تعد مسألة استعارة أو اقتباس الأفكار من أفلام أجنبية أمراً اعتيادياً، منذ نشأة السينما المصرية في الثلاثينات. لكن في ما مضى، كان المؤلفون يشيرون إلى أن الفيلم إما مقتبس أو مستوحى من فيلم أخر أجنبي، مع ذكر أسم الفيلم. إلا أن الظاهرة تطورت مع مرور الوقت من الاقتباس والاعتراف، إلى السرقة والإنكار.
ويرى بعض النقاد، أن فكرة الاقتباس تكون مقبولة، حين تؤخذ التيمة الرئيسية وتتم معالجتها بطريقة مصرية ملائمة. نستعرض معكم أحدث الأفلام المقتبسة من أفلام أجنبية، وتعليق النقاد عليها.
حسن وبقلظ - Stuck on you
حقق فيلم "حسن وبقلظ"، بطولة علي ربيع، ويسرا اللوزي، أرباحاً كثيرة في السينما المصرية، تخطت المليون و400 ألف جنيه مصري في أول أيام عرضه. وأعاد هذا الفيلم الحديث من جديد عن ظاهرة الاقتباس من السينما العالمية. فقد أكد بعض النقاد أن فكرة الفيلم مقتبسة من الفيلم الأجنبي "Stuck On You"، بطولة مات ديمون Matt Damon، وجريج كينير Greg Kinnear، وعرض عام 2003. تدور أحداث الفيلمين عن توأمين ملتصقين تحصل معهما العديد من المواقف الكوميدية. ويقول الناقد السينمائي رامي العقاد إن الفكرة قد تكون مستوحاة من الفيلم الأمريكي، لكن هذا الفيلم أتى بفكرة مختلفة عنه، وطرح مشاهد وأجواء مغايرة عن الفيلم الأميركي. فالتشابه كان فقط في فكرة التصاق التوأمين، والمواقف الكوميدية التي تحصل معهما.الهرم الرابع - Mr. Robot
"لم يكتف صناع العمل باقتباس تيمة المسلسل، بل تم اقتباس البوستر أيضا". هكذا علق العقاد على فيلم الهرم الرابع (2016) بطولة أحمد حاتم، ومريهان حسن، وإخراج وتأليف بيتر ميمي. تدور أحداث الفيلم حول القرصنة الإلكترونية، من خلال قصة طالب في كلية الهندسة يستولي على مبالغ ضخمة من أحد المصارف، وهي فكرة مسلسل مستر روبوت الأمريكي (2015) الرئيسية. ويشير العقاد إلى أن بعض مشاهد الفيلم اقتبست من المسلسل الأميركي. ويضيف أن المعالجة المصرية لمشهد القرصنة المقتبس من المسلسل الأجنبي، لم تكن في نفس مستوي المشهد الأجنبي. فمشهد القرصنة الأجنبي كان أكثر حرفية تقنياً، وفي طريقة جمع البيانات والتعامل مع السوشال ميديا، ما افتقده المشهد المصري المقتبس.الفيل الأزرق - The Tattooist
أما فيلم الفيل الأزرق (2014)، بطولة كريم عبد العزيز، ونيللي كريم، المأخوذ عن رواية للكاتب المصري الشاب أحمد مراد، ففكرته مقتبسة من الفيلم الأجنبي "The Tattooist"، وهو بطولة جايسون بير Jason Behr، وميا بلاك Mia Black، وعرض عام 2007. جاءت بعض مشاهد الفيلم مستنسخة من الفيلم الأجنبي، مثل مشهد انتشار الوشم في الجسد كاللبلاب. ويرى الناقد السينمائي محمد عبد الفتاح، أنه رغم تقارب الفكرتان، أو تطابق المشهد مع الفيلم الأجنبي، نجح المخرج مروان حامد في طريقة تنفيذها على نحو محترف، بتقنيات أقرب للواقع المصري.سمير وشهير وبهير - Back To The Future
بالرغم من سطحية فيلم "سمير وشهير وبهير" (2010)، الذي قامت ببطولته مجموعة شباب هما أحمد فهمي، هشام ماجد، وشيكو، فقد حقق نجاحاً جماهيرياً على المستوى التجاري لا النقدي. وتعتبر الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي، أنه رغم أن الفكرة مقتبسة من الفيلم الأجنبي Back To The Future (عام 1985)، الذي قام ببطولته مايكل جي. فوكس Michael J. Fox، وليا طومسون Lea Thompson، فإن صناع هذا الفيلم استطاعوا إضافة روح الفكاهة المصرية. وتأخذ البشلاوي على الفيلم إخفاقه في تنفيذ الحبكة الدرامية في المشاهد المقتبسة. وتشير إلى أن مشهد عودة أبطال الفيلم لسنة زواج والديهم في الفيلم الأجنبي، لم يغفل التقدير الزمني للبطل عند عودته للماضي، فجاء أكثر إقناعاً من المشهد المصري.بنات العم - The Hot Chick
بعد النجاح الذي حققه أبطال فيلم "سمير وشهير وبهير"، عاد الممثلون الثلاثة لتكرار التجربة بفيلم أخر هو "بنات العم" الذي عرض عام 2012. واقتبست فكرته أيضاً من فيلم أجنبي هو The Hot Chick إنتاج 2002 وبطولة روب شنايدر Rob Schneider، وراشيل ماك ديمز Rachel McAdams. تدور قصة الفيلمين حول فكرة تعويذة تتسبب في أن تستيقظ 3 فتيات ليجدن أنفسهنّ في أجسام رجال. ويحاولن إبطال مفعول هذه التعويذة لاستعادة أجسادهم. جاءت بعض مشاهد الفيلمين متطابقة تماماً، الأمر الذي لم يشر إليه أبطال العمل. فمشهد اكتشاف إحدى الفتيات تحولها إلى رجل أثناء جلوس البطل في الحمام، متطابق مع المشهد في فيلم The Hot Chick. وتقول البشلاوي: "الفيلم اعتمد على مهارات النقل، وليس القدرة على الإبداع. فالنقل يسقط صفة الإبداع والابتكار".الحرب العالمية التالتة - Night at the museum
عام 2014 عاد أبطال الفيلمين السابقين مرة ثالثة، بفكرة مقتبسة عن فيلم أجنبي "الحرب العالمية التالتة"، المقتبس عن الفيلم الأميركي Night at the museum 2006، بطولة الممثل بن ستيللر Ben Stiller. يروي الفيلم قصة حارس المتحف الذي يفاجأ بانتقال التماثيل المعروضة إلى الحياة في الليل، ثم يتحول الرعب الذي يشعر به في البداية إلى صداقة بينه وبينهم. وترى الناقدة السينمائية ماجدة موريس، أن فكرة الفيلمين تعتمد على العلاقة بين الماضي والحاضر من خلال المتحف. فأحداثهما تدور حول ليلة يقضيها البطل في المتحف. لكن الفيلم المصري قدم معالجة متقنة ومسلية. وبرأيها، نجح في صناعة ورسم غالبية الشخصيات التاريخية، واختار شخصيات تتمتع باهتمام كبير عند الجمهور.جوازة ميري - This Means War
فيلم "جوازة ميري" بطولة الفنانة ياسمين عبد العزيز، حسن الرداد، كريم محمود عبد العزيز، وإنتاج 2014 مقتبس من فيلم This means war، بطولة توم هاردي Tom Hardy وكريس بين Chris Pine وريس ويذرسبون Reese Witherspoon، إنتاج 2012. يحكي الفيلم قصة صديقين يعملان في جهاز أمني ويكتشفان وقوعهما في حب الفتاة نفسها، ويتصارعان على الفوز بها. أثناء متابعة الفيلمين، نلاحظ أن البطلين في الفيلم الأجنبي ضابطان في وكالة الاستخبارات الأمريكية. وضابطا مخابرات في النسخة المصرية، وستسمع جملة البطلة في الفيلمين، بأنها تريد أن تتزوج البطلين. يقول الناقد السينمائي محمد عبد الفتاح إن كاتب السيناريو لم يستطع الوصول للمعنى الحقيقي، أو المستوى الذي وصل إليه الفكر المقتبس. كما أنه لم يراعِ اختلاف طبيعة تقاليد المجتمع المقتبس عنه، عن تقاليد المجتمع المصري، لذلك جاءت رغبة زواج البطلة بالبطلين غير مقنعة للجمهور العربي.توم وجيمي - Dennis the Menace
أما الفيلم المصري "توم وجيمي" إنتاج 2013 بطولة: هاني رمزي، حسن حسني، جنى عمرو، فهو مقتبس عن الفيلم الأجنبي Dennis the Menace بطولة جوان بلورايت Joan Plowright، ميسون جامبل Mason Gamble، ووالتر ماثو Walter Matthau. تدور قصة الفيلمين في إطار كوميدي ساخر، حول الجد الذي يتعرض للعديد من المقالب المضحكة. تلك المشاهد نقلها فيلم "توم وجيمي" حرفياً من دون إدخال أي تعديلات. فبعض المشاهد مقتبسة نصاً عن الفيلم الأميركي كمشهد أسنان الجاكليت، والضفدع ومشهد الخطف. ووصف العقاد الاقتباس الحرفي بأنه عمل فاشل، ولا يحترم عقلية المشاهد، مؤكداً أن الفن موجود للإبداع وليس للنقل والاقتباس.جيم أوفر - Monster in Law
فيلم جيم أوفر 2012، بطولة مي عز الدين، ويسرا، ومحمد نور، مقتبس عن الفيلم الأجنبي Monster-in-Law (عام 2015) بطولة جنيفير لوبيز Jennifer Lopez، مايكل فارتان Michael Vartan، وجين فوندا Jane Fonda. تدور أحداث الفيلمين حول الفتاة البسيطة الآتية من مستوى اجتماعي متواضع، والتي تقبل على الزواج من شاب ثري، ترى والدته أن هذه الزيجة يستحيل أن تتم. وتعتبر أن الفتاة عدوتها، فتفعل أي شيء مقابل إفشال هذا الزواج، وكما النهاية بين جنيفير وجين، تكون النهاية بين يسرا ومي، اللتين تتصالحان في نهاية الفيلم. أيضاً المواقف الكوميدية في الفيلم المصري، شاهدناها في الفيلم الأجنبي كما هي، وهي الكوميديا التي تعتمد على الصفع والضرب والقفز وتسمى الكوميديا الحركية. وترى البشلاوي أن الاقتباس هنا جاء سطحياً هزيلاً. والكوميديا الحركية نفذت ببدائية شديدة، وتحولت إلى استظراف، وابتذال وسخرية من الجمهور. فجيم أوفر اكتفى بأخذ النسخة الأجنبية ووضعها كما هي، ما أضعف من قيمة العمل.خليج نعمة - Sleeping with the Enemy
"خليج نعمة" بطولة الفنانة غادة عادل، وأحمد فهمي، وإدوارد، وإخراج مجدي الهواري عام 2007، مأخوذ عن الفيلم الأجنبيSleeping with the Enemy 1991، المأخوذ عن رواية للأميركية نانسي برايس Nancy Price. الفيلم بطولة جوليا روبرتس Julia Roberts، باتريك بيرجن Patrick Bergin، كيفين أندرسون Kevin Anderson. ويبدو أن نجاح الفيلم الأجنبي الذي شكل نقلة نوعية لروبرتس في مسيرتها، أغرى صناع السينما المصرية لاقتباسه. وتدور قصة الفيلمين حول زوجة تهرب من سطوة زوجها بفبركة موتها، ثم تهرب إلى بلدة جديدة بشخصية مختلفة، وتقع في حب أحد الأشخاص، لتفاجأ بزوجها في نهاية الفيلم وتقتله دفاعاً عن نفسها. لكن النهاية تختلف قليلاً في الفيلم المصري "خليج نعمة" إذ يتم القبض على زوجها. وقد اقتبس أيضاً عن الفيلم نفسه، الفيلم المصري "هروب مع سبق الإصرار" (1997) لجيهان راتب، ويوسف شعبان. ويرى الناقد السينمائي محمود قاسم، أن مؤلف فيلم "خليج نعمة" فشل في تمصيره، فجاءت المطاردات داخل الفيلم المصري غير متقنة، وأغنياته تفتقد إلى الحس.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 6 ساعاتHi
Apple User -
منذ 6 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 5 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا