الأمثال الشعبية.. ذلك الجزء من التراث الموروث عن السلف، الذي يكشف الفكر السائد في المجتمع، والذي بموجبه تتشكل لدى كثير منا قناعات وأحكام تجاه موقف معيّن أو شخص ما.
وللمرأة المصرية نصيب كبير من الأمثال الشعبية، بعضها سلبي والبعض الآخر إيجابي. نرصد في هذا التقرير 12 مثلاً منها لا نعرف ما إذا كان قائلها رجلاً أم مرأة، ولكننا نعلم أن بعضها لن يعجب كثيراً من النساء.
"اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24"
يؤكد هذا المثل ضرورة الشدة في تربية الفتيات، وهو في رأي الناشطة الحقوقية والنسوية، أمل عبد الهادي «نوع من العنف»، ويعبر عن ازدواجية المجتمع الذي يكيل بمكيالين."إن كنت وحشة كوني نخشة"
يوصي هذا المثل الفتاة إذا لم تكن جميلة أن تكون خفيفة الظل وتمارس بعض أنواع «الدلع» لتكسب قلوب الرجال. وترى عبد الهادي أن المثل «سلبي» لأنه يرسخ فكرة خاطئة، هي أن جمال الوجه أهم من جمال العقل. مشيرةً إلى أنه وفق ما يحرض المثل، فإن الفتاة لا بد أن تكون جميلة، وإن لم تكن كذلك فعليها أن تمارس الألاعيب لتتزوج."آخد ابن عمي واتغطى بكمي"
يضرب فى تفضيل تزوج المرأة بقريبها ولو كان فقيراً، ولا يملك ما تتغطى به، وتراه عبد الهادي «إيجابياً»، لأنه يدعو الفتاة للارتباط بمن تحب وتحمل مشقة قرارها في سبيل الحب. إلا أن حسناء محمد، وهي ناشطة نسوية، تؤكد أن هذا المثل «سلبي وذكوري بحت»، مشيرةً إلى أنه «يعزز فكرة أن البنت متخرجش من بره العيلة». موضحةً أن بعض الأهالي يستغلون هذا المثل في إجبار الفتيات للزواج من الأقارب، حتى لو كان مستواهم التعليمي أقل من العروس."اللي يسعدها زمانها تجيب بناتها قبل صبيانها"
يشير هذا المثل لمحاسن إنجاب المرأة للبنات قبل الذكور، لمساعدتها في شؤون البيت وتربية الأبناء اللاحقين. تقول عبد الهادي، إن لهذا المثل جانباً جيداً وآخر سلبياً. مشيرةً إلى أن الجانب الإيجابي هو اعتبار أن «خلفة البنات» أمر جيد، أما الجانب السلبي فهو أن «شغل البيت» أبرز عمل للمرأة."الحما حمة ولو كانت ملكة من السماء"
تعلق عبد الهادي على هذا المثل أن «الحموات ستات مظلومة». وترى أن المثل «يعكس» درجة من الواقع، إلا أنها تؤكد أن اللحظة الوحيدة التي تكون للمرأة سلطة، هي عندما تصبح «حماة». وتشير إلى أن الفتاة كانت تتزوج قديماً وتنتقل لبيت زوجها لتعيش معه وسط أهله، فكانت تعمل كـ«خادمة» لأهل زوجها، أما الآن فقد تغير الوضع."خدي بختك من حجر أختك"
تعتبر عبد الهادي هذا المثل «قلة حياء»، ويعزز لفكرة الأنانية المطلقة. لكنها تشير إلى أن هذا المثل الذي يقصد به «خناقة على الراجل»، أصبح يطبق في كل شيء."الست اللي ما بتخلفش زي الضيف"
يشير هذا المثل إلى أن المرأة التي لا تنجب مصيرها سيكون الطلاق. وتعلق الدكتورة نادية عبد الوهاب، عضو مؤسس في مركز المرأة الجديدة، على المثل لرصيف22: "المثل يرى المرأة أماً فقط وليس لها أية أدوار أخرى، وإذا لم تؤدِّ هذا الدور فهي قابلة للرحيل". مشددةً على أنه يعبر بشكل كبير عن نظرة المجتمع للمرأة قديماً، إذ كان يعتقد أن السبب في عدم الإنجاب يرجع للمرأة.أمثال مصرية لن تعجب الكثير من النساء...
"عمر المرة ما تربي عجل وينفع"
مفاد هذا المثل أنه مهما تربي السيدة فتربيتها في مرتبة أدنى من تربية الرجل، وهو ما ترى عبد الوهاب أنه سلبي، بالنظر للأدوار التي تقدمها المرأة اليوم، بعكس العقود الماضية التي كانت تفتقر فيها المرأة للخبرات التي يكتسبها الرجل."من جابت اتنين في صباها عدمت حيلها وقواها"
ترى عبد الوهاب أن هذا المثل لا يشجع على (الزواج والإنجاب) المبكرين، لذا هو مثل إيجابي من وجهة نظرها."يا أبو البنت ما تعوزها مسيرها لبيت جوزها"
يدعو هذا المثل الرجل ألا يعوّل كثيراً على ابنته لأنها في النهاية ستذهب إلى بيت زوجها وتتركه بعكس الأبناء. وتعلق عبد الوهاب على المثل، قائلة إنه «غير منصف» للمرأة في الوقت الحالي، لكنه كان يعكس واقع قديماً خصوصاً في الأرياف."الحبلة تمشي وتتمايل وتحسب أن الحبل دايم"
تقول عبد الوهاب إن هذا المثل ينتقد التباهي بالحمل والإنجاب، فترى المرأة أن دورها الإنجابي هو الدور الأساسي المطلوب منها، لذا تتفاخر بأنها تؤديه، رغم قصر الفترة التي تكون فيها المرأة قادرة على الإنجاب. وتضيف عبد الوهاب أن المثل يحمل حكمة مفادها أن هذا الدور «غير دائم»، كما أنه يبرز «جانباً سلبياً» في الوقت نفسه، وهو نظرة المجتمع للمرأة بأن دورها الأساسي هو الإنجاب فقط."إكفي القدرة على فمها، تطلع البنت لامها"
يجسد هذا المثل الشعبي مدى التشابه بين الأم وابنتها في الصفات والطباع والأخلاق. تشير الدكتورة نادية عبد الوهاب إلى أن المثل يبرز نظرة سطحية ترى أن الأم هي المثل الأعلى الوحيد للفتاة. موضحةً أن هناك العديد من النماذج التي تقتدي بها الفتاة في حياتها، وأكثر من مسار تسلكه.«لما قالوا لي ولد... اشتد ضهري واتسند، ولما قالوا لي بنت... اتهدت الحيطة عليه»
ترى الناشطة النسوية حسناء محمد، أن المثل «ذكوري» يرسخ فكرة أن «الولاد هم السند، وأن خلفة البنت لا يأتي من ورائها سوى المشاكل»، مشددة على أن «البنت زي الولد» تحمل المسؤولية وتكون سنداً لأهلها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع