معروف أن تقرير التنمية البشرية هو تقرير سنوي يصدر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP راصداً واقع التنمية البشرية في دول العالم والرؤى المتصلة بتطويرها. كذلك يقدم إطاراً لمساعدة أصحاب القرار من الحكومات والأفراد على تطبيق هذه الرؤى على سياسة التنمية. وقد صدر التقرير الأول للتنمية البشرية عام 1990، ورجّح خلال السنوات الـ25 الماضية دفة النمو الاقتصادي لكونه مؤشراً مهماً على التنمية البشرية، إلا أن تقرير عام 2015 أعاد تعريف التنمية البشرية ليربطها مباشرةً بالعمل، كونه الثروة الحقيقية للإنسان والعامل الأساسي الذي يسهم في تطور الاقتصاد. وتحدث التقرير عن الأعمال التطوعية والإبداعية وأعمال الرعاية، بالإضافة إلى العمل المدفوع الأجر (الوظيفة).
ماذا يقصد بالتنمية البشرية؟
إن التنمية البشرية مبنية في المقام الأول على السماح للناس بأن يعيشوا نمط الحياة الذي يختارونه، وعلى تزويدهم بالأدوات المناسبة والفرص المؤاتية لتقرير تلك الخيارات. وفي السنوات الأخيرة، سعى تقرير التنمية البشرية إلى إثبات أن هذه المسألة هي سياسة بقدر ما هي مسألة اقتصادية، من حماية حقوق الإنسان إلى تعميق الديمقراطية. وما لم يتمكن الفقراء والمهمّشون - وهم غالباً من أقليات دينية أو عرقية، أو من المهاجرين - من التأثير في العمل السياسي على المستويين المحلي والقطري، فمن المستبعد أن يجدوا الفرصة المنصفة للحصول على الوظائف والتعليم والمستشفيات والعدالة والأمن والخدمات الأساسية الأخرى.
كيف تُقاس التنمية البشرية؟
يُقاس مفهوم التنمية البشرية بمقدار رفاهية الإنسان المتوافرة والتي تتخطى الدخل، إذ تشمل عوامل أخرى مثل التعليم، والصحة التي يعبر عنها بمعدل العمر المتوقع، وخدمات ومؤشرات صحية مثل وفيات الأطفال والرعاية الصحية التي تقدم للنساء، وتطعيم الأطفال ضد أمراض عدة مثل الحصبة والجدري والشلل.
وببساطة فإن المفهوم الحاكم للتنمية هو أن يكون محورها الإنسان، بحيث يمتلك الخيارات والفرص الكافية لاستخدامها، والقدرة على التأثير في حياته، وعليه يُعدّ النمو الاقتصادي وسيلة لا غاية، وقيمته تتحدد بمدى تحسين حياة الناس.
ويعبّر عن مؤشرات التنمية البشرية بقيمة دليل التنمية، وهو مقياس مستمد من المكونات الأساسية للتنمية، وأهمها العمر المتوقع والخدمات الصحية، واكتساب التعليم، ويقاس كذلك بمتوسط سنوات الدراسة، ونصيب الفرد من الدخل القومي. كذلك يعبر عن المقياس رقمياً بسُلّم يراوح بين الصفر والواحد، ويؤخذ في الاعتبار أيضاً عوامل إيجابية وسلبية أخرى، مثل المساواة بين النساء والرجال في العمل والأجور وتولي المناصب، وأبعاد الفقر التي لا صلة لها بالدخل.
أين العرب على سُلّم التنمية البشرية؟
يصنف التقرير دول العالم إلى دول ذات تنمية بشرية مرتفعة جداً (مثل بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة وإسرائيل وبعض دول الخليج العربي)، ودول ذات تنمية بشرية مرتفعة (مثل روسيا وبعض دول الخليج العربي)، ودول ذات تنمية بشرية متوسطة (مثل معظم الدول العربية)، وأخيراً دول ذات تنمية بشرية منخفضة (كمعظم دول أفريقيا).
تعدّ الدول ذات التنمية المرتفعة جداً تلك التي تحوز مؤشراً يراوح بين 0.8-1، وعددها هذا العام 49 في مقدمتها النرويج (0.94) فأستراليا، ثم سويسرا، الدانمارك، هولندا، ألمانيا، إيرلندا، الولايات المتحدة، كندا، نيوزيلندا، وسنغافورة.
عربياً، جاءت قطر في المرتبة 32 عالمياً (شمل التقرير 188 دولة) وفي طليعة الدول العربية، تليها السعودية في المرتبة 39، فالإمارات والبحرين والكويت. وفي عداد الدول ذات التنمية المرتفعة (0.7 - 0.8) سلطنة عمان، لبنان، الأردن، والجزائر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 4 أيامtester.whitebeard@gmail.com