات ممثلي المسرح في السينما من دون علي ربيع. والتقى الثلاثي أيضاً في مسرح جامعة عين شمس، قبل تدرجهم على السلم نفسه، بالالتحاق بمركز الإبداع، ثم المسرح التلفزيوني. ويتساوون في مقدار النجومية والموهبة كذلك، مع اختلاف "حامد" بتميزه في تقليد أصوات المطربين بطريقة كوميدية.القادمون من الخارج
أغرى نجاح المسارح التلفزيونية بعض الممثلين في الانضمام لهذه التجارب، للاستفادة من جماهيريتها ورواجها على التلفزيون وYouTube، وفي مقدمتهم الممثل الشاب عمر متولي، ابن الفنان الراحل مصطفى متولي. واختار الكوميديا لقرابته بالفنان عادل إمام، فحقق شهرة من أول أدواره الكوميدية في السينما، عبر فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" 2008، في دور طالب مدرسة، وابن وزير الداخلية. بعدها نال فرصاً أكبر في عدة أعمال كوميدية مثل فيلم "تتح"، ومسلسل "دلع بنات". طلب عمر الانضمام إلى فريق "مسرح مصر"، والمشاركة كضيف وممثل في عروضه، وبسبب مشاركته معهم، نال شهرة أوسع، أهلّته لطرح فيلم من بطولته للمرة الأولى: "أوشن 14". حقق الفيلم إيرادات كبيرة، جعلته يقترب من التخلص من تهمة دخول الفن بالوساطة، وتثبيت صورته كنجم كوميديا جديد. النموذج الأخير من المضحكين الجدد، هو الشاب مصطفى أبو سريع، الذي يحقق نجاحاً تدريجياً، بعيداً عن مسارح التلفزيون. فبعد أن بقي فترة حبيساً في مسارح الدولة، نال شهرة واسعة بعد ظهوره لثوان معدودة في الإعلان المشهور "ليلة هنا وسرور". بعدها أصبح اسماً مطلوباً في الأعمال الكوميدية الجديدة ولكن كممثل مساعد، كما في فيلميه الأخيرين "فص ملح وداخ"، و"الهرم الرابع". وشارك بدور مميز في مسلسل "فيفا أطاطا" العام الماضي مع محمد سعد.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع