حين تتجول في محافظات قطاع غزة تشاهد آثار الحروب الإسرائيلية المتتالية خلال السنوات السبع الماضية، من دمار وصور للشهداء وشعارات مقاومة. وإذا تمكنت من زيارة الضفة الغربية، الجزء الثاني من الوطن الفلسطيني، ستشاهد بوضوح استقرار الحياة ووجود أساسيات العيش.
غزة التي توصف بأنها حاملة لواء المقاومة في السنوات الأخيرة، والتي اشتبكت مع إسرائيل في حروب قاسية، أسقطت أهم لواء يناضل من أجله، العلم الفلسطيني. فبصعوبة ترى وأنت تتجول في شوارع غزة علم فلسطين، بينما تعلو أعلام الفصائل والأحزاب الفلسطينية في كل مفترق أو شارع أو حتى منزل.
يرى الصحافي ثائر أبو عون، وهو من سكان غزة، أن "تهميش علم فلسطين سببه أن الانتماء إلى الفصيل أصبح أقوى من الانتماء إلى الوطن، فالفصائل هي التي تدعو لخروج الفعاليات والتظاهرات، وهي تهتم بشكل أساسي برايتها الحزبية كمقياس لشعبيتها".
مقالات أخرى
برغم الحرب والمقاطعة، غزة تستورد 65% من حاجاتها من إسرائيل
برنامج إرادة: قصص نجاح لذوي الاحتياجات الخاصة في غزة
الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي هشام أبو ربيع يقول لـرصيف22: "تغييب العلم الفلسطيني برمزيته، كعلم شعب ما زال تحت احتلال، سيؤثر سلباً على انتماء الأجيال الجديدة للوطن".
الحال في الضفة الغربية مختلف تماماً، فعلم فلسطين يعلو في كل مكان، ويندر أن تشاهد رايات الفصائل إلا في التظاهرات.
وقد ساهمت حملة حماية العلم الفلسطيني في إعادة تقدير هذا العلم، إذ تقوم هذه المجموعة المؤلفة من عدد من شباب الضفة الغربية، بتصوير أعلام فلسطين الممزقة في الأماكن العامة أو المؤسسات الحكومية ونشرها على صفحتها على Facebook.
وقد نجحت المجموعة نسبياً في تكوين رأي عام ضاغط لاستبدال العلم بآخر جديد، ولوحظ بعد انطلاقها غياب الأعلام القديمة، وقيام البلديات بتعليق أعلام فلسطينية جديدة في الشوارع والأماكن العامة.
وقد استندت الحملة إلى القانون الأساسي الفلسطيني المعدل لعام 2003، وينص في المادة 41، على أن "احترام العلم واجب على الجميع، وتحظر الإساءة إليه، أو الاستهانة به قولاً أو فعلاً". كما يحظر القانون رفع أي علم غير العلم الفلسطيني على الدوائر والمؤسسات الحكومية، والأماكن العامة، وهو أمر غير مطبق في قطاع غزة.
الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب يرجع أسباب تغييب علم فلسطين في غزة وحضوره في الضفة إلى نقطتين: "قوة الفصائل في غزة على عكس الضفة الغربية، ولعب هذه الفصائل دوراً في المقاومة، وهذا ما أعطاها دوراً في الحياة اليومية الفلسطينية، وزيادة الانتماء إليها".
أما النقطة الثانية، يضيف حبيب، فهي "غياب السلطة المركزية عن غزة وحضورها في الضفة". ففي غزة السلطة هي سلطة فصيل واحد والحكم في القطاع ذو طبيعة فصائلية ومؤسسات الدولة غائبة بفعل الانقسام. أما في الضفة الغربية، فهناك سلطة مركزية ومؤسسات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Michel abi rached -
منذ يوممقال مميز
Ali Ali -
منذ 4 أيامجميل و عميق كالبحر
Magdy Khalil -
منذ 5 أياممقال رائع، يبدو انني ساوافق صاحب التعليق الذي اشار اليه المقال.. حيث استبعد ان يكون حواس من سلاله...
Thabet Kakhy -
منذ أسبوعسيد رامي راجعت كل مقالاتك .. ماكاتب عن مجازر بشار ولا مرة ،
اليوم مثلا ذكرى مجزرة الحولة تم...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينيا بختك يا عم شريف
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينمحاوله انقاذ انجلترا من انها تكون اول خلافه اسلاميه في اوروبا